نوافذ كيفما اتفق
|
كيفما اتفق,, هكذا يبدو ان تيار الحياة يتخبط بها هنا وهناك وتقابل هي كل هذا بخضوع يخالطه
بعض الالم والمرارة,
اسمها (منال) استوقفني اسمها، فيبدو ان والدها اختاره بعناية وحب ولم يحاول ان يلصق عليها
احد الأسماء الشعبية السائدة في بيئتها تلك الاسماء المبرأة من الجمال والذوق والتي تتلاءم
مع حالة السخط التي ترافق ولادة الانثى عادة,
ولكن هذا الاسم لم يبرر كل تلك الفوضى التي تتربص بمنال، فهي حاصلة على شهادة (اولى ثانوي) ،
وتريد ان تكمل دراستها، ولكن المدرسة ترفض هذا لانها انقطعت اربع سنوات تزوجت في هذه السنوات
الاربع وانجبت طفلين، الزوج مرتبه جيد، لكنه شحيح عليها لانه يجمع المال بغرض الزواج مرة
اخرى كما انه يطالبها بالانجاب للمرة الثالثة، وهي بدورها ترفض وتريد ان تعمل في وظيفة جيدة,
تشكو منال لي وكأنني وزيرة العمل لابحث لها عن وظيفة ثم تقول لي بنبرة مؤنبة على ان يكون
راتبها مرتفعا!؟! وتضيف:
لان والدي لا يستطيع مساعدتي فهو يملك فقط راتب التقاعد ويعمل معقباً في بعض الاحيان، متزوج
بأمي وامرأة اخرى تتنافسان على الانجاب ,, وتلك المنافسة ليس لها علاقة بدخل ابيها والعدد في
الليمون!!،
واحسست بالالم (لمنال) فهي تحاول ان تجد لها مصيرا آخر بعيدا عن هذه السلسلة الجهنمية ولكن
بؤرة هذا الاعصار تجذبها بشدة اليه,
فهذا الكم من الفوضى والأبناء والعلاقات المشدودة والقامعة والتي لا تعطي كل فرد في الاسرة
مساحاته التي ينمو ويشب بطريقة تحترم انسانيته وتقدرها، تنتشر لدينا مكونة مساحات واسعة من
الاضطراب والفوضى,
ولكم ان تتخيلوا بيوتاً مزدحمة بالزوجات والابناء والممتلكات المشتركة والمتنازع عليها،
والغرف الضيقة التي تحرش الصغار نحو مزيد من الشجار والزوجات علىمزيد من البغضاء وجيل ينمو
متكهرباً بالتشتت وعدم القدرة على السيطرة على المستقبل وصنع القرار، بحكم ان البنية التي
نشأ بها تعجز عن توفير الاستقلالية والفردية، تلك الاستقلالية (في غرفة الدراسة وسرير النوم
وادوات اللعب,,, الخ) والتي بدورها تكون التربة الملائمة لتحضن بذور التفوق والنبوغ,
التاريخ يحاول ان يعيد منال الى نفس الادوار التي أتت منها ولكنها ها هي تحاول باستبسال جندي
يصارع في معركته المصيرية لا ادري هل ستنجح ام لا؟ ام ان قوة جذب البؤرة ستفني مقاومتها؟
ولكن كان من الممكن ان تصبح منال شيئا آخر,, شيئاً آخر يزهو بتفوقه وتميزه,, لو كان لها
مساحة للنمو,
قلبي وكمية من الاماني البيضاء لها,
وبما انني لست بوزيرة العمل,, فهل هناك من عمل شريف يساعد,,, منال؟؟!،
أميمة الخميس
|
|
|