الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 26th November,2002 العدد : 11

الثلاثاء 21 ,رمضان 1423

وماذا بعد مجلة الجزيرة..؟!
يسألني البعض بشيء من الدهاء، وماذا بعد مجلة الجزيرة..؟
وهو سؤال وجيه يسعدني سماعه، لأنه يشير ببساطة الى اتساع دائرة الاهتمام بصحيفة الجزيرة، ضمن هذه المساحة الكبيرة التي احتلتها وهي تقدم لقرائها هذه المستويات التي لامست ربما شيئاً من رغبات القراء وتطلعاتهم..
***
ونخطىء خطأ فادحاً، إن أنا أو أياً من زملائي استسلمنا لتصور قد يداهمنا ومضمونه بأن ما نقدمه يزيد ولو قليلا عن الحد الأدنى المطلوب والمنتظر والمستهدف تحقيقه لبلوغ ما يتم التخطيط له لمستقبل الجزيرة الموعود إن شاء الله بالكثير من الوثبات..
***
إن العمل الصحفي من وجهة نظر شخصية يقوم على التجديد ويعتمد على الابتكار، وبذلك فإن التفوق المستهدف يتحقق حين تتميز الجزيرة عن رصيفاتها بكل شيء، من صياغة المادة الصحفية وكتابة عناوينها الى تبويب الصحيفة وإخراجها، من اختيار الصور وتوظيفها الى تقييم المادة الصحفية ونشرها في حدود المساحة التي تستحقها، ومن التواجد في قلب الأحداث وعدم الغياب عنها الى التفرد بكل ما يخطر وما لا يخطر في أذهان قرائها..
***
ومرة أخرى، تخطىء أسرة تحرير صحيفة «الجزيرة» إن لامس هذا الكلام هوى في نفوس أفرادها، إن صدقوا ما قد يقال لهم من أن الجزيرة تصدر حالياً وبعد طول انتظار متشحة بهذه الملامح الجميلة لصحافة العصر، لكن الزملاء ومعهم الصحيفة يكبرون لدى القراء بما يقدمونه من عمل مدروس وعلى النحو الذي يقومون به الآن ضمن خطة وآلية عمل لانجاز صحفي تتوافر فيه كل هذه المواصفات، بانتظار اللحظات الأجمل والأروع التي نحتفل فيها جميعاً بنجاح هذا التدخل الجراحي الكبير في جسم صحيفة الجزيرة الذي أعادها سليمة ومعافاة من بعض جوانب القصور..
***
نعم، وماذا بعد مجلة الجزيرة..؟!
سؤال وجيه..
وإجابته أختصرها بالتأكيد لكم على أن وثبات الجزيرة قادمة ولن تتوقف، وسوف نضيف قريباً المزيد من الجماليات، انتظرونا، فالجزيرة تكفيك..

++++
خالد المالك

++++
أعدته المنظمة اليهودية ليكون حاخاماً.. فهداه الله للإسلام
موسى كريفتسكي: لا خوف على الإسلام
داغستان محمد ناجي:
طريق الهداية له دروب عدة ولكنها جميعاً تصب في طريق يفضي إلى نور الله الذي يضيء به درب من يشاء.. وبالنسبة ل «موسى كريفتسكي» كانت البداية دراسة القانون ثم إعداده ليكون حاخاماً ومن ثم إلى السجن.. ومن سجن الدنيا إلى الحرية إلى الدين الحنيف.. الإسلام !
الآن موسى هو اسمه بعد أن هداه الله إلى الإسلام يعيش في رحاب مسجد صغير بقرية بوريكنت بمنطقة «ماكاشكالا» في داغستان الروسية ويعمل كمساعد لمشرف مسجد يؤمه المسلمون لصلاة الجمعة.
قصدت القرية ومشاعر غريبة تعتريني.. فيا للعجب لكون أعدائنا اليهود يتحولون إلي ديننا السمح.. وصلت القرية ووجدته واقفا هناك.. بسيطاً في مظهره.. وبادرت بالتحية وسألته.. فابتدرني قائلا: «قلت إنك تريد الحديث عني.. ماذا شدك لتتحدث عني ؟» فقلت «لماذا تعيش في المسجد ؟» فقال «لقد أنزلوني هنا وفضلت البقاء».. فضلت الدخول إلى لب الموضوع مباشرة فقلت له «هل وجدت الطريق» إلى الله» سهلا؟ نظر موسى إلى السماء وكأنه يرجو التوفيق من الله وقال «لقد كان محفوفا بالأشواك في بداياته والآن أصبح أكثر من سهل.. فعندما تتعمق في معاني الإسلام تدرك كم هو بسيط هذا الدين الحنيف ولكن يبقى طريق الهداية قمة في الصعوبة حتى تتسلقه.
سألت موسى «أليس تحول حاخام للإسلام يعتبر أمرا مدهشا ؟» همهم وقال «يا صديقي لم يعد الأمر مدهشا الآن لقد منَّ الله عليَّ بالإسلام منذ عام، ولم يكن ذلك القرار خبط عشواء ولكني قرأت الكثير من الكتب حول الإسلام ووجدت أنني مقتنع به وملت إليه فأسلمت مقتنعا.. قلت «هل أتممت دراستك الثانوية قبل الانتساب للمنظمة اليهودية لرعاية الشباب؟» أجاب «نعم أتممت دراستي الثانوية الأكاديمية وبعدها أتيت لمنطقة (ماكشكالا) وبدأت الإشراف على الحاخامية المحلية بها».
سألته عن أصوله فرد قائلا «أنا في الأصل من داغستان الروسية ولكني وجدت كثيراً من الأصدقاء في الحدود مع الشيشان من المسلمين حتى هؤلاء البعيدين عن الإسلام»..
سألته «وإذا رجعنا لعملك في الإشراف على المنظمة اليهودية للشباب التي كانت تعدك لمرتبة الحاخام ماذا بعد تلكم الخطوة ؟» أجاب موسى «لقد كانت حالة من التناقض الغريب.. كان هناك مسجد بالقرب من مقر المعبد التابع للمنظمة اليهودية وكان واعظ هذا المسجد من أصدقائي حيث كثر قدومه للحديث معي ومجادلتي في بعض الأحيان وكنت أرد له الزيارة متطلعا بحب استطلاع عن نوعية الخدمة التي تقدمها دور العبادة المسلمة وكان الأمر ممتعا حيث كنا جيرانا جيدين.. وفي أحد الأيام وخلال شهر رمضان قدمت إليَّ امرأة معروف عنها أصولها المسلمة وهي تحمل نسخة من القرآن وطلبت أن أشرف على تصحيح الترجمة الروسية للقرآن التي أعدها «كراشكوفيسكي» فسألته مستغربا.. «امرأة تأتي بالقرآن لحاخام ؟!..» أجاب متحمسا «نعم لقد طلبت مني نسخة من التوراة في المقابل لتقرأها.. عندها قرأت القرآن حوالي عشر مرات.. لقد كان الأمر صعبا ولكن بدأت في فهمه تدريجيا وارتكزت في دواخلي الفكرة الأساسية لما هو الإسلام».
سألته وأنا أود أن أستطلع دواخله: موسى.. «هل بدأت في مقارنة التوراة والقرآن وأنت تقرؤه لأول مرة ؟» لقد وجدت في تلك النسخة المترجمة من القرآن الإجابة على الكثير من الأسئلة ولكن ليست جميعها بالطبع لأن النسخة الموجودة كانت مترجمة ولكني بدأت في فهم الكثير من الأشياء !».
سألته «هل يعني هذا أنك لم تجد بعض الإجابات خلال دراستك لليهودية؟» فأجاب «الآن أدركت تماما أن مشيئة الله تطغى على كل شيء، فعندما نستطلع أمر اليهود الذين أسلموا في عهد الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم نجد أنهم لم يجدوا إجابات على الأسئلة التائهة عنهم في الإسلام فحسب ولكن أعجبوا بشخصية وأخلاق وطريقة حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الناس وهذا مغزى مهم» وكان السؤال الذي يطرح نفسه «ما هي الأسئلة التي لم تجد لها إجابة تحديدا في اليهودية؟» فأجاب: «عندما كنت بعيدا عن الإسلام كان هناك أسئلة لم أحاول إيجاد الإجابة لها، ولربما كما هو معروف لأصحاب الأديان تلك المقولة المشهورة: «إن هناك نبياً في آخر الزمان أحق بأن يتبع» وقد ناقشها الداعية الجنوب أفريقي المعروف أحمد ديدات في مجمل مناظرته المشهورة في المقارنة بين المسيحية والإسلام
فتفحصت تلك المقولة ووجدت أنه ببساطة آخر الأنبياء والمرسلين المذكور في التوراة وأنه الأحق بأن يتبع». ولكن ما الذي زج بك في السجن.. سألت موسى؟ فأجاب «هذا السؤال جيد» ولكنها مشيئة الله ودروسه لعباده الموحدين»...
أكدت على السؤال قائلا «كيف حدث هذا ؟»...
أجاب «لقد رأيت ممثل الشيشان في موسكو» لم أعد أذكر اسمه الآن ولكنه أقرب موسيقيا إلى اللغة الفرنسية.. يتحدث عن ضرورة الأخذ على يد الشيشانيين فإذا ما تركتهم السلطات بموسكو سيعودون إلى زراعة وتوزيع المخدرات وتوزيع وبيع السلاح لتعم الفوضى ويخرجوا إلى الشوارع لإثارة المشاكل.. وأثار كلامه حفيظتي فنقضته فجاؤوا وأخذوني بالليل إلى السجن.. وكانت عندي فكرة مسبقة عن الأمن وسلطة تطبيق القانون هنا ولم يدر بخلدي أنهم سيستخدمون أساليبهم القذرة هكذا ويمنعني إسلامي عن ذمهم أكثر من هذا.. ولكن الله مطلع على الأمور{وّسّيّعًلّمٍ پَّذٌينّ ظّلّمٍوا أّيَّ مٍنقّلّبُ يّنقّلٌبٍونّ}... ولكن قضاء ثلاثة أشهر في السجن جعل إيماني بالله أقوى مما كان من ذي قبل.. إذ رأيت كيف يتصرف المسلمون وغير المسلمين في أوقات المحنة وعلى الذين هم في موقع السلطة الآن الانتباه لما يحدث تحت سطوة قوتهم.. فمهما حاولوا لن يستطيعوا محو الإسلام بطرقهم غير المتحضرة هذه.
سألته: هل تتجنب الحديث عن طبيعة التهمة الموجهة إليك؟ فرد قائلا : بالطبع لا.. كل شخص يسمع ما يحدث هنا يتأثر بشكل أو بآخر.. وقد لا تصدق أنني قد سامحت هؤلاء على ما فعلوه بي.. إذ انه حتى هؤلاء الذين لا يحبذون الإسلام عندما يسمعون ما فعل هؤلاء سيقومون بمحاولة دراسة الإسلام أو السؤال عن طبيعة هذا الدين.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
ذاكرة التاريخ
الطابور الخامس
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
النصف الاخر
تحت المجهر
تربية عالمية
العاب الكمبيوتر
الفن السابع
عالم الاسرة
المنزل الانيق
ثقافة عالمية
رياضة عالمية
عواصم ودول
هنا نلتقي
المستكشف
الصحة والتغذية
مسلمو العالم
عالم الغد
أنت وطفلك
الملف السياسي
فضائيات
غرائب الشعوب
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved