Al Jazirah Magazine Tuesday  31/07/2007 G Issue 229
فنون عالمية
الثلاثاء 17 ,رجب 1428   العدد  229
 

(بعد الزفاف)

 

 

فيلم (بعد الزفاف) دراما دانمركية تدور حول المثاليات والأموال والنفاق والواجب. اشخاص يعيشون متلاصقين لبعضهم البعض ككرات البينج بونج. يبدأ الفيلم في الهند حيث تمتلئ الشاشة بأشخاص ذوي أجسام هزيلة وأطفال مندفعين في كل مكان وسط مجموعات هائلة من الأعراق المختلفة, حيث تقوم كاميرا الفيديو بالتصوير فجأة في جميع الأوقات. يحل ضجيج رغبة الانسان الأنانية محل فوضى الشارع, عندما تنتقل القصة فيما بعد إلى الدانمرك حيث الأشخاص ذوو اللون الشاحب.

تدور فكرة الفيلم حول الموظف (جاكوب)، حيث يلعب هذا الدور ذو المظهر التعيس الفنان الكبير (مادز ميكلسن) الذي يعود من مومباي على مضض إلى وطنه (الدانمرك) ليساعد في إدارة ملجأ. يتلقى جاكوب أخباراً سيئة من صاحب الملجأ الميسور الحال عن خطر غلق الملجأ وذلك لقلة التمويل, فما عليه الا اللجوء إلى توزيع الاعلانات المجانية بأقدام مغبرة وضحكات تعسة. المغزى الذي تعلمه (جاكوب) هو أن عليه زيارة الوطن الذي تركه منذ 20 عاما والذي لم يرجع إليه ابدا.

قام (جاكوب) بالفعل بارتداء حُلة رخيصة تتدلى منه كغطاء المائدة، وبدأ في جمع الأموال. في أثناء ذلك يقابل (جاكوب) الملياردير الدانمركي الذي قدم اليه وعداً بمساعدته في مشروعه لإنقاذ الملجأ، وقدم له أيضاً دعوة لحضور حفل زواج ابنته. وافق (جاكوب) على قبول الدعوة على مضض وابدى عدم ارتياحه. في حفل الزفاف حيث مظاهر البزخ في الخيمة البيضاء الضخمة وزحمة المحتفلين المتوردي اللون فوجئ (جاكوب) بمقابلة أحد المعارف القدامى (هيلين) (سيدس بابيت كيدسن) التي اكتشف عن طريق المصادفة انها زوجة (جورج). كما تعرف أيضاً على الابنة المحبوبة (أنا) (ستاين فيتشر كريستنسن) التي تزوجت أحد موظفي والدها وأحد المعجبين المتلهفين عليها.

قامت بإخراج الفيلم سوزن بيير التي شاهد الكثير منا لها من قبل أفلاماً عدة منها القلوب المفتوحة والأخوة. أما فيلم ما بعد ليلة الزفاف فيعتبر ابداعاً حديثاً لفكرة كلاسيكية تشتمل على الغني, الفقير, والأنساب الراقية والقيود العائلية. يأتي الإبداع الحديث من التزامن المتناغم لعمل الكاميرا النشط مع نماذج التحرير المفاجئة التي تبدو مألوفة لأي شخص يشاهد أفلاماً سينمائية. لم تلتزم بيير بمثل هذه المعتقدات الموجودة فيما يسمى بقسم الطهارة الذي يمنع أشياء أخرى كالموسيقي أو أي شيء يستعان به في الاخراج السينمائي لم ينشأ في مكان صنع الفيلم, وكان البديل لذلك أن اختارت الأسلوب المتسم بالعبارات المجازية المرئية للحركات.

وعلى الرغم من التحرك السريع لعمل الكاميرا, والمونتاج المفاجئ والمنعطفات الحادة في سيناريو (أندرز توماس جينيس), يعتمد فيلم (ما بعد ليلة الزفاف) على تحريك العناصر المقومة للفيلم المألوفة كالميلاد, الموت, الزواج, الجنازة, الرجل, المرأة, الرجل الآخر, المرأة الأخرى؛ وذلك لإثارة فضول المشاهد مفضلاً عن ذلك أرجحة العالم؛ ما يجعله فيلما جيدا بُني على أساس متسلسل مشهدا بمشهد. وغالبا ما يكون هذا العمل أفضل من جيد، ولو أنه عمل حقيقي غير محفوف بالمخاطر. وكما في العديد من الأفلام الدانمركية يحتل المؤديون أعلى طبقات المجتمع وبخاصة السيد (لاسجارد) والسيد (ميكلسن). إن حضور شاشة العالم الغيبي تقع خارج الدانمرك كالوغد الذي يقطر دما بينما يعطي ضربة عنيفة إلى جيمس بوند في فيلم (الكازينو الملكي). هنا فقط تبدو الدموع أكثر واقعية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة