قال بنيامين نتنياهو إنه يدرس خيارين بشأن الانسحاب من جنوب لبنان خلال سنة واحدة:
الأول: انسحاب في اطار ترتيبات مع سوريا مقابل ثمن لا يكون باهظاً !.
الثاني: انسحاب من طرف واحد.
ولكنه لم يحدد موعداً بعينه للانسحاب بأي الخيارين مثلما فعل منافسه إيهود باراك زعيم حزب العمال المعارض الذي قال ان الانسحاب من جنوب لبنان سيتم في شهر يونيو عام 2000م اذا فاز في انتخابات 17 ايار/ مايو القادم واصبح رئيساً لحكومة اسرائيل.
والأرجح - حسب فهمنا لعقلية نتنياهو من خلال تجربته في الحكم - انه سيعتمد الخيار الاول (الانسحاب في اطار ترتيبات مع سوريا) بمعنى انه يريد ان يساوم سوريا على قبولها ما يعرضه عليها من انسحاب جزئي وليس كليّاً من هضبة الجولان المحتلة مقابل دور سوري يوقف عمليات المقاومة اللبنانية ضد قوات الاحتلال في جنوب لبنان ،واستئناف المفاوضات لابرام معاهدة سلام مع سوريا واخرى مع لبنان.
نتنياهو بهذا التفكير يقفز على الموقف السوري المعلن منذ ان توقفت مفاوضات المسار السوري/ اللبناني - الاسرائيلي وهو - الموقف السوري - الانسحاب الكامل من الجولان دون قيد او شرط قبل الحديث عن التفاوض على السلام، لأن السلام في ظل الاحتلال يعني الاستسلام للمعتدي المحتل.
وترجيحنا لأخذ نتنياهو بهذا الخيارالذي يدرسه - كما قال - راجع ان تصريح سابق له في نهاية الاسبوع الماضي ألمح فيه الى ان انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان من جانب واحد سيبدو كما لو كان هروباً وجبناً من حزب الله!.
وهذا منطق غريب، أن تكون العودة الى الحق في فهم نتنياهو هروباً وجبناً!
والسؤال الذي كان يتعين على نتنياهو أن يطرحه على نفسه هو: هل يعتبر العدوان المسلح على دولة مستقلة وذات سيادة وطنية وجارة مسالمة وعضو في الأمم المتحدة واحتلال جزء من ارضها، هل يعتبر ذلك شجاعة أو دليلاً على الشجاعة؟.
وأخيراً، نعتقد ان مشكلة نتنياهو معه نفسه قبل ان تكون مع لبنان وسوريا,, مشكلته تكمن في فقدانه القدرة الذاتية على رؤية الواقع والتعامل مع حقائقه على اساس قاعدة الشرعية الدولية التي دعته لاحترام ارادتها يوم اصدرت القرار (425) الذي ينص على انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بدون قيد او شرط، ولم يشر القرار الى اي دور لسوريا في هذا الشأن، لأن سوريا نفسها صاحبة قضية تتمثل في مطالبتها بحقها في استعادة الجولان المحتلة.
خيار واحد امام نتنياهو ،إن اراد الأمن لاسرائيل والسلام مع جيرانها,, وهو الانسحاب الكامل دون قيد او شرط من جنوب لبنان ومن هضبة الجولان.
الجزيرة