الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 24th December,2002 العدد : 15

الثلاثاء 20 ,شوال 1423

نظام المؤسسات الصحفية الجديد..!
مع كل ما قيل عن هذا النظام عند صدوره..
من أنه صدر دون أن يلبي طموح العاملين في المؤسسات الصحفية كما كان منتظراً..
ومن أنه قد خلا مما كان متوقعاً بعد أربعين عاماً من الانتظار..
مع كل ما صاحب صدوره من همز ولمز وتباين في وجهات النظر..
تمثل في عدم الرضا أوالرضا النسبي المحدود وهذه ظاهرة صحية..
فإن ما قيل في جزء كبير منه جد صحيح ولا يمكن تهميشه عند تقييمنا لهذا النظام..
خصوصاً وأن النظام إياه قد أخذ حقه من الوقت لدراسته وتمحيصه من وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام ومجلس الشورى بعد إعداده وقبل أن يأذن مجلس الوزراء بالموافقة عليه وصدوره..
***
وعادة، فكل الأنظمة وليس هذا النظام فقط..
تقابل بوجهات نظر متباينة عند صدورها..
وتستقبل بين مؤيد ومعارض ومتحفظ..
أحياناً يكون الموقف منها إيجابياً وأحياناً أخرى سلبياً..
وفي بعض الأحيان يكتفي نفر منا بالتعبير عن موقفه مختصراً إياه بكلمة لا تعليق..
والموقف الأصح كما أراه..
والرأي الأكثر إيجابية من وجهة نظري المتواضعة..
هو ذلك الذي يعتمد على التعامل مع حدث كهذا بموضوعية وتجرد ونظرة مستقبلية متفائلة..
من يعطي نظاماً كهذا حقه من الوقت للتطبيق واستخلاص النتائج ضمن تجربة جديدة تقوم على مبدأ التغيير إلى ماهو أفضل ثم يبدي وجهة نظره..
عندها يمكن معالجة ما فيه من قصور وترسيخ ما يضمه من إيجابيات لتفعيل الأداء وصولاً إلى الهدف المنشود..
***
وفي نظامنا هذا..
وبعد أن صمت الجميع..
ونسيه من يعنيه ومن لا يعنيه أمره..
لابد من القول بأن فيه الكثير مما يمكن أن يقال نقداً وتحليلاً وبما يؤكد سلامة رأينا..
وفيه من الإيجابيات مالا يمكن إغفالها، بل ومن الضروري أن يشار إليها وأن يُتوقف عندها للتأكيد على مصداقيتنا وهدفنا النبيل..
غير أن الأمر يتطلب من المسؤولين المعنيين ضرورة التأمل لكل ما يقال عنه باستعداد نفسي وذهني ورغبة جادة في بناء الثقة مع الغير من خلال هذا النظام..
وفي مثل هذا الموقف، فإن بناء الثقة أولاً سوف يقودنا إلى تجسيد الصورة الأمثل لمثل هذا النظام..
بإضافة..
أو حذف..
أو تعديل..
بعد أن يأخذ تطبيقه ما يكفيه من الزمن..
***
من المهم أن نتذكر..
أن نظاماً كهذا..
فيه ما فيه من القصور والسلبيات..
ولكنه مع هذا يحمل تباشير أمل جديد..
لبناء قاعدة مستقبلية جيدة لضمان صحافة أفضل..
من خلال مؤسسات صحفية أكثر تطوراً واطمئناناً للمستقبل المنظور..
ضمن أطر نظام صحفي جديد وشامل قابل للتطوير..
***
لنعد قراءة النظام من جديد..
قراءة تمنحه المزيد من القدرة على تفعيل العمل الصحفي بالمملكة..
وهذا لا يتحقق إلا من خلال التفتيش بين سطوره على ما يمكن أن يضاف إليه أو يحذف منه أو يعدل فيه لبلوغ ما نتمناه..
وهذه مسؤوليتنا جميعاً.

++++
خالد المالك

++++
جدل لم يحسم بعد
لغز «بروتوكولات صهيون».. أخطر وثائق القرن

إعداد شريف صالح / علي البلهاسي القاهرة:
يعتبر كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» من أشهر الكتب في القرن العشرين وأكثرها إثارة للجدل.. البعض يرى أنه السفر المقدس للصهيونية العالمية.. المخفي والمعلن في الوقت نفسه.. وأنه الأساس الذي قامت عليه مؤتمرات حكماء صهيون منذ مؤتمرها الأول عام1897م في بازل بسويسرا وهو نفس العام الذي ظهر فيه الكتاب.. والبعض الآخر يرى أنه وثيقة مزورة نشرت بهدف تشويه صورة اليهود وتخويف العالم منهم ومن مؤامراتهم العالمية وأن اتجاه جهات عدة لنشر وترويج الكتاب يرجع في الغالب لتحقيق مصالح شخصية لها وفي حين سعت الدوائر الصهيونية الرسمية لنفي صلتها بالكتاب واعتبرته مدسوساً عليها من قبل الخصوم ذهب بعض المحللين إلى أن اليهود أنفسهم روجوا لهذا الكتاب لأنه يعظم قوتهم ويصب بالأساس في صالح المشروع الصهيوني.
ولو تحرينا الدقة فهو ليس كتاباً بالمعنى المباشر وليس له مؤلف معروف ومجهول وإنما هو مجموعة من المسودات تم العثور عليها في ظروف غامضة ونشرت باعتبارها وثيقة سرية تفضح نوايا اليهود العدوانية تجاه العالم بأسره.
ويقول بعض المحللين إن العالم الروسي سيرجي نيلوس نشر المقررات السرية التي تمخضت عن المؤتمر الصهيوني الأول ودونها تحت عنوان بروتوكولات حكماء صهيون.. والسؤال هو كيف أتيح له أن يضع يده على هذه الوثيقة؟وما هي قصة البروتوكولات التي اعتبرت أخطر نص تجرؤ على صياغته مجموعة من المؤتمرين في التاريخ القديم والحديث؟ وما هو مدى صحة هذه الوثيقة من عدمها؟
التقرير التالي يناقش هذه التساؤلات.
يقال إن بروتوكولات حكماء صهيون عبارة عن وثيقة كتبت عام 1897م في بازل بسويسرا في العام نفسه الذي عقد فيه المؤتمر الصهيوني الأول ويزعم البعض أن تيودر هيرتزل تلاها على المؤتمر وأنها نوقشت خلاله بل وتذهب بعض الآراء إلى التأكيد على أن المؤتمرات الصهيونية المختلفة ما هي إلا مؤتمرات حكماء صهيون التي قامت على أساس هذه البروتوكولات وأن الهدف من المؤتمر السري الأساسي الأول الذي ضم حاخامات اليهود هو وضع خطة محكمة بالتعاون مع الماسونيين الأحرار والليبراليين والعلمانيين والملحدين لإقامة امبراطورية عالمية تخضع لسلطان اليهود وتديرها حكومة عالمية يكون مقرها القدس.
مملكة صهيون
وقد عقد زعماء الصهيونية عشرات المؤتمرات منذ عام 1897م وكان الغرض من هذه المؤتمرات جميعاً هو دراسة الخطط التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية.
وتقع البروتوكولات البالغ عددها 24 في نحو مائة وعشر صفحات وفيها يرسم اليهود خطة خبيثة لكيفية السيطرة على العالم عن طريق استغلال رؤوس الأموال وجهود العمال وإشاعة الكراهية بين الشعوب والأجناس واحتكار الصناعة والتجارة والإعلام والدعاية وإذكاء نيران الفتنة والفوضى والحروب ونشر الرذيلة ومظاهر الإباحية والسفور.
ونشرت البروتوكولات لأول مرة عام 1905م كملحق لكتاب من تأليف سيرجي نيلوس وهو مواطن روسي ادعى أنه تسلم المخطوطة عام 1901م من صديق له حصل عليها من امرأة ادعت أنها سرقتها من أحد أقطاب الماسونية في فرنسا.
وقد كانت لنيلوس اهتمامات صوفية متطرفة كما كان غارقاً في الدراسات الخاصة بالدلالات الصوفية للأشكال الهندسية.
وقد هال نيلوس ما تضمنته الوثيقة من مقررات وخطط خطيرة بالإضافة إلى التطابق الشديد بين المنصوص عليه في الوثيقة والأحداث الجارية وقتذاك الأمر الذي حثه على المسارعة بنشرها بهدف اطلاع الناس عليها ويقال إن حالة من الاضطرابات سادت أوساط العامة بعد وقوفها على خفايا المخطط اليهودي الرهيب ونتج عن ذلك مصادمات راح ضحيتها الآلاف من اليهود وعلى الاثر قامت رموز الجماعة اليهودية بسحب كل نسخ الكتاب من السوق مقابل أثمان مضاعفة غير أن نسخة واحدة وصلت إلى المتحف البريطاني عام 1906م هي التي حافظت على هذا الكتاب من الضياع حتى ترجمها إنجليزي يدعى فيكتور مارسن إلى الإنجليزية ونشرت مرة أخرى مع أحداث الثورة البلشفية.
وقد لاقت البروتوكولات رواجاً كبيراً بعد نشوب الثورة البلشفية التي أسماها البعض آنذاك «الثورة اليهودية» إذ عزا الكثيرون الانتفاضات الاجتماعية التي اجتاحت كثيراً من البلدان الأوروبية إلى اليهود وانتقلت البروتوكولات إلى غرب أوروبا عام 1919م حيث حملها بعض المهاجرين من الروس وبلغت البروتوكولات قمة رواجها في الفترة الواقعة بين الحربين حينما حاول كثير من الألمان تبرير هزيمتهم بأنها طعنة من الخلف قام بها اليهود المشتركون في المؤامرة اليهودية الكبرى أو العالمية وقد أصبحت البروتوكولات من أكثر الكتب رواجاً في العالم الغربي بعد الإنجيل وترجمت إلى معظم لغات العالم ومن ضمنها العربية حيث ظهرت عدة طبعات منها.
وحازت البروتوكولات اهتمام بعض المشتغلين بالتأليف والإعلام حيث أشاروا إليها باستحسان كبير وكأنها وثيقه ذات شأن كبير والغريب أنه لا يوجد مركز دراسات عربية واحد أعارها أي اهتمام ولا يتم نشرها إلا من خلال دور نشر تجارية.
ولم يقف اليهود مكتوفي الأيدي حيال انكشاف سرهم وشيوعه بل قاموا زيادة على شراء النسخ الموجودة بملاحقة كل من ترجمها من المترجمين الأوروبيين وبنسف مقار الصحف التي كانت تجرؤ على نشر مضمونها، وفي هذا يقول محمد خليفة التونسي في مقدمة كتابه الذي يعتبر أول ترجمة عربية للبروتوكولات «ما من أحد ترجم الكتاب أو عمل على إذاعته بأي وسيلة إلا وانتهت حياته بالاغتيال أو بالموت في ظروف غامضة وأفزعت هذه الشائعة الناس».
ضجة كبيرة
ولم يعرف العالم كتاباً آثار ضجة أكبر من الضجة التي آثارها كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ولم تكن الآراء متناقضة في كتاب أكثر مما هي في هذا الكتاب فقد اختلف الناس في صحته وأصله وواضعيه أو مؤلفيه.
ولا شك أن أفكار الكتاب أصابت الأوساط الأوروبية المحافظة فوجدت فيه تفسيراً لكثير من المظاهر السياسية والاجتماعية والأخلاقية الحديثة التي أرعبتها.
وبالنظر للسمعة الشائنة التي اكتسبتها هذه البروتوكولات فقد استفاد الصهيونيون من ذلك بإرجاع أي نقد ضدهم إلى الوقوع في حبائل البروتوكولات ويعتبر التعامل بالبروتوكولات أو الاستشهاد بها في الغرب دليلاً على معاداة السامية.
وقد لوحظ أن تصرفات الصهيونية (وإسرائيل) جاءت مصداقاً لما أوردته البروتوكولات من أفكار وتوقعات.
ومن ذلك الارتباط الأخطبوطي للكيان الصهيوني بالكيانات اليهودية عبر العالم، مما يعطي صدى لفكرة الأفعى الرمزية التي يتردد ذكرها في البروتوكولات بجسمها وذنبها الممتد حول العالم ورأسها المستقر في (إسرائيل).
السيطرة على وسائل الإعلام
ومنها أيضاً التأكيد على الصحافة وسيطرة اليهود عليها، واستخدام المال والإعلام والعلم في التأثير على الدول، والاعتماد على أي أسلوب مهما كان غير أخلاقي كالرشوة والفساد والمرأة والغش والإرهاب.
ومنها أن على الدولة اليهودية كما تقول البروتوكولات أن تعتمد على العنف والرياء، وعلى اليهود أن يستغلوا الخلافات بين الدول ويبسطوا نفوذهم عليها ولا يتركوا اتفاقاً دون أن يكون لهم ضلع فيه.
ولئن لاح كل ذلك لبعض الباحثين دليلاً على دقة الملاحظة والإحساس وسعة النظر بما يمتاز به المزورون عموماً فإن باحثين آخرين وجدوه برهاناً على صحة البروتوكولات وتطبيقاً مخيفاً لوصايا حكماء صهيون في «تأسيس إسرائيل» بعد إصابة أوروبا بالدمار والخراب ومما يلفت النظر تزامن الوثيقة مع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل.
وثيقة مزورة
وهناك من الخبراء والدارسين من يؤكدون أن هذه الوثيقة مزورة وليست صحيحة ومنهم الدكتور عبدالوهاب المسيري أستاذ دراسات الصهيونية ومؤلف الموسوعة اليهودية الذي يقول إن الرأي السائد الآن في الأوساط العلمية التي قامت بدراسة البروتوكولات دراسة علمية متعمقة أن البروتوكولات وثيقة مزورة استفاد كاتبها من كتيب فرنسي كتبه صحفي يدعى موريس جولي يسخر فيه من نابليون الثالث بعنوان (حوار في الجحيم بين ميكافيلي ومونتيسكو) أو (السياسة في القرن التاسع عشر) ونشر هذا الكتيب في بروكسل عام 1864م فتحول الحوار إلى مؤتمر وتحول الفيلسوف إلى حكماء صهيون.
وقد اكتشف أوجه الشبه بين الكتيب والبروتوكولات حيث تضمنت الأخيرة اقتباسات حرفية من الكتاب المذكور وأحياناً تعبيرات مجازية وصوراً منه.
والرأي السائد الآن كما يقول المسيري أن نشر البروتوكولات وإشاعتها إنما تم بإيعاز من السياسة الروسية للنيل من الحركات الثورية والليبرالية ومن أجل زيادة التفاف الشعب حول القيصر والارستقراطية والكنيسة وذلك بتخويفهم من المؤامرة اليهودية العالمية.
ويؤكد المسيري من خلال دراسته لخطاب البروتوكولات (الأسلوب والمفردات والصور) أن هناك من الدلائل ما يدعم وجهة النظر القائلة بأنها وثيقة مزيفة فأولا يلاحظ أنها وثيقة روسية بالدرجة الأولى والأخيرة فكاتب الوثيقة لا يعرف شيئا عن المصطلح الديني اليهودي ولا يستخدم أي كلمات عبرية أو يديشية وكذلك فالموضوعات الأساسية المتواترة في البروتوكولات موضوعات روسية وتعكس رؤية الطبقة الحاكمة الروسية وقتها وهناك هجوم شرس على الكنيسة الكاثوليكية واليسوعية وهو ما يدل على اثر التربية المسيحية الارثوذكسية السلافية التي كانت تناصب الكاثوليكية العداء وكذلك ثمة هجوم شرس على الماسونية في البروتوكولات وهي التي كانت آنذاك جزءاً لايتجزأ من الحركة الليبرالية والثورية الروسية وبها هجوم شديد على دزرائيل الذي كان شخصية مكروهة تماماً من النخبة الحاكمة في روسيا.
وثانياً يرى المسيري أن نبرة البروتوكولات ساذجة للغاية وفيها يحاول من زيّفها أن يبين الخطر العالمي لليهود وجعل ذلك على لسان حكماء صهيون وحدهم حتى يعطي كلامه مصداقية وهو ما يعبر عن عدم ذكاء مزورها فهو يحاول تضخيم اليهود وقوتهم ليخيف الناس منهم فيجعلهم ينسبون إلى أنفسهم في البروتوكول الثاني كل شر ويتحدث في البروتوكول الثالث عن أن الثورة الفرنسية من صنع أيديهم وأنهم يقودون الأمم من فشل إلى فشل حتى أنهم سيتبرأون منهم فمن هذا الذي يصف حركته هكذا ويقول بأنها في النهاية ستودي به.
وفي البروتوكول التاسع يسرد الكتاب على لسان اليهود أنهم شر لا يشبع ونقمة لا ترحم وأنهم أصحاب إرهاب بعيد المدى ويتهمهم على لسانهم بالتآمر حتى تبدو التهمة صادقة.
التخويف من اليهود
وتحتوي البروتوكولات على العديد من الأفكار والمخططات اليهودية التي حاول المؤلف من خلالها إثارة الخوف من اليهود الذين يسعون لتكوين امبراطوريتهم العالمية بأي ثمن وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ونعرض لمقتطفات من البروتوكولات تصب في هذا الإطار:
* مفهوم القوة والعنف: «يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة، إن القوة المحضة هي المنتصرة في السياسة، يجب أن يكون العنف هو الأساس، إن العنف الأعمى وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة، فيجب أن نتمسك بخطة الخديعة والعنف ويكفينا أن يعرف عنا أننا ذوو عنف في القضاء على كل تمرد.
العنف هو الأساس.. لا نهتم بالضحايا من نسل هؤلاء البهائم.. الوصول إلى الغاية ولو على أشلاء الضحايا.
وإنما بالعنف وحده يتم لنا الغلبة في الأمور السياسية، ولا سيما إذا كانت أدوات العنف مخفية، فالعنف يجب أن يتخذ قاعدة وكذلك المكر والخداع، وما قلناه مما ينبغي أن يكون شعاراً، كل هذا فائدته العملية أن يتخذ قاعدة في الحكومات التي يراد أن تتخلى عن تيجانها تحت أقدام الممثل الجديد لعهد جديد.
وهذا الشر هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ الغاية المقصودة من الخير، ولذلك لا ينبغي لنا أن نتردد في استعمال الرشوة والخديعة والخيانة، متى مالاح لنا أنها تحقق الغاية.
وفي السياسة يجب على الواحد المسؤول أن يعرف كيف تقتنص الفرص فوراً إذا كان من نتيجة ذلك الاستسلام إلى السلطة الجديدة» (البروتوكول الأول).
* مخطط الافساد الأخلاقي: «عليكم أن تعطوا عناية خاصة عند استعمال مبادئنا إلى الأخلاق الخاصة بالأمة التي تحيط بكم، أو تعملون فيها، وعليكم أن تتوقعوا النجاح العاجل في استعمال مبادئنا بكل ما فيها حتى يعاد تعليم الأمة بآرائنا وتعاليمنا، ولكنكم إذا تصرفتم بحكمة في استعمال مبادئنا فسترون أنه قبل مضي عشر سنوات ستنهار أشد الأخلاق تماسكاً» (البروتوكول التاسع).
«ولكي نبعدها أي الجماهير عن أن تكتشف خططنا الجديدة، سنلهيها أيضاً بكل أنواع الملاهي والألعاب وما يشغل فراغها ويرضي أمزجتها وكذلك بالجمعيات العامة.. وما إلى ذلك» (البروتوكول الثالث عشر).
الإناء ينضح بما فيه، وثقافة الانحراف والشذوذ لا تولد غير نفوس متعطشة لإشباع غريزي متحررة من الضوابط والأطر الأخلاقية. وبؤرالرذيلة والفحشاء التي تتغذى على جذور فاسدة قد تستحيل فعلاً إلى تيار جارف يطيح بكل ما هو إنساني الجوهر والسلوك.
* الامبراطورية العالمية: «سننشئ نظاماً ضخماً لحكومة مركزية واسعة، حتى يتسنى لنا القبض بأيدينا على جميع الأعنة. وسنضبط ضبطاً محكماً مسارب نشاط الحياة السياسة لرعايانا بقوانين جديدة لم يعرف مثلها من قبل. ومن شأن هذه القوانين أن تزيل كل الإباحيات والحريات المطلقة مما أجازه الغوييم «الأغيار» لنفوسهم.
وبهذا ستتميز مملكتنا بسلطة مطلقة فريدة، رائعة الأوضاع والتقاسيم، وعلى استعداد في أي زمان ومكان لأن تجرف أيا كان من جنس الغوييم ممن يعارضنا في الفعل أو القول.
سنفتت وجود الغوييم، حتى يكرهوا على أن يسلموا لنا ما به تقوم القوة الدولية في العالم على أوضاع تمكننا بلا عنف، ورويداً رويداً من أن نبتلع طاقات الدول، ثم نخطو بعد ذلك إلى الأمام فننشئ الحكومة العالمية العليا، وسيكون لهذه الإدارة عون واسع من الأيادي التي تمتد إلى البلدان كلها وتعلق بها كالكماشة. وأما أجهزة هذه الإدارة فستكون بالغة العظمة حتى تلقي ظلها على جميع أمم الأرض» (البروتوكول الخامس).
* السيطرة بامتلاك الاعلام والمال: «ولا يخفي أن في أيدي دول اليوم آلة عظيمة تستخدم في خلق الحركات الفكرية، والتيارات الذهنية، ألا وهي الصحف، والمتعين عمله على الصحف التي في قبضتنا.. إذ في هذه الصحف يتجسد انتصار حرية الرأي والفكر.
غير أن دولة الغوييم لم تعرف بعد كيف تستغل هذه الآلة، فاستولينا عليها نحن، وبواسطة الصحف نلنا القوة التي تحرك وتؤثر، وبقينا وراء الستار.
فمرحى للصحف، وكفّنا مليء بالذهب، مع العلم أن هذا الذهب قد جمعناه مقابل بحار من الدماء والعرق المتصبب.
نعم، قد حصدنا ما زرعنا، ولا عبرة إن جلت وعظمت التضحيات من شعبنا. فكل ضحية منا إنها لتضاهي ألفا من ضحايا الغوييم» (البروتوكول الثان.
«وهذه الكراهة ستبلغ أمداً أبعد، إذا ما هبت عليها رياح أزمة اقتصادية تجمد التعامل في البورصات، وتشل دواليب الصناعة، وإننا بالوسائل السرية التي في أيدينا، سنخلق أزمة اقتصادية عالمية لا قبل لأحد باحتمالها، فتقذف بالجموع من رعاع العمال إلى الشوارع، ويقع هذا في كل بلد أوروبي بوقت واحد، وهذه الجموع ستنطلق هازجة إلى الدماء تسفكها بنهم، هي دماء الطبقة التي يكرهها العمال من المهد، وتنطلق الأيدي في نهب الأموال ويبلغ العبث أمده الأقصى» (البروتوكول الثالث).
عبارات لا تطرق مسامعنا ولا تقع عليها أبصارنا إلا في كل نتاج دمغ بأيد يهودية، ومفاهيم ومقررات لا يتبناها ويتأبطها ويمارسها على مدى عقود وقرون من الزمن إلا اليهود. وما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة من مذابح جماعية وأساليب قمع وتدمير وتشريد على أيدي أعداء الله والإنسانية وصد شعب أعزل وفوق أرضه، لهو أصدق تجسيد لمفاعيل هذا الإرث البروتوكولي.
الأفكار الأساسية
ويعرض المحللون للأفكار الأساسية في البروتوكولات فيقولون إنها تؤكد أن السياسة لا تخضع للأخلاق وأن اليهود سينفذون مخططهم الإرهابي عن طريق الغش والخداع فعلى مستوى المجتمع سيقومون بتقويض دعائم الأسرة وصلات القرابة وإشاعة الإباحية واستغلال الحريات العامة وتخريب المؤسسات المسيحية وإفساد أخلاق العالم المسيحي الأوروبي، أما على مستوى الدولة فإنهم
سيسعون إلى تقويض كيان الدول عن طريق الإيقاع بينها بحيث تندلع الحروب على ألا تؤدي هذه الحروب إلى تعديلات في حدود الدول أو إلى مكاسب اقليمية وينبغي تصعيدالصراع الطبقي ليجري الجميع نحو الذهب الذي يحتكره اليهود.
وتهتم البروتوكولات في المراحل الأولى من المخطط بأن يسيطر اليهود على الصحافة ودور النشر وسائر وسائل الإعلام حتى لا يتسرب إلى الرأي العام العالمي إلا ما يريدونه كما أنها ترى ضرورة أن يسيطر اليهود على الدول الاستعمارية وأن يسخروها حسب أهوائهم كما أنهم سيسيطرون أيضاً بطبيعة الحال على الدول الاشتراكية المعادية للاستعمار.
الخير والشر
والبروتوكولات تجعل اليهود مسؤولين عن كل شيء، عن الخير والشر والثورة والثورة المضادة والاشتراكية والرأسمالية ويرى البعض أن البروتوكولات ليست نقداً بمقدار ما هي تعبير عن إحساس الإنسان الأوروبي في أواخر القرن العشرين بأزمته وأن البروتوكولات ليست عالماً شريراً بشكل شيطاني لليهود وإنما هي في الواقع تعبر عن العالم الغربي الذي سادت فيه قيم العلمانية والنفعية ولهذا اتجه كاتبها إلى تقسيم كل شيء بالرجوع إلى مقولة «يد اليهود الخفية» ولعل ما ساعد على إشاعة هذا النموذج التفسيري أن الوجدان المسيحي كان يجعل من اليهودي رمزاً لكل الشرور.
الحكومة العالمية
والفكرة الأساسية في البروتوكولات هي فكرة الحكومة اليهودية العالمية لكن المعروف تاريخياً أنه لم تكن هناك سلطة مركزية تجمع سائر يهود العالم بعد تحطيم الهيكل على يد بختنصر عام 586 ق.م وذلك بسبب طبيعة الوجود اليهودي في العالم حيث انتشروا على هيئة أقليات دينية لا يربطها رباط قومي ويثير المحللون تساؤلاً هاماً وهو: هل للجماعات اليهودية في العالم من القوة ما يمكنها من تنفيذ هذا المخطط الإرهابي العالمي الضخم؟!.. ويجيبون بالنفي مؤكدين أن الدارس لتواريخ الجماعات اليهودية يعرف أنها كانت دائماً قريبة من النخب الحاكمة لابسبب سطوتها أو سلطانها وإنما بسبب كونها أداة في يد النخب ولأنها لم تكن قط قوة مستقلة أو صاحبة قرار مستقل.
ويرى بعض المحللين أن استخدام البروتوكولات في الإعلام المضاد للصهيونية أمر غير أخلاقي لأنها وثيقة مزورة وليست هناك دراسة علمية واحدة لا عربية ولا أجنبية تثبت أنها وثيقة صحيحة واستخدامنا لها يفقدنا مصداقيتنا وفاعليتنا أمام الرأي العام الغربي الذي لا يؤمن بصحتها وثمة رأي يذهب إلى أن الصهاينة يقومون بالترويج لهذه البروتوكولات لأنها تخدم المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى ضرب العزلة على اليهود وتحويلهم إلى مادة خام صالحة للتهجير والتوطين في فلسطين المحتلة كما أن كثيراً من الافتراضات الكامنة في البروتوكولات مثل (الشعب اليهودي) و(الشخصية اليهودية) و(المصالح اليهودية) هي جميعا افتراضات صهيونية أساسية والهجوم عليها في واقع الأمر تسليم غير مباشر بوجودها.
وقد صرح المعلق السياسي الإسرائيلي يوئيل ماركوس بأن كثيراً من الدول تغازل إسرائيل وتحاول خطب ودها لأن حكام هذه الدول يؤمنون بأن البروتوكولات وثيقة صحيحة وأن ما جاء فيها سيتحقق وأن اليهود سيسيطرون على العالم ويتحكمون بالفعل في رأس المال العالمي وفي حكومة الولايات المتحدة ولذلك فالطريق إلى أمريكا يمر من خلال اللوبي الصهيوني.
ومن ناحية أخرى، فإن نشر البروتوكولات في مصلحة العدو الإسرائيلي لأنه يهدف إلى إشاعة الخوف من اليهود والصهيونية بتبني رؤية برتوكولية تنسب إلى اليهود قوى عجائبية في حين أثبتت الانتفاضة الفلسطينية أن اليهود بشر وأن إلحاق الأذى بهم وهزيمتهم أمر ممكن وأنهم يفرون كالدجاج إذا أدركوا قوة عدوهم ولا شك أن مناقشة صحة البروتوكولات من عدمه ليس إلا شهادة للتاريخ من جانب محللين ودارسين وخبراء ولا يعني ذلك أنهم يقفون موقف الدفاع من الممارسات الصهيونية التي تحدث كل يوم والتي تمتلئ بها كتب التاريخ، فممارسات الصهاينة والإسرائيليين قد تفوق في بعض الأحيان ما ورد في البروتوكولات وليس أدل على ذلك مما يفعلونه مع الشعب الفلسطيني بل أن هناك وثائق يتداولها بعض أعضاء الجماعات اليهودية تحتوي على آراء أكثر تآمرية من البروتوكولات مثل ما يسمى (كتاب التربية) الذي يوزع في إسرائيل في الوقت الحالي.
وأخيراً ستظل بروتوكولات حكماء صهيون مثار الجدل ما دامت إسرائيل موجودة وسيظل الإسرائيليون يكذبونها بألسنتهم ويثبتون صحتها بأفعالهم وممارساتهم، ولذلك سيظل لغز البروتوكولات هكذا دون حسم طالما لم يتفق العالم على أن المؤلف الحقيقي للبروتوكولات هو الممارسات الصهيونية وأن الصهاينة إن لم يكونوا كتبوها بأقلامهم فإنهم كتبوها بأفعالهم.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تحت الضوء
الجريمة والعقاب
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
تحت المجهر
تربية عالمية
الفن السابع
عالم الاسرة
المنزل الانيق
كتاب الاسبوع
ثقافة عالمية
رياضة عالمية
هنا نلتقي
داخل الحدود
مسلمو العالم
عالم الغد
الصحة والتأمين
أنت وطفلك
الملف السياسي
فضائيات
غرائب الشعوب
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved