الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 23rd November,2004 العدد : 106

الثلاثاء 11 ,شوال 1425

استثماراتنا.. استثماراتنا..!
انشغل المواطن بسوق الأسهم منذ سنوات..
وبالتعاطي مع سوق العقار قبل ذلك بكثير..
بما صرفه عن التفكير الجاد بإقامة مشاريع منتجة..
وبالنتيجة فإن ما كان منتظراً منه قد توقف تنفيذه أو تحقيقه إلى حين..
***
سرقته هذه الاهتمامات الأسهم والعقار عن القيام بما هو أهم..
وأخذته بعيداً عن الهم الاقتصادي الكبير على مستوى الوطن..
وجعلته أسيراً لقناعات وأفكار ليست هي الأهم ولن تكون..
يحدث هذا في مناخ اقتصادي منفتح وأجواء مناسبة لعمل ما هو أفضل..
***
أقول هذا وأنا أعرف أن هذه فلوس الناس ولهم الحق بأن يتصرفوا بها كما يشاؤون..
وأن أي كلام يقال خلاف ذلك إذا ما أخذ بغير منحى النصيحة المخلصة فلا معنى له ولا فائدة منه..
غير أن كلامنا هذا يدخل ضمن الاقتراح النصيحة بأن يفكر كل مواطن بتنويع مصادر استثماراته..
وهو طرح أبعد من أن يصنف ضمن التدخل في خصوصيات الآخرين وحقهم الذي منحهم إياه القانون..
***
ومن باب وتعاونوا على البر كقاعدة للسلوك والتعاون فيما بين المواطنين..
فلابد أن تتلاقى أفكارنا وتتلاقح بما يخدم الوطن والمواطن على حد سواء..
فالمملكة قوة اقتصادية كبيرة..
ولها وزنها الديني والسياسي المميزان..
وهي بكثافتها السكانية ومساحتها التي تعادل مساحة مجموعة دول في هذا العالم..
تحتاج إلى تنويع في مصادر دخلها واستثماراتها ضمن الضوابط والقراءات الصحيحة لمستقبل الاقتصاد والمؤمل منه لهذا الوطن..
***
نحن فخورون بالتوجه نحو التخصيص..
وإنشاء شركات جديدة..
باعتبارها وعاءً مناسباً للحفاظ على ثروات الناس والوطن..
وبانتظار المزيد من هذه الطروحات الاقتصادية المناسبة لهذه المرحلة والمرحلة القادمة..
وما يحدث الآن يبشر بالكثير، فما هو مطروح على الساحة الاقتصادية يشير إلى رغبة الجميع في التغيير الاقتصادي الإيجابي لصالح هذه الأمة..
***
وللتذكير فلابد أن نتجاوب مع كل الأفكار التي تساعد على تنوع الأفكار ومجالات الاستثمار..
وأن نفكر ملياً ودائماً بما يغير الصورة الاقتصادية ومجالات الاستثمار النمطية التي اعتدنا عليها..
بل وأن نكون جادين قادرين على ترجمة الأفكار الجيدة إلى مشاريع عملاقة..
لتبقى المملكة وليبقى المواطن في مأمن من تقلبات الزمن والمتغيرات في العالم..
***
تلك خاطرة..
ووجهة نظر..
ورأي عابر..
وهناك من هو مختص لتفعيل مثل هذه الأفكار بالإضافة أو التصحيح، ولدينا الكثير من هؤلاء المختصين.


خالد المالك

العالم يتساءل بعد فوزه في الانتخابات :
مَن سيكون بوش في فترته الرئاسية الثانية؟!
* إعداد إسلام السعدني

انفض سامر الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد شهور طويلة من المواجهات والمناظرات والتوقعات واستطلاعات الرأي، ليبقى جورج بوش الابن في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى، ويحمل غريمه الديموقراطي جون كيري خفي حنين ويتوارى ولو مؤقتا عن المشهد السياسي الأمريكي. وبعيدا عن الاحتفالات الصاخبة التي يموج بها المعسكر الجمهوري بعد أن استطاع أيضا الاحتفاظ بالسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وذلك للمرة الأولى منذ عهد الرئيس فرانكلين روزفلت الذي حكم الولايات المتحدة في النصف الأول من القرن العشرين، لا بد لنا من إطلالة سريعة نلقي خلالها الضوء على عدد من الصحف العالمية التي تناولت أبعاد المرحلة القادمة وملامح الفترة الرئاسية الثانية للرئيس بوش..
نبدأ هذه الجولة من صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية التي تشير في بداية تقريرها إلى أنه لا يوجد شك في أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة تمحورت منذ بدايتها وحتى نهايتها حول شخص الرئيس بوش، موضحة أن بوسع هذا الرجل التباهي بأن فوزه بالأغلبية في التصويت الشعبي يؤكد صحة السياسات التي انتهجها وصواب ثباته على مواقفه، وكذلك يثبت أنه يتحلى بصفات شخصية مرغوب فيها بالنسبة للأمريكيين ويتبع استراتيجية صائبة على الصعيد السياسي.
وتقول الصحيفة إن بوش راهن على أن الناخبين الذين شاركوه جراح اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية، وشهدوا معه حربين في العراق وأفغانستان سيقفون بجانبه في الانتخابات وهو ما يبدو أنه حدث بالفعل. وتضيف (نيويورك تايمز) قائلة إن بوش الذي قضى فترة رئاسته الأولى كما لو كان قد انتصر باكتساح، مع أنه كان قد فاز بشق الأنفس وبفارق لا يكاد يذكر، تمكن من الفوز بفترة ثانية بفارق لافت للنظر. وتوضح الصحيفة أن هذا الرجل نجح في أن ينتزع للجمهوريين والمحافظين مقاعد أكثر في مجلس الشيوخ الذي لا يزال يعاني من الانقسامات، كما تمكن من حشد الدعم لمواقفه المناهضة لزواج مثليي الجنس في العديد من الولايات.
سابقة آدامز
ويتحدث التقرير عن الساعات الأخيرة في المعركة الانتخابية الرئاسية التي كشفت عن عمق الانقسامات في المجتمع الأمريكي وهي الساعات التي شهدت احتدام السباق حول أصوات ولاية أوهايو العشرين في المجمع الانتخابي، ولكن الأمر حسم فيما بعد وخاصة بعد أن تمكن بوش من إحراز نصر كبير في ولاية فلوريدا التي يحكمها شقيقه ليحول دون تكرار ما جرى في انتخابات 2000 من نزاع قضائي حول أصوات تلك الولاية، وليصبح في نهاية المطاف جديرا بأن يكون أول نجل لرئيس أمريكي يفوز بفترة رئاسة ثانية بعد أن يصبح رئيسا هو الآخر، ويبتعد بنفسه عن تلك السابقة التي أصابت من قبل جون كوينزي آدامز الرئيس السادس لأمريكا (1825 1829) نجل الرئيس الثاني للبلاد جون آدامز (1797 1801) ، والذي لم يستطع الفوز سوى بفترة رئاسة واحدة.
رد الجميل
ويلقي تقرير ال (نيويورك تايمز) الضوء على أن ملايين الأمريكيين الجمهوريين ردوا من خلال إقبالهم المكثف على صناديق الاقتراع الجميل لبوش الذي قال لهم في أعقاب إدلائه بصوته (لقد كرست نفسي كاملة للمنصب) ، وكان هذا الإقبال غير المسبوق واضحا في الولايات المهمة مثل فلوريدا وأوهايو، وذلك في الوقت الذي فشل فيه الديموقراطيون الذين بدوا منقسمين على أنفسهم كما الشعب الأمريكي نفسه في تحقيق الآمال العريضة التي تملكتهم، واستثمار الأموال الطائلة التي رصدوها من أجل تحقيق هدفهم في الإطاحة بالإدارة الجمهورية، ومن ثم الولوج إلى البيت الأبيض.
سؤال الساعة
وتصل الصحيفة إلى السؤال المحوري في تقريرها ألا وهو: وماذا بعد؟، مشيرة إلى أن الرئيس بوش لديه الآن كما أظهرت نتائج الانتخابات تفويضا واضحا من قبل الشعب الأمريكي، وتتساءل هل سيمضي في طريقه غير عابئ بأية معارضة قد تواجهه، أم سيسعى كما سبق وأن تعهد قبل أربعة أعوام أي في بداية فترته الرئاسية الأولى إلى تغيير النغمة السياسية السائدة في واشنطن، من خلال العمل على استمالة الناخبين الذين أعربوا عن عدم رضاهم عن سياسات إدارته؟
وتحاول الصحيفة الأمريكية الإجابة على هذا التساؤل، قائلة إن الأدلة على حدوث أي من الأمرين مشوشة ومختلطة، خاصة وأن الفترة الرئاسية الثانية عادة ما توصم بأنها عصية على أي توقع، وكذلك بأنها مثيرة للإحباط في بعض الأحيان.
معركة المحكمة
وتعود الصحيفة الأمريكية لتؤكد في تقريرها أنه في الوقت الذي يعرف فيه بوش بأنه ذلك الرجل الذي لا يهتز أمام أي مواجهة، فإن هنالك مواجهة حامية في الطريق إليه بالفعل ألا وهي تلك المتعلقة بتصديق مجلس الشيوخ على الرجل الذي سيخلف كبير قضاة المحكمة الأمريكية العليا (وليام رينسكيت) الذي يعاني من المرض، والتي تكتسب أهميتها في ضوء أن أوضاع القضاء من أهم القضايا التي يعنى بها الناخبون المحافظون الذين يؤيدون الرئيس بوش، هؤلاء الناخبون الذين يشملون أولئك الذين أشاروا إلى أن القيم الأخلاقية تعد في مقدمة الأمور التي يهتمون بها عند اتخاذ قرارهم التصويتي بقدر أكبر من أي معيار آخر، وهم هؤلاء الذين أوضحت الإحصائيات أنهم يشكلون 20% من إجمالي الناخبين الأمريكيين. كما يكتسب انتصار بوش في معركة رئيس المحكمة العليا أهمية أكبر كما يوضح التقرير لأن مثل هذا الانتصار سيمنحه الفرصة لأن يجعل غالبية قضاة تلك المحكمة من ذوي التوجهات المحافظة.
صورة ويلسون
من جهة أخرى، تقول ال (نيويورك تايمز) إن بوش أصبح بعد فوزه بفترته الرئاسية الثانية الرئيس الثاني عشر الذي ينجح في البقاء في البيت الأبيض من جملة سبعة عشر رئيسا حاولوا القيام بذلك منذ عام 1900، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ذلك الرجل ليس في حاجة إلى هذا الإنجاز لدخول التاريخ الأمريكي الذي ولج إليه بالفعل من خلال سياساته التي اتسمت بالشراسة على الصعيد الخارجي لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، وهي السياسات التي جعلته أكثر رئيس أمريكي أثار انقسامات في أوساط الرأي العام منذ عهد الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون .
وتنقل الصحيفة عن ريتشارد نورتون سميث الباحث في شؤون الرئاسة الأمريكية ومدير مكتبة إبراهام لينكولن الرئاسية بولاية إلينوي تأكيده على أن عهد بوش يبدو كما لو كان نسخة أخرى من عهد الرئيس الراحل وودرو ويلسون الذي اشتعل حماسا للمشاركة في الحرب العالمية الأولى لجعل العالم أكثر أمنا وديموقراطية. ويضيف الرجل قائلا إن ما يقوم به بوش سواء كان خيرا أو شرا سيكون له تأثيرات على المدى البعيد.
فشل كيري
وتنتقل الصحيفة إلى نقطة أخرى، تتحدث فيها عن أن النجاح الذي حققه بوش كان يعني على الجانب المقابل فشل منافسه كيري الذي عجز طيلة عام كامل عن تحقيق تقدم ملموس في استطلاعات الرأي على الرئيس الجمهوري، في الوقت الذي كان فيه الأخير يناضل من أجل أن تتخطى نسبة التأييد التي يحظى بها حاجز الخمسين في المائة، وهو الحاجز الذي يعد بمثابة نذير شؤم لأي رئيس يحاول الفوز بفترته الثانية. وتضيف ال (نيويورك تايمز) قائلة إن كيري كان يعول على الملايين من الناخبين الديموقراطيين الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع من قبل عن اعتقاد مؤداه أن هؤلاء الناخبين قادرون على دفعه للوصول إلى المكتب البيضاوي، وعلى الرغم من أن ذلك الإقبال الجماهيري قد حدث بالفعل لكنه لم يكن كافيا لتحقيق هدف السناتور الديموقراطي، إلى جانب أن الكثيرين ممن صوتوا لمصلحة كيري قاموا بذلك لأنهم مناهضون لبوش وليس لأنهم من مؤيدي غريمه، وهو ما أظهرته استطلاعات الرأي التي جرت عند مكاتب الاقتراع للناخبين بعد إدلائهم بأصواتهم.
وقالت الصحيفة إن نصف الناخبين فقط كانت لديهم وجهة نظر إيجابية حيال كيري، وهي نسبة مماثلة لتلك التي حظي بها الرئيس الجمهوري، مشيرة إلى أن وضع الاقتصاد الأمريكي مثّل القضية الوحيدة التي تمكن فيها كيري من مواجهة بوش حيالها في موقف الند للند، فيما ظل غالبية الناخبين الأمريكيين حتى الذين يرون أن الأمانة والاستقامة تعد إحدى الصفات المهمة في المرشح الرئاسي مؤيدين لبوش بالرغم من اتهامات المرشح الديموقراطي المتكررة له بتضليل الأمة بشأن الحرب في العراق.
ولا يغفل تقرير ال (نيويورك تايمز) عن الفوز الذي حققه جورج بوش الابن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحديث عن دور كبير مستشاريه السياسيين كارل روف، ذلك الرجل الذي كان يؤمن بأن نجاح بوش في البقاء في البيت الأبيض يتوقف على قدرة حملة الجمهوريين على إقناع الناخبين المحافظين والمسيحيين الإنجيليين الذين لم يشاركوا في انتخابات 2000 على اتخاذ موقف مغاير هذه المرة، وهو ما آتى ثماره، حيث أظهرت الاستطلاعات التي جرت عند مراكز الاقتراع أن ثلث الناخبين كانوا من المسيحيين الإنجيليين.
ذكريات فيتنام
وعلى الرغم من أن القضايا المتعلقة بالوضع الداخلي مثل مسألة الرعاية الصحية كانت تبدو أكثر أهمية بالنسبة للناخبين الأمريكيين مقارنة بقضايا السياسة الخارجية، إلا أن الحرب في العراق كما تقول ال (نيويورك تايمز) مثلت عبئا على كاهل الرئيس بوش، في ضوء أنه فيما رأى غالبية الأمريكيين أن قرار شن الحرب على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كان قرارا صائبا، إلا أن معظم هؤلاء اعتبروا أن الطريقة التي أُديرت بها الحرب لم تكن سليمة، وأن ذلك أدى إلى أن يصبح الأمن القومي الأمريكي معرضا للخطر على المدى البعيد. وفي هذا السياق، يقول روبرت داليك المؤرخ المتخصص في شؤون الرئاسة وكاتب سيرة الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون إن (حرب العراق ليست فيتنام جديدة ولكنها تبدو شبيهة بها، وكنتيجة منطقية لذلك يراها الأمريكيون مماثلة لها تماما) . ويضيف داليك قائلا (لا يوجد أدنى شك في أن بوش نجح في حشد الأمة وراءه بعد هجمات سبتمبر، ولكنه أثار أيضا خلافات حادة في صفوف الأمريكيين، وهذا يعد أحد عيوبه) .
انتخابات العراق
وتعود الصحيفة الأمريكية في تقريرها للقول إنه بينما انتهت معركة الرئيس بوش الانتخابية في الولايات المتحدة، إلا أن هناك معركة انتخابية أخرى في الطريق ولكن في العراق هذه المرة، حيث ستشهد بلاد الرافدين أول انتخابات عامة بعد سقوط صدام حسين.
وتختتم (نيويورك تايمز) التقرير بالإشارة إلى ما ورد في خطاب الرئيس بوش أمام مؤتمر حزبه الجمهوري الصيف الماضي لإعلان قبوله الترشيح رسميا لانتخابات الرئاسة، حيث قال حينذاك إنه يقر بأنه لم يكن يتصور عندما رشح نفسه للرئاسة قبل أربع سنوات ما الذي سيجري في هذه الأعوام. وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول إنه الآن وبعد بقائه في البيت الأبيض، صار للرئيس بوش ولمواطنيه الذين تسودهم الانقسامات فرصة أخرى لاكتشاف ما الذي ستأتي به الأعوام الأربعة القادمة.
المحك
ونترك تقرير هذه الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت، لننتقل إلى تقرير تحليلي آخر نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية ركزت فيه على انعكاسات فوز بوش على حلفاء أمريكا في العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية هؤلاء الحلفاء خاصة الأوروبيين منهم يعتبرون أن السياسة التي سينتهجها بوش في فترة رئاسته الثانية إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هي المحك الذي سيبين ما إذا كان هذا الرجل الذي تحرر أخيرا من القيود التي كانت تكبله خلال السنوات الماضية بعد أن فاز بالفترة الثانية بالفعل ولم يعد بحاجة إلى استرضاء أحد سيصبح أكثر اعتدالا وأقل ميلا للنزعة الانفرادية والتصادم مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في القارة الأوروبية أم لا. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الصحيفة تضيف أن الأمر يختلف بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالتحديد، الذي لم يكن من المتوقع أن يكون أكثر راحة وسعادة وهو يتعامل مع جون كيري كرئيس للولايات المتحدة، مع أن كيري يُعتقد بأنه سيصبح أكثر وعيا وتفهما للحساسيات الأوروبية، مقارنة ب (بوش) الذي يلقى كراهية الكثيرين في بريطانيا كما في باقي الدول الأوروبية.
لغز بلير
وتفسر الصحيفة الإسرائيلية هذا التناقض بين موقف بلير حيال بقاء بوش في منصبه، وموقف باقي الحلفاء الأوروبيين بالقول إن إعادة انتخاب بوش لم تكن بالأمر السيئ بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني، الذي يعد من أخلص حلفاء الولايات المتحدة حاليا، وشريكها الذي لا يتزعزع في الحملة ضد الإرهاب، كما في الحرب التي استهدفت الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان، ومثيلتها التي استهدفت إسقاط صدام حسين في العراق. وتشير الصحيفة إلى أنه فيما سيتضح في القريب العاجل الطريقة التي سيتبعها بوش خلال فترته الرئاسية الثانية مع بلير، إلا أن المؤكد أن فوز كيري بالانتخابات كان سيجعل الدعم المعنوي والمادي الذي قدمه رئيس الوزراء البريطاني للرئيس الجمهوري يبدو وكأنه ذهب هباء منثورا.
وتوضح (جيروزاليم بوست) في تقريرها أن إصرار بلير على اتخاذ مواقف قريبة من مواقف إدارة بوش، كبده خسائر سياسية جسيمة، وجعل موقفه يهتز حتى بداخل حزب العمال الذي يتزعمه.
فرص ومخاطر
ويضيف التقرير أنه على الرغم من تلك السلبيات الناجمة عن علاقته القوية ببوش، إلا أن بلير لن يقرر على الأرجح التخلي عن رؤيته بشأن أهمية العلاقة على جانبي الأطلنطي، خاصة وأن إعادة انتخاب الرئيس الجمهوري تحمل في طياتها فرصا ومخاطر لرئيس الوزراء البريطاني سواء بسواء، على أن بلير سيسعى إلى التركيز على كيفية اغتنام الفرص السانحة دون التعرض للمخاطر المحتملة. وفي هذا الإطار، تشير (جيروزاليم بوست) إلى أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يسعى بلير خلال المرحلة القادمة لاستغلال نفوذه لدى واشنطن الناجم عن تأييده لبوش في فترته الرئاسية الأولى، وذلك لدفع أمريكا باتجاه الاضطلاع بدورها حيال النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة أن بلير أكد مرارا وتكرارا خلال الأسابيع الماضية أن الصراع في الشرق الأوسط في مقدمة أولوياته، وأنه يرى ضرورة العمل على إحياء خطة (خريطة الطريق) لتسوية هذا النزاع عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتوضح الصحيفة أن قبول بوش بهذا الطرح من قبل رئيس الوزراء البريطاني سيساعد بلير على القول بأن ما عاناه من قبل من آلام نتيجة تحالفه القوي مع بوش قد بدأ يثمر أخيرا ويحقق نتائج سياسية مهمة وهو ما قد يحمل البريطانيين على نسيان الكثير من الأخطاء التي ارتكبها رئيس حكومتهم من قبل. وتضيف أن هذا الوضع سيساعد بلير على تحسين صورته التي باتت باهتة، واستعادة مصداقيته أيضا، وتبرير الالتزامات التي قطعها على نفسه أمام الرئيس الأمريكي بشأن العراق، ولم تلق قبولا من جانب مواطنيه، وذلك على الرغم من أن العديد من أعضاء حزبه لن يغفروا له على الإطلاق قراره بإرسال قوات بريطانية إلى العراق.
الضربة القاصمة
إلا أن المخاطر التي قد يواجهها بلير في فترة رئاسة بوش الثانية، تتمثل في أن يبدو الرئيس الأمريكي غير متحمس لاستخدام نفوذه في المستنقع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما سيصبح بمثابة ضربة قاصمة لرئيس الحكومة البريطانية. ولا تسيطر التساؤلات الخاصة بالسياسة التي سينتهجها الرئيس الأمريكي المنتصر خلال السنوات الأربع القادمة على بريطانيا وحدها، بل تمتد كما تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى باقي الدول الأوروبية التي يرى بعضها أن بوش المتحرر من كل القيود الانتخابية سيهتم بشكل أكبر بما سيقوله عنه التاريخ، ولذا سيتخلى عن سياساته التي تؤدي لإثارة الانقسامات في المجتمع الدولي، وينتهج سياسات أخرى ذات طابع تصالحي مع حلفاء أمريكا التقليدين خاصة في أوروبا.
ولكن على الجانب المقابل، يطرح آخرون رؤية مخالفة مفادها أن هذا الرجل سيكون أكثر إقداما على انتهاج سياسات أحادية الجانب حيال القضايا الدولية خاصة إذا ما شكل إدارته من أركان المحافظين الجدد، الذين شغلوا العديد من المناصب في إدارته خلال الفترة الأولى، هؤلاء المسؤولين الذين وصفهم وزير الخارجية البريطاني الأسبق روبن كوك بأنهم (مثيرين للرعب) .
أصداء الليكود
وفي ختام تقريرها تنقل(جيروزاليم بوست) عن كريستين أوكرينت المحللة البارزة في التليفزيون الفرنسي قولها إنه يتعين على أوروبا أن تتعلم كيف تتواءم مع الحياة مع بوش، وأن يتوقف الأوروبيون عن رفع راية العداء لأمريكا، مشيرة إلى أن السؤال الآن يتمحور حول ما إذا الوقت المناسب قد حان للأوروبيين لأن يظهروا أن لديهم هم أيضا أفكارهم الخاصة وخططهم المتعلقة بسبل حل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية أم لا ؟
وفي نهاية تصريحاتها التي توردها الصحيفة الإسرائيلية تعود أوكرينت للقول إن أمريكا التي اختارت جورج بوش ليست أمريكا التي عرفها الأوروبيون خلال النصف قرن الماضي، قائلة في حسرة (إنها أمريكا أخرى) . وتعلّق الصحيفة على ذلك بالقول إن هذه الروح تماثل في أصدائها، تلك التي يبديها الأوروبيون عادة عندما يعاد انتخاب حكومة يتزعمها حزب الليكود في إسرائيل.
الصوت اليهودي
أما صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أيضا، فقد اهتمت في تقريرها بالحديث عن الصوت اليهودي في المعركة الانتخابية الأمريكية، قائلة إن 78% من اليهود الأمريكيين صوتوا لصالح جون كيري فيما صوت 22% لصالح بوش، وهو ما يعد إنجازا لصالح الأخير الذي لم يحصل في الانتخابات الماضية عام 2000 سوى على 19% من الأصوات اليهودية فحسب، مما يكشف عن أن مكانته قد تعززت في السنوات الأخيرة في أوساط الناخبين اليهود في الولايات المتحدة. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن تلك النسب تستند إلى تقديرات أولية لم يتم تأكيدها بعد بشكل نهائي، إلا أن التقديرات النهائية في هذا الصدد لن تختلف كثيرا حسبما كشف أحد الناشطين اليهود رفيعي المستوى في نيويورك لمراسل (هآرتس) هناك.
وتنقل الصحيفة الإسرائيلية عن (إبراهام فوكسمان) المدير العام لرابطة معاداة التشهير في الولايات المتحدة وهي رابطة يهودية قوله (إن الدعم الذي أبداه الرئيس بوش لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى ليست له علاقة بمدى التأييد الذي يحظى به في أوساط اليهود الأمريكيين، أو بالرغبة في زيادة هذه النسبة خلال الانتخابات الرئاسية.. إن بوش قدم الدعم لإسرائيل نظرا لوجود قيم مشتركة (بين البلدين) وكذلك وجود مصالح متشابكة بينهما، ولا يوجد أي سبب يدعو للخوف من أن الرئيس سيغير من سياساته المساندة لإسرائيل خلال فترة ولايته الثانية بسبب تدني نسبة مؤيديه من الناخبين اليهود) .
وفي الوقت نفسه تكشف الصحيفة عن أن الخبراء التابعين للرابطة التي يرأسها فوكسمان وجدوا أن حجم التبرعات التي منحها اليهود إلى الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري في سباقه الرئاسي الأخير تفوق تلك التي منحت إلى المرشحين الجمهوريين في حملاتهم الانتخابية السابقة.
صدام متوقع
من ناحية أخرى، أثارت الهيمنة الجمهورية على مجلسي النواب والشيوخ مخاوف زعماء المنظمات اليهودية في مدينة نيويورك من إمكانية نشوب خلافات بين الغالبية الجمهورية في الكونجرس بمجلسيه والتجمعات اليهودية في المدينة حول قضايا مثل فصل الدين عن الدولة، الإجهاض، زواج مثليي الجنس، وحقوق الشواذ، وهي قضايا نقلت (هآرتس) عن إحدى الشخصيات اليهودية المرموقة في نيويورك قوله إن الغالبية العظمى من اليهود هناك يعارضون المواقف التي يتخذها الجمهوريون حيالها. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه على الرغم من ذلك فقد كانت تلك المواقف هي التي حفزت غالبية اليهود المتشددين الذين يعيشون في نيويورك للتصويت لصالح بوش وخاصة في أحياء منطقة بروكلين التي يسكنها العديد من اليهود الأكثر تشددا.
وتؤكد (هآرتس) هذا الطرح بالاستعانة بإحصائيات أولية تكشف النقاب عن أن الرئيس الجمهوري حصل على 75% من تأييد اليهود الأكثر تشددا في اثنين من أحياء بروكلين.
وتنقل الصحيفة عن (زئيف فورست) أحد كبار الخبراء السياسيين في نيويورك قوله إن اليهود المتشددين لعبوا في أوساط اليهود خلال انتخابات 2004 ذات الدور الذي لعبه المسيحيون الإنجيليون في أوساط باقي الناخبين، ولم يكن الفارق بين الجانبين سوى أنه فيما يشكل الإنجيليون 40% من تعداد الولايات المتحدة، لا يشكل اليهود المتشددون سوى نسبة لا تتجاوز 10% بين اليهود الأمريكيين.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
تقرير
إقتصاد
منتدى الهاتف
مجتمعات
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
شباب
ملفات FBI
الحديقة الخلفية
صحة وغذاء
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved