الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 24th August,2004 العدد : 95

الثلاثاء 8 ,رجب 1425

ظاهرة غير مقبولة
يصل إلى بريد صحيفة الجزيرة يومياً الكثير من الرسائل..
بالإضافة إلى اتصالات عديدة عن طريق الهاتف ليس من اليسير إحصاؤها..
فضلاً عن أن هناك زيارات إلى مكاتبنا تكاد لا تتوقف على مدار ساعات الدوام..
مع وساطات وشفاعات بلا حدود ومن فئات متباينة في العمر والمظهر ونوع الطلب، وكلها تريد أن تنقل إلى الآخرين عن طريق الصحيفة معاناة أصحابها وطلب المساعدة والوقوف إلى جانبهم.
***
نشفق على هؤلاء أحياناً ونلتمس لهم العذر أحياناً أخرى..
وتشعر كإنسان بالألم لو تصرفت بما يضفي على شخصيتك مظهر القسوة والتخلي عن مساعدة شخص أحسن الظن بك فطرق باب مكتبك أو راسلك أواتصل بك أو جاء بمن يتوسط له عندك..
وتود وتتمنى عندئذ أن يكون تصرفك بما يساعده على تجاوز محنته دون أن يكون هذا التصرف بمثابة اختراق للبرامج والخطط المقرة من أعلى سلطة بالدولة لمعالجة هذا النوع من الشكاوي على مستوى أوسع وأعم وأشمل.
***
فهذا ممن جاء إليك لا يملك منزلاً يؤويه وأولاده الكثر..
وذاك مدين بالملايين وليس لديه ما يسدد به أو يفي به للغير حقاً يطالب به..
وهذا عاطل وبلا وظيفة وليس مؤهلاً للعمل بحكم السن أو المرض أو عدم التأهيل أو غير ذلك..
هناك من يحتاج إلى علاجٍ في الخارج وبعضهم يقول لك ولو في الداخل..
ومن هو سجين في حق خاص منذ بعض الوقت، ويبحث عن مساعدة للإفراج عنه..
من يريد أن يعلن في الصحيفة عن حاجته إلى كلية أو قرنية أو غير ذلك ومستعد لدفع القيمة التي تطلب منه..
وما إلى ذلك من الطلبات التي لا تنتهي، ويريد هؤلاء أن ينشر عنها في الصحيفة.
***
والموقف برأيي أن الصحيفة التي تحترم نفسها لا يمكن أن تتحول إلى مشروع للتسول مع وجاهة (ربَّما) بعض هذه الطلبات..
وإلاّ لقضت بذلك وساهمت في تقويض جهود الدولة في القضاء على هذه الظاهرة..
وبخاصة أن هناك لجاناً مختصةً تنظر في مثل هذه الحالات وتساعد أصحابها..
وهناك دور اجتماعية تقوم بإيواء من هو محتاج إلى خدماتها بمستوى ما يقدم فيها.
***
وأهم من ذلك، أن الصحيفة أية صحيفة لا تستطيع أن تتثبت من صحة كل ما يقدم لها عن حالات هؤلاء..
والاجتهادات التي تقوم على العاطفة تكون نتائجها عكسية ومضرة على مستوى شرائح المجتمع..
كما أنَّ هناك تناقضاً لو استجابت الصحيفة للضغوط العاطفية بين ما تنادي به من ضرورة أخذ خطوات حقيقية لمعالجة التسول وبين فتح صفحاتها لعرض مشاكل الناس بهذه الصيغة التي أشرت إليها وكأنها نافذة للتسول بترويج صحفي لا مثيل له ولا أفضل منه.
***
وباختصار، فإن هذه حالة ينبغي أن تكون موضع اهتمام ليس باكتفائنا رفض النشر عنها صحفياً، وإنما بمعالجة الموضوع من جذوره بإيجاد قنوات تساعد هؤلاء (ودون الإضرار بقناعات الشريحة الأكبر من المجتمع) على تخليهم عن هذه الممارسات في مقابل توفير العيش الكريم لهم..
فهذا مجتمع يعد التسول بين صفوفه ظاهرة جديدة مخلة بتاريخه وسلوكه واعتزازه بنفسه، ويجب أن يبقى كذلك بلا تسول، فلا تؤثر عليه وفيه العاطفة والشعور الإنساني التي توظف أحياناً دون تثبت من حقيقة ما يتقدم به هؤلاء، فتعطي بذلك القرارات الفردية المتعجلة نتائج عكسية ما كان هذا هو الهدف لبلوغ ما نتمنّاه تصحيحاً لوضع هذه الفئة الغالية في مجتمعنا.


خالد المالك

أطول رئيس لمجلس الاحتياط الفيدرالي بقاء في منصبه
آلان جرينسبان.. مايسترو الازدهار الاقتصادي الأمريكي
* إعداد إشرف البربري

عقد مجلس الشيوخ الأمريكي قبل فترة جلسة استماع إلى رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي قبل الموافقة على قرار الرئيس جورج بوش بتجديد رئاسة آلان جرينسبان للمجلس لفترة خامسة ليصبح أطول رئيس لمجلس الاحتياط بقاء في منصبه في تاريخ أمريكا حيث تولاه أول مرة عام 1987 في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان واستمر فيه رغم تغير الرؤساء من الجمهوري جورج بوش الأب إلى الديموقراطي كلينتون ثم آلان بوش الابن الجمهوري بالطبع.
والحقيقة أن جريسنبان تحول خلال العقد الماضي والنصف الأول من العقد الحالي إلى واحد من الثوابت في واشنطن حيث أصبح رمزا للانتعاش الاقتصادي غير المسبوق الذي شهدته الولايات المتحدة خلال التسعينيات من وجهة نظر الكثيرين.
رغم ذلك فإن بعض خبراء الاقتصاد يتساءلون عن المكانة التي سيضع التاريخ جرينسبان فيها بين رؤساء مجلس الاحتياط الاتحادي على مدى تاريخ الولايات المتحدة.
ولكن الأمريكيين ينسبون لجرينسبان فضل إخراج الاقتصاد الأمريكي من الأزمة المالية الكبرى التي تعرض لها عام 1987 عندما انهارت أسواق المال الأمريكية فيما عرف (بالاثنين الأسود).
فقد وقعت هذه الكارثة التي كانت الأكبر في تاريخ الاقتصاد الأمريكي منذ سنوات الكساد العظيم في بداية الثلاثينات بعد شهور قليلة من تولي جريسنبان منصبه المرموق.
ضخ السيولة النقدية
يقول توم شيلزينجر، المدير التنفيذي لمركز الأسواق المالية في فيلمونت بولاية فيرجينيا، إن تاريخ مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي لم يشهد رئيسا يتمتع بمرونة كبيرة في ضخ السيولة النقدية إلى الأسواق من أجل محاصرة أي كارثة مالية تحل بالاقتصاد الأمريكي كما يفعل جرينسبان.
فقد منح جرينسبان الاقتصاد الأمريكي صدمات (ائتمانية) كهربائية لتنشيطه عندما تعرض لأزمة مالية في مطلع التسعينيات ثم أثناء الأزمة المالية الآسيوية عامي 19971998.
كما يشيد متابعو أداء مجلس الاحتياط الأمريكي بميل جرينسبان إلى تجاهل النظرية السائدة بين الاقتصاديين التي تقول إن التضخم يرتفع إذا تراجع معدل البطالة في أي مجتمع إلى أقل من ستة في المئة.
وكانت نتيجة موقف جرينسبان أن انخفض معدل البطالة في أمريكا إلى أقل من أربعة في المئة في أواخر التسعينيات وهو انخفاض قياسي في معدل البطالة.
ولكن هيبة وشهرة وتاريخ جرينسبان الذي صنعه على مدى أكثر من 16 عاما قضاها في منصبه حتى الآن يمكن أن ينهار إذا ما أدت سياسته النقدية المرنة التي أوصلت سعر الفائدة في أمريكا إلى واحد في المئة حاليا وهو أقل سعر للفائدة منذ 1946 إلى زيادة معدل التضخم في أمريكا خلال السنوات المقبلة.
والمؤشرات في هذا الاتجاه لا تبشر بخير بالنسبة لجرينسبان حيث بلغ معدل التضخم السنوي خلال الأشهر الماضية من العام الحالي إلى 5.1 في المئة وهو ما يتجاوز الحدود المقبولة للتضخم في أمريكا.
ولكن بول كاسريال الخبير الاقتصادي في شركة تورثرت تراست بمدينة شيكاغو الأمريكية يقول إن معدل التضخم سوف ينخفض خلال الفترة المقبلة في حال حدوث انخفاض في أسعار النفط. في الوقت نفسه فإن معدل التضخم في أمريكا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي يصل إلى 2.9 في المئة حتى بعد استبعاد الطاقة والسلع الغذائية من حساب مؤشر أسعار المستهلكين باعتبارهما الأكثر تقلبا وهو معدل مرتفع أيضا.
وكاسريال خبير نقدي ينتمي إلى مدرسة الاقتصاد التي تقول إن ضخ المزيد من السيولة النقدية في الأسواق سوف يؤدي إلى زيادة معدل التضخم بعد مرور عام أو نحو ذلك.
وهو يقول إن مجلس الاحتياط الاتحادي طبع الكثير من النقود الجديدة مما يهدد بتعرض الولايات المتحدة لمعدلات تضخم عالية كتلك التي حدثت في السبعينيات.
غرينسبان.. المنقذ!
وأضاف نحن مجتمع لا يتحمل الألم. فإذا حدثت مشكلة ما فإننا نكتشف أن العم آلان غرينسبان سوف يأتي وينقذنا. ولكن حقيقة الأمر أن طباعة الكثير من النقود تنطوي على عواقب وخيمة.
ويواصل الاقتصادي الأمريكي تحذيراته فيقول إن الفصل الأخير لم يكتب بعد. وسوف يكتب عندما يضطر جرينسبان إلى رفع أسعار الفائدة وتقليص القروض التي يقدمها سواء للأمريكيين أو لباقي العالم. واعتقادي أن العالم سيتعرض لأضرار بالغة في هذه الحالة.
ومن المتوقع أن يناقش مجلس الاحتياط الاتحادي المخاوف التي أعرب عنها كاسريال خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للمجلس والمكلفة بتحديد السياسة النقدية وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة. ويتوقع المستثمرون والخبراء أن يضطر مجلس الاحتياط الاتحادي إلى رفع أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة أكثر من مرة.
ومن الانتقادات التي توجه إلى جريسنبان أيضا سماحه لأسعار الأسهم الأمريكية بالارتفاع بصورة غير واقعية ولا تعكس القيمة الحقيقية لأصول هذه الشركات خلال التسعينيات.
ويقول توم شيلزينجر وغيره كثيرون من خبراء الاقتصاد إنه كان يجب على جرينسبان فرض المزيد من القيود على حصول الأمريكيين على القروض التي استخدموها في شراء أسهم الشركات مما أدى إلى زيادة الطلب على هذه الأسهم وارتفاع أسعارها بصورة غير واقعية. وكان انفجار فقاعة الأسهم الأمريكية في نهاية التسعينيات وعودة هذه الأسهم إلى مستواها الحقيقي تقريبا هو السبب الرئيسي في الركود الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي منذ مطلع الألفية الثالثة.
أما كاسريال فيرى أن الارتفاع الذي تشهده أسعار العقارات في الولايات المتحدة حاليا هو (فقاعة) أخرى ولا تعكس القيمة الحقيقية لهذه العقارات نتيجة انخفاض أسعار الفائدة الأمر الذي يشجع الكثيرين على الاقتراض لشراء عقارات لا يحتاجون إليها.
وأضاف أن انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية دفع الكثيرين من المستثمرين الأمريكيين إلى الاقتراض لشراء سندات عالية المخاطرة وسندات الأسواق الناشئة مثل دول جنوب شرق آسيا وهي استثمارات تنطوي على مخاطرة كبيرة.
كما أن انخفاض أسعار الفائدة يشجع البنوك الاستثمارية وغيرها من المؤسسات المالية على اقتراض قروض قصيرة الأجل من أجل الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية التي يبلغ مداها عشر سنوات لأنها تقدم سعر فائدة أعلى وهذا الأمر يمثل مقامرة على أسعار الفائدة.
والحقيقة أن فترتي الركود اللتين تعرض لهما الاقتصاد الأمريكي في ظل رئاسة آلان جرينسبان لمجلس الاحتياط الاتحادي مطلع التسعينيات وعام 2001 كانتا قصيرتين وبسيطتين. وقد حصل جرينسبان على شهرة ومجد واسعين بسبب هذا. ولكن البعض يحمله مسئولية ارتفاع معدل البطالة بعد فترتي الركود تلك.
وعلى أية حال فهناك انتقاد أخير يوجه إلى جرينسبان لكنه ينطوي في الوقت نفسه على إشادة به وهو أنه مضى شوطا بعيدا في اتجاه تحرير القطاع المالي الأمريكي على حد قول شيلزينجر.
ويضيف شيلزينجر أن هذا التحرر الكامل للأسواق المالية أدى إلى سلسلة الفضائح التي تعرضت لهذه هذه الأسواق خلال السنوات الأخيرة.
وكانت أسواق المال الأمريكية قد شهدت بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية سلسلة من الفضائح والمخالفات المالية كبيرة التي أدت إلى انهيار شركات كبرى مثل شركة إنرون للطاقة وورلد كوم للاتصالات وكبدت صغار المستثمرين وكبارهم مليارات الدولارات.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
عواصم ودول
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
العناية المنزلية
استراحة
تقرير
أقتصاد
منتدى الهاتف
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved