الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 14th December,2004 العدد : 109

الثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

الحراسات..!
لم تكن البنوك والشركات في المملكة بحاجة إلى حراسات ورجال أمن مثلما هي اليوم..
كانت المملكة على امتداد مساحتها واتساع رقعتها..
في كل مناطقها ومحافظاتها ومدنها وقراها..
آمنة مطمئنة لا يعكر صفو الحياة فيها تفجير هنا أو عمل إرهابي هناك..
وكان آخر ما نفكر فيه أن يتغير الوضع أو أن يحدث ما يسيء إلى الوضع القائم..
***
ومن الطبيعي أن ينزعج المواطن كلما سمع صوت الرصاص (يلعلع) في السماء وبين الأحياء وحيث توجد المجمعات السكنية..
ولم يشذ أحد من المواطنين في استنكار الحالة التي مرت على المملكة ولا زالت عليها منذ سنتين..
إلاّ أن يكون هناك من هو شريك مع هؤلاء ولو بالهوى والعواطف والفهم الخاطئ لما يترتب على ذلك من إضرار بنا جميعاً ودون استثناء..
***
والحراسات (السكيورتي) اقتضت الحاجة في ظل المستجدات المؤلمة إلى التوسع في استخدامها لضبط الأمن في كثير من الشركات والبنوك..
ورجال الحراسات يمثلون عدداً من الرجال المدربين التابعين لعدد من المؤسسات المختصة المرخص لها في هذا المجال..
وهم كأفراد ومؤسسات جزء من المنظومة الأمنية في بلادنا التي يجب أن تتمتع بالرعاية والاهتمام وتقدير الجهد الذي يبذله هؤلاء الأفراد تحديداً..
***
ولكن ما هو ملاحظ أن هؤلاء أو أكثرهم لا يعطون في نهاية كل شهر إلا (الفتات) مقابل سهرهم على أمن الأفراد والمنشآت التي يوكل لهم مهمة الحفاظ عليها..
وهو وضع لم يغب عن ذهني وإن كان قد ذكّرني به مجدداً أحد الإخوة ممن يعمل في هذا القطاع، وشرح في قصيدة له أرسلها إليَّ معاناتهم من الإهمال وتدني مرتباتهم وغياب الحوافز المشجعة لهم لبذل المزيد من الجهد..
***
يقول في قصيدته:
((الوقت جرعني من المر كاسه
وهموم قلبي كنها ضلع بنيان))
إلى أن يقول:
((لا وعذابي عشت عيشة تعاسه
الراتب أقشر والديايين قشران))
ثم يقول:
((شغل الحراسة وجب له دراسه
من مجلس الشورى إلى حقوق الإنسان))
***
والقصيدة طويلة ومليئة بالمرارة مع أمل قائلها بمعالجة مشكلة هذه الفئة من المواطنين بإنصافهم في ضوء ما يقدمونه من جهد، وبخاصة أنه وكما يقول في شطر من بيت في القصيدة: (صبرت صبر أيوب والمختفي بان)..
ومثل هؤلاء الذين لم تسعفهم أوضاعهم بالحصول على شهادات جامعية لا ينبغي أن يتركوا لمثل ما هم عليه الآن من تدنٍ في رواتبهم
((يوم الرجال يتابعون الدراسه
حصّلت ماجستير برعاية الضان))
ثم يختتم قصيدته:
((باسمي نيابة عن جميع الحراسه
وأنا علي راضي وجدي سويدان))
***
نرفع صوت الشاكي الأخ علي سويدان ومن هو في مثل حالته إلى وزير العمل الدكتور غازي القصيبي، فلعل لفتة منه وتفاهماً مع المؤسسات التي يعملون بها تعالج هذه الشكوى في الحدود الممكنة، والأخ علي وبقية من يعمل في هذا القطاع لايطالبون بأكثر من الممكن.


خالد المالك

حضارة قديمة تحت اختبار الزمن

شهد عام 2001 دخول الألفية الثالثة للسنة الميلادية، وكان ذلك التاريخ أيضا بداية الألفية الثامنة للحضارة الصينية. من (زهوكوديان) الموقع التاريخي ل(رجل بيكين) إلى إمبراطور (هوانغدي). من (سانكسنغدوي) إلى (نهر الشمس والقمر). الصينيون المقدر عددهم ب1.3 مليار نسمة داخل البلاد و 50 مليوناً خارج البلاد في أكثر من 200 دولة ومقاطعة، يحتفلون بهذه المناسبة.
تعطي الصين بعداً جيداً لمفهوم (التاريخ القديم). معلومات عن القرن الرابع عشر، تكشف أن المواقع التي يصل عمرها إلى 2500 سنة قبل الميلاد في الصين ظهرت في الواقع في منطقة النهر الأصفر قبل 5000 سنة، حيث اكتشف الباحثون معابد و مقابر، وأطلال مدن لها شكل بدائي وكتابة بدائية و التي تتطابق مع الأساطير الشعبية.
من هنا، فإن حقيقة وجود الحضارة الصينية هي الوحيدة التي لها جذور مستقلة مرت باختبار الزمن إلى يومنا هذا دون أن تحدث القطيعة فيما بين الحقب و المراحل.
ثقافة النحاس
إذا وضعنا في الاعتبار بناء الحضارة الصينية الأولى في القرن الـ21 قبل الميلاد كبداية للألفية الثانية للحضارة الصينية،فأن ثقافة النحاس كانت أهم معدن آنذاك. وفيما بعد، ظهرت سلطة أخرى و هي سلطة (الشانغ)، التي كانت بمثابة الخطوط الأولية لملامح الكتابة الصينية الحالية.
أما بداية الألفية الثالثة للحضارة الصينية فتصادفت مع إقامة سلطة (زهو) في القرن الثامن قبل الميلاد. إن تحديد معالم المنظومة الفلسفية تجسدت في خاصية معلمها (لاو تزو)، فتحت المجال واسعا للإبداع إلى أن صار الإنسان قادرا على الاكتشاف في الزمن وفي الفضاء الذي يحيط به. الصينيون رسموا الخرائط الأولى من علم الفضاء للعالم و ما زالوا يحتفظون بأقدم المخططات الكاملة عن الكواكب النظريات المنتقاة من (المدارس المائة) التي ظهرت في تلك الحقبة، أثرت كثيرا على الفكر الإنساني عبر التاريخ.
الإمبراطور (كينشيهواغدي) وحد الصين وذهب إلى حد البحث عن الخلود، عن اللامحدود، والاستمرارية وبنى السور الكبير الذي ما زال قائما إلى اليوم يتحدى الزمن.
طريق الحرير
وعندما ولد المسيح عليه السلام في الشرق، كانت الحضارة الصينية تحتفل بالألفية التاسعة. فالعالم في القرن الأول قبل الميلاد شهد قوة الإمبراطورية الصينية التي قادها (هان) التي امتدت طوال 400 سنة بكثافة سكانية بلغ حجمها 60 مليون نسمة.
حققت إمبراطورية (هان) ( هان الشرق: 260 قبل الميلاد ـ 8 بعد ميلاد المسيح. و هان الشرق:25 ـ 220) وإمبراطورية (تانغ) ( 618 ـ907) احيث كانا قويين في تلك الحقبة، العديد من الإنجازات المذهلة خلال الألفية الأولى لميلاد المسيح فنقلت ثروات الحضارة الصينية إلى أوروبا عن طريق الحرير، وقد كانت مختلطة في نفس الوقت مع الثقافات الأجنبية، البوذية والإسلامية والمسيحية مثلا.. ماهية العالم، الروح والإلهام النبيل لدى الصينيين كانت في غاية العمق إلى درجة أن احد المؤرخين البريطانيين أعجب بها و نقلها إلى الغرب. في يوليو من عام 1998 اختار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مدينة (كسيان) كمرحلة أولى في إطار جولته التي قادته إلى الصين، حيث قال ان (كسيان) قبل 1000 سنة كانت المدينة الأكثر تقدما في العالم. من هنا، بدأت الرحلة التجارية لأجل استعادة الفكر و الديمومة في الثقافة الصينية. رحلة الإصلاحات في الألفية الصينية الخامسة بدأت الإصلاحات لجعل البلاد قوية. تلك الإصلاحات التي صاغها (وانغ أنشي) شهدت الفشل لسوء الحظ، لكنها لم تمنع البلاد من البقاء في مركز متقدم على المستوى العالمي على مدى فترة طويلة من الألفية الثانية قبل الميلاد.
مفكرة ماركو بولو تعطي الدليل الذي يثير اهتمام وإعجاب القارئ. خلال تلك الحقبة، واصل الصينيون عملية تطوير اختراعاتهم واكتشافاتهم، والتي تعد بالآلاف، بما فيها أعواد الكبريت، والساعة اليدوية التي بقيت إلى يومنا هذا شاهدة. إبان الألفية الثانية قبل الميلاد، استطاع الصينيون القيام بأكبر رحلة إنسانية لهم على المستوى الجغرافي في الشرق الأوسط. في الوقت الذي رفضت فيه القوات البحرية الأكثر قوة آنذاك بقيادة (زهانغ هي) احتلال الأراضي الأجنبية.
تكريس لغة التفاهم على غرار مهمة السلام، فإن الثروات التي تركتها الصين لأجيال جاءت من بعد، والتقاليد المهمة التي تركتها تلك الحضارة.. ساهمت في تكريس لغة التفاهم والقيم السلوكية المستقلة، والمسؤولية، وروح الإبداع والمقاومة ضد الفقر ومناهضة الركود.
لكن الذي يبدو مؤسفا، هو انه منذ القرون الخمسة الأخيرة، أوقفت الصين بحوثها في العديد من المجالات.
وكان يجب انتظار عام 1840 الذي بموجبه انفتحت أبواب الصين للقوى الغربية ليتسنى للشعب الصيني الذي كان يضع خلفه 5000 سنة من التاريخ و الحضارة، أن يقتنع انه كان في أزمة حقيقية إذ يعترف العلماء الغربيون أن حضارة قديمة كالحضارة الصينية لا يمكنها أن تضمحل. حيث انه منذ 160 سنة الأخيرة، عرفت الصين اكبر إصلاح في التاريخ البشري. بلد من القرن الحجري منعزل و منغلق على نفسه تحول إلى بلد متقدم. الإصلاح مس أيديولوجية الخُمس من سكان العالم، مس منظومتها التربوية و عادات الزواج، والظروف المادية و الحياتية. وأهمية تلك الإصلاحات تجاوزت كل الحدود، كما قال المؤرخ الصيني ' هوانغ رنيو). وقد حدثت اكبر المتغيرات إبان الـ50 سنة الماضية، أو لنقل الـ20 سنة الماضية. فالولادة الجديدة للصين تحولت إلى اكبر حدث تاريخي إنساني في القرن. بيد أن نجاعة الحضارة الصينية أثبتت نفسها. في 1يناير2001، يوم (زياجي) الصيني ( بداية الدورة الصينية الجديدة التي تحسب بـ60 سنة وفق الرزنامة القمرية ).
حيث إن الرزنامة القمرية تستمد جذورها من القانون الفلكي و من المعطيات الجيولوجية التي كان يتعامل بها الصينيون القدامى, ومن منظور تلك الرزنامة، فإن الأشياء الكونية تتواجد و تتجدد وفق دورة متتابعة، ويوم (زياجي) هو بداية تلك الدورة. هذه النظرية من التجدد الدوري تبقى مستمرة و صارمة إزاء ما يسميه الصينيون بالتشبيب المتتالي.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
المنزل الانيق
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
تقرير
إقتصاد
منتدى الهاتف
مجتمعات
اثار
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
ملفات FBI
x7سياسة
الحديقة الخلفية
صور العام
شاشات عالمية
رياضة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved