Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


الجوَّال,, يشكو الجوَّالين نثراً وشعراً,,!
حمد بن عبد الله القاضي

يبدو أن الناس - فعلاً - ممرورون من إزعاجات الجوال وكثرة استخدامه في كل مجلس ومكان، وفي كل وقت وأوان، ولدى صغير القوم وذي المكان، ومعذرة على هذا السجع الذي ربما تقبله الآذان، فما حديثي الا عن الجوّال ذي الجرس الرنان.
لقد تيقنت - فعلاً - من انزعاج الكثيرين من الجوال من خلال الاتصالات والرسائل التي تلقيتها بعد نشري لمقالتي في هذه الصحيفة والتي كان عنوانها الجوال وأطر الناس على الصمت أطراً !.
* * *
وأشير - هنا - فقط الى اثنين من تلك الأصداء:
الأول: ما نشره الرائد الصحفي الكاتب عبد الله خياط الذي علق على مقالتي في زاويته الفجرية - من الفجر لا الفُجور - وكان تعليقاً لطيفاً,, وأتوقف عند نقطتين في تعليقه ذكرهما في زاويته بعكاظ: الأولى وهي المهمة: مناداته ان تضع رئاسة الحرمين الشريفين أجهزة على بوابات الحرمين تمنع وصول المكالمات الى من يكون بداخل الحرم تعظيماً لبيته وتوقيراً للجو الروحاني للعاكفين والركّع السجود، وهذه الأجهزة كما جاء في الخبر الذي أشرتُ إليه، تم اختراعها بحيث تمنع وصول مكالمات الجوال ضمن دائرة محددة من المكان,, وأنا أتفق مع أ, الخياط في هذا المقترح، وأتطلع الى تركيب هذه الأجهزة في الحرمين والجوامع والمستشفيات والطائرات راحةً للناس ودرءاً للأخطار عنهم,, النقطة الثانية: إشارته الى عدم استحسان كلمة أطر الناس أطراً التي وردت في المقال، وتفضيله كلمة قسراً عليها، والأستاذ الخياط محب للغة الضاد وعاشق لها ولشعرها النابض,, فقط أرجو ان يتقبل مني استاذي في عالم الصحافة وجهة نظري عندما اخترت أطراً لا قسراً، فقد كنت أستند الى مرجعية جاءت في الحديث الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ولتأخذنّ على يدي الظالم ولتأطرنّه على الحق أطراً .
ولعلّني اجتهدت ورأيتها أوفر بلاغة - أو على الأقل - أقلّ تكراراً وأكثر تشويقاً وتجديداً في عالم الصحافة والعناوين المشوقة.
* * *
أما الصدى الثاني: فقد تمثل في قصيدة مؤثرة وصادقة حكى فيها شاعرها معاناة الجوال منا نحن الجوّالين كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً، وقد أحسن فيها وأجاد، ذلكم هو الصديق أ, فايز بن موسى الحربي المدير التنفيذي لمركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب بالرياض، وقد جاءت قصيدته صدى لمقالتي الجوال وأطر الناس على الصمت أطراً وقد بلغ من قناعة أ, الحربي بما جاء في مقالتي ان وزعها على زملائه بالمركز لتعميم فائدتها ولعله يؤخذ بها من قِبَل مراجعي المركز خاصة وانه ثبت ان للجوال تأثيراً كبيراً على اجهزة ومراجعي هذا المركز إذ إن الذين يراجعونه - شفاهم الله - لدى كل واحد منهم مشكلة صحية في قلبه - سلِمت قلوبنا وقلوبهم - والأجهزة التي يتلقون عن طريقها العلاج تتأثر بذلك كما ثبت علمياً وكما نرى - بالعين المجردة - أثر رنين الجوال على شاشات التلفزيون في منازلنا.
ولهذا فإن الرنين يؤثر على دقة الأجهزة وصحة المعلومات التي تقدمها عن قلوب المرضى.
وبعد,,!.
يبدو أنني أطلت في مقدمة هذه القصيدة الأخوية اللطيفة، لذا لندع معاً سأم النثر الى شهد الشعر عبر القصيدة التي عنونها أ,الحربي بحوار مع الجوال
كنتُ يوما ً في حوار
مضحك,ٍ, مبكٍ,, حزينِ
عاطفيٍّ,, هاتفيٍّ
بين جوالٍ وبيني
إذ بدا لي شارد الذهن
وفي هم مبيينِ
قال: هل تحفظ سري؟
قلت: في صدر أمينِ
فانبرى يبكي بدمع!!
سال فوق الوجنتينِ
وبكى لي,, واشتكى لي
في نحيبٍ,, في رنينِ
قلت: يا جوال افصح!!
إنني في حيرتينِ
كفكف الدمع قليلاً
عن بريق المقلتينِ
قال: عفواً,, سوف أروي
قصتي,, في جملتينِ
أشتكي حالي لديكم
لا تلمني في أنيني
وابن عمِّي في بلادي
ناعمٌ في جنتينِ
عائشٌ في راحتين
بين أحلى راحتينِ!
مستريحٌ في أوروبّا
أو رُبى الأمريكتينِ
وهو في,, شرقٍ سعيدٌ
في بلاد المشرقينِ!
ليس مبذولاً لهزل,.
ليس يدعى كل حينِ!
ليس يُدعى في هُراءٍ,.
لا يسلّي فارغينِ
إنني فيكم عليلٌ,.
كل داءٍ يعتريني
إنني فيكم ذليلٌ,.
بل رهين المحبسينِ
اشتكي حرّاً,, وقرّاً
غربتي عن غربتينِ
إن أسقامي لديكم
غير تلك العلتينِ
ربما أُعطى جهولاً,.
مفلساً,, صفر اليدينِ
مفلساً, , فكراً,, ومالاً,.
خالياً من اثنتينِ
حيث يدري أن عمري
- ان نجا - فاتورتينِ
فهو يلهو في حديثي
ساعة,, أو ساعتينِ
أو يباهي بي غروراً,.
كل مخلوق يريني!
دائماً في الكف أبدو,.
أو بقرب الطبلتينِ
ربما أُعطى هذوراً
شغله غث الرطينِ
ذا لسان ثرثريٍّ,.
نصفه كالبوصتينِ
لا يعير الوقت وزنا,.
ليس بالشيء الثمينِ
لو غشى قوماً رزاناً,.
ليس بالشخص الرزين
لا يراعي بي جلوساً,.
آه كم أندى جبيني!!
ربما أُعطى لغِرٍّ,.
سيىء المجنى لَسينِ
فهو في مال وفير,,.
وهو في طبع مَ شينِ
قد حوى مُخّاً هزيلاً,.
عاش في جسمٍ سمينِ
شبَّ في أكل ونوم,.
واتصال بالقرينِ
ينقضي يومي ثقيلاً
بين أغبى فاشلينِ
ربما أُعطى عجوزاً
من عوينات اللعينِ
عندها أسعى مطيعاً
بين أقسى قبضتينِ
مكرهاً احكي لديها
كل أخبار القطينِ
من زواج,, أو طلاق,.
او لباس الجارتينِ
أو سبابٍ أنثويٍّ
بين أعتى ضرّتينِ
أو كلام في حماةٍ
فاض بالحقد الدفينِ
قلت: يكفي عند هذا,,!!
ذا حديثٌ ,, ذو شجونِ
ختاماً,.
ليس بعد الشعر كلام,.
وليس بعد شكوى الجوال مقال
فهل نرحم الجوال بعد سماع شكواه، بل هل نرحم قلوبنا وجيوبنا ومجالسنا، فلا نستخدم الجوال إلا عند الضرورة القصوى، وليس لمعرفة اسعار الباذنجان كما هو حال الكثيرين منا.
أستشرف ذلك وأتطلع اليه.
* * *
الشيخ الغزالي في إذاعة الرياض
** كما كان الشيخ الداعية الاسلامي المستنير محمد الغزالي - يأسرني بكتاباته وأحاديثه وهو حي، فقد امسى يأسرني اكثر بعد ان انتقل الى جوار ربه.
وما اشد خسارتنا بفقد أمثال هؤلاء الدعاة المستنيرين الذين فهموا دين الله وواقع العصر فأصبحوا يدعون الى دين الاسلام على وعي وعلى بصيرة فكانوا سبباً في إقبال الناس على دين الله وفهم المسلمين لتعاليم دينهم الصالحة لكل زمان ومكان.
وكم أسعدتني اذاعة الرياض وهي تقدم حديثاً يومياً رائعاً وماتعاً (الساعة الثالثة ظهراً) بصوت الشيخ الراحل محمد الغزالي - رحمه الله - تحت عنوان جميل أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة وهذا العنوان لأحاديثه يجسد رؤية هذا الشيخ للدعوة الى الله التي عاش لها طوال عمره مجاهداً بالكلمة ومجتهداً بالرأي البصير والرؤية المعاصرة.
إن احاديث الشيخ محمد الغزالي بعد وفاته هي أنفس مما لو كان بيننا وقد كسبت اذاعة الرياض في هذه الخطوة فهي تشدّ كل من استمع الى هذا البرنامج لمكانة الغزالي في نفوس الناس وعندما تستمع إليه تنهض أمامك هذه القامة الاسلامية بأسلوبها الأخاذ وآرائها العميقة وفهمها للدين والحياة,, رحمه الله - جزاء ما خدم دينه وأبناء دينه
ولكم اتطلع لو أن إذاعتنا العزيزة اختارت وقتاً أكثر مناسبة من هذا الوقت حوالي الرابعة ظهراً لتقديم هذا البرنامج إذ يقدم قبل أذان العصر بمكة المكرمة والمستمعون خاصة في المملكة إما في صلاة او عمل او نوم.
إن مثل هذا الوقت ميت كما يعبِّر الإعلاميون، وطروحات هذا المفكر تتوقد حياةً وحيوية.
إنني أثق بحس الإذاعي القدير الأستاذ محمد المنصور، ولذا لعلّه يختار وقتاً أفضل لتقديم أحاديث هؤلاء المفكرين التي تشدُّ المستمعين إليها من داخل المملكة وخارجها.
وشكراً لإذاعتنا العزيزة.
* * *
** البكيرية,,المدينة الصحية العالمية!
لكم أسعدني فوز مدينة سعودية بلقب المدينة الصحية بالمملكة من واقع اختيار منظمة الصحة العالمية لها.
لقد جاء فوز مدينة البكيرية بهذا الاختيار بعد زيارة خبراء منظمة الصحة العالمية ومن واقع معايير دقيقة اكدت نظافتها، وسلامة بيئتها، وتوفر مقومات الصحة فيها,وهذا لقب يحق لهذه المدينة وأهلها ان يفخروا به,, فكل مدن العالم تشترك في وجود العمائر الشاهقة، والطرق السريعة، والمصانع الكبيرة، لكن النادر فيها ذلك الذي تتوفر فيه المقومات الصحية مع المقومات الحضارية معاً، وهذا ما تحقق في هذه العروس القصيمية التي خرّجت العلماء ورجال الخير والأعمال، وها هي تفوز بلقب مدينة الأصحاء,إنني أحسب أن ذلك سوف يكون مغرياً وعاملَ جذب للسكن في هذه المدينة، حيث أصبح كثير من مدن العالم يشكو من تلوث البيئة، وسوء النظافة، وأدخنة المصانع.
وتحية لمسؤولي هذه المدينة وأهلها الذين كانوا وراء الفوز بهذا اللقب العالمي، فلولا حرصهم على النظافة وتعاونهم ووعيهم الصحي ما تحقق لمدينتهم هذا اللقب.
ولتفخر هذه المدينة بهذا اللقب العالمي النظيف، فهو مناط الفخر حقاً,, وكم أتطلع أن تحظى كل مدن بلادنا بهذا اللقب.
* * *
يا جميل بثينة,,!
** آخر السطور:
** أغرب أمنية قرأتها هي تلك التي تمنّاها الشاعر جميل عاشق بثينة لفرط حبه لها ونأيه عنها، ويأسه من اللقاء بها,, قال:
ألا ليتني أعمى أصمَّ تقودني
بثينة لا يخفى قلبك كلامها
أما أنا وأحسب انكم مثلي فنقول:
متّعنا الله بأبصارنا ولو بَعُدَ أحبابنا اذا كان لقاؤنا بهم لن يتمَّ الا عندما نكون عمياناً.
وفال الله ولا فالك
يا جميل بثينة,,.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved