Al Jazirah Magazine Tuesday  26/02/2008 G Issue 255
شباب × شباب
الثلاثاء 19 ,صفر 1429   العدد  255
الشباب والأسهم .. الخاسر و الرابح

كثير من الشباب حاول الدخول في مضمار الأسهم. لا شك أن الخبرة هي أهم سلاح يحمله من يعتزم الدخول في هذا الميدان، لكن السؤال: هل نجح هؤلاء الشباب واستفادوا من التجربة أم خسروا وأخذوا بعض الدروس والعبر؟.. في هذا التحقيق نناقش هذا الموضوع.

الانتشار

تحدث الشاب راجح البصيلي قائلاً: بدايتي كانت مراقبة الزملاء المتعاملين في هذا المجال ورؤية ما يحققونه من مكاسب؛ مما دفعني إلى دخول هذا المجال رغم مخاطره الكبيرة، ولكن روح الشباب والحماس أسهما في دخولي هذا المجال، إضافة إلى حديث المجالس وكثرة ما يدور في القنوات الفضائية من حديث عن الأسهم، وخصوصاً هذا المجال التجاري الذي يكاد يكون الوحيد لممارسة التجارة للموظفين الحكوميين، ولا ينكر الأثر الاقتصادي في حياة شبابنا إلا غافل عما يدور من حوله؛ فحتى الأطفال يتحدثون عن الأسهم؛ وذلك لما يرونه من اهتمام من إخوانهم الذين يكبرونهم سناً أو اهتمام والديهم بالأسهم، وكثرة الحديث عنها، إضافة إلى ما عمَّ في منتديات الإنترنت؛ فقد شاهدنا أن المنتديات فتحت منتدى يهتم بالأسهم، وهذا دليل على انتشار الحديث عن الأسهم ومدى تأثيرها في جميع فئات المجتمع، وما شاهدناه في الآونة الأخيرة قبل حدوث هذا الانهيار هو العزوف عن جميع مجالات الأنشطة الاقتصادية مثل التجارة والعقار والمجالات الثقافية؛ فقد كنا نسمع من قبل عن معرض الكتاب والمنتديات الثقافية، كما اضمحل الاهتمام بالرياضة؛ فقد عزفت جماهير الكرة عن الحضور إلى المدرجات في العام الماضي والذي قبله؛ فكل هذا يدل على أن هناك موجة اجتاحت الجميع؛ فكانت الأضرار التي لحقت بالشباب بعد الانتكاسة، وهنا أتوقف عند هذا السؤال وأسالك أنا: هل قمت بجولة في المستشفيات أو المحاكم أو المصحات النفسية؟ عندها سوف تعلم أن الضرر كبير وأن المصيبة جمة، فلا شك أنك سمعت عن قصص يشيب لها الرأس من جنون وانتحار وخسائر مالية كبيرة، وقبل هذا خسارة الثقة بالسوق، ولا يفوتني أن أضيف تأخر الزواج لدى الكثيرين من الشباب بسبب خسارتهم في سوق الأسهم، ولكن أسأل الله أن يعوضنا وإخواننا المسلمين ما خسرناه وأن يجبر كسرنا جميعاً.

مَن المسؤول؟

من خلال طرحك لسؤال: مَن يكون السبب في الانتكاسة؟ وهل لهيئة سوق المال دور في ذلك؟

كأنك تشعر بإجابتي وهي عدم وجود شفافية ومصداقية، والمعلومات التي تنقل من قِبل هيئة سوق المال، ولا أحمّل الهوامير أدنى مسؤولية؛ وذلك لأن المجال فتح أمامهم للتلاعب فكيف أحاسبهم على ما أعطوا من صلاحيات، ولك مثال على ذلك عندما نشهد أو نسمع نفي شركة معينة من صدور زيادة رأس مالها ثم نفاجأ بعد فترة بهذه الزيادة، وأمثلة أخرى لا يتسع الوقت لسردها، وما أود ذكره أنني أشكركم على هذا اللقاء، وأشيد بدور هذه المجلة التي بدأت تضع بصمة لها وكونت شريحة من متابعيها من ذوي البعد الثقافي والخلقي الكبيرين، ولا يسعني إلا أن أعزي نفسي وإخواني الذين خسروا في هذه الأسهم، وأسأل الله أن يخلف علينا بخير، وأقولها: إن المال الذي قد جمعته قادر على أن تجمع أضعافه، ولكن عندما تخسر صحتك فسوف تدفع أضعاف خسارتك؛ فكن متيقناً ومؤمناً بالله؛ فهو الرزاق.

انتكاسة مالية

تحدث محمد المسردي قائلاً: في البداية كنت مستثمراً ومضارباً عن طريق صالات بيع الأسهم وبرامج المتاجرة بالأسهم عن طريق الإنترنت. وبالمناسبة فإن الوضع الاقتصادي لشبابنا له تأثير في الدخول بتجارة الأسهم بشكل عام؛ فهي لعبت دوراً أساسياً، وخصوصاً في الآونة الأخيرة؛ مما تسبب في إعادة الأولويات في الوقت والأعمال وفرض سوق الأسهم مواعيده وهمومه؛ فالأضرار التي لحقت الشباب بعد الانتكاسة كبيرة، وقد لحقتهم خسائر تسببت لهم في انتكاسات مالية ونفسية، وتكون بشكل كبير إذا كان أساس رأس مال التجارة في الأسهم مالاً مقترضاً، وليس مدخراً، وما حدث في الانتكاسة الأخيرة ومحاولة وضع اللوم على هيئة سوق المال ليس هو الحل السليم. أعتقد أن الأمر الطبيعي هو أن سوق المال مثل بقية الأسواق الصناعية والتجارية والزراعية يمر بموجات تضخم وانكماش، والجميع معرَّض للدخول والخروج. وفي النهاية لا يسعني إلا أن أشكركم على إتاحة الفرصة لنا، وآمل أن تستمر هذه اللقاءات المثمرة. وبشأن سوق المال فكلي ثقة بإخواني العاملين في هذا الكيان بأن يسترد عافيته قريباً، ويعود كسابق عهده المزدهر.

أثر إيجابي وأثر سلبي

ويقول عبدالكريم الصحبي: بدايتي هي نصيحة من أحد زملائي في العمل؛ فأخذت بنصيحته؛ حيث اقترضت 150 ألف ريال، والآن لم يتبق سوى ربع المبلغ، والحمد لله على كل حال. وفيما يخص الأثر الاقتصادي لشبابنا في السابق فقد كان له أثر إيجابي. أما بعد الخسائر فقد أصابت البعض انتكاسات نفسية وعقلية، أجارنا الله وإياكم.

إفلاس سريع

محمد القحطاني قال: بدايتي عن طريق الأصدقاء والمعارف والمستفيدين من ارتفاع الأسهم والمكاسب الخيالية والسريعة في مدة قصيرة، حيث تعتبر من أكبر الإغراءات للمستثمر الجديد. أما فيما يتعلق بالأثر الاقتصادي لشبابنا فأعتقد أن شبابنا لم يستفد استفادة كبيرة من هذه الطفرة؛ لأنها ما إن ارتفعت الأسهم وبدأ الشباب يدخلون هذا المجال حتى أصاب السوق الانهيار الكبير فلم يعد أحد يملك إلا رأس المال، فلا شك أن الكثير من الأضرار لحقت بالشباب، ومنها تراكم الديون من البنوك وبعض الشباب استغنى عن المشاريع الصغيرة، وتعرضوا لإفلاس سريع. أما الأضرار الاجتماعية فهي عدم وجود تواصل أسري بين الأقارب والأصدقاء وغيرها. ما تعرض له السوق من انتكاسة أخيرة في ظل وجود هيئة السوق أصبح غامضاً؛ فالسبب في ذلك أنه لا توجد رقابة كبقية أسواق العالم النزيهة، وشعار سوقنا هو (كل من أراد اللعب بأموال المستثمرين فليتفضل).. آآآه ماذا أقول في كلمتي الأخيرة وما أقوله: الله يعوضنا خيراً منها.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة