الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 26th October,2004 العدد : 104

الثلاثاء 12 ,رمضان 1425

جيل الطفرة ..!
كلما عادت بي الذكرى إلى الوراء لاستذكار زمن مضى وانقضى من أعمارنا..
وأعني بذلك زمن مرحلة ما قبل الطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة..
وحولتها (نمواً وتطوراً وازدهاراً) إلى ما هي عليه اليوم..
وكلما جلت بنظري أقارن بين صورها المعبرة عن حاضرها وماضيها في كل الميادين والمناشط وعلى مستوى الإنسان..
***
كلما وجدت نفسي في هذا الجو..
وضمن إطار المراجعة والمقارنة من جيل إلى آخر وبين أجيال..
أدركت أن هذا جزء من التاريخ الذي لم يُعتنَ به بعد..
وأن هذه مراحل مهمة في شخصية الدولة وشخصية الإنسان على حد سواء..
***
وبكل كبرياء الإنسان..
بما كان عليه..
وبما أصبح فيه..
بهذا الذي غير معالم المملكة..
وصورتها في العالم..
مقارنة بما كانت عليه قبل الطفرة..
يأتي السؤال: ولكن إلى أين؟
***
فقد تطورت المملكة حضارياً..
واتسع العمران في كل مدينة وقرية فيها..
وأخذ شكل التخطيط ينمو نحو إراحة العين في كثير منه..
وتعلم الإنسان..
وتخصص..
واكتسب الخبرة والمهارة..
وبقي السؤال: ولكن إلى أين؟.
***
التوسع العمراني وإن جاء وفق نسق وتخطيط سليم لا يكفي..
وكذلك التربية والتعليم والتخصص بدون مبادرات أخرى يفتقدها الإنسان ويفتقر إليها الوطن..
المطلوب إذاً..
والمهم في كل الأوقات..
وضمن الإجابة عن السؤال إياه: أن نتخلص من الارتهان للماضي ما لم يكن فيه جدوى لنا..
***
ما زلت أرى أننا مكبلون بقيود لا معنى لها..
من التقاليد..
ومن العادات..
ومن التعود..
بما لا فائدة فيه..
ولا ضرورة له..
بما يوحي بأن هذا التطور على مستوى الدولة وعلى مستوى المواطن سيظل مظهرياً ما لم يستجب لتطلعات وآمال الأكثرية من الناس..
***
لابد من التمسك بالجيد من عاداتنا..
واعتبار بعض تقاليدنا جزءاً من شخصياتنا..
وأن نبقى على ما تعودنا عليه من سلوك حسن..
وأن يكون ذلك في إطار التمسك بقيمنا وتعاليم ديننا..
وليس فقط لأن هذا ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا..
***
جيل الطفرة..
بما هو عليه بعض أفراده من اندفاع غير موزون..
ومن اهتمام بالشكل فقط..
ومن تباه بالمظهر دون المخبر..
هذا الجيل..
الذي تتسم حياة بعض أفراده بالاسترخاء..
وبالانفاق على ملذات الحياة بما صرفه عن غيرها..
آن له أن يفكر بالحال الذي كانت عليه أجيال سابقة..
وأن يتأمل في واقعه والحال الذي هو عليه الآن..
فلعل هذا يفيده بأن يعتمد على نفسه وذاته وبالتالي ليبني مستقبله كما يجب وكما ينتظر منه.


خالد المالك

النجم العالمي عمر الشريف يفتح قلبه لـ(مجلة الجزيرة)
(جحا) قدمني لجمهور السنما في أوروبا
* لقاء خالد فؤاد

عمر الشريف الفنان المصري العالمي فتح الذاكرة على مصراعيها فوضعنا في حرج شديد، هل ننقل اعترافاته كما هي حفاظاً على المصداقية والأمانة المهنية، أم نعيد صياغتها ونحذف بعضها احتراماً للقواعد المهنية المرعية في هذا الجانب؟
لقد اخترنا الحل الثاني، وقمنا بمعالجة المادة بحيث نحافظ عليها بحيويتها وتلقائيتها، مع الحرص على حجب ما قد لا يهم القارىء وما قد لا يفيد نشره.
لم نندهش كثيراً من شخصية الرجل، فالفنان عمر الشريف مثير للدهشة والجدل منذ بداياته الفنية حتى اليوم، بعض النقاد يقولون انه شخصية متناقضة، والبعض الآخر يصفه بالوصولية، لكن هناك إجماعا على انه فنان موهوب وذكي استطاع أن يصل للعالمية بموهبة حقيقية وليس من الأبواب الخلفية.
أما الإثارة والجدل فهي دائماً ناتجة عن إيمانه بالحرية المطلقة غير المشروطة في اتخاذ قراراته وفي حياته بصفة عامة، ونسي أنه فنان والفن ليس ملكه ولكن ملك الجمهور المتلقي.
عمر الشريف أيقن ذلك تقريباً بعد فوات الأوان وهو اليوم يبدي ندماً شديداً على كثير من (الورطات) التي تورط فيها دون أن يدري حسب قوله.
كل هذه الأمور خرجت من (جراب) عمر الشريف في هذا الحوار على هامش تكريمه في أيام وليالي مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته العشرين، الذي أقيم مؤخراً في تونس وفيه لفت عمر الشريف الأنظار، وأثار حضوره ردود أفعال متباينة خاصة أنه تم تكريمه من قبل وزير الثقافة التونسي عبد الباقي هرماس ولفت الشريف كافة الأنظار نحوه بأناقته المعتادة وحضوره الطاغي وكلماته الصريحة المنتقاة التي يحرص على الإدلاء بها في مثل هذه المناسبات.
وسبق هذا الحدث وفي مطلع شهر سبتمبر الماضي أثار عمر الشريف أيضاً ردود أفعال واسعة النطاق في ختام مهرجان فينسيا السينمائي الدولي بعد تصريحاته النارية التي قال فيها أنه لن يرى السلام يتحقق في حياته، وأضاف مؤكداً في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده بمناسبة عرض فيلمه الأخير (السيد إبراهيم) أنه لا يشعر بتفاؤل إزاء ما يحدث في المنطقة العربية، واختتم النجم العالمي كلمته بجملة أثارت ضجة واسعة بعد تناقل وكالات الأنباء والصحف ومواقع الإنترنت المختلفة لها وهي: إنه يتمنى أن يرى حفيده كريم الذي لا يزال في سن الطفولة السلام يتحقق قبل أن يصل لمرحلة الشيخوخة مثله.
وتردد بعدها أن الفنان العالمي في صدد اتخاذ قراره باعتزال الفن للأبد بعد جملته التي قال فيها أنه أصبح يشعر بعدم حماس للسينما ويفكر جدياً في التفرغ لحياته الخاصة والاكتفاء بما قدم من أفلام عالمية وتاريخ حافل. ولكن يبدو أن تكريم نجمنا في مهرجاني فينسيا وقرطاج فتح شهيته من جديد للعودة للفن حيث أعلن عن قبوله لفيلم (المطران كابوتشي) للمخرج العالمي مصطفي العقاد.
حول حقيقة رغبته في الاعتزال وتأثير عملية التكريم عليه في المهرجانين الأخيرين ومحطات حياته من البداية للنهاية وأهم وأبرز المواقف فيها.. فتح عمر الشريف خزائن الذاكرة ليبوح بالآتي:
* سألناه في البداية عن تأثره بالتكريم الأخير في مهرجاني فينسيا وقرطاج رغم انه قد كرم عشرات المرات من قبل؟
لا يوجد أجمل من أن يشعر الإنسان، أي إنسان، ولا أقول الفنان فقط بتكريمه وهو على قيد الحياة وبهذا الشكل وأصارحكم القول أنني كنت في حاجة ملحة لهذا الآن ولا أستطيع أن أصف لكم مشاعري حينما وجدت وزير الثقافة التونسي عبد الباقي هرماس يوجه لي الدعوة بشخصه وتضاعفت سعادتي حينما وجدت من بين المكرمين زميلي وأستاذي يوسف شاهين الذي بدأت مشواري معه وربطتنا علاقة قوية استمرت أكثر من نصف قرن من الزمان.
ردود
* فيلمك الأخير (السيد إبراهيم) أثار ردود أفعال متباينة.. لماذا؟
هذا الفيلم أعادني للسينما بعد أن فقدت كل حماسي لها وأحببت رسالته الجميلة حيث أجسد دور عربي عجوز يملك محل بقالة في باريس في الستينات وتربطه صداقة بصبي يهودي ومن خلال هذه الصداقة أدعو إلى ضرورة التسامح والحب ووقف نزيف الدماء والقتل.
ختام
*هل أحببت أن يكون هذا الفيلم مسك الخاتمة فأعلنت عن رغبتك في الاعتزال؟
نعم قلت أنني شعرت بفقد شهية العمل ولم أعد أشعر بأي حماس لأن ما نقوله وندعو له لا يأتي بالنتائج المرجوة.
البدايات
* الفنان العالمي عمر الشريف أسمح لنا بالعودة معك لمحطة البداية.. المولد والنشأة.. أين ومتى؟
اسمي الحقيقي كما تعرفون هو ميشيل شلهوب. ولدت في يوم 10 إبريل عام 1932 لعائلة اشتهرت بالثراء الشديد، فوالدي كان أحد أكبر تجار الأخشاب في مدينة الإسكندرية. وعشت مع عائلتي حياة مرفهة منذ طفولتي حيث أرتاد الأندية الكبرى التي كان لا يدخلها سوى الأثرياء مثل نادي الرياضة الملكي ونادي محمد علي، ولا زلت حتى اليوم أتذكر هذه العمارة المؤلفة من طابقين وتقع وسط حديقة رائعة في حي كليوباترا بالإسكندرية ورغم الحب الشديد الذي كنت أحظى به من أبي وأمي إلا أنهما كانا حريصين على أن لا أنشأ مدللا وأنانيا.
مواقف
* وما أبرز المواقف التي تتذكرها عن هذه المرحلة في حياتك؟
لا أنسى اليوم الذي قرر فيه أبي الانتقال للقاهرة بحكم عمله وبالطبع كان لا بد أن يصطحبنا معه. ورغم أننا أقمنا في أحد أهم أحياء القاهرة ويدعى (جاردن سيتي) في منزل رائع يقع بين السفارتين البريطانية والأمريكية إلا أن هذه الهجرة المبكرة بالنسبة لي كان لها أثر بالغ في تركيبتي، ولا أنسى اليوم الذي شاهدت فيه الملك فاروق في بيتنا، فكانت أمي تعقد حلقات سمر في منزلنا لنجوم المجتمع والباشوات وكان الملك فاروق يتردد على منزلنا ومن هنا تفتحت عيناي وأنا أرى أعظم الشخصيات وأكثرها شهرة ومكانة في بيتنا والغريب حقاً أنني كنت وأنا في سن الطفولة بدين الجسد بدرجة لافتة وكانت هذه البدانة تسبب قلقا شديدا لوالدتي التي كانت تسعى لأن أكون رشيق الجسد ذا قوام رياضي.
بدانة
*وكيف نجحت في التخلص من هذه البدانة؟
تخلصت منها بعد التحاقي ب (كلية فيكتوريا) المدرسة الثانوية الإنجليزية فقد كانت هذه المدرسة تبدى عناية فائقة بالرياضة ومن هنا وبفضل حصص الرياضة الإلزامية والملاعب الرياضية المتنوعة بهذه المدرسة تخرجت منها طويلاً ممشوق القوام ولهذا أقول أن هذه المدرسة
تركت في نفسي أثراً بالغاً فمؤكد لو لم ألتحق بها لكنت شخصاً آخر غير عمر الشريف الذي عرفتموه.
التمثيل
* وكان التمثيل هو بداية هذا الطريق.. فكيف كانت هذه البداية؟
كانت البداية على يد (عمي) الذي كان يدفعني لمرافقته دائماً ويصطحبني من يدي لندوات الشعر والرسم وكل ما هو جديد في عالم السينما والتمثيل، وزرع في نفسي عشق الأدب، فكان ينتقى لي مجموعة كتب لأدباء عظماء مثل أناتول فرانس والفونسي دورية وكان يشجعني على القراءة بصفة منتظمة، وساعدني كثيراً على تذوق الروائع.. وعن طريقه تعرفت على السينما الفرنسية وأصبحت شغوفاً بها ومن هنا كنت أنتظر يوم الاثنين من كل أسبوع لكي أذهب معه إلى السينما لرؤية فيلم فرنسي جديد والغريب حقاً أنني كنت لا أشاهد السينما المصرية فكانت هناك شبه قطيعة بيني وبينها ولم أعرفها إلا بعدما صرت ممثلاً وكان لا بد أن أتابع كل ما يجري من حولي.
* وكيف بدأت خطواتك الأولى كممثل؟
دفعني عشقي للتمثيل للمساهمة في نشاطات الجمعية المسرحية في الكلية وبدأت أشعر في المسرح بمتعة كبيرة تفوق كافة المتع الأخرى فيما يتعلق بأي هواية أخرى، ووجدت زملائي وأساتذتي يثنون على أدائي مما ضاعف من ثقتي بنفسي..، بدأت أشعر أن التمثيل هو قدري.
اعتراض
*وماذا كان موقف والدك من رغبتك هذه؟
كان معترضاً تماماً فقد كان حريصاً على متابعة تحصيلي العلمي خاصة بعد حصولي على البكالوريا بتفوق فأصر على أن أستكمل دراستي الجامعية.
تأييد
*وماذا عن الوالدة؟
كانت مؤيدة تماماً لأبي فكانت ترى أن أتخصص في الرياضيات بعد ظهور كفاءتي في هذه المادة، ومن هنا كانت تصر على ضرورة حصولي على شهادة عالية لكي تكون جواز مرور لحياة أفضل.
عناد
*وهل استسلمت لرغبة والديك؟
لقد كنت عنيداً لأقصى درجة، وأدى بي ذلك للانقطاع عن الدراسة ولم يستسلم أبي وأمي لرغبتي وعنادي، فعاقبني والدي بمساعدته في تجارة الأخشاب، وفي المتجر علمني أبى أسرار المهنة وقدمني إلى زبائنه إلا أن العمل كان شاقا جداً بالنسبة لي وبدأت أشعر أن الزمن يسير ببطء شديد حتى شعر والدي بحالة الانطواء التي فرضتها على نفسي فشعر بقلق شديد وبدأ يتراجع عن أسلوب تعامله معي وترك لي الحرية في اختيار ما أريد ولكن بشروط.
* ما هذه الشروط؟
وضعها والدي في نصيحة غالية وأعترف أنني لم أعمل بها ومؤكداً أنني نادم على هذا أشد الندم وحينما أجلس إلى نفسي اليوم أتذكر نصيحة والدي وأقول: لماذا لم أعمل بها؟ فقد قال لي: اختر الطريق الذي تريده وأفعل كيفما يحلو لك وأنفق كيفما تشاء ولا تقلق بشأن المال ولكن كل ما أرجوه منك أن تبقى حكيماً في تصرفاتك وتقضي وقتك مستمتعاً بالأشياء البريئة.
* وفي أي شيء خالفت نصيحته هذه؟
في كل شيء.
* هل عرف الحب طريقه إلى قلب عمر الشريف؟
الحب في حياتي مسألة منتهية منذ نحو 30 عاماً ولم أجد لدى أي امرأة التقيت بها الحب الذي كنت أبحث عنه.
المرأة
*إذن ما مواصفات المرأة التي كنت تبحث عنها؟
أقدر المرأة التي لها شخصيتها المستقلة
ولا تكون تابعة لي ولديها عقل يجبرني على احترامها فأحب الحوار معها.
* قضيت سنوات طويلة من عمرك في الشرق وقضيت سنوات طويلة أيضاً في الغرب فأيهما أقرب إليك المرأة العربية أم المرأة الغربية؟
هل تصدقني إذا قلت لكم بعد هذا العمر الطويل وكل هذه التجارب أن المرأة الغربية فشلت أن تحتل حياتي بالشكل الذي يجعلني أرتبط بها إلى الأبد فدائماً كنت أقارنها بالمرأة المصرية التي اعتدت على دفئها وحنانها وشخصيتها التي تحمل القوة والضعف معاً.
أبوة
* قبل خمسة أعوام ظهرت صحفية إيطالية تدعى (باولا) وفي صحبتها شاب يافع يشبهك تماماً مؤكدة انك والده.. ما حقيقة هذا الأمر؟
صدقوني أنا لا أتذكر هذه المرأة!!
فاتن
* ومن المرأة التي أحترمها عمر الشريف من بين كل النساء اللاتي دخلن حياته؟
* هي السيدة العظيمة فاتن حمامة فقد ارتبطنا عشرة أعوام كاملة وانتهت علاقتنا باحترام.
* طالما الأمر كذلك، ما المواقف التي أدت للانفصال؟
هذه مواضيع قديمة ولا أرى ثمة داع للخوض فيها الان، وكل ما أستطيع تذكره أن السبب كان مني أكثر منها.
* نعود إذن للتمثيل وكيف أصبحت نجماً عالمياً؟
كان المخرج العظيم يوسف شاهين أحد زملائي بالكلية وكان يتابع أدائي في الكلية وكثيراً ما كان يثني عليَّ بشدة وفي هذه الأثناء توطدت علاقتي بأحمد رمزي الذي كان يدرس معي بنفس الكلية وعشق التمثيل عن طريقي وبعد انتهاء الدراسة كنا نلتقي دائماً في جروبي وبدأ يوسف شاهين يتردد علينا حتى رشحني لبطولة فيلم (صراع في الوادي) أمام النجمة الكبيرة فاتن حمامة وبالطبع كانت فرصة عظيمة قدمتني للسينما بشكل جيد وفتحت أمامي كافة الأبواب.
حكم
* وما رد فعل فاتن حمامة عند معرفتها بترشيح وجه جديد هو أنت لمشاركتها بطولة فيلم كبير؟
لم تتعجل الحكم وانتظرت حتى التقينا وكنت أخشى ألا أنال إعجابها فتضيع الفرصة ولجأت إلى حيلة للخروج من هذا المأزق بإلقاء مقطع من مسرحية (هاملت) لشكسبير باللغة الإنجليزية وكان انطباعها عنى جيدا.ً وبدأنا تصوير الفيلم ووقفت هي إلى جانبي وأزالت عنى التوتر والخوف وضاعفت من ثقتي بنفسي. أضف إلى هذا قيام يوسف شاهين بتكليف الممثل والأستاذ الكبير عبد الرحيم الزرقاني بتدريبي على الإلقاء واختار الزرقاني حوار الفيلم نفسه ليدربني عليه والغريب أن كاتب الحوار كان السينارست المعروف علي الزرقاني شقيق عبد الرحيم.
احترام
* ومتى بدأت عملية الاستلطاف بينك وبين فاتن حمامة؟
من أول يوم التقينا فيه حدث شيء غريب لي ولها ولكن كان الأمر صعبا جداً لكونها كانت متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار فظللت أسيطر على نفسي وأنظر لها نظرة خاصة مملوءة بالاحترام والاعتراف بالجميل. وكانت حياتها مع عز الدين تلفظ أنفاسها الأخيرة حتى حصلت على الطلاق فأعلنت أنا إسلامي وتزوجنا.
تحول
* وما رد فعل والدك وأفراد أسرتك بعد خروجك من النصرانية ودخولك الإسلام؟
غضب بالطبع غضبا شديدا وتدهورت صحته وأصيب بنوبة مرضية حادة خاصة
أنه كان رجل مسن ومصاب بالسكر ورغم هذا لم أتراجع عن الزواج من فاتن حمامة وبالفعل تم عقد القران في يوم 5 فبراير من عام 1955 واستمر عشرة أعوام كاملة قدمنا خلالها مجموعة من أجمل الأفلام وأثمر الزواج عن ابننا طارق.
* وهل تتذكر مجموعة الأفلام التي قدمتها معها؟
مؤكد هناك أفلام من الصعب نسيانها مثل (صراع في الوادي) الذي كتبت به شهادة ميلادي الفنية ولازلت حتى اليوم أتذكر تاريخ أول عرض له وهو 131954 فهو يوم لا ينسى في حياتي ثم كان فيلم (أيامنا الحلوة) وشاركنا بطولته عبد الحليم حافظ وكتب به أحمد رمزي شهادة ميلاده ثم جاء فيلم (صراع في الميناء) الذي جمعنا مرة ثانية بيوسف شاهين وقدمنا بعد هذا فيلم (أرض السلام) إخراج كمال الشيخ ثم فيلم (لا أنام) مع المبدع صلاح أبو سيف وأعقبناه بفيلم (سيدة القصر) إخراج كمال الشيخ. كما قام عز الدين ذو الفقار رغم انفصاله عن فاتن حمامة وزواجي منها بإخراج فيلم (نهر الحب) والذي حقق نجاحاً مدوياً عند عرضه عام 1960 وعلى ما أذكر أن هذا الفيلم كان آخر لقاء فني جمع بيننا بينما توالت أفلامها هي مع ممثلين آخرين وتوالت أفلامي أنا مع ممثلات أخريات.
العالمية
* وكيف جاءت مرحلة العالمية في حياتك؟
بدأ حلم الانطلاق لأوروبا وأمريكا يسيطر علىّ بشدة بعد انطلاقتي المحلية وكانت أول مرة أسافر فيها لأوربا في عام 1957 ولم يكن عمري تجاوز الـ 25 عاماً وفي باريس تعرفت على الشاعر والمسرحي الفرنسي من أصل لبناني (جورج شحادة) الذي كتب مسرحيات عديدة من أشهرها (فاسكو) و (مهاجر بريسبان) وغيرها وعند لقائي به كان هذا الأديب فرغ لتوه من إعداد نص لفيلم سينمائي بعنوان (جحا) وتفرغت معه لإعداده سينمائياً وسافرنا لتونس وقمنا بتصويره بإشراف المخرج بارتييه وتعرض الفيلم لفشل جماهيري كبير ورغم هذا لم تذهب جهودي هباء حيث توطدت علاقتي أكثر بالمخرج بارتييه وعن طريقه تعرفت على الثراء المدهش في السينما الفرنسية وبدأت أقضي معظم أوقاتي هناك وبالطبع ظلمت فاتن حمامة معي التي كانت تفتقدني أوقات طويلة بسبب سفري الدائم خاصة بعد إنجابها لابننا طارق وكان لهذا تأثير بالغ على استمرار الحياة بيننا رغم الجهود الكبيرة التي بذلناها معا لاستمرار الزواج ولكن طموحاتي وأحلامي كانت تفوق الوصف.
* وكيف تعرف عليك مخرجو السينما العالمية؟
هناك أفلام ثلاثة مثلتها قدمتني لأوروبا وأمريكا حيث تعرفوا علي من خلالها هي (صراع في الوادي) الذي عرض في سباق (مهرجان كان) وكذلك تم ترشيحي لجائزة أفضل ممثل عن دوري في فيلم (صباح الخير أيها الحزن) كما أن (جحا) حمل اسمي إلى جمهور السينما في أنحاء أوربا. وكانت مفاجأة جميلة حينما أتصل بي هاتفياً المخرج البريطاني الشهير ديفيد لين ليبلغني ترشيحه لي لفيلم (لورانس العرب) فشعرت أن السينما العالمية تدق بابي وبعد عشرة أيام عاود ديفيد لين الاتصال بي ليقول أن المنتج سام سبيغل ينتظرني في الفندق وتوجهت للقائه هو ومساعديه ورحبوا بي بشدة وأدهشتهم طلاقتي في اللغة الإنجليزية وتم إجراء اختبارات لي حتى اقتنعوا أنني ملائم للشخصية ولأول مرة وجدت نفسي إلى جانب ممثلين كبار مثل أنطوني كوين واليك غينيس وتوطدت علاقتي بهم وتعددت صداقاتي وتم تصوير الفيلم والمفاجأة أن عرضه لأول مرة كان في حفلة خاصة أقيمت على شرف ملكة بريطانيا فأضفي حضورها طابعاً خاصاً وتحول المكان إلى مسرح فخم للتاريخ والتقاليد العريقة إذ انتظم الحرس الملكي بأبواقه وأزيائه الجذابة في الأروقة
والمداخل وبقيت ذكرى تلك الليلة ماثلة في بالي لأنها كانت مناسبة عظيمة رأيت فيها الملكة (إليزابيث) للمرة الأولى في حياتي وصافحتني بحرارة وحيتني على أدائي. وجاء الأمير (فيليب) بعد العرض ليحييني فتضاعفت ثقتي بنفسي وحقق الفيلم نجاحاً مدوياً وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار وكتبت عنى الصحافة العالمية وأثنت على تجسيدي لدور (الشريف علي) في فيلم (لورانس العرب) ولا يمكن أن أنسى ديفيد لين ووقوفه إلى جواري ونصائحه لي حتى لا يتم استغلالي في أفلام تجارية أو أفلام دعائية هدفها تشويه صورة العرب بل ساعدني مادياً حتى لا أضطر للوقوع في أي فخ تحت الضغوط المادية ورغم كل هذا وقعت في فخ شديد حيث وقعت عقداً مع شركة (كولومبيا) دون أتفحص مواد الاتفاق جيداً وكانت غلطة كبيرة دفعت ثمناً باهظاً فبقيت أسيرهم سبع سنوات طويلة أمثل خلالها أفلاماً سيئة أجبرت عليها بسبب العقد اللعين كان من بينها فيلم (جنكيز خان) الذي اضطرني إلى البقاء في يوغوسلافيا أربعة أشهر لقاء أجر بخس وفي هذا التوقيت عرض علي دور في فيلم (سقوط الإمبراطورية الرومانية) الذي حظي باستحسان واسع وكان بداية معرفتي بصوفيا لورين.
* وماذا كان موقف صديقك ديفيد لين حيال هذا المأذق الذي وقعت فيه؟
ظهر في الوقت المناسب لينجدني وانضممت لفريق فيلم (أنظر الحصان الشاحب) مع أنطوني كوين وجريجوري بيك وقدمت فيه شخصية شديدة التعقيد ثم كانت النقلة الهامة في حياتي بفيلم (دكتور زيفاجو) إخراج ديفيد لين الذي أسند لي البطولة الرئيسية في الفيلم وسلمني مفاتيح الشهرة والعالمية وقد شمل ديفيد لين ابني طارق برعايته وإشراكه معي في الفيلم ليقدم شخصية (جيفاكو) الطفل.
* ولماذا لم يستمر طارق في التمثيل بعد هذا الفيلم؟
رغم نجاحه وهو طفل وإشادة المخرج والمساعدين به إلا أنه لم يرغب حينما كبر في الاستمرار في هذا المجال ولم أسع للضغط عليه.
* قدمت عشرات الأفلام للسينما العالمية فما أحب هذه الأفلام إلى نفسك؟
هناك عدد كبير من الأفلام أذكر منها (السرقة) عام 1971 مع المخرج الفرنسي هنري إيرنوميل وكذلك (بذرة التمر الهندي) و (رعب على الباخرة تيتانيك) و (سيدة هازلة) و (الجريمة والعاطفة) وانهالت العروض عليّ بشدة في منتصف السبعينات بدرجة وجدت نفسي عاجزاً عن تلبيتها فانتقيت الأفضل منها مثل (جبال القمر) و (طول النار) و (لص قوس قزح) وغيرها من الأفلام الهامة في مشواري.
ندم
* وهل هناك عمل بعينه شعرت بندم على تقديمه؟
ليس ندم بمعنى هذه الكلمة ولكن أقول هفوة منى حينما نسيت نصيحة ديفيد لين القديمة لي فوقعت في خطأ شديد بعد موافقتي على الاشتراك في فيلم (فتاة هازلة) مع بربارة سترايساند والذي أثار ضجة وأزمة واسعة في مصر وكافة الدول العربية حيث تدور أحداثه في حي يهودي ببروكلين حول علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية فقد ترددت كثيراً في تقمص شخصية هذا الشاب وقبولي بطولة هذا الفيلم في فترة عصيبة من الصراع العربي الإسرائيلي أبان الحرب وأثناء التصوير وقعت حرب عام 1967 واكتشفت أنني أعمل مع ممثلة يهودية في أستوديو أصحابه يهود ومعظم من فيه موالون لإسرائيل وتعقدت الأمور بيني وبين بربارة سترايساند ومنتج الفيلم وبصعوبة تم السيطرة على الأزمة وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب الصورة التي نشرتها إحدى صحف نيويورك لي مع الممثلة اليهودية التي أقامت حفلات لجمع التبرعات لإسرائيل.
عودة
* بعد غياب طويل عن السينما المصرية عدت في مطلع الثمانينات وقدمت على مدار الـ 20 عاماً الماضية بعض الأفلام.. فما الذي دفعك للعودة مرة ثانية؟
لماذا نعطى الأمور أكبر من حجمها. أولاً أنا علاقتي بالفن المصري والعربي لم تنقطع فكنت أتابع الأخبار وتطورها بصفة مستمرة وأشعر بسعادة بالغة لنجاح أي فيلم عربي كما أن أقرب وأعز أصدقائي من المصريين والعرب لم تتوقف أو تنقطع علاقتي بهم أبداً وكنت سعيد جداً بمجموعة أفلامي التي قدمتها بعد غياب بدءا من (أيوب) ومروراً ب (الأراجوز) و (المواطن مصري) فرغم قلة عدد هذه الأفلام إلا أنني سعيد بها وأعتقد أنه لم يشعر أحد أنني كنت غريبا أبداً عنكم كما كان يتوقع الجميع.
* أثار فيلمك الأخير (السيد إبراهيم) ردود أفعال واسعة في العالم العربي.. ما هي أسباب ذلك من وجهة نظرك؟
أنها ردود أفعال لصالحي ولصالح الفيلم وليس ضدنا فالفيلم يدعو إلى التسامح والحب وهذا ما دفعني لقبوله والعودة به بعد أن فقدت كل حماسي للسينما فقد وجدت فيه دعوة جميلة لرفض العنف والقتل والنهب ويتعاطف مع الأطفال.
* الفنان العالمي عمر الشريف مع من تقضي حالياً أمتع أوقاتك؟
أنسى كل شيء بما في ذلك الشهرة والنجومية وأنا مع حفيدي كريم وأعتقد أنني جد ناجح جداً معه وأستحق على هذا الدور أفضل وأرقى الجوائز الدولية.
بريدج
*إلى جانب انتصاراتك الفنية الساحقة تعتبر صاحب إنجازات عريقة في رياضة (البريدج) ماذا عن أخبارك معها؟
أمام البريدج أتجاهل كل شيء فقد شكلت في عام 1968 مع ثلاثة إيطاليين أول فريق لمحترفي البريدج ومنحتني اللجنة العالمية للبريدج لقب (لاعب السنة) عملت بعد هذا ناقداً ومعلقاً على مباريات اللعبة وتمرست فيها وأتقنت فنونها في صحيفة (صانداى إكسبريس) البريطانية ومجلة (فيجارو) الفرنسية وأحلم بتكوين فريق مصري للمشاركة في بطولات البريدج العالمية.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
المستكشف
أنت وطفلك
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
حوار
السوق المفتوح
العمر الثالث
استراحة
تقرير
أقتصاد
منتدى الهاتف
من الذاكرة
شباب
7xسياسة
منوعات رمضانية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved