الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 19th July,2005 العدد : 136

الثلاثاء 13 ,جمادى الثانية 1426

الصحافة الرياضية
لا أزعم أنّني متابع جيِّد لما يُنشر في صحفنا عن النشاط الرياضي المحلي..
وأعترف بأنّني أجهل معرفة المساحة المحدَّدة لتغطية أحداثها يومياً ..
وأضيف بأنّ جهلي لا يلغي معرفتي بأنّ حجم ما يُخصَّص لها يُعَدُّ كبيراً بالمقارنة مع اهتمامات الصحف بالتخصُّصات الأخرى.
***
ومن الطبيعي أن يكون للرياضة كلُّ هذا الاهتمام الصحفي طالما أنّ لها عشّاقها ومتابعيها بهذه الأعداد الكبيرة ..
وهو اهتمام لا يقتصر على الصحافة السعودية وإنّما يمتدُّ إلى جميع الصحف وعلى امتداد قارات العالم ..
ولو لم تفعل الصحف وتتجاوب مع رغبة قرَّائها لعدَّ ذلك قصوراً منها وإهمالاً لرغبات القراء.
***
وكرة القدم تحديداً لها في بلادنا، مثلما لها في أكثر الدول، النصيب الأكبر من الاهتمام والمتابعة بل والممارسة بين الشباب ..
وهو ما جعلها ويجعلها تسيطير على المساحة الصحفية المحدَّدة لمتابعة الفعاليات والنشاطات الرياضية على حساب الألعاب الأخرى في جميع الصحف ودون استثناء ..
والصحف تفعل هذا مثلما هو سائد في المؤسسات الرياضية، حيث تولي رعاية الشباب والأندية الرياضية كرة القدم من الاهتمام ما لا توليه للألعاب الرياضية الأخرى المختلفة.
***
غير أنّ الاهتمام بكرة القدم والحماس لفرقها والاستعداد للصَّرف على لاعبيها وفرقها ومنتخباتها، أخذ في السنوات الأخيرة اهتماماً خرج عن طوره ..
ورأينا كيف أنّ الصفحات الرياضية تتجاوب مع ما هو خطأ في السلوك والتصرُّف وتركِّز عليه وتغذِّيه وتضيف إليه ما جعل الصفحات الرياضية تخرج أو تُخرج أحياناً عن أهدافها ..
بما أخاف الغيورين على مستقبل الرياضة والصفحات الرياضية على حدٍّ سواء دون أن يكون ذلك قد قصده أو تعمّده أيُّ من القائمين على الصفحات الرياضية أو الأندية الرياضية.
***
ولعلّ السجال على موضوع اللاعب ياسر القحطاني بين أندية القادسية والهلال والاتحاد بالإضافة إلى اللاعب، ودخول الصحافة على الخط طرفاً منحازاً وغير نزيه يشير إلى ما أعنيه في هذه السطور..
وإذ لا أعفي الصحافة الرياضية من المسؤولية في هذا فإنّ بعض مسؤولي الأندية هم من أجّج هذه المشكلة وخلق هذا الصراع بين الأندية مما ينذر مستقبلاً بما هو الأسوأ بالنسبة للتنافس بين الأندية على امتداد تاريخها ..
قصدت أن أذكِّر بهذا دون أن أحدِّد صحيفة أو كاتباً بالإدانة فأنا من جهة لا أزعم أنّني متابع جيِّد، ومن جهة أخرى فليس هدف هذا المقال التشهير أو النَّيل من أيّ صحيفة ومن أيّ كاتب.
***
إنّ حرية الرأي شيء مطلوب ومقبول وينبغي أن تكون سمة لصحافتنا المتطوّرة ..
غير أنّ الاعتداء على حرِّيات الآخرين بالإساءة والتشهير والتدليس والكذب أمور يجب أن تُحارَب وتُمنع وتحول القيادات الصحفية دون استمرارها.
***
وما نراه في بعض صحفنا ومن بعض كتّابنا وما يقوله بعض مسؤولي الأندية لا يُعَدُّ نقداً يُعتد به أو رأياً يصبُّ في مصلحة الرياضة أو الصحافة الرياضية، بل هو أشبه بمن يقتل القتيل ويمشي كما يقولون في جنازته..
الأمر الذي ينبغي علينا أن نتداركه بالمعالجة الصحيحة والتدخل السريع وتطويق آثاره السلبية دون المساس بهامش الحرية ومبادئ النقد النزيه ..
إنّها دعوة صادقة ومخلصة لكلِّ الزملاء المشرفين على الصفحات الرياضية ولكلِّ الزملاء الذي يكتبون فيها وعنها بعدم إضاعة المساحات المعطاه للرياضة في صحفنا إلاّ بما يفيد الرياضة تطوُّراً في المستوى وتآلفاً بين القلوب وسموّاً في الأهداف.


خالد المالك

width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
الخلايا الإرهابية تنتشر كالسرطان في جسم العالم
المسلمون الخاسر الأكبر من هجمات لندن الإرهابية

*إعداد أشرف البربري
كشفت تداعيات الأحداث التي أعقبت التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة لندن أن هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين لا يتعلمون أي شيء ولا يتوقفون لحظة واحدة ليكتشفوا أن الخاسر الأكبر من تلك العمليات التي ينفذونها هو الإسلام والمسلمون.
وهؤلاء الإرهابيون يرفعون شعار الإسلام مع كل عملية ينفذونها من مدريد إلى لندن ومن الدار البيضاء إلى مدريد في حين أن الإسلام هو المتضرر الأكبر من تلك العمليات التي لا تحقق أي نتيجة إيجابية حتى لو نظرنا إلى الأمر من منظور هؤلاء الإرهابيين.
ونشرت صحيفة بوسطن جالوب تحليلا لهجمات لندن قالت فيه إن مسؤولين في المخابرات الأمريكية وخبراء في مكافحة الإرهاب أكدوا أن بصمات تنظيم القاعدة الإرهابي واضحة تماما على الهجمات التي تعرضت لها العاصمة البريطانية لندن. في الوقت نفسه فإن هذه الهجمات تقدم دليلا إضافيا على أن التنظيم الذي تحمل مسؤولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ضد نيويورك وواشنطن بدأ يتحول بشكل مضطرد إلى مجموعة من الجماعات المستقلة.
والحقيقة أن هجمات لندن بالإضافة إلى سلسلة التفجيرات التي تعرضت لها القطارات في العاصمة الإسبانية مدريد في الحادي عشر من مارس عام 2004 تشير أيضا إلى نجاح حركة المتطرفين العالمية في غرس جذور وخلايا إرهابية جديدة في تجمعات المسلمين في أوروبا.
ويحذر المسؤولون وخبراء مكافحة الإرهاب من أن أعضاء الخلايا الإرهابية الجديدة في المجتمعات الأوروبية يستطيعون التحرك بسهولة وبحرية داخل هذه المجتمعات الأمر الذي يفرض تحديات جديدة على جهود مكافحة الإرهاب الغربية التي كانت تركز في الماضي على تجمعات الأجانب في الغرب.
ويقول هؤلاء المسؤولون والخبراء إن أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية يرصدون حاليا وصول الفكر الإصولي بين الشباب المسلم في أوروبا إلى مستوى ملحوظ وبخاصة بعد الحرب الأمريكية ضد العراق.
وهذا الموقف الجديد يعني أن موت أو اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو كبار مساعديه مثل أيمن الظواهري لن يؤدي إلى توقف العمليات الإرهابية.
فالفروع أو التنظيمات الجديدة التي تستمد مواقفها من فكر القاعدة دون ارتباط تنظيمي به تستطيع مواصلة تنفيذ هجمات قد تكون أقل تطورا من الناحية التكنولوجيا ولكنها مميتة.
***
إرهاب محلي
يقول ستيفن سيمون أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وكبير المحللين في مؤسسة راند للأبحاث الممولة من الحكومة الأمريكية (نحن الآن في مواجهة إرهابيين محليين مقابل الإرهابيين الذين كان يبعث بهم أسامة بن لادن من كهوف أفغانستان).
وأضاف (نموذج تفجيرات مدريد مغر جدا بالنسبة للإرهابيين) فقد تم تخطيطها وتنفيذها على يد مواطنين إسبان ومن مهاجرين من شمال إفريقيا إلى إسبانيا.
وكانت هجمات مدريد قد أدت إلى مقتل حوالي 191 شخصا وإصابة المئات.
أما هجمات لندن فقد أسفرت عن مقتل خمسين شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 700 آخرين وهي تحمل بوضوح العلامة المميزة لتنظيم القاعدة.
في الوقت نفسه فإن الخبراء يؤكدون أن البساطة التي ميزت هجمات لندن والمواد التقليدية التي استخدمت في تنفيذها تشير إلى أنها لم تنفذ بأوامر مباشرة من جانب أسامة بن لادن ولا كبار مساعديه وإنما نفذتها مجموعة متطرفة مستقلة من الناحية العملياتية والتنظيمية على الأقل عن تنظيم القاعدة.
ويرى الخبراء والمسؤولون أن تنظيم القاعدة الذي خطط ونفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي احتاجت إلى سنوات من الإعداد وتدريب المنفذين ونقلهم إلى الولايات المتحدة وتيسير سبل وصولهم إلى الطائرات التي استخدموها في تنفيذ الهجمات لا يمكن أن ينفذ هجمات ببساطة هجمات لندن. وأضافوا أن تنظيم القاعدة ربما يكون بصدد الإعداد لهجمات جدية تتجاوز هجمات سبتمبر التي قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص.
سؤال محوري
يقول روجر كريسي المسؤول السابق في إدارتي الرئيسين كلينتون وبوش إن (السؤال المحوري الآن هو هل كانت تفجيرات لندن بتوجيه مباشر من تنظيم القاعدة أم مجرد استلهام لفكر وأسلوب القاعدة؟).
ويضيف (سيصبح الأمر أسهل كثيرا وأخف وطأة لو أنها تمت بتوجيه مباشر من تنظيم القاعدة بهيكل القيادة المعروف له. أما إذا كانت مجرد استلهام لأفكار القاعدة ودون أي سيطرة للتنظيم عليها فسوف يكون من الصعب (على أجهزة الأمن والمخابرات الغربية) التعامل معها. وأنا حدسي يقول لي إنها استلهام لأفكار القاعدة).
أما جولياني سميث الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن فيقول إنه يمكن أن يراهن بكل ما يملك على أن وراء تفجيرات لندن إمام متشددين يحملون الجنسية البريطانية أو من المهاجرين الذين يعيشون في بريطانيا أو مجرد مجموعة صغيرة من المسلمين الذين عادوا من القتال في الشرق الأوسط).
وكانت جماعة مجهولة أطلقت على نفسها اسم التنظيم السري: قاعدة الجهاد في أوروبا قد سارعت بإعلان مسؤوليتها عن الهجمات التي تعرضت لها لندن عبر أحد مواقع الانترنت وهو البيان الذي شكك أغلب الخبراء في مصداقيته. وبعد يومين خرجت إحدى الجماعات المعروفة بتبعيتها لتنظم القاعدة وهي كتائب أبو حفص المصري لتعلن مسؤوليتها عن الهجمات.
والحقيقة التي يتفق عليها أغلب المعنين بملف الإرهاب والجماعات المتطرفة هي أن هناك جماعات عديدة جديدة ظهرت متأثرة بدعوات قادة تنظيم القاعدة إلى الجهاد ضد الغرب. وأن ظهور هذه الجماعات في العديد من قارات العالم أمر متوقع وفقا لتقديرات مجلس المخابرات الوطني التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).
وقال المجلس في تقريره الصادر بداية العام الحالي تحت عنوان (الجماعات التي استلهمت فكر القاعدة) إن (جماعات وأفراد ظهروا على أساس إقليمي مستلهمين فكر القاعدة وأسالبيها ويعرفون تقليديا باسم المتطرفين ويجمع بينهم كراهية أنظمة الحكم المعتدلة في العالم الإسلامي والغرب ومن المحتمل أن يشنوا هجمات إرهابية).
وسواء كان لجماعة التنظيم السري لقاعدة الجهاد في أوروبا التي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات لندن وجود أو لا فإن الحقيقة الواضحة هي أن الحرب الأمريكية ضد العراق وسنوات العزل الطويل للمسلمين قد أدت إلى تجذر الفكر الإرهابي المتطرف في عقول أعداد كبيرة من الشباب المسلم الذين يعيشون في أوروبا وبخاصة في لندن حيث تم تفكيك خليتين إرهابيتين على الأقل خلال العام الحالي. كما أن ريتشارد ريد الذي تم القبض عليه أثناء محاولة تفجير طائرة من خلال عبوة ناسفة مزروعة في حذائه وزكريا موسوي الفرنسي الجنسية المتهم الوحيد بالتورط في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كلاهما درسا في لندن. ويصف المعنيون بملف الإرهاب مدينة لندن بأنها (لندن ستان) على غرار أفغانستان باعتبارها توفر الملاذ الآمن للكثير من الأصوليين المطاردين من جانب حكومات بلادهم. وكانت دورية (جورنال أوف كونتر تورريزم) جريدة مكافحة الإرهاب الأمريكية قد نشرت دراسة عام 1999 تحت عنوان (شبكة الإرهاب) قالت فيها إن لندن توفر ملاذا آمنا للأصوليين ومنظماتهم ومصدرا للتمويل من خلال السماح لهم بجمع التبرعات وإدارة المساجد فيها.
يقول إيفان كولمان الباحث المتخصص في دراسة ملف الإرهاب في تلك الدراسة إن هذه المجموعات الأصولية استغلت النظام القانوني في بريطانيا الذي يسمح لأي أجنبي يعاني من الاضطهاد في بلاده بالحصول على حق اللجوء السياسي في الأراضي البريطانية للإقامة وممارسة نشاطه في تلك الدولة من خلال الادعاء بأنه مضطهد سياسيا في بلاده).
ويرى خبراء أن الهجمات الأخيرة هي نتاج أكثر من عشر سنوات من النشاط وترويج الأفكار المتشددة من جانب أصوليين توفر لهم بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى المأوى تحت شعار اللجوء السياسي ولم تكن حرب العراق سوى الشرارة التي فجرت تلك المشاعر العدوانية في صورة هجمات إرهابية.
ويتحدث مايكل كرافت المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية عن جيل جديد من الإرهابيين الذين يشكلون خطورة متزايدة تتمثل في أفراد ولدوا وعاشوا في المجتمعات الأوروبية وهو ما يزيد صعوبة رصدهم أو اختراق خلاياهم.
ردود أفعال المسلمين
وتحت عنوان (نحن أيضا نرفض الجريمة) نشرت صحيفة ديلي تيلجراف البريطانية تقريرا عن ردود أفعال الجالية المسلمة في بريطانيا على الهجمات حيث عبرت الغالبية الساحقة من المسلمين عن رفضهم لهذه الهجمات واشمئزازهم منها ومن منفذيها.
وذكرت الصحيفة أن الغضب والصدمة وخيبة الأمل والخوف كان السمة المميزة لرد فعل الغالبية الساحقة من المسلمين في بريطانيا على الهجمات أكثر من الشعور بالخجل أو الذنب لأن وراء هذه الهجمات متشددين مسلمين.
ويرى هؤلاء المسلمون أن من ارتكب هذه الجرائم أيا كان ومهما استشهد بآيات القرآن ليس من حقه أن يطلق على نفسه صفة مسلم.
كراهية عنصرية
ولكن هناك بعض البريطانيين الذين لا يقبلون تحميل المسلمين البريطانيين المسؤولية عما حدث وقد تم رصد بعض الأعمال الانتقامية ضد المسلمين في بريطانيا بالفعل مثل مهاجمة منازل المسلمين والمراكز الإسلامية وقذفها بالأحجار والاعتداء على رجل أعمال من أصول آسيوية أثناء هبوطه من أحد القطارات بالإضافة إلى عشرات الآلاف من رسائل البريد الالكتروني التي تحمل التهديدات للمنظمات الإسلامية الرسمية في بريطانيا.
أما الهجوم الانتقامي الأشد خطورة فتمثل في إشعال النيران في أحد المساجد بمنطقة أرميلي بمدينة ليدز البريطانية. وتشير التحقيقات إلى قيام مجهولين بإلقاء قطعة قماش مشتعلة داخل المسجد من خلال إحدى النوافذ المفتوحة مما أدى إلى اشتعال النيران فيه.
ورغم هذه الحوادث فإن المسلمين في بريطانيا يشعرون بالثقة في أنها لن تستمر طويلا وسرعان ما ستتلاشى مشاعر العداء تجاههم في ضوء حقيقة أن العاصمة البريطانية هي أكثر مدن أوروبا والغرب من حيث التنوع الثقافي والعراقي إذ يعيش فيها جماعات من مختلف الأعراق والأديان والخلفيات الثقافية والاجتماعية.
ولكن ما أصاب المسلمين بالإحباط هو تشكيك بعض البريطانيين في مواقف المسلمين المعلنة المناهضة للإرهاب والتطرف.
يقول البريطاني المسلم حسن مالك الذي يبلغ من العمر عشرين عاما ويدرس الاقتصاد في جامعة أوكسفورد البريطانية (نحن نجد أنفسنا بين شقي الرحا. فنحن نحمل الصفتين مسلمين وبريطانيين).
ويضيف (المشكلة الآن أن كلمة مسلم أصبحت مرادفا لكلمة إرهابي وهذا يجعلنا موضع شك من أبناء العرقيات الأخرى في بريطانيا).
أما المحلل الاقتصادي البريطاني المسلم حنيف رحمن البالغ من العمر 31 عاما فيقول إن بعض البريطانيين ينادونه على سبيل السخرية باسم (أنكل أسامة) أو العم أسامة في إشارة إلى زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن. ولكنه استطرد قائلا أنا لا أشعر بالقلق تجاه المستقبل وإني مقتنع تماما بقدرة الشعب البريطاني على تجاوز هذه الصدمة وإدراك الجوهر الحقيقي للمسلمين الذين يعيشون بينهم.
ويضيف (الكثيرون من المسلمين قالوا لي إنهم يشعرون بالاضطراب ولا يدرون ماذا يفعلون. فقلت لهم إن الشعب البريطاني شعب ذكي).
وسوف يدرك هؤلاء البريطانيون سريعا بأن (هناك مسلمين جديرين بالاحترام يحترمون القانون ويريدون المساهمة في بناء المجتمع البريطاني. وإذا ما سألتني عن المكان الذي أتمنى الحياة فيه سأقول لك إنني أحب الحياة في بريطانيا وبخاصة لندن).
وتقول انتصار خريجي البالغة من العمر عشرين عاما التي تدرس القانون في كلية كينجز كوليدج بجامعة كمبريدج البريطانية العريقة إنها شعرت بالقلق عندما قرأت كم رسائل التهديد بالانتقام من المسلمين بعد تفجيرات لندن.
وأضافت (كل ما أتمناه هو أن يدرك هؤلاء (البريطانيون) أن المسلمين غاضبون من هذه الهجمات مثلهم تماما.. وفي الواقع هناك مسلمون ربما يشعرون بغضب أقوى مما يشعر به أي بريطاني آخر ليس فقط لأن هذه الهجمات مثيرة للاشمئزاز ولكن أيضا لأن تداعيات هذه الهجمات على المسلمين ستكون أشد وطأة).
وتقول واسان التكريتي وهي فتاة عراقية أنهت دراستها الثانوية قبل أيام وتعيش في مدينة ليدز البريطانية إنها وأفراد أسرتها تشعر بالاشمئزاز والاستياء من هذه الهجمات.
وتضيف (لا يجب أن نطلق على هؤلاء الذين نفذوها اسم مسلمين. فهؤلاء ليس لديهم أي رحمة وقلوبهم تخلو من الشفقة. ويجب القبض على هؤلاء الأشخاص ومعاقبتهم). وتقول إن السلطات البريطانية تعاملت بتساهل شديد مع القلة المتشددة من المسلمين في بريطانيا وأصبح على غالبية المسلمين أن يتحملوا ثمن جرائم هذه القلة.
كما انتقدت الفتاة المسلمة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي سارع بمجرد وقوع التفجيرات وقبل أي تحقيق إلى توجيه أصابع الاتهام نحو المسلمين. وتشير إلى معاناة المسلمين مما حدث فتقول إن المسلمين في بريطانيا يشعرون الآن بأنهم أصبحوا تحت الرقابة المشددة. وتضيف أن بعض أصدقائها اضطروا إلى منع أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة بعد وقوع الهجمات حيث يشعرون أنهم أصبحوا موضع نظر الجميع).
وقد كتبت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية عنوانا الاسبوع الماضي وبعد ثلاثة ايام من حدوث التفجيرات الإرهابية يقول (قصفنا يعني قصف العالم بأسره) وتحته اوردت الصحيفة قائمة بالمفقودين من مختلف أرجاء العالم تظهر المدى الذي بلغته تفجيرات لندن.
وكان من بينهم نادل من فرنسا ومسؤول نفطي من نيجيريا ومحاسب من موريشيوس ومرشد سياحي من الولايات المتحدة وفني في مجال طب الأسنان من رومانيا وإسرائيلية.
كانوا جميعا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ في لندن التي استهدفت بتفجيرات في قطارات مترو الانفاق وحافلة أسفرت عن مقتل 49 شخصا على الأقل.
وتعتبر لندن مثل نيويورك واحدة من أكثر مدن العالم من حيث التنوع الثقافي. فهي بوتقة انصهار تستخدم فيها أكثر من 300 لغة.
ولا شيء يصدم الناس أكثر من نشر صور المفقودين. فهي تظهر على ملصقات ثبتت على اسيجة في مواقع التفجيرات التي تحولت بشكل مرتجل إلى اضرحة مزينة بالزهور.
وكتب على علم بريطاني خارج محطة كينجز كروس التي شهدت أسوأ تفجير (مسيحيون، مسلمون، يهود، هندوس، سيخ، بوذيون... نحن جميعا لندنيون). وعرضت الصحف ومواقع على الانترنت قوائم حزينة تضم المفقودين وصورا قدمتها على عجل أسر الضحايا.
وقال تريفور فيليبس رئيس لجنة المساواة العرقية (طبيعة لندن ذاتها تعني أن هذه كانت مأساة شملت اعراقا وطوائف وأجناسا مختلفة). وكتب فيليبس في صحيفة ديلي ميل يقول (هذا الهجوم كان من شأنه اسقاط ضحايا من مختلف الجاليات التي تسكن المدينة).
لكنه وسط كل هذا الحزن تمكن من توجيه رسالة أمل.
فقال (تمكن الخليط العرقي من الأطباء والممرضين وسائقي سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء وحتى رجال الشرطة من دحض أفكار أولئك الذين يعتقدون أن اناسا تختلف الوانهم وتقاليدهم ومعتقداتهم لا يمكنهم أن يتعاونوا).
وكانت لندن في حالة احتفال صباح يوم التفجيرات.
فقد فازت المدينة التي تكرس فكرة انها مدينة تجمع العالم بأسره بأكبر مكسب رياضي عندما وقع عليها الاختيار لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2012م.
وقبل مرور أقل من 24 ساعة على ذلك تحولت لندن إلى حالة من الحزن الشديد وساد الحزن بين العديد من المكلومين في مختلف أرجاء العالم. ولهذا السبب لم يتمكن كين ليفينجستون رئيس بلدية لندن من كتم غضبه عندما قال عن التفجيرات (إنها ليست عملا إرهابيا ضد الاقوياء والجبارين... فقد استهدف سكان لندن العاديين السود والبيض والمسلمين والمسيحيين والهندوس واليهود والصغار والكبار).

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
روابط اجتماعية
x7سياسة
الحديقة الخلفية
صحة وغذاء
تميز بلا حدود
أنت وطفلك
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved