الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 22nd April,2003 العدد : 31

الثلاثاء 20 ,صفر 1424

الإعلام العربي واحتلال العراق!!
قبل احتلال العراق..
ومنذ التحضير له..
والقوى الغازية كانت تضع عينها على الإعلام العربي وعلى الصحافة تحديداً..
لتوظِّفه بوقاً تستخدمه في الوقت المناسب لتحقيق مصالحها وأطماعها..
أو لتحييده وإخفاء صوته في أسوأ احتمالاتها..
وكان لها ما أرادت..
***
يؤسفني أن أقول إن صحفاً عربية قد تم اختراقها..
وأخرى تجاوبت مع بعض طروحات العدو..
ربما عن سوء تقدير منها للحالة التي مرت وسوف تمر بها المنطقة..
***
وأعلم أن هناك إجماعاً على أن «صدام» كان مجرماً في حق شعبه..
وعدوانياً مع جيران وأشقاء العراق..
وأنه شخصياً من أعطى للعدو كل الفرص وهيأ له كل الأسباب لغزو العراق..
***
ولكن هل هذا يبرر للإعلام العربي كل هذا الترحيب الأعمى والفرح الغامر بمن جاء لاحتلال أرضنا وإذلال شعبنا..؟
وهل البديل المناسب لنظام صدام حسين لا يتوفَّر إلا بإعادة الاحتلال لأرض الرافدين من جديد..
وبالتالي تركيع المواطن العراقي لإجباره على قبول ما يفرضه العدو وبما يستجيب لمصالحه وأهدافه..؟
***
إذاً..
ومثلما احتُل العراق..
وبسطت أمريكا وبريطانيا سيطرتهما الكاملة على هذا البلد الشقيق..
فإن الإعلام العربي لم يسلم هو الآخر من سطوة المحتل..
ولم يكن في منأى من التأثير على ما ينشر في بعض الصحف تحديداً..
***
ولا يحتاج القارئ إلى من يضع يده على هذه الصحيفة أو تلك..
أو يدله على الخلل الذي ساد أجواء هذه الصحف خلال هذه الحرب وما زال..
إلا أن يكون هذا القارئ دون مستوى الفهم والاستيعاب..
أو أن نضجه لم يكتمل بعد لفك أسرار هذه اللعبة..
وهو بالتأكيد ليس كذلك ولن يكون..
***
هناك صحافة أخرى..
سخَّرها نظام صدام حسين هو الآخر لتحسين صورته..
ووظَّفها لترميم ما لا يمكن ترميمه أو ترقيعه عن صورة مشوَّهة لنظامه..
وقد تجاوبت هذه الصحافة بغباء مع ما رسم لها من دور وما خطط لها من عمل..
***
وظل المواطن العربي أسيراً لهذه المواقف الإعلامية الغريبة..
تائهاً بين من هو مع أمريكا ومن هو ضدها..
من يناصر نظام صدام حسين ومن يعاديه..
وكانت الحالات القليلة لمن كانت خارج هذا الإطار من الصحافة العربية، وبينها الصحف السعودية، هي تلك التي كانت مع «العراق» وطناً وشعباً ولم تكن مع بوش أو بلير أو صدام..
هل قراءتي خاطئة، هل كان الجميع يبحث عن مصلحة العراق..؟
أتمنى ذلك!!


خالد المالك

خبيرة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية:
الحذر مطلوب قبل تحقيق الديموقراطية بالعراق

* إعداد محمد الزواوي:
مع سقوط نظام صدام حسين في العراق طفت على السطح أسئلة جديدة بشأن سياسة أمريكا الخارجية؛ هل يبشر سقوط بغداد ب «نظام عالمي جديد» تقوده الولايات المتحدة بمفردها؟ وما هي الصعوبات التي ستواجه الولايات المتحدة في العراق في مرحلة ما بعد الحرب؟
صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أجرت لقاء مع راشيل برونسون الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية في مدينة نيويورك، لمناقشة آثار عملية «تحرير العراق» على السياسة الخارجية الأمريكية بصفة عامة وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وفيما يلي نص الحوار:
ارتياح عالمي لسقوط نظام صدام الدموي في العراق
* لقد تقافز العراقيون فوق تمثال صدام، هل يعبر ذلك عن سخط العراقيين على صدام حسين، أو يعبر عن رفض للطغيان بصفة عامة ولقيم حزب البعث التي دعمت ذلك الطاغية؟ أو بعبارات أخرى.. هل شعب العراق مستعد لتقبل التحول إلى الديموقراطية؟
أنا أعتقد أن القفز فوق تمثال صدام حسين كان بمثابة رد فعلى على طريقة حكمه الذي نفذ إلى كل أبعاد المجتمع العراقي، والذي استغل حزب البعث في القيام بأعمال رهيبة أثرت على كل أبعاد الحياة العراقية؛ فلا يمكن أن يكون لديك اقتصاد حر أو ديموقراطية بدون أن يكون لديك نظام سياسي مستقر.
وأعتقد أنك إذا ما سألت أي أحد أنك بالطبع تريد الديموقراطية وتريد مشاركة مباشرة في مصيرك السياسي سيكون جوابه بالإيجاب، ولكن كيف تصل إلى ذلك؟
* وما الأثر الذي سوف ينتج عنه استعراض الولايات المتحدة للقوة في العراق على الأهداف الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط؟ هل سوف يؤدي ذلك إلى التعجيل من جهود صنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني؟
أنا لم أؤمن أبدا بأن المشكلة العراقية لها علاقة مباشرة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما تصفها إدارة الرئيس بوش، وهو ما تقصده الإدارة الأمريكية من النظرية التي مفادها أنك إذا ما قمت بإزالة المشاكل في العراق فإنك بذلك سوف تقتلع مصدرا هاما للعنف في المجتمع الفلسطيني، وذلك لأنهم لن يحظوا بتشجيع أو مساعدة من العراق في ذلك الوقت، ولكني لا أعتقد أن العراق كان له دور رئيسي في العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
* وكيف تؤثر التحركات الأمريكية في العراق على علاقات الولايات المتحدة بكل من كوريا الشمالية وإيران، والدول الأخرى التي لا تزال بها أنظمة «معادية» لأمريكا؟
أنا أعتقد أن ذلك يظهر لتلك الدول أنه بالرغم من وجود مخاطر وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين، وإلى جانب تعرض قواتنا لخطر أسلحة الدمار الشامل فإن ذلك لم يمنعنا من قبول المخاطرة طالما أننا نؤمن بأن التهديد خطير بصورة كافية، ولكن فيما يتعلق بإيران فلا أعتقد أننا فكرنا قبل ذلك أن نتخذ إجراء عسكريا ضدها، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية تشعر بالأسى عندما تقول إن هناك طرقا أخرى للتعامل أو التأثير على إيران.
أما بالنسبة لكوريا الشمالية فلا أعتقد أن الخيار العسكري مطروح أمامنا، ولكننا سوف نستنفذ الخيارات الدبلوماسية والتعاون مع حلفائنا وشركائنا قبل أن نذهب إلى الخيار العسكري، كما أعتقد أننا سوف ننشغل للغاية بمسألة العراق لأمد طويل، وذلك لأن حالة العراق تعد حالة خاصة إذ أطلق الرئيس بوش حملة تدعو لخوض حرب ضد العراق، وما قلته سابقا يؤكد على أننا لا نخشى الصعوبات أو المخاطر، ولكن لا يعني ذلك أننا نتحرك في اتجاه كوريا الشمالية.
* وكيف أثرت عملية «تحرير العراق» على الحرب ضد الإرهاب؟
أرى أنهما حربان منفصلتان ولكنهما يؤثران على بعضهما البعض، فقد كانت هناك خلية «إرهابية» في شمال العراق وقد قمنا بتدمير معسكراتهم، وهذا سوف يساعد في حربنا ضد الإرهاب، فقد سمح صدام حسين للإرهابيين أن يعيشوا في بلاده، ولكنني لا أعتقد أن العراق كان يعد تهديدا إرهابيا رئيسيا، كما لم أقتنع أبدا بأن الاتهامات الإرهابية للعراق كانت بتلك القوة، لذا لا أعتقد أن الحرب على العراق سوف يكون لها أثر كبير على الحرب ضد الإرهاب، ولكن لا يعني ذلك أننا نقول إن العراق لم تكن مهمة لكي نتولى أمرها؛ فقد كنت من أشد المؤيدين لهذه الحرب لأنني أعتقد أنها كانت ضرورية لأسباب عديدة، ولكنني أعتقد أنها منفصلة عن الحرب ضد الإرهاب.
ففي هذه الحقبة الجديدة يجب علينا أن نتعلم أن ندير الحرب على الإرهاب جنبا إلى جنب مع مشاكل السياسة الخارجية الأخرى التي أمامنا.
* بعد حرب الخليج الأولى أرسى الرئيس جورج بوش الأب نظاما عالميا جديدا، فما هو النظام العالمي الجديد الذي نشهده الآن؟
عندما تحدث الرئيس جورج بوش الأب عن نظام عالمي جديد كان يتحدث بشأن نهاية النظام ثنائي القطبية، عندما كان كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يستقطبان الدول ناحيتهما.
وعن ظهور مجتمع دولي أكثر تجانسا، وكان من المقرر أن تلعب الأمم المتحدة فيه دورا مركزيا أكبر، ولنتذكر أن جورج بوش الأب كان سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة قبل أن يكون رئيسا لأمريكا، فقد تم التعامل مع العراق من خلال الأمم المتحدة.
وكما قال برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي الأسبق مؤخرا أنه كان من المفترض أن تكون العراق نموذجا لكيفية إدارة السياسات الدولية، ولكن مع الأسف كما قال سكوكروفت أيضا إن ذلك النموذج لم ينجح في اختبار الزمن، ونحن بالفعل نرى شيئا جديدا للغاية، فعلى المدى القصير أعتقد أن التحديات سوف تكون هي إلى أين ستمضي العلاقات الأوروبية الأمريكية؟ فهذا الصدع الذي حدث بين كل من فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا سوف يكون له أثر هام على السياسات الدولية، لأن معظم السياسات الدولية تتأثر بكل من الأوروبيين والأمريكيين معا، لذا فإذا ما تأزمت تلك العلاقة فسوف يصبح كل شيء أصعب.
وهذا النوع من النصر الذي نراه الآن ينبغي أن يقودنا إلى مزيد من التوتر بشأن كيفية إدارتنا للمجتمع الدولي في مواجهة التحديات، كما سيكون الجزء الخاص بإعادة البناء حاسما، فهذه المشكلة لها وجهان: صناعة الحرب وصناعة السلام، وقد انتهت المرحلة الأولى، وسوف تكون المرحلة الثانية صعبة ومختلفة حتى إذا ما وجدت أمريكا وأوروبا طريقة للعمل معا في تلك المرحلة.
أما إذا فشلتا فإننا سوف نجد لزاما علينا أن نعيد صياغة معظم المؤسسات التي تحكم النظام الدولي.
أما على المدى البعيد فسوف تؤدي الكيفية التي سوف يتحول بها العراق إلى التأثيرعلى المنطقة، فقد كان النظام في العراق يحدث العديد من القلاقل في المنطقة.
فقد كان يهدد جيرانه بصورة مستمرة، كما كان الوضع الداخلي يؤذن بالانفجار في أي وقت، فإذا ما استطعنا أن نبني عراقا مستقرا بناء على الوضع الراهن وعلى الأقل بحدوده الراهنة وطوائفه العرقية فسوف نستطيع أن نصل إلى مصالحة سياسية بداخله مما سيؤدي إلى أثر إيجابي هائل، كما إذا استطعنا على المدى البعيد ربما على مدار مشروع عمره عشر سنوات أن نزيد المشاركة السياسية في العراق فسوف نرى المزيد من الآثار الإيجابية في المنطقة خاصة بما يتعلق بالمشاركة السياسية، ولكننا بالطبع نتحدث عن المدى البعيد وليس المدى القريب، فقد أذنت الحرب على العراق ببزوغ مرحلة جديدة من انهيار الحكومة السابقة وحكم الفرد، وقد كان ذلك هو الأثر على المدى القريب.
* هل هناك نقاط هامة أخرى تريدين إضافتها؟
أعتقد أن الوضع الحالي يتطلب منا الاهتمام بالقانون والنظام، فقد تعلمنا من البلقان أننا إذا ما تحركنا بسرعة زائدة تجاه الديموقراطية بدون إرساء قانون ونظام فسوف يؤدي ذلك إلى وجود سوق سوداء وتجار مخدرات وفساد، لذا فسوف نسير في خطوات صبورة للغاية، وسوف نركز على الاستقرار والقانون والنظام، وربما يكون لذلك تأثير خطير للغاية وهو أننا سوف نبدو في صورة من له طموحات استعمارية، ولكن هناك مخاطر من الرحيل مبكرا بدون أن نفعل ذلك بصورة صحيحة.
إذن يجب علينا أن نتحلى بالصبر، ربما ينتج عن ذلك أن نوجد سلطة انتقالية مؤقتة، ولكن من الضروري ألا تصبح تلك الحكومة الانتقالية حكومة دائمة، وإلا سيصبح لدينا حينئذ حكومة صورية.


* خدمة كريستيان ساينس مونيتور خاص بـ «مجلة الجزيرة»

..... الرجوع .....

الجريمة والعقاب
تكنولوجيا الحرب
النصف الاخر
الطب البديل
تحت المجهر
تربية عالمية
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
نادي العلوم
داخل الحدود
الصحة والتغذية
الصحة والتأمين
الملف السياسي
فضائيات
الفتاوى
السوق المفتوح
معالم عالمية
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved