Al Jazirah Magazine Tuesday  27/11/2007 G Issue 244
تحقيق
الثلاثاء 17 ,ذو القعدة 1428   العدد  244
 

بعد منع بيع الحي
الدواجن .. بين المبرد والمجمد

 

 

إعداد - د. نهاد ربيع البحيري

لوحظ في الأشهر القليلة الماضية منع بيع الدواجن الحية واستبدالها بالدجاج المجمد أو المبرد, ولا يدري الكثير من الناس السبب وراء هذا القرار وقد فسر البعض ذلك بطرق عديدة، كل من الزاوية التي تليه، كما أن هناك الكثير من التساؤلات حول الدجاج الذي يباع حاليا بعد تسليمهم بالأمر الواقع وعدم إمكانية شراء الدواجن الحية مرة أخرى.

لذا التقت الجزيرة مدير مزارع مؤسسة فقيه للدواجن، الدكتور عماد عادل أزهر لتقصي حقيقة هذا الأمر وطرحنا عليه بعض التساؤلات التي تدور في أذهان المستهلكين من أجل الحصول على إجابة شافية.

* ما تفسيركم لقرار منع بيع الدواجن الحية ؟ وأيهما أفضل صحيا الدجاج المبرد أم المجمد ؟ وكيف يتم الذبح؟

- (قد تكون هنالك في كل حالة منفصلة أسباب إدارية أو تنظيمية ولكن كسبب جوهري فيعتبر انتقال الأمراض عن طريق نقل الدجاج الحي بين المدن أو داخل المدينة الواحدة مع احتمال تواجد بعض أماكن بيع الدجاج الحي داخل الأحياء سببا قويا كأحد إجراءات الأمن الوقائي التي تشمل دوائر (محلية ,داخلية, إقليمية وعالمية) تتكامل مع بعضها البعض كواحدة من آليات الأمن الوقائي لتقليل مخاطر انتقال الأمراض وانتشارها. ثم أضاف قائلا (بخصوص الفرق بين الدجاج المبرد والمجمد يتمثل الاختلاف الرئيسي في طول فترة الصلاحية، وعادة ما يتبع في إجراءات وتجهيز أي منهما خطوات مختلفة نوعا ما تجعل من مدة صلاحية المجمد تصل حتى تسعة شهور بينما تمتد فترة صلاحية المبرد إلى أيام قلائل (أسبوع أو أسبوعين) حسب الخطوات الفنية المتبعة في التجهيز ويتساويان في الأفضلية الصحية طالما تم تجهيزهما حسب الطرق العلمية الصحيحة)

الذبح على الطريقة الإسلامية

ثم تحدث عن طريقة الذبح قائلا (يتم الذبح حسب الطريقة الإسلامية ويتم تصميم مبنى الذبح بحيث يكون موقع واتجاه العامل الذي يقوم بالذبح ناحية القبلة ويلتزم بالنطق بالبسملة قبل الذبح حسب ما هو مطلوب شرعا)

* كيف يتعرف المشتري على أفضل نوع من الدجاج المبرد؟

- (يجب أن يبدو لون الجلد طبيعيا، وألا يكون مرتخيا أو تظهر به التجاعيد ومن البديهي أن يكون داخل إطار مدة الصلاحية التي تلزم اللوائح بكتابتها وتوضيحها على العبوة)

* ما التحوطات الواجب اتخاذها للحماية من أي أمراض قد تكون في الدجاج المذبوح؟

- الدجاج الذي يتم تجهيزه في مسالخ الدواجن عادة ما يخضع للفحص قبل الذبح من قبل طبيب بيطري متخصص لضمان خلوه من كل ما يجعله غير صالح للاستخدام الآدمي مع العلم أن الطهي في درجة حرارة أكثر من 60 درجة مئوية يقضي على الجراثيم التي قد تتواجد على الذبيحة)

العودة للدواجن الحية

* ما مدى إمكانية العودة إلى بيع الدواجن الحية؟

العودة إلى بيع الدواجن الحية من عدمها هذه من صلاحية جهات الاختصاص المعنية التي لها مرئياتها وسياستها التي تلتزم بها واللوائح التي تنظم أعمالها وأضاف قائلاً (فيما أعلم بخصوص تنبيه المستهلك فقد تم الإعلان عن إيقاف البيع للدواجن الحية وتأجل أكثر من مرة ولكن بصفة عامة فإن ثقافتنا الاستهلاكية فيها الكثير من التراخي ولم نحمل الأمر محمل الجد حتى تم تنفيذه فعليا حسب ما أعلن كما أضاف بخصوص مدة الصلاحية (إن تحديد مدة الصلاحية وكتابة ذلك ولأن يكون واضحا على المنتج، هذا تلزم به كل اللوائح تقريبا التي تعني بحماية المستهلك وهذه مسائل يدعمها ويحميها القانون ويقوم بالإشراف عليها في بعض البلاد مفتشو البلديات أو غيرهم حسب التنظيم الإداري في كل قطر)

* ما الآثار الاقتصادية على تجميد الدواجن وإغلاق محلات بيع الدواجن الحية ؟

- (بالنسبة للمزارع فقد تكون بها بعض الفائدة على أساس أنه يمكن التقيد بمدة الطيور ونقلها للذبح والإعداد بالمسلخ بينما يختلف الأمر إن تم تسويقها حية فربما تطول فترة التربية بزيادة يوم أو يومين أو ربما أكثر من ذلك حسب ظروف العرض والطلب وزيادة فترة التربية مما يترتب عليه زيادة في تكاليف الإنتاج (الإدارة - العلف - الخ) مع العلم بأنه بعد عمر معين يستهلك الطائر كمية أكبر من العلف مع زيادة قليلة في معدل وزن الطائر مما يمثل عبئا إضافيا لا داعي له إن تيسر بيعها مبردة أو مجمدة).

أما بالنسبة للعمالة في المزارع فهي تقوم بعملها في كل الأحوال إن تم بيعها حية أو مجهزة، أما على مستوى العمالة في المسلخ في الشركات المتكاملة فربما يزيد حجم العمل كثيراً على أساس أن ما كان يتم بيعه حيا سيتم إرساله للمسلخ للذبح والتجهيز (مبرداً أو مجمداً أو في شكل أي منتجات أخرى...الخ)

المبرد والمجمد أفضل

وبالنسبة للأفضلية الاقتصادية في تجارة الدواجن بين المجمدة والحية (إن الأفضلية هي شيء نسبي للمستهلك الدور الأكبر في تحديده......ولكن بالنسبة للشركات الكبيرة التي تمتلك الإمكانيات ربما كان المبرد والمجمد أفضل لأنه يوفر تكاليف إضافية كان من الممكن أن تذهب مقابل تأخر التسويق وبالتالي زيادة في تكاليف الإنتاج, فنقل الدواجن الحية بالطبع تصاحبه الكثير من حالات النفوق التي تتأثر زيادة ونقصانا بظروف البيئة والنقل, وتعتبر خسارة أي طائر عند عمر التسويق (على بعد خطوة من المستهلك) خسارة كبيرة جداً فقد صرفت مقابل ذلك مصاريف وإمكانيات ووقت وجهد كان من الحكمة أن يكون من ورائها عائد وهذا حق مشروع للمنتج، وقد تبقى الطيور في أماكن البيع هذه لفترة إضافية قد لا تتوفر فيها العناية التي تتوفر في المزارع المعدة أساساً لإنتاج الدواجن).

وتحدث أخيراً عن محلات بيع الدواجن قائلاً (أما بالنسبة لمحلات البيع الحي الخاصة بالشركات الكبيرة فمن الممكن تجهيزها أو تحويلها لبيع المبرد والمجمد ومنتجات الدواجن الأخرى, فقد يواجه صغار المنتجين والشركات الصغيرة بعض المشاكل التي قد تدفع بعضهم للخروج من المنافسة وقد يعمل بعضهم على حلها من خلال استئجار بعض المسالخ لتجهيز الطيور التي يقوم بإنتاجها واستئجار محلات للبيع أو عمل بعض المحلات التعاونية بين صغار المنتجين كما يحدث في بعض البلاد).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة