الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 26th July,2005 العدد : 137

الثلاثاء 20 ,جمادى الثانية 1426

أسبوع الانفجارات
عربة المتفجرات تتحرك بسرعة مذهلة، وبأسرع مما تتصور..
تقطع مشوارها من لندن مروراً ببيروت وتحط رحاها بالقاهرة، بانتظار تحديد محطتها القادمة..
تلقي بجزء من حمولتها في القطارات ومحطات تنقل الركاب، وتخص الفنادق والأسواق التجارية بحصة منها..
وتخفي البقية محتفظة بها، لنشرها في المطاعم وبين المارة، وفي أماكن التسوق المزدحمة بالناس، بانتظار وجهتها القادمة..
***
يا إلهي:
أي نوع من الإرهاب هذا الذي قضى على حياة الأبرياء في لندن وشرم الشيخ وبيروت؟!..
ومن أي جنس وجنسية وقومية ودين ومذهب هذا الذي يقوم بمثل هذا العمل الإجرامي؟..
من ذا الذي يقف ويوجه ويدعم عملاً إرهابياً خطيراً وكبيراً كهذا دون أن يؤنبه أو يحاسبه ضميره؟..
***
إنها أحداث مأوساوية حقاًََ..
تدمي القلب..
وتؤذي المشاعر الإنسانية..
وتصبغ العواطف بالألم والحزن على رحيل هؤلاء الأبرياء..
فمن ذا الذي يقبل بهذا، وأي إنسان سوي وعاقل يمكن له أن يتفهم ما يجري حوله من ترويع وقتل بدم بارد لأناس لا ذنب قد اقترفوه بحق الناس أو المجتمعات والدول؟..
***
إذاً هو عمل مجنون..
لا يقدم عليه إلا من فقد عقله ووعيه وباع ضميره للشيطان..
وهو في جانب آخر، يُعد تصرفاً غير حضاري وعملاً إرهابياً يجب عدم الاستسلام له أو التسليم لمطالب فاعليه..
وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحضرة أن تقاومه بكل السبل والوسائل المتاحة..
وبخاصة مع توسع المساحة التي يتحرك الإرهابيون في دائرتها، وينشرون الرعب والتخويف ويقتلون الأبرياء في أعمال إرهابية متواصلة..
***
ويؤسفني أن أقول إن الإرهاب بدأ ينمو بسرعة..
وإنه أخذ يتطور بما لا قدرة على ما يبدو للدول الكبرى على تطويق تفاعلاته والسيطرة على مصادر نموه..
بما يلقي على الدول الكبرى مسؤولية تقصي الأسباب الحقيقية ومعالجتها بشكل حازم وعادل..
وإلا فسوف تظل أيدي الإرهابيين قادرة على أن تمتد إلى كل مكان، إلى جميع الدول دون استثناء، وهم وحدهم من يحدد الزمان والمكان..
***
ولابد من التذكير، بأن القضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه ربما احتاج أولاً إلى التعامل مع القضايا الساخنة بعدل، وإذا اتفقنا على أن منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر دموية في العالم بفعل ممارسات إسرائيل، فمن واجبنا أن نذكر بأهمية حل المشكلة الفلسطينية، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والتوصل إلى صيغة حكم عادل في العراق، من خلال دستور لا يستثني أحداً من المذاهب والقوميات..
وإلا فستظل المنطقة بؤرة للأعمال الإرهابية، وقد تكون مصدراً للإرهاب وعدم الاستقرار في أنحاء العالم على مدى سنوات قادمة وهو ما يعني تهديد أمن الجميع.


خالد المالك

width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
خدع ليلى مراد لتغني .. فبكت فرحاً
حلمي بكر لـ((الجزيرة))
أنا ملحن عابر للأجيال

* القاهرة/ حوار خالد فؤاد
قبل فترة قصيرة أشيع في الوسط الفني القاهري أن الملحن الكبير حلمي بكر تزوج سراً من المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، لتكون (هيفاء) هى الزوجة رقم (11) في حياة هذا الرجل المتهم بأنه مزواج والذي اعتاد خوض المعارك والخناقات.. والزيجات!
ولكن حلمي بكر مظلوم، فهو لم يتزوج هيفاء وهبي في السر كما أشاعوا، بل إنه سعيد كل السعادة مع زوجته الأخيرة الصحافية ناريمان الطاهر التي جاءت لتجري معه حواراً صحافياً فأصبحا زوجين، رغم أن فارق السن بينهما يتجاوز 40 عاماً،
أما هيفاء وهبي فقد اتصلت هاتفياً بالملحن الكبير عندما علمت بهذه الشائعة المغرضة، وعرضت عليه مازحة أن يتزوجها!
الحوار التالي مع حلمي بكر يتطرق إلى ذكرياته وزيجاته ومعاركه منذ بداية صعود نجمه في الستينيات من القرن العشرين وحتى هذه اللحظة، عبر العديد من المواقف الطريفة لملحن يعتبر نفسه موسيقياً (عابراً للأجيال) فإلى نص الحوار:
* ما هي مشاعرك بعد انتشار شائعة زواجك من هيفاء وهبي؟
قطعاً شيء ضايقني جداً لكونها جاءت بعد ارتباطي بزوجتي الجديدة ناريمان الطاهر التي أعيش معها حياة مستقرة هادئة ومن هنا تكمن سخافة الشائعة وأعرف تماماً مروجيها وهدفهم، وقد تضايقت في البداية إلا أن زوجتي تفهمت أسباب ودوافع من قاموا بإطلاق الشائعة فتعاملنا مع الأمر بهدوء واتزان.
* وما تأثير هذه الشائعة على هيفاء وهبي نفسها؟
اتصلت بي من بيروت وهي تضحك بشدة وهي تقول: ليتها لم تكن شائعة فأتمنى بالفعل الزواج منك!
* وما رد فعلك بعد استماعك لهذا الكلام؟
اعتبرته دعابة ليس أكثر فأنا سعيد مع زوجتي ولا أريد غيرها، رغم أن (هيفاء) أكدت في أحد أحاديثها أنها تفضل الزواج من رجل يفهم النساء وأعتقد البعض أنها تقصدني أنا!
* معروف عنك إنك خضت تجارب زواج عديدة فقيل إنك تزوجت 12 مرة ودفعت مهوراً تجاوزت المليوني جنيه لزوجاتك فهل هذا صحيح؟
لا هذا ولا ذاك صحيح فأنا لم أتزوج كل هذا العدد بلا شك، وكل من ارتبطت بهن كنت على اقتناع كامل سواء من جانبي أو من جانبهن ولم يكن عامل الشهرة أو المال طرفاً في أي زيجة.
* وما هي الأسباب التي أدت لخوضك كل هذه التجارب؟
دائماً الإنسان أو الفنان يبحث عن شريكة لحياته ولا يجدها إلى أن يعثر عليها وهناك من يظل يبحث إلى أن يتوفاه الله وهناك من يظل يبحث حتى الرمق الأخير وهناك من يظل يبحث إلى أن يجد من يبحث عنها ودائماً الفنان يبحث عن راحته وعن من يكون رفيق حياته بلغة الفنان ونظرته لأن عالم الفنان ليس ملكه وعندما تتزوج فتاة من فنان تصبح هي وزوجها ملكاً للجمهور وليس ملك حياتهما الخاصة لأن حياة الفنان دائماً تحت الأضواء. زوجة من الأستوديو!
* ومن كانت صاحبة الحظ (الأول) في الزواج منك؟
هي الفنانة المعتزلة سهير رمزي وكان هذا في منتصف الستينات وكنت وقتها ملحناً مبتدئاً حيث قدمت ألحاناً للفنانات وردة ونجاة وفايزة وغيرهن.
* وكيف تم التعارف بينكما؟
أثناء تسجيلى في الاستوديو ذات يوم كان في الاستوديو المقابل لنا والدة سهير رمزي وهي الفنانة درية أحمد رحمها الله فكانت آنذاك نجمة سينمائية ومطربة أيضاً وحضرت للاستماع للحن فأعجبت به وطلبت مني التعاون وفي منزلها تعرفت على ابنتها الشابة الجميلة سهير رمزي وكانت لا تعمل بالفن وقتها وتعددت اللقاءات وصارت بيننا قصة حب وتمت الخطوبة ثم الزواج لمدة عامين ناجحين ثم وقع الطلاق.
*وما أسباب انفصالكما؟
لأنها قررت دخول مجال الفن والنجومية وأنا أحب أن تكون زوجتي متفرغة لي وليس معنى هذا الحجر عليها ومعاملتها بديكتاتورية وأوامر صارمة ولكن العمل الفني بالنسبة لزوجتي شيء كنت أرفضه.
* والزوجة الثانية لك؟
بعد انفصالي عن سهير رمزي بشهور كنت أقوم بتلحين الموسيقى التصويرية لمسرحية (سيدتى الجميلة) للفنان الكبير فؤاد المهندس وشويكار، وأثناء قيامي بتحفيظ شويكار أحد الألحان شاهدت شقيقتها (شاهيناز) ووجدتها تهتم بي بشكل خاص أثناء تناول طعام الغداء في منزل فؤاد المهندس وشعر الجميع بوجود شيء ما، وبالفعل حدث وتم الزواج وكانت أطول زيجة لى (13عاما) وأثمرت عن ابني الوحيد (هشام) البالغ من العمر الآن 28 عاماً، والطريف أنه يحمل نفس تاريخ ميلادي 612 مع اختلاف عام الميلاد فأنا من مواليد عام 1937، بينما هو من مواليد عام 1977 وتزوج مؤخراً منذ ثلاثة أشهر فقط وهو عبقري كمبيوتر وخريج شعبة إدارة أعمال بسان فرانسيسكو.
* وما هي الأسباب التي أدت لانفصالك عن ثاني زوجاتك؟
للأسف بعد الحب الكبير الذي جمع بيننا تدخل أولاد الحلال وحدث ما عكر صفو الزواج فانفصلنا.
* حدثنا عن زوجتك الثالثة؟
كان هذا عام 1981 عندم تزوجت من الفنانة عليا التونسية التي حققت شهرة كبيرة في مصر سواء بمجموعة الألحان التي قدمتها لها أو قدمها لها غيري من الملحنين الآخرين مثل (مطلوب من كل مصري) و(ع اللى جرى) و(يا حبايب مصر ما تقولش إيه إدتنا مصر) و(اتحداك) وغيرها ولم يستمر زواجنا طويلاً حيث انفصلنا بسبب اختلاف الأمزجة وتزوجت بعدها من طالبة جامعية هي (نانا) وطلقتها مرتين ثم أعدتها لعصمتي ثم كان الطلاق الأخير وتزوجت بعدها من إنسانة جميلة هي (دنيا) ولم يستمر زواجنا سوى أربعة أيام فقط وانفصلنا وتزوجت بعدها من ابنة خالي الفنانة أصالة نصري وهكذا.
* ولكن ألم تخش على اسمك وسمعتك وأنت تخوض كل هذه التجارب مع الزواج؟
الكل يعرف مدى التزامي واحترامي لنفسي وخوفي من الله، والزواج هو أقصر الطرق بالنسبة لي ودون هذا أرفض أن أفعل أي شيء يغضب الله مني.
* وكيف تم التعارف بينك وبين زوجتك الأخيرة ناريمان الطاهر؟
(ناريمان) تعمل صحفية وخريجة كلية الإعلام جامعة أكتوبر، وحضرت لإجراء حوار معي وتعارفنا عن قرب بعد انفصالي عن آخر زوجاتي (راندا) فطلبت منها الزواج فوجدت لديها الرغبة والحمد لله نعيش حياة هادئة مستقرة.
* عند الزواج كان عمر زوجتك 24 عاماً أي أن فارق السن بينكما يتجاوز الـ 40 عاماً ألم يكن لهذا أي تأثير عليك أو عليها؟
إطلاقاً، فأنا لا أعترف بفارق السن كما يقولون والعبرة بالتوافق والتفاهم والحب، وأحمد الله عليها لكوني لمست فيها الذكاء والقدرة على معايشة أجوائي كفنان فأنا أتعامل معها بروح الشباب وهناك كثير من النماذج الناجحة في هذا الصدد مثل زواج إنطوني كوين من زميلة ابنته في الدراسة وعشرات النماذج الأخرى.
* ولكن هل وقفت أمام طموحاتها الصحفية؟
لا فقد تركت لها الحرية الكاملة وهي بالفعل تمارس المهنة حالياً بإحدى الصحف العربية الكبرى وتعمل مذيعة أيضاً فأنا أدعمها وأشجعها.
* نعرف أن لك معجبات كثيرات فهل تشعر زوجتك بالغيرة منهن؟
مؤكد مثل أي فتاة في سنها ولكني أعطيتها (المصل المضاد للغيرة) وهو الثقة، وجعلتها تتفهم طبيعة عملي فتتولى بنفسها الرد على تليفونات المعجبات وقد فوجئت هي باحتفاظي بكل صور زوجاتي السابقات لكنها لم تندهش وأؤكد أنني إنسان بسيط وأعرف كيف أتعامل مع المرأة فأحب أن تكون شخصية زوجتي أمامي وليس خلفي.
فنان بالوراثة
* لنترك محطات الزواج ونعد معك لبداية الرحلة.. الميلاد والنشأة؟
اسمي بالكامل حلمي عيد محمد بكر مواليد 1937 في حي حدائق القبة بالقاهرة، والدي كان عاشقاً للفن ولكن على سبيل الهواية. وكان يجيد العزف على آلة الناي وتسبب عشقه للموسيقى في قيام جدي (عمدة قرية بمحافظة المنوفية) في طرده من القرية فحضر للقاهرة ومارس الأعمال الحرة وظل على عشقه للفن حتى وفاته.
* من الواضح أنك ورثت عن والدك عشق الفن والموسيقى؟
نعم ولم أكن أنا الوحيد فقد كان لي سبعة أشقاء ثلاث بنات وأربعة أولاد وأنا أكبرهم وكنا جميعاً نحب أبانا بشدة، وعشقنا فن الموسيقى عن طريقه فأختى (سهير) تعمل مدرسة تربية موسيقية بدولة الكويت وزوجها مدرس مثلها وأخي (أحمد) موسيقي أيضاًً قضى الكثير من أعوام عمره في لندن ثم انتقل للشارقة وهو صاحب شركة (الموسيقار) الشهيرة، وكلهم عاشقون للموسيقى ويمارسونها على سبيل الهواية حتى آخر أشقائي حصل على بكاريوس التربية الموسيقية والفضل في كل هذا يعود للبيت الذي نشأنا فيه.
* ومتى اكتشفت في نفسك موهبة التلحين؟
منذ طفولتي المبكرة فقد كان في منزلنا أكثر من (جرامافون) واسطوانات غنائية لا تعد ولا تحصى، ومن هنا كانت البيئة حاضنة لي وحينما التحقت بمدرسة الخديوى عباس الإعدادية لم أكن أفارق حجرة الموسيقى وهو ما حدث بعد التحاقي بمدرسة رقي المعارف الثانوية ولكنني لم أكن قد حددت اتجاهي كملحن فكنت حائراً بين التأليف والشعر والغناء، ولم تستقر الأمور عندى إلا بعد التحاقى (بالمعهد العالي للموسيقى العربية (وكورس طرق خاصة وعلم نفس وبكالوريوس تجارة 1960، 1961 وكان من أفراد دفعتى في المعهد الموسيقار إبراهيم رأفت والدكتور هيكل (عميد المعهد العالي للموسيقى) والشيخ نصر الدين طوبار.
بين الموسيقى والتجارة
* وما هي أسباب التحاقك بكلية التجارة رغم أن طريقك كان محدداً من البداية بالموسيقى؟
التحاقي بالمعهد العالي للموسيقى لم يكن مفروشاً بالورود، فبعد حصولي على الثانوية وقفت أمام حائط سد قوي هو والدتي التي كانت تصر على أن أصبح شيئا آخر وتعترض بشدة على الموسيقى، ولكي أقوم بإرضائها أقنعتها بالكلية والمعهد في الوقت ذاته وكانت النتيجة أنني تفوقت في معهد الموسيقى وتخرجت بتقدير جيد جداً بينما نجحت في كلية التجارة بصعوبة وبدرجة مقبول.
* وفي أي المجالين عملت بعد التخرج؟
عملت مدرساً للتربية الموسيقية في ثلاث مدارس. ولطالما سعيت لترك هذا العمل لأنني شعرت أن عمري سيضيع في العمل الروتيني وتقدمت باستقالتي ولم يتم قبول استقالتي من المدرسة بسهولة، إلا بعد أن اعتديت على ناظر المدرسة بالضرب ولقنته علقة ساخنة! وتوجهت للالتحاق بالجيش وكان التجنيد هو بداية التحول في حياتي.
حكايتي مع وردة
* كيف؟
أثناء وجودي في الجيش حضرت المطربة الكبيرة (وردة) لإحياء حفل غنائي للقوات المسلحة المصرية وكنت مشهوراً في كتيبتي بالغناء وعشق الموسيقى وقبل أن تقدم وردة فقرتها وجدتها تستقبلني بترحاب وتحصل على إجازة لي لتأخذني في اليوم التالي لتقدمني للأستاذ الكبير محمد حسن الشجاعى (مدير الإذاعة المصرية) فأعطاني كلمات أغنية لازلت أتذكرها حتى اليوم هى (كل عام وأنتم بخير) لكي أقوم بتلحينها وأعجبه اللحن وقال لي: (أرى أنك ستضيف الكثير للموسيقى العربية) وأعطى اللحن للمطرب عبد اللطيف التلباني وحققت الأغنية نجاحاً طيباً ثم أعطاني نصاً غنائياً آخر هو (لا يا عيونى) غناه المطرب ماهر العطار، ثم كتبت شهادة ميلادي الحقيقية بآخر أغنية تغنت بها المطربة الكبيرة ليلى مراد وحصلت بها على أجر ضخم جداً آنذاك وهو (50 جنيها) لم يحصل عليها أي ملحن من الإذاعة وقتها.
* لماذا؟
هذه الأغنية كانت تحمل عنوان (ما تهجرنيش وخلينى لحبك أعيش) تأليف عبد الوهاب محمد، وكانت ليلى مراد وقتها اعتزلت الفن تماماً ومضى على اعتزالها بضعة أعوام. وبعد أن وضعت لحن هذه الأغنية لم أجد صوتاً يناسبه مثل صوت ليلى مراد فعرضت الأمر على (الشجاعي) فاندهش بشدة لأن الأمر في غاية الصعوبة، وأمام إصراري قال لي إذا نجحت في إعادة ليلى مراد سأعطيك 50 جنيهاً وهو نفس أجر عبد الوهاب والسنباطي من الإذاعة فتوجهت لها (بواسطة) من كمال الطويل بدعوى رغبتي في أن تسمع صوتي وألحاني فأعجبتها بشدة وعزفت موسيقى الأغنية وطلبت منها أن ترددها معي حتى حفظتها، فطلبت منها التوجه معي للاستوديو لتشجعني وأنا أقوم بتسجيل أول أغنية لي، وفي الاستوديو أدعيت الارتباك ونسيان اللحن والكلمات فراحت تشجعني وغنت هي الأغنية كاملة لتذكرني وتزيل توتري ولم تكتشف أن الأغنية تم تسجيلها بصوتها وفوجئت بها تذاع عشرات المرات يومياً!
* وماذا كان رد فعلها؟
لقد هربت خوفاً منها إلا أنها طلبت الشجاعي وهي تبكي من الفرح، وتقول له لم أكن أتصور أن هذا (الولد الصغير) سيعيدني للجمهور بهذا الشكل.. ثم أكدت نجوميتي ووجودي من خلال صوت الفنانة وردة التي أدين لها بالكثير من الفضل فيما حققته من نجاح. ومن الذين وقفوا بجانبى أيضاً الموسيقار كمال الطويل. فالإنسان الذي ينكر أفضال الذين وقفوا معه وساندوه هو إنسان جاحد وناكر للجميل.
ملحن عابر للأجيال!
* قدمت نحو 1500 لحن وهو عدد لم يسبقك إليه أي ملحن آخر فما أبرز الألحان التي تعتز بها؟
أمر صعب للغاية أن أتذكر كل ألحاني. فالجماهير تعرف وتتذكر أكثر مني، فقد تعاونت مع كل مطربي ومطربات مصر والعالم العربي بلا استثناء من جيل ليلى مراد وفايزة ووردة ونجاة حتى جيل الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح والشباب الجدد ممن اقتنعت بمواهبهم فأنا ملحن عابر للأجيال!
* وماذا عن أعمالك السينمائية والمسرحية والتليفزيونية؟
قدمت 48 مسرحية غنائية ابتداء من (سيدتي الجميلة) للمهندس وشويكار و(حواديت) و(موسيقى في الحي الشرقي) لثلاثي أضواء المسرح وعدد كبير من المسرحيات السياسية والنقدية كما قدمت (تترات) 215 فيلماً غنائياً سواء موسيقى تصويرية وأغان في الأفلام ومن بين هذه (جفت الدموع) و(الزوج العازب) و(تحياتي لأستاذي العزيز) وغيرها كما أن (فوازير رمضان) كانت محطة هامة جداً في مشاوري فقد قدمتها لمدة 17 عاماً متتالية ابتداء بثلاثي أضواء المسرح ومروراً بنيللي (الخاطبة وعروستي وأم العريف) وابتكرت شخصية (فطوطة) لسمير غانم فكانت فكرتي في التنفيذ وأخذتها من (ابن بطوطة) وكذلك فوازير (حول العالم) لشريهان و(المناسبات) ليحيى الفخراني وصابرين وهالة فؤاد وكذلك (قيما وسيما) للوسي وانتهاء ب(فرح فرح) لمدحت صالح وغادة عبد الرازق ناهيك عن (تيترات) نحو 55 مسلسلاً تليفزيونياً وعشرات المسلسلات الإذاعية.
* هل تتذكر مواقفك مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وعمالقة الموسيقى القدامى؟
لا يمكن أن أتحدث عن علاقتي بعبد الوهاب دون أن أربطها بعلاقتي بالسنباطي ومحمود الشريف، فمن الأشياء التي مهدت لقبولهم لي أنني دخلت من درجة (زميل) وليس تلميذاً كما كان يفعل الآخرون ومن هنا يكمن سر احتضانهم لي وقد ظلت علاقة عبد الوهاب بي مثار تساؤلات الكثيرين لأعوام طويلة لأنني قد أكون الملحن الوحيد الذي دخل عبد الوهاب بيته مرات عديدة فقد كان معروفاً عنه عدم زيارته لأحد في بيته بينما يتوجه له الجميع ولم يكن الأمر مقتصراً على زياراته بل أحاديثه أيضاً عني، فحينما استضافوه في الإذاعة على الهواء وجدت الفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين يتصل بي ويقول لي (أفتح الراديو عبد الوهاب يتحدث عنك) ولم أصدق أذني وهو يقول: (أنا أعتبر الملحن حلمي بكر علامة مميزة في خط الغناء العربي).
أنا وعبد الحليم
* ننتقل إذاً لعلاقتك بعبد الحليم؟
قبل انتقالي لسكني الحالي بالمهندسين كنت أقيم بحي الزمالك وكان منزلي قريباً من منزل (حليم) وكانت وما زالت تجمعني صداقة قوية بالصحفي اللامع عصام بصيلة وبعد النجاح الكبير الذي صادف أغنية (مدريتوش) وجدت بصيلة يتصل بي من منزل حليم ليبلغني إعجابه باللحن ويطلب مني التوجه له في منزل حليم وقدمنا معاً 6 أغان خاصة، واتصل بي من لندن في رحلة علاجه الأخيرة عام 77م ليطلب مني تلحين أغنية (ازاي اسمنا عاشقين) كلمات محمد حمزة ولكنه توفي قبل أن يغنيها فغنتها الراحلة فايزة أحمد.
* وماذا عن علاقتك بكوكب الشرق أم كلثوم؟
ما لا يعرفه الكثيرون أن أغنية (ما عندكش فكرة) التي غنتها وردة كانت معدة من البداية للسيدة أم كلثوم، فقد استدعتني عن طريق عبد الوهاب محمد ولم أصدق حينما أبلغني السنباطي أن أم كلثوم تريد أن تراني فلم أحرك ساكناً حتى جاء عبد الوهاب محمد إلى بيتي واتصل بها وأعطاني السماعة لتكلمني فاعتقدت أنه يمزح فأغلقت السماعة في وجهها فطلبها مرة ثانية ليعتذر بشدة فأخذت السماعة وأنا أرتعش وكانت أول كلمة قالتها لي: (على الله ما تكونش ألحانك زي أخلاقك!) وحينما ذهبت لها وأعطتني الكلمات لم أستطع أن ألحنها فسألتني فقلت لها: (يا ست الكل أنا خايف ومرعوب منك) فأدركت توتري وقالت لي: (لقد عملت ألحاناً جميلة لوردة وشادية وفايزة ونجاة. اعتبرني مثلهم). وبالفعل بدأنا بروفات إلا أن المرض حاصرها ورحلت ثم حدث صراع على الأغنية بين شادية ووردة واستقرت في النهاية عند وردة.
جوائز وتكريم
* ننتقل لمرحلة الجوائز والتكريمات في حياتك؟
الحمد لله كرمت عشرات المرات من قبل الزعماء والأمراء والوزراء العرب وحصلت على الجائزة الكبرى من اتحاد الإذاعات العربية وجائزة أحسن ملحن عربي من رئيس الوزراء الأسبق فؤاد محيي الدين 1975 وجائزة الفارس من وزير الثقافة الأسبق عبد الحميد رضوان وجائزة التفوق من وزير الإعلام السابق صفوت الشريف وجائزة الأوبرا من وزير الثقافة عام 2000 والعديد من جوائز مهرجانات الغناء العربي كما توليت منصب أمين عام مهرجان الأغنية وعضو اللجنة العليا للتخطيط لمهرجان الموسيقى العربية وعضو بالمجلس الأعلى للثقافة (لجنة الموسيقى) وعضو بشركة (صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات) وكذلك عضو بمجلس إدارة اتحاد النقابات الفنية ولجنة تحكيم برنامج ستار ميكر كما تم تكريمي في مهرجان الفيديو كليب بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومنحتني منظمة الفيوف العالمية التابعة لليونسكو صفة الدولية ورئيس لجان تحكيم معظم مسابقات اتحاد الإذاعات العربية كما حصلت على لقب أحسن ملحن عربي في مهرجان الأغنية الدولي عام 1998 وجائزة عن الحلم العربي من القوات المسلحة المصرية وتوليت أيضاً منصب أمين صندوق نقابة الموسيقيين لمدة ثلاث دورات ونائب النقيب لمدة دورة وعضو مجلس إدارة بجمعية المؤلفين والملحنين عدة سنوات وأمين لصندوق الجمعية في عهد محمد عبد الوهاب وأحمد فؤاد حسن وفاروق شوشة.
أغان ملوثة للبيئة!
* ومن هم أبرز أصدقائك الآن؟
معظمهم حالياً من خارج الوسط الفني مثل الدكتور هشام عيسى والسفير محمد بسيوني والصحفي عصام بصيلة بينما كان لي أصدقاء كثيرون في الوسط قديماً ولكن معظمهم رحلوا.
* ومن هم أبرز الملحنين الذي لفتوا نظرك من الأجيال التي جاءت بعدك؟
هناك ملحنون كثيرون والجيدون قلة وما أكثر الدجالين، وبالطبع في مقدمة المتميزين عمار الشريعي الذي أطلق عليه (زعيم الشباب) وكذلك الشقيقان صلاح وفاروق الشرنوبي ومن جيل الشباب محمد رحيم ووليد سعد وخالد عز والغالبية العظمى للأسف (هاربين) من وجه العدالة لسرقاتهم وجهلهم، فتجد نحو 80 % منهم وللأسف تسببوا في تلوث البيئة بأغانيهم!
* وما رأيك في جيل مطربات الفيديو كليب الجدد؟
90% منهن من بائعات اللحم الأبيض وهن يوظفن أجسادهن لأنهن لا يجدن الغناء بالصوت فيلجأن لعوامل (التعرية) ولهذا فالأصوات الجيدة قليلة ولا تحصل على حقها مثل غادة رجب وأنغام ونادية مصطفي وآمال ماهر ومنى فاروق ومن الرجال على الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وغيرهم.
* أنت متهم دائماً بالهجوم على المطربين الجدد ومحاولة تحطيمهم؟
أنا لا أهاجم أبداً المطربين الحقيقيين بل أنا ضد مدعي الغناء وكل من يسيؤون للفن ودائماً تثبت صحة وجهة نظري ولكن للأسف يكون الوقت قد مضى مع أنتهاء كل مجموعة من المدعين فتظهر مجموعة أخرى ورغم هذا أنا دائماً متفائل.
* في حياة كل منا مواقف حزينة فما أبرزها بالنسبة لك؟
وفاة أبي وأمي وكل الرواد والأساتذة الحقيقيين.
* صراحتك الشديدة ومدى ما سببته لك من متاعب؟
من يملك أدواته في الصراحة ويكون على يقين فلا يزيف ولا يخادع أو يجامل يجب الا يندم أو يتراجع وهكذا أنا.
* ومتى يبكي حلمي بكر؟
أمام جملة موسيقية جديدة أو لحن متميز.
* وهل تشعر أنك حصلت على حقك من الحياة؟
بل أشعر وأثق أن الله أعطاني أكثر مما كنت أتمنى بكثير.
* هل لديك هوايات أخرى غير الموسيقى والغناء؟
أنا عاشق لميكانيكا السيارات، وأهوى اقتناء السيارات القديمة، وأقوم بتصليحها بنفسي في ورشة خاصة أسفل منزلي.
* وكيف ومتى بدأت عندك هذه الهواية الغريبة؟
منذ طفولتي كنت أرى والدي يصلح سيارته بنفسه وكان عنده نفس الهواية ويقول إنه ورثها عن والده أيضاً. إنها هواية قديمة في العائلة، لهذا تجد عندي دائماً أسطولا من السيارات القديمة والنادرة، ولم أذكر أنني استعنت بأي ميكانيكي يوماً ما، فعمليات الإصلاح والصيانة أقوم بها بنفسي في ورشتي الخاصة، التي زودتها بكل المعدات والمفاتيح، لأنني أستمتع بشدة وأنا أمارس هذه الهواية وأقضي فيها وقت فراغي لأن ليس عندي هوايات غيرها.

..... الرجوع .....

حوارات
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
أنت وطفلك
خارج الحدود
الملف السياسي
السوق المفتوح
استراحة
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
من الذاكرة
روابط اجتماعية
x7سياسة
الحديقة الخلفية
صحة وغذاء
تميز بلا حدود
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved