Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


رؤى وآفاق
الطرق وأسماء الأماكن

العناية باللوحات الارشادية مرتبطة بالعناية بالطرق وقد اهتمت الدولة بتسهيل وصول كل فرد الى مدينته وقريته عن طريق تعبيد الطرق ووضع اللافتات التي ترشد المسافر الى وجهته التي يقصدها ومما يحمد لوزارة المواصلات تشريف لغتنا بالكتابة بها وحدها وبما ان اللافتة لها شأن عظيم في الدلالة على القرية او لمنطقة فان المسافر عبر طرقنا يتطلع الى معرفة الاماكن التي يمر بها الطريق من اودية وجبال واماكن تاريخية.
ولكنه لا يرى الا لافتة تشير الى مدينة او قرية ووضع تلك اللافتات في وقت انشاء الطريق لا يكلف المنفذ شيئا كثيرا مع عظم فائدة تلك اللوحات الارشادية ان السالك اليوم طريق الرياض سدير - القصيم الذي هو طريق الشام ثم اوربا عن طريق المدينة فتبوك، او عن طريق حفر الباطن - رفحا - عرعر لا يجد اي لافتة تشير الى واد او جبل او موضع يحرص سالك الطريق على معرفته, لقد كان المسافرون في القديم يتعرفون على كل واد وكل ماء وكل جبل، فينطق به العارف ليسمع من لم يعرف فيقال هذا وادي صلبوخ، وهذا وادي ملهم، هذا وادي دقلة، هذه ارض العبلة وسالك الطريق من الرياض الى الكويت يشير الى كل موضع فأول ما يشير الى عريق بنبان، فاذا اجتاز الرمل اشار الى ثنية بويب، فإذا وصلت القافلة الى رماح تهيأ الراكب لاجتياز الدهناء، وكل عرق رمل تصل اليه القافلة يشار اليه باسمه فهذا عرق عمر وهذا عرق الثمام وهكذا حتى تجتاز القافلة رمال الدهناء، وفي الصمان لا تمر القافلة بدحل او ماء الا ويسميه العارفون فهذا دحل الشملول وهذا ماء اللصافة وهذه ارض الدبدبة، فتكون الرحلة سفرا ومعرفة اماكن والمسافر من الرياض الى الطائف يتعرف على الاماكن الكثيرة ويحفظ اسماءها، وقد عرف بأماكن هذا الطريق الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه المجاز بين اليمامة والحجاز، وان كان الطريق الجديد قد مر ببعض الاماكن التي لم تذكر في كتاب ابن خميس وبالامكان الاستعانة بهذا الكتاب وغيره عندما ترغب وزارة المواصلات في التوسع في التعريف بما اشرت اليه من المواضع، ان طريق القصيم المدينة يمر بجبال واودية واماكن شهدتها حرب داحس والغبراء او كان لها شهرة وذكر في اشعار العرب مثل قطن وطمية وغيرهما فاللافتة تشدنا الى تاريخنا وتذكرنا به ولا ننسى ان الطرق التي اشرت اليها طرق حجاج فهم يتطلعون الى معرفة كل شيء في رحلتهم وان كان هدفهم الحج وقصدهم اداء الفريضة لقد اهتم القدماء بالاماكن فافردوا لها الكتب مثل تقويم البلدان ومعجم ما استعجم وغيرهما فلماذا لا ننمي تلك المعرفة في الاجيال القادمة، بالاضافة الى حفظ تلك الاسماء من الضياع فجيل اليوم مازال يعيش فيه من سافر على الجمل وعلى السيارة قبل تعبيد الطرق، فهو يعرف المكان بعينه وباسمه، وقد نفقد تلك المعرفة عندمانرغب في حفظ تلك الاسماء فكثير من المواضع التي نقرؤها في كتاب ياقوت او كتاب البكري نختلف في دلالتها على موضع بعينه في يومنا هذا, ان بلادنا مرتبطة بتاريخ العرب فعليها تحمل العبء وصيانة التراث ثم ان معرفة الاماكن والتذكير بها عن طريق اللافتات ينمي الرغبة في السياحة الداخلية فالسياحة اليوم مجال استثمار مهم، فالنمو السكاني في اطراد وازدياد والبحث عن العمل نحس به اليوم وقد برز مشكلة تعالج بل تطلب لها الحلول، فكيف يكون الامر بعد عشر سنوات لاشك ان البحث عن العمل سيزداد ومن هنا تكون السياحة مجالا للعمل بعد القناعة بجدواها, لقد اهتمت الدولة بإحلال السعودي مكان غير السعودي حرصا منها على تشغيل العاطلين من الشباب، والاهتمام بتشغيل العاطلين يشغل بال كل مواطن غيور يهتم ببلده ومواطنيه.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved