Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


نصيب الهلال
يا عين,, يا ليل,, يا معسل!
تركي ناصر السديري

خسر الهلال نتيجة، ومستوى مباراته مع العين الإماراتي، وخرج خالي الوفاض، ليعود بخفي حنين إلى الرياض، بدلاً من مواصلة المشوار نحو كأس آسيا.
وإذا أعتقد الهلاليون من أن السبب يعود إلى حركات التحكيم الآسيوي ولجانه الفنية، فهم واهمون، ويضحكون على أنفسهم قبل أن يستغفلوا غيرهم، لأن الموقف التحكيمي من زعيم الكرة السعودية ليس حديثاً، او جديداً، بل هو قدر هلالي يلاحقه، ويقف أمامه متربصاً منذ بدايات الهلال، بدءا من زمن بدري قايا والدهام ومحمد المرزوق، وانتهاء بزمن العقيلي والثالوث المدهش: العمر والعقيل والطريفي!,, هذا محلياً، أما خارجياً فابيل والشريف خير من يؤكد حقيقة ذلك.
ولعل تجاوز الهلال، وتغلبه على حركات التحكيم سر من أسرار عشق جماهير الكرة لهذا الفريق الذي كثيرا ما يكسب من ينازله حتى ولو لعب ب12 لاعباً!!.
لذا، يرفض جمهور الهلال ولا يقبل أن توضع حكاية التحكيم سبباً لأية خسارة، حتى ولو لعب الحكم مع الفريق المقابل وإن لم يرتد فانلته صراحة، وهو ما لا يجب أن يضعه إداريو الهلال سبباً في سقوط الأرزق في العين البنفسجية,.
والسبب، الذي يجب أن يضعه القائمون على شؤون كرة الهلال نصب أعينهم يتمثل في أمرين:
أولاً: جهاز الكرة,, الإداري.
ثانياً: تجاوز لاعبي المعسل وإنهاء مرحلتهم التي لم تعد تُؤكل ثمراً في زمن الجسم السليم للعطاء الصحيح !.
إذا لم يفطن القائمون على أمور الهلال إلى هاتين النقطتين فقل على الفانلة الزرقاء واستمرار وهجها,, السلام.
***
يدفع الهلال الآن ضريبة - ما كان يجب أن يفعله منذ فترة - أعني الأخذ بالعلمية الإدارية، يدير بها أحوال كرته، ويرتبها، ويبرمجها على ضوء ما تقوله الشروط العلمية للكرة الحديثة، وليس وفقاً لما تقوله وتفرضه المنطقيات التقليدية والاجتهادية والارتجالية وهو ما لمسه المشجع الهلالي على فريقه في تصفيات العين، إذ وضح أن التهيئة النفسية والإعدادية للاعبي الفريق لم تكن,, على ما يرام, بل ان روح الهلال ومعنويات اللاعبين اختفت عند معظم اللاعبين، بدءاً من محمد لطف أسوأ لاعب في تاريخ الهلال الحديث، وانتهاء بنواف التمياط أو النجم الذي هوى قبل أن يبدأ,.
لن أخوض في حديث أعلم أنه يطول عن اقتدارية وأهلية إدارة الكرة الزرقاء، لأن ما تفتقده هذه الإدارة يعرفه القاصي قبل الداني, ولن أسأل عن الشروط العلمية التي تمتلكها هذه الإدارة في زمن الكرة الحديثة التي تقف على عكازين، عكاز الفني، وعكاز الإداري, إن اختل أحدهما، اختل الجسم، فتعثر إن لم يتكسر,.
ولأن الإداري أقوى نفوذاً وسلطة من الفني، نجد أن الإداري دائماً ما يعلق اخفاقه وضعف حيلته على مشجب الفني، والذي هو الواجهة الملموسة والمباشرة التي لا يعرف المشجع والمتابع الرياضي غيرها.
ولأن الإداري هو أساساً الذي يختار الفني (أي الجهاز الفني) فإنه صاحب السلطة الأقوى في كركبة الأمور وما تؤول إليه على رأس الفني!.
والذي نعرفه عن الكرة الحديثة والمتطورة أن الجهاز الفني ممثلاً بالمدير الفني (المدرب) هو الذي يختار مديره الإداري وليس العكس.
ولو حدث مثل هذا الأمر بالنسبة لحالة الهلال (الآن) وأعطي المدير الفني فيه صلاحية اختيار عكازه الثاني) لتغيرت أمور، أقلها أن لا يتهزأ الهلال,, في العين !.
سأعود للحديث عن هذا الجانب في مقالة أخرى, لذا سأنتقل للحديث سريعاً عن النقطة الأخرى والحاسمة التي على الهلاليين تداركها، وتغيير واقعها,, حتى يظل الهلال وهجاً كروياً ممتعاً ومثمراً.
***
المتابع لمباريات الهلال في العين، ومع العين الاماراتي، وكان ممتلكا لرؤية علمية حديثة (أعني المتابع الرياضي) سوف يتأكد من أن القطار,, قد فات ,, على معظم لاعبي الهلال المرمزين على أنهم نجوم كبار وعلى رأسهم خميس العويران دون أن يفطنوا لمرور القطار الذي فات بفضل قرقعة المعسل أنصاف الليالي,, في زمن الاحتراف، والكرة المعتمدة على اللياقة والاكتمال البدني,, لمن يريد الكسب، وجني الكؤوس والألقاب,.
لم يعد مقبولاً في زمن كرة الجسم السليم، أن تظل مثل نوعية لاعبي المعسل هي المحتكرة لارتداء الفانلة الزرقاء، وتظل رهينة كحكحتهم,,، ولدرجة ضمان المنصب - أقصد - الخانة!,, وكأنما على رؤوسهم ريش,.
إنما المقبول، أن تكون الفانلة الزرقاء حقاً للاعب الصحيح، واللاعب الصحيح هو ذاك الممتلك للجسم السليم، وللموهبة المتوهجة وللملتزم بمعنى وواجبات الاحتراف، وألّا يرتدي هذه الفانلة إلا من يسعى لها، وليس من يعطى إياها وبطريقة الهبة، والعطية ,.
إن ميزان العطاء والالتزام هو ما يجب أن يكون ميزاناً وحيدا يحدد ويمعير من الذي يرتدي الفانلة، دون الاكتراث ب نجومية لاعب، أو مستواه,, زمان.
ترتيب مثل هذه الأوضاع يحتاج أولاً لإرادة غير مترددة من قبل رئيس الهلال، ومن ثم لخطوة حاسمة لإعادة تشكيل الجهاز الإداري لكرة الهلال,, وعلى وجه السرعة، وكذلك على إنهاء حالة النجوم، الحاكمون بأمرهم , ولو راجع الهلاليون تاريخهم، سيتذكرون جيداً تلك البادرة التجديدية التي قام بها شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد، عندما أعطى ثقته بشباب الهلال ودفع بهم ممثلين له، فكان أن أخرج الهلال من مأزق ومزلق وقع به نتيجة سيطرة واحتكار اللاعبين النجوم - وقتذاك- على مين يلعب، مين يدرب، مين يروح يمين,, وشمال!!.
وبفضل تلك البادرة الشجاعة عرفت ملاعب الكرة كوكبة محسن بخيت ورفاقه الذين أعادوا هيبة الهلال من جديد.
وأظن أن الأمير بندر بن محمد فاعل لمثل هذه الخطوة التجديدية، وبالذات في ظل تواجد رمزنا الوطني ومدربنا القدير خليل الزياني، خير من يفعل ويضبط أمور ووسائل تواجد القحطاني والشهراني والشمري والمطيري، ورفاقهم,, واعطاءهم الفرصة ليرتدوا فانلة الهلال الجديد,, وقاهم الله من معسل النجوم,, الذي لن يسمح بذلك,, بسهولة!.
بقيت نقطة صغيرة، ولكنها دائمة التداول بين مشجعي الهلال والمتابعين له، وهي المتعلقة بالجهاز الفني المساعد للمدرب القدير الزياني.
وهذا الجهاز الذي يطلق عليه جمهور الهلال بمدرسي التربية الرياضية قد تجاوز هو الآخر الزمن، ولم يعد قادراً على المواكبة التطويرية المتسارعة في عالم الكرة الحديث، ولم يستطع الاستفادة من فرصة طويلة الأجل أعطي إياها منذ سنوات ربما تتجاوز العشر,، بل لعل المتابعين للفريق الهلالي يرون أن هذا الجهاز المساعد ربما يكون سبب معوق في مسيرة الفريق الأزرق,, وهو ما يجب أن تتحقق منه إدارة الهلال والتأكد منه.
سأستثني من لاعبي الهلال ممن تواجدت فيهم وبهم روح الهلال وبذلوا واجتهدوا ما يستطيعون، أخطر ظهير سعودي في تاريخ الكرة الخضراء أحمد الدوخي وقاه الله من المعسل ورفاقه ونجم آسيا الأول سامي الجابر، وأفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية وأكثرهم متعة وموهبة يوسف الثنيان واللاعب الزامبي ليتانا، واللاعب الهام فيصل أبو ثنين.
الحديث عن الهلال سيطول، لأنه ذو شجون، وهو ما سأتناوله قريباً,.
ولكني أتوجه للأمير بندر بن محمد للالتفات الجدي والمباشر لترتيب أوضاع النادي وبالذات المسارعة بوضع الهيكل الإداري والتنظيمي للهلال موضع التنفيذ,, مهما حاول الحرس القديم مجابهته وتأجيله,, ووأده.
أتمنى من كل الهلاليين، مساندة رمزنا الوطني خليل الزياني، والوقوف بجانبه، ومعه، حتى يكون قادراً على إحداث تجديدية الفانلة الزرقاء,, المرتقبة.
***
أخيراً،
لعب العين بحسبة الهلال ، ورفع صفارة إنذار للكرة السعودية عن قدوم كرة خليجية جديدة، أكثر منافسة، وتمكنا.
لعل هذه الصافرة تنبهنا إلى أن زمن النجوم الجبابرة قد ولى، وأن تواجد أندية منتمية للكرة الحديثة لا يتأتى إلا من خلال أنظمة ولوائح مواكبة، ومتواجدة، وموجودة في زمن الحاضر، وليس من خلال لائحة تبعد,, ربع، ثلث، نصف، قرن,, للوراء.
عن الطبعة الثالثة أمس
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved