الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 30th March,2004 العدد : 74

الثلاثاء 9 ,صفر 1425

ديمقراطية اللاَّ ديمقراطية..!
الديمقراطية تعني فيما تعني أن يُؤخذ برأي الأغلبية..
وأن يهمَّش الرأي الواحد لا العكس..
وأن يتنازل صاحب الرأي الأحادي إلى ما يراه الجميع..
وبالديمقراطية تكون الغلبة والانحياز نحو القرار العاقل..
***
ومن ينادي بالديمقراطية عليه أن يكون القدوة..
وأن يتخلى عن عواطفه وأهدافه ومصالحه الشخصية..
إلى ما يحقق مصالح الجميع أو أكثريتهم..
ويوفِّر الأمان والاستقرار للكل ودون انتقاء..
***
والذي يقول بغير ذلك هو الأبعد عن ممارسة الديمقراطية..
وهو العدو الأول لها..
إنه من يركب موجتها ويبشِّر بها لأغراض أخرى..
وفي سلوكه وتصرفاته وأعماله ما يؤكِّد ويفضح ويفصح عن ذلك..
***
والديمقراطية بمثل هذه الممارسات تكون ملهاة للشعوب..
وتسلية مشوَّهة وغير بريئة وتسلُّط عليهم دون وجه حق..
وهي بهذا الانحراف عن أهدافها تلغي المساواة والعدل بين الدول والشعوب..
وتحت غطائها يُمارس الظلم والقهر والعدوان ضد الأمم والشعوب..
***
الديمقراطية شيء وما نراه اليوم شيء آخر...
هل تريدون أمثلة؟...
بما يؤكِّد لكم صحة هذا المنطق؟..
ويبلور صورته على نحو ما هو مشاهد وممارس
دون حياء..
***
ها هي أمريكا بتاريخها وعظمتها وقوتها لا تكتفي بدعم العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا في فلسطين..
وإنما تصدر بياناً غير مسؤول تؤيِّد فيه إسرائيل في قتلها الشيخ أحمد ياسين..
ومن ثمَّ تستخدم حق النقض في مجلس الأمن لقرار كان سيدين إسرائيل..
أي أنها بهذا ترفض القبول برأي الأغلبية وتستخدم حقها في فرض الرأي الواحد..
***
ماذا كان سيضير أمريكا لو شاركت بإدانة إسرائيل؟..
ولو لم تشجعها على مواصلة مثل هذا العمل اللاّ إنساني ضد شعب أعزل..
ألم يكن ذلك كافياً لتجفيف الصدور من الاحتقان والكراهية ضد أمريكا..
ضمن البحث عن مخرج مشرِّف لأمريكا من المستنقع المُذِل الذي اختارته لنفسها في عدد من الدول دون وجه حق..
***
لقد مات أحمد ياسين شهيداً...
وبقيت القضية الفلسطينية حيَّةً مشتعلةً وملتهبةً إلى حين قيام الدولة الفلسطينية..
أما الفيتو الأمريكي, أو الديمقراطية بالمواصفات والقياس والمقاس والمعاني الأمريكية التي تريدها الولايات المتحدة الأمريكية لدولنا وشعوبنا، فلتطمئن بأنه لن يكون لها أدنى قبول..


خالد المالك

الألفاظ النابية بين الأطفال ظاهرة تمثل أم المشاكل!!

الطريقة الغريبة في الكلام، والشجار، والتهديدات التي تحمل طابعا عدوانيا سواء الكلامية أوالجسدية لأطفال السنة الخامسة. كلها لا تمثل القلق الماثل اليوم، إنما الأمر يتعلق في الحقيقة بجانب التجريح والإهانات ذات البعد الخطير نفسيا على الطفل، خصوصا الشتائم ، والألفاظ البذيئة، التي تترك آثارا سالبة على نفسية الأطفال، وقد حان الوقت لدق ناقوس الخطر لكسر جدار الصمت حول الإفرازات الخطيرة لهذه الظاهرة.
يتوقف سيمون فجأة. من الجهة الأخرى من الطريق، رأى (مولون) الذي وهو عائد إلى بيته يمشي على طرف الرصيف مقابل الجدار. (مولون) هو الاسم الذي يطلقه تلاميذ الفصل على فرنسيس. كانت فكرة سيمون الذي يقول دائما: مولون نبتة يجب غرس وجهها في الأرض!. دومينيك يعرف جيدا مولون فهوطفل خواف. لا أحد يريده في فرقته. يتحدث بصعوبة وليس لديه أصدقاء. يلعب دومينيك معه حين لا يجد من يلعب معه، لا يتكلم معه أبدا في المدرسة لأنه لا أحد يحب (مولون)، ثم أنه حين تعطيه أهمية ما أوتلعب معه يصبح لصيقا بك إلى درجة الملل!
العدوان السلوكي
هذا مقطع من كتاب (شباب) النجدة! للكاتب النفساني التربوي (جون جرفي) والذي يشخص بدقة مدهشة تلك الدائرة التي يدور في فلكها هذا النوع من الإشكاليات. لا نعرف إن كانت هذه السلوكيات منتشرة أكثر من السابق في مجتمعنا، يقول (فرجي) الأستاذ في علم النفس التربوي في جامعة (كبيك). لا تعرف جذور هذه الأزمة، ولكننا بالمقابل نعلم أن 50% من الأطفال هم ضحية هذه السلوكيات الخطيرة والتي تعرف في علم النفس بالعدوانية السلوكية، كما يقول المختص في علم نفس التربوي.
لا يمكن القول أن الأمر يعني شابا قادرا على السيطرة، مثل سيمون في حكايتنا وبعض المتواطئين معه من رفاقه، الذين يختارون شابا آخر ليسخروا منه وليقزموا صورته في المدرسة، في الباص أوفي الشارع أوفي أي مكان آخر. هذه الصور تلعب الدور الكبير في النمولدى الطفل المعني بالأمر، بحيث أن السخرية منه تجعل نفسيته في حالة الدفاع عن النفس بشكل لا إرادي والتي سرعان ما تتحول إلى عزلة وانكفاء على الذات وإلى كراهية داخلية للآخرين وللرفاق تحديدا والتي تصل إلى درجة العدوانية الداخلية المطلقة والتي تتحول أحيانا إلى التفكير في الانتقام منهم. يقول جون جرفي في باب الكلمة لأولياء الأطفال وإلى المربين مشيرا إلى أن قصة (مولون) هي قصة حقيقية تتكرر يوميا داخل معظم المجتمعات.
كيف نتصرف؟
في السنوات الماضية كنا نتكلم كثيرا عن ذلك الابتزاز الحاصل بين الأطفال، بأن يأخذ الطفل أغراض طفل آخر بالقوة، لكننا لم نتطرق للحالات الأكثر إهانة من ذلك. كالابتزاز النفسي الذي يأخذ طابع التهديد بالسلاح الأبيض (السكين) والذي يخلف عددا من حالات الانتحار بين الأطفال الذين ينتابهم الشعور بالظلم والضعف والعجز من مواجهة عدوانية لزملائهم. لهذا فقد أعلن في الكثير من المجتمعات الغربية حملة توعية موجهة إلى الأطفال وإلى أوليائهم معا، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة المرعبة. وتم فتح مكتب للمكالمات المجانية في عدة دول أوربية وغربية ليتسنى للأطفال المعرضين لهذا النوع من الإهانات النفسية أن يتصلوا.
لم نكن نتصور أن المشكلة بهذا الحجم الخطير تقول السيدة روز ماري شاريست، رئيسة مكتب المستشارين النفسانيين في مدينة كبيك. الجميع يحاول أن يشارك بشيء للحد من هذه الأزمة، وقد اتصل سائقو سيارات المدرسة كما اتصل أولياء التلاميذ الذين يريدون أن يلحقوا أطفالهم بمعاهد تمنحهم القدرة النفسية على استيعاب ما يجري.
ضحايا الظاهرة
من بين 49% من الأطفال في أوروبا اعترفوا أنهم ضحية السلوك غير الصحي للإهانات النفسية على الأقل مرة أو مرتين في الفصل، أثناء دراستهم. 8% يقولون أنهم كانوا عدة مرات ضحية ذلك السلوك في الأسبوع الواحد. وهذا يعني أن تلميذين من الفصل الواحد معرضان لهذه الإهانات من قبل زملائهما.. سواء البنات أو الأولاد فهم في نفس الخانة والإشكال يهددهم معا. بحيث أن إقصاء تلميذ ونبذه وعزله من قبل بقية التلاميذ هواخطر ما يمكن مواجهته. السخرية من الآخر بشكل مباشر يمكن ترجمتها أيضا كالتالي: الإهانات الكلامية، التهديد بالضرب واستعمال اليدين للضرب، الصفعات على الخد، سرقة ماله، أو أكله، أوالأشياء التي يحملها معه، وكذلك حبسه في فصل ما وإغلاق الباب عليه، الخ.
المشكلة أن هذا النوع من الإهانات يعيش في الظلام. لا يجرؤ الطفل على الكلام مع والديه أو مع مدرسيه أو حتى مع زملائه، لا يجرؤ على إخبار أحد بما يجري معه تقول روز ماري شاريست. يجب العمل كي تكون هذه الإهانات مشكلة عامة وليس مشكلة خاصة بين اثنين أو بين جماعتين. يجب العمل على حمل بقية الأطفال الذين يتفرجون على هذه الإهانات، كي يخبروا بها مدرسيهم وكي يقفوا في وجهها ليفقد المعتدي قدرته على التسلط وعلى التحكم في مصير بقية زملائه.
المجابهة الجماعية
طبعا المقصود به النظام العام. لا يمكن الحديث عن السخرية من الآخر عندما يتعلق الأمر بشخصين متوازيين في القوة، أو في حالة التوتر في الصداقة.. بينما المقصود بها الإهانة المقصودة التي تمس الشخص وتجعله يشك في نفسه وفي قدراته الخاصة إلى درجة التفكير في الانتحار في حالة إحساسه بأنه صار منبوذا من طرف أصدقائه وزملائه. لهذا فإن أي شخص يشعر انه يتعرض للإساءة يمكنه العزلة ويمكنه الرد بطرق مختلفة، عبر التفكير في الانتقام كما قلنا من قبل، وعبر البحث بدوره على أشخاص يضطهدهم.. وهو الشيء الذي حدث في مدرسة (سانتانا) بالولايات الأمريكية التي اتضح أن عددا من خريجيها تحولوا إلى قتلة بفعل حالة الاضطهاد النفسي التي كانوا يتعرضون إليها من قبل زملائهم.
ما هو الحل إذاً
إن عاد ابنكم إلى البيت بثياب ممزقة، أو بجروح لا يشرح لكم أسبابها، أو كان طفلكم يعاني من عدم القدرة على كسب الأصدقاء، أورفض الذهاب إلى مدرسته صباحا، أو فقد عادة شهيته للأكل، وظل يعاني من ألم في بطنه أو في رأسه، إن سلك طفلكم طريقا طويلا للذهاب إلى مدرسته، أو فقد الحماس والرغبة في الدراسة وكانت نتائجه المدرسية في تدهور، وإذا طلب منكم المال باستمرار أو سرق من محفظة نقودكم المال، إن حدث كل ذلك أو بعض منه فعليكم باتباع النصائح التالية :
* لا تستهينوا أبدا بشكوى تصدر عن طفلكم إن اعترف لكم أن هناك من يضطهده داخل الفصل أو داخل المدرسة.
* اطلبوا منه أن يحكي لكم كيف كان يومه.
* شجعوا ابنكم كي يخبر عمن اعتدى عليه.
* أكدوا له تفهمكم وتعاونكم معه .
* في الوقت المناسب أخبروا المسؤول عن المدرسة
شجعوه على أن يكون واثقا من ذاته، وألا يسقط بسهولة بين مخالب أي شخص مهما كانت قوته.
* لا تشجعوه على استعمال القوة بالضرب أو باستعمال أي شيء خطير، لأنكم لو شجعتموه على الضرب فستغرسون فيه حب العنف.
* سجلوا طفلكم في ميادين يكتشف فيها مواهبه المتعددة التي ستعطيه في المستقبل فهما جيدا للحياة والتعامل مع الآخرين بعقل ومحبة.
* شجعوا ابنكم على أن يكون له أصدقاء تعرفونهم وتحبون سلوكهم.
لا تتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة في حياة طفلكم. اتركوا له مجالا يتحرك فيه بحرية من دون أن تكفوا عن مراقبته عن بعد. تدخلوا فقط في الوقت المناسب والإيجابي.
بهذه النصائح العملية قد تحمون طفلكم من الوقوع في الخطأ، أو يتحول إلى فريسة سهلة للمشاغبين والعابثين من الأطفال في المدرسة أو الحي أو الشارع.

..... الرجوع .....

تحت الضوء
الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
حوار
السوق المفتوح
برلمانيات
استراحة
تقرير
أقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
بانوراما
مجتمعات
اثار
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved