Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


الإشراف الإداري مصاب بالعقم
استشعار المسؤولية واجب الجميع

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت ما نشر في هذه الصفحة العزيزة لجريدة الجزيرة الغراء في عددها 9648 وذلك يوم السبت الموافق 11/11/1419ه بقلم القارىء جمال بدر يوسف الشرهان تحت عنوان (الملتوون أول من يحصد السلبيات - إخلاء أماكنهم خير من بقائهم فيها) حيث تطرق في تعقيبه الى موضوع العيوب الإدارية وهذا ما دفعني إلى كتابة مزيد من الإيضاح حوله فالإدارة أولاً تعتبر عملية مستمرة تعمل على استغلال الموارد المتاحة استغلالاً امثل عن طريق التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة, ولكن هناك موظفون لا نعرف ماهي وظائفهم وطبيعة عملهم ووظائف ليس لها موظفون هناك خلل ما,, في اسلوب العمل الوظيفي الحكومي,, إضافة إلى أن هناك عقما بارزا في طريقة (الإشراف الإداري نفسه),, هناك المئات بل الألوف من موظفي القطاعات الذين لا يجدون ما يفعلونه ولا يؤدون قيمة وجودهم في تنمية هذا الوطن المعطاء بالعمل المثمر البناء,, والمشكلة تكمن احيانا في القيادة الإدارية التي لم تع دورها ومسئولياتها لاستغلال طاقة العاملين لديها وهؤلاء الرؤساء انفسهم هم السبب المباشر والرئيسي في تفشي البطالة المقنعة, وإن تجاهل قدرة الإنسان على أداء دوره الإيجابي في بناء مجتمعه ليس هناك ما يبرره وتعطيل طاقات الموظفين الذين يتقاضون مرتبات شهرية ينبغي ان يحاسب عليه اولئك الرؤساء انفسهم في البدء, فما هو الاتهام المباشر الذي تستطيع ان تقدمه لموظف ليس له الخيار في المصير الذي آل اليه,, والذي وضعه فيه رئيسه ذو الاسلوب الإداري السلبي؟! ان الذي نستطيع محاسبته اولاً واخيراً هو ذلك الموظف المتقاعس المتخاذل والذي يعيش بمعزل تام عن الفهم الحقيقي لدوره كمواطن ينبغي ان يسهم في بناء مجتمعه, امثال هؤلاء الموظفين هم الذين ينبغي تطبيق العقاب بحقهم وترشيدهم بالاستمرار في أداء واجباتهم الوظيفية اما من يعي واجباته ومسئولياته، ولا يساعد على أدائها فينبغي ان يعاقب المسؤولون الرئيسيون في تعطيل قدراته, وكم نفرح عندما يترك مسئول - اي مسئول دائرة مكتبه وينتقل الى مكاتب موظفيه لمعرفة كيف يؤدون اعمالهم على خير ما يرام وانه لم يحدث تسلل من المكاتب في الساعة الثانية عشرة ظهراً بحجة انهم ذهبوا لأخذ اولادهم وبعض عوائلهم من المدارس والأعمال لتوصيلهم الى بيوتهم!,, والذي يحدث دائما هذه الاعذار الواهية تأتي من بعض الموظفين الذين يوجد لديهم كثير من الخدم والحشم والسائقين الذين يقومون بهذه الخدمة (المنزلية العزيزة) من عمل فنجال الشاي الى توصيل الاولاد للمدارس وهؤلاء الموظفون لا يخرجون من اعمالهم العامة الا ذاهبين لأعمالهم الشخصية الاخرى التي يديرونها غالباً بنصف من الدوام الرسمي وبقية النهار بعد الظهر, ونحن في الحقيقة نعترف بأن هذا الداء لسنا متخصصين فيه دون غيرنا وإنما الذي يعطينا درجة التفوق به على غيرنا، الطرق والأساليب الجهنمية التي يمارسها بعض الموظفين وكأنهم يمارسون حقاً مشروعاً لساعات يقتطعونها من دوامهم اليومي!,, ولن نستبعد ان يأتي يوم لا يذهب فيه الموظف الى عمله الرسمي, وإنما يديره من موقع عمله الخاص بالاستعانة بجهاز الهاتف مادام من الذين ليسوا معنيين بالتوقيع على المعاملات!! او يحضر لدقائق ليريهم وجهه ليقال ان فلاناً باشر عمله اليوم!!,, انه تقاعس في العمل حقاً,,فعلى مسئول او مدير اي دائرة او قطاع اشعار كل موظف لديه بمسؤوليته وواجبه في هذه المرحلة المهمة من تاريخنا دون الاضطرار الى المناداة بتطبيق العقوبات او الحد من الترقيات والحوافز وقصرها على المجدين في العمل,, فكل مواطن في هذا الوطن يجب ان يكون مجداً ويبتعد بنفسه عن منطقة العقوبة ويكون أهلاً للترقية وحسن الجزاء, اما الرئيس او المدير في دائرة اي قطاع فهو المتحكم الوحيد والمتسبب الاخير في نجاحها او فشلها كما ان معرفته لموظفي دائرته تسهل عليه قيادتهم وتلبية حاجاتهم الاساسية وتضمن توجيههم الوجهة السليمة لتتحقق زيادة الإنتاج ورضاهم الوظيفي معاً.
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء

backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved