Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


كيف فقدت النجمة بريقها
إلى متى يعمل الواصل والسيوفي بلا دعم أو مساندة من أبناء عنيزة؟

* عنيزة - مكتب الجزيرة
يقترب موسم النجمة الرياضي من النهاية بعد ان قدم الفريق نفسه بصورة مغايرة لما كان عليه في الموسم الماضي الذي شهد تأهل الفريق للمربع الذهبي اثر نتائج ومستويات باهرة كانت محط الانظار وحصدت الاشادات المتعددة من كافة النقاد والمتابعين، في دوري هذا الموسم لم يكن حال النجمة مستقرا على وتيرة واحدة وتذبذبت المستويات كما هي النتائج بفعل الظروف المختلفة التي اعترضت طريقه سواء كانت خارج نطاق الادارة وتفاجأ بها النجماويون اثناء دوران رحى المنافسة وبعضها الاخر جاء كنتيجة طبيعية لما كان عليه العمل الاداري والفني اللذين احيط بهما الفريق، فيما لا يزال النادي يعاني من وضعه السابق الذي كان من المؤمل ان يتغير بعد انجاز المربع (التاريخي) على الصعيد الجماهيري او على مستوى التفاعل المتوقع من قبل رجالات عنيزة بشكل عام ومن اعضاء شرف النادي بشكل خاص.
نقص مختلف الأسباب
لم يلعب النجمة واحدة من مبارياته مكتمل العناصر طوال مباريات الدوري وتفاقمت الاصابات المختلفة بين صفوفه حتى ان الفريق افتقد في بعض اللقاءات لخط دفاعه بالكامل فضلا عن الكروت الملونة التي تناثرت بكثافة على لاعبيه مما اضطر المدرب والادارة الى اجبار بعض اللاعبين على المشاركة رغم معاناتهم من الاصابة في ظل تتابع المباريات والموقف الحرج من المنافسة, كما خسر في بداية الدوري هدافه سليمان الحديثي الذي اصر على الانتقال وحصل على مبتغاه ليفقد النجمة عنصرا بالغ الاهمية دون ان يكون لديه البديل المناسب لاسيما وهو المهاجم الوحيد الذي من الممكن ان تطلق عليه هذه الصفة ومنذ مدة طويلة لم توفق الجهود الادارية في بحثها عن لاعب سعودي او اجنبي سواء من داخل او خارج النادي وان كان الحل المؤقت بالاستعانة بنجمي الوسط منصور الموسى واسحاق كواكي قد غطى على هذا النقص الهجومي الفاضح لكنه لم يكن شافيا بما يكفي الامر الذي جعل ولادة الاهداف النجماوية لا تتم الا بعملية قيصرية وبعد ان تضيع اكوام الفرص تباعا.
قد تكون الاستعانة بلاعبي الاتحاد السابقين عبدالعزيز الجهني وابراهيم شراحيلي طوق النجاة الذي انقذ الفريق من مغبة النقص وبالذات الاول الذي ظهر بمستوى مرتفع خصوصا وان مركزه الدفاعي يعتبر المشكلة التي كانت تبحث عن الحل السريع,, ولكن الجرأة في إتاحة الفرصة للاعبين الشباب كانت غائبة عن الاسلوب العملي الذي خضع له الفريق رغم وجود اكثر من موهبة تستحق الثقة للانضمام الى التشكيلة الرئيسية وتقديم نفسها كأسماء يعتمد عليها النجمة في المستقبل القريب ولعل زامل الحميدي وخالد السالم واخيرا مساعد الدخيل اكبر دليل على وجوب المغامرة اذا ما كان الاستعداد مناسبا لتأكيد ذلك على ارض الواقع,, على الاقل سيكون هذا الاجراء افضل بكثير من منح الفرصة الكاملة للاعب اجنبي كل ما يجيده هو الجري المتواصل ثم يحمل في النهاية تبعات الفشل مع غلة العقد الثمينة عائدا من حيث أتى.
لا جديد لدى خرستوف
لم يقدم البلغاري خرستوف اي جديد عما كانت عليه استراتيجيته التدريبية في الموسم الفائت وظلت برامجه هي نفسها دون اي تغيير وان كان اللاعبون بحماسهم وروحهم العالية قد قدموا ما عزز موقفه لدى الادارة والجماهير المتابعة مما جعل تجديد عقده امراً لابد منه وقد تم ذلك بعد ان طالب بشروط مختلفة عن العقد السابق، بالرغم من كشفه للاوراق الهامة التي وضحت بشكل جلي وبالغ حينما خسر أمام الشباب في منافسات المربع الذهبي وتبين عدم قدرته على ضبط الامور التكتيكية وادارتها في مباريات من العيار الثقيل، هذا لا يلغي بالطبع الايجابية الفنية التي غذى بها خرستوف مدارك وخبرات اللاعبين ولكن السلبيات لا سيما هذا الموسم قد غلبت على الطريقة والاسلوب اللذين يقود بهما الفريق ومن الممكن ان يتراجع مؤشر المستوى الفني اكثر مما هو عليه حاليا اذا ما استمر النهج التدريبي قائما على نقص اللياقة وتطوير المهارات والاعتماد على المناورات اليومية دون اي مراجعة للاخطاء الفردية والجماعية، اما ضعف الشخصية فحدث ولا حرج فللعلم بامكان اللاعب ان يدخل التمرين في اي وقت يشاء دون التقيد بالموعد المحدد لبدايته، رغم المطالبات الادارية بأن يترادف مع العقوبات المالية التي تتخذ على المتأخرين عقوبات فنية من المدرب كاخضاعهم لاحمال تدريبية زائدة او ابعادهم عن المباريات ولكن كيف يتم ذلك؟ والمدرب يطالب لاعبين مصابين بالمشاركة في المباريات دون اي اعتبار لغيابهم الطويل عن التدريبات،الانضباط داخل الملعب وخارجه كان من السمات البارزة التي تميز لاعبي النجمة في السابق وها هو يتلاشى تدريجيا فعلى القائمين بشئونه اللحاق بما تبق منه قبل ان يصبح من الماضي ويصعب اعادته من جديد.
غياب العلاقات العامة
من البديهي ان يكون لاي ناد علاقة قوية مع الوسط الرياضي بكافة جوانبه حتى يتمكن من التواصل مع الجميع بما يوفر له الجو المناسب للعمل جماهيريا واعلاميا، والحقيقة ان هذا الجانب الهام لا وجود له في صفحات القاموس النجماوي البتة، مما اضفى على محيط النادي الهدوء السلبي وافقده التفاعل المطلوب من قبل اهالي عنيزة بكافة طبقاتهم وقدراتهم على (الدعمين) المادي والمعنوي، بل ان جماهيرية النادي الملموسة بتفاعلها كانت افضل بكثير في السابق عندما كان الفريق ينافس فرق الدرجة الاولى وفي بدايته الصعبة مع دوري الكبار قبل ان يؤكد قدرته على تمثيل منطقة القصيم بأسرها كأفضل تمثيل، اعادة هذه الاجواء وصياغتها من جديد بحاجة إلى وقفات طويلة يشارك بها كافة ابناء النجمة للاهمية البالغة فيكفي ان لاعبي الفريق فقدوا الدافع الكبير لتحقيق النتائج والاستمرار بملاحقتها نظرا لانعدام الصدى المعنوي الطبيعي وهم الذين لا ينتظرون الحوافز المالية مقابل ذلك لادراكهم لظروف النادي المادية الصعبة,, هذا فضلا عن النقص الاداري الكبير الذي لا يمكن تشريحه وعرضه كما هو بهذه العجالة.
نقاط من واقع النجمة
الجهود الكبيرة التي بذلت وتبذل من كوكبة الاخلاص بقيادة والد النجماويين صالح الواصل وعضده الايمن ابراهيم السيوفي والبقية القليلة من الاداريين الشباب بالاضافة الى الحاضر الغائب نائب الرئيس صالح الصويان نتج عنها فريق (رائع) استطاع ان يتزعم منطقة القصيم وان يصنع لها موقعاً دائماً بين الكبار,, ولكن هذا لا يكفي للبقاء على نفس المستوى فالنجمة بحاجة لكل ابنائه حتى يعزز من قدراته على مواجهة التحديات الكبيرة القادمة فكل الفرق تعمل على التطوير الدائم ومن يثبت في مكانه سيجد أن الآخرين قد تجاوزوه كما فعل هو في السابق ولعل القادسية والنهضة خير برهان على سلبية التراخي والخمول فالمنافسة لا تعرف الاسماء وماضيها.
المكابرة بالتقليل من تأثير انتقال الحديثي على قوة النجمة الهجومية قد يساعد على تقبل هذا الواقع لكنه لا يعالج ضعف الناحية الهجومية واذا كانت اهداف كواكي عوضت بعض النقص فهي لن تدوم نظرا لافتقاده خاصية التهديف الدائمة ونسبة اهدافه قليلة جدا اذا ما قورنت بعدد الفرص التي اهدرها,, عموما يجب من الآن البحث جدياً عن خط هجومي فعال والحرص على اختياره بشكل دقيق لاكما يتم عادة بعد بداية الموسم تبدأ التجارب الموسمية الفاشلة,, هذا كما هي جميع الأعمال المستقبلية بحاجة للتكاتف والدعم المالي والمعنوي من الجميع فالادارة بعددها القليل لن تستطيع ان تأتي على جميع الجوانب في وقت واحد,, وعلى جميع النجماويين التخلص من السلبية والاتكالية من اجل ناديهم, هناك قناعة تامة بأن يكون هذا الموسم هو الاخير لخرستوف مع النجمة وعلى ذلك لابد ان تتم دراسة الوضع المناخي للفريق جيدا قبل التعاقد مع مدرب جديد ومن اهم الاساسيات المطلوبة قدرته على اعادة الانضباط التام كما ان خلق الانصهار والتأقلم بين المجموعة الشابة القادمة بقوة مع لاعبي الخبرة بحاجة لمواصفات تدريبية خاصة وبالتأكيد ان الادارة المشرفة تدرك جميع هذه الركائز الهامة وهي التي عملت مع المدرب الذي وضع اولى لبنات الفريق علي السلمي والمدرب الذي صنع شخصية النجمة الكروية يوسف الزواوي.
(لا خيرهم ولا كفاية شرهم) هذا المثل ينطبق تماما على جماهير النجمة فالفئة القليلة من القاعدة العريضة التي تحضر المباريات في عنيزة لا تكتفي بعدم المساندة ولكنها بدلا من ذلك تهاجم وتتهكم على اللاعبين وكأنها تابعة للفريق المنافس,, لاعبو النجمة اصبحوا يفضلون ان يلعبوا مبارياتهم خارج عنيزة على الاقل وجدوا الاحترام والتقدير البالغ من جماهير الفرق المنافسة كما حصل في الرياض امام النصر وفي مكة امام الوحدة,, لو يدرك جمهور النجمة حقيقة فريقهم ولاعبيه وكم من الجماهير التي تتمنى بأن يكون هذا الفريق ممثلا لناديها فلربما تغيرت المعاملة القاسية التي يلقاها منهم.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved