خالد الطويل
**يثير وضع نادي النصر الحالي علامات استفهام كثيرة حول اتجاه النادي الحالي والى اين يسير وماذا يخبئ القادم من الايام فبعد فرحة كأس الكؤوس الاسيوية وبعد السوبر الآسيوي تحولت الحسابات النصراوية الى ضرب اخماس في اسداس بحثا عن الوصول للمربع في الدوري السعودي، النصر لا شك يمر بأزمة وهذه الازمة نتجت عن تداعيات كثيرة سابقة تركت أثرها على الفريق وهذه التداعيات التي تراكمت طويلا أدت الى ظهور التصادمات الصحفية لاعضاء الشرف بعضهم البعض والتي نشرت في اغلب الملاحق الرياضية السعودية منذ بداية هذا الموسم ثم جاء موضوع الهريفي والظفيري وبشار وفيكتور واسكندر السويح كتكملة لموضوع السويلم ودوصو ليضع على الحالة النصراوية المشتعلة مزيدا من الوقود الاعلامي الساخن الذي يظل صداه يتردد هنا وهناك في حين وقفت الجماهير النصراوية في وسط هذه المعمعة وهي لا تدري ماذا يحدث في النصر ولماذا يحدث ولمصلحة من يحدث، وهذه الجماهير ضاعت ايضا بين الاطروحات الإعلامية النصراوية التي تراوحت بين من يهمهم مصلحة النادي وفريقه الاول وبين الصحفيين (إياهم) اولئك الذين لا تخرج آراؤهم في العادة عن آراء احد اعضاء الشرف حسب الخطوط التي تربط هذه النوعية من الصحفيين مع هذا العضو او ذاك.
****
**الاتجاه الاعلامي الرسمي الذي تعبر عنه عادة تصريحات تصدر من جهاز النادي الاداري تعامل ايضا مع كل ما يحدث على الساحة النصراوية بنفس الطريقة السابقة المعروفة وهي توجيه الانظار عن مشاكل النادي الحقيقية التي تشعر بها جماهيره، فمرة الهلال هو السبب ومرة التحكيم ومرة قلة الامكانات المادية ومرات عديدة موقف الصحافة المحلية مع النصر وهي الصحافة التي يحظى النادي فيها بتسهيلات إعلامية ملحوظة فيما لا يقل عن تسعة ملاحق رياضية منها، مثل هذه التصريحات التي استمرت سنوات طويلة اصبح الجمهور النصراوي يعرف هدفها فهي تمثل وسيلة ووظيفة نفسية موجهة الى جماهير النصر إذ يساعد الاقتناع به وتصديق ما قد يأتي فيها من مبررات وتبريرات غير مقنعة من قبل بعض الجماهير النصراوية - وهم قلة - الى تحمل الشدائد والصبر على الوضع النصراوي الحالي الذي يأتي امتدادا لسنوات طويلة مماثلة وذلك كله انتظارا لبطولات قد تأتي وقد لا تأتي وهي ان أتت فإنها تأتي بلمس اليد او بالتعادل او بالحظ كما سأشير لذلك في نهاية المقال.
****
**رحلة فريق نادي النصر الاول الذي كان يضم في عصره الذهبي مبروك التركي - رحمه الله - وسالم مروان شفاه الله وتوفيق المقرن وهاشم سرور ويوسف خميس ودرويش سعيد وعبدالله عبد ربه ونجم النجوم ماجد عبدالله ثم في مرحلة لاحقة صالح اليحيى والدكان اخوان والطرير اخوان وسعود الحمالي وعلي كميخ وفهد الهريفي اقول ان رحلة النصر هذه تحولت الى نصر لا يعرف له محبوه طعما وهذا الامر نلاحظه في مسيرة الفريق خلال مرحلة الدوري التمهيدية منذ تطبيق نظام المربع الذهبي بدءاً من موسم 1411ه والتي تقف دليلا على الضعف الذي لحق بمستوى فريق النصر الاول الذي كان يضم النجوم السابقة فأصبح يضم في صفوفه حاليا مصطفى ادريس وناصر حلوي وبن نصيب وعبدالله القرني وخالد السويلم وخالد الدحيدح وغيرهم من اللاعبين.
فالنصر تأهل لمربع الدوري خلال مسيرة الدوري بمسماه الجديد ست مرات فاز في مرتين منها باللقب ولكنه في الحقيقة وحتى هذا الموسم لم يكن الاول في ترتيب الفرق خلال المرحلة التمهيدية كما هو حال الهلال والاتحاد والشباب والاهلي التي تصدرت مواسم الدوري منذ موسم 1411ه وحتى هذا الموسم وهي الفرق التي يتفوق النصر عليها جميعا ما عدا الهلال في عدد بطولاته، فهو في الموسم الاول تأهل بالمركز الثاني ثم خرج من الشباب أول الترتيب بهدف للاشيء في المباراة النهائية، ثم في موسم 1412ه تأهل النصر عن طريق المركز الرابع ليخرج من تصفيات المربع امام الشباب، ثم جاء موسم 1413ه الذي لم يتأهل النصر في المرحلة التمهيدية لاحتلاله المركز التاسع بتسع عشرة نقطة من سبعة انتصارات وخمسة تعادلات وعشر هزائم ولم يكن يفصله عن النجمة صاحبة المركز الحادي عشر سوى اربع نقاط، وفي موسم 1414ه تأهل النصر بالمركز الثالث وفاز في المباراة النهائية على الرياض بهدف للاشيء سجله لاعب الرياض طلال الجبرين في مرماه، ثم في موسم 1415ه حلَّ النصر في المركز الرابع ولكنه فاز على الهلال في المباراة النهائية بثلاثة اهداف لهدف في المباراة التي قادها الحكم ابراهيم العمر ليفوز النصر بالبطولة للمرة الثانية على التوالي، ثم تأهل النصر بمركز ثالث في موسم 1416ه ولكنه خرج من المربع امام الاهلي دون تحقيق البطولة، ثم جاء موسم 1417ه ليتأهل النصر بالمركز الثاني ولكنه خرج من المربع بلا كأس او لقب امام الهلال في المربع الذهبي لموسم اكتسح الاتحاد جميع بطولاته، وفي الموسم الماضي 1418ه فشل النصر في التأهل للمربع الذهبي بعد ان كان ترتيبه يحتل المركز الخامس خلال المرحلة التمهيدية ثم جاء هذا الموسم الذي اصبح النصر يصارع فيه على التأهل للمربع حيث تنتظره خمس مباريات امام الاهلي ثم الوحدة ثم الأنصار ثم الهلال ثم الاتحاد ستحدد مصير الصعود من عدمه.
****
**لو نظرنا الى الطرح الإعلامي الذي صاحب الاوضاع النصراوية هذا الموسم لرأينا انه يتفاوت بين طرفين متناقضين في تبريراتهما لما يحدث في الساحة النصراوية وهما يتوزعان بين من يهمهم الوضع النصراوي بكل حب لفارس نجد وبين من يهمهم الحديث دائما عن ازمات تأتي من خارج النادي، وهنا سأطرح بعض ما كتبه اصحاب الرأي الاول - الذين اصبح جمهور النصر يهتم بآرائهم بعكس أصحاب الرأي الثاني الذين لا يقرأ لهم احد - ولن اورد الاسماء هنا ولكني سأطرح بعض ما كتبوه.
**يقول احد اصحاب الرأي الاول في مقال نشرته جريدة المسائية (إن سياسة العناد والمكابرة والضحك على الجماهير لن تجدي وستزيد من المآسي وتعقيد الامور)، وان (الصبر قد نفد والكيل قد طفح والعواقب اصبحت لا تحتمل)، ويقول في مقطع آخر من مقاله (ان البطولات التي تحققت ليست حلم النصراويين وليست في الاساس مقنعة فكأس الاتحاد باليد وكأس السوبر بالتعادل وكأس آسيا بالحظ اما الخليج فكل فريق سعودي يشارك يحققها وآخرها الاتحاد؟!), ويقول كاتب آخر في مقال عن اوضاع نادي النصر وهزائمه نشر في صحيفة الرياضية (يستغرب الكثيرون من الوضع الذي يعيشه النصر هذا الموسم والموسم الذي قبله من التوهان في النتائج بين صعود وهبوط والسير بالبركة من مباراة لأخرى، حتى ان حصول الفريق على السوبر الاسيوية جاء بالبركة بعد مستوى سيىء قدمه الفريق المنافس وكان فيه النصر في اسوأ حالاته,,)، ويقول بعد ان وصف اوضاع النصر الحالية (وحتى اعضاء الشرف لم يسلموا من هذا الانقسام الكبير فأصبحوا يميلون الى طرف دون الآخر حتى ان ذهاب عضو الشرف الى الكويت لأجل صفقة اللاعب الشهيرة واجهت انتقادا كبيرا من قبل الرئيس السابق الذي نفى ان يكون مؤهلا للقيام بتلك الصفقات)، ثم يقول الكاتب في مقطع آخر من نفس المقال (وكفى النصر سمعة عالمية وقارية ومحلية من الشكاوى التي جعلته أشهر فرق العالم إثارة للقضايا والمراجعات والخطابات بينه وبين الاتحاد الدولي), ويقول كاتب ثالث في مقال نشره بالجزيرة الرياضية (ان القضية النصراوية التي يعاني منها في الوقت الراهن تكمن في تواضع قدرات لاعبيه فالعناصر التي تدافع عن الوانه في الوقت الحاضر عجزت عن التطور وبات تسريحهم امراً ضرورياً والتخلص منهم امرا لا مفر منه فليس من العيب ان تسنح الفرصة للوجوه الصاعدة)
****
** هناك الكثيرمما كتب ومما لم يكتب عن اوضاع نادي النصر غير ان ذلك غير مهم لأن المهم حالياً كما أشرت في مقال لي نشر قبل موسمين هو إعداد الحالة النصراوية لمواجهة عملية تحديث النادي وهي عملية لا مفر منها لكونها تمثل مسألة وجود نادي النصر ضمن الاندية الفاعلة على الساحة الرياضية أو اضمحلاله من هذه الساحة.
****
كل إناء بما فيه ينضح
** بما ان الكتابة كانت عن النصر فلا بد هنا من الاشادة بالجوانب الايجابية التي ظهرت في هذا الموسم والتي تخص الجانب الثقافي من خلال المحاضرات والندوات عبر الجهود المكثفة التي يقوم بها عضو شرف نادي النصر الامير جلوي بن سعود المشرف على هذا النشاط والتي بدأت باستضافة محاضرة للدكتور علي النملة عضو مجلس الشورى وذلك كتمثيل جميل لدور النادي في الجانب الثقافي وهو جانب مهم أهمل في النصر رغم كونه يمثل رسالة للنادي ضمن نشاطاته المسجلة (رياضي - ثقافي - اجتماعي) وهو خدمة يقدمها النادي للشباب خاصة في الاحياء والمناطق القريبة من مقر النادي.
** هناك مخطط قادم لدى الامير جلوي بن سعود حسب ما نشر في الصحافة المحلية يتمثل في استضافة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي عام المملكة مساء أمس وغيره من الضيوف في كافة الاهتمامات التي تهم الشباب وبالتالي فإنني صادقا ارجو ان تكلل جهود سموه بالنجاح لاحياء هذا الجانب المهم في نشاطات الاندية السعودية ولتأكيد وجود اسم نادي النصر في هذا المجال الذي للأسف لم يكتب عنه او يشير اليه ايّ من صحافيي الريموت ذوي الازرار المتعددة.