Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


أضواء
ما لم يفهمه أوجلان فهمه نايف حواتمة,,!!

ما لم يفهمه عبدالله أوجلان فهمه نايف حواتمة وقبله عرفات، وجيري أدمز زعيم الحزب الجمهوري الايرلندي السري ونلسون مانديلا.
كيف,,؟!!
هل هي احدى فوازير الفضائيات!!؟ ، لنبدأ مع بدايات فعلة جورباتشوف الذي أحدث أكبر تغيير في مسار العلاقات الدولية يتساوى مع ما قام به ماركس، ولينين وستالين مجتمعين وإذا كان هؤلاء الثلاثة قد بنوا القوة العظمى الثانية التي شكلت توازنا دوليا مع القوة العظمى الأخرى الولايات المتحدة فإن جورباتشوف هدم ما بناه الثلاث بغض النظر عن نوعية البناء، فالاتحاد السوفياتي على الأقل كان يشكل توازنا في ثنائية القوة العظمى التي اصبحت قوة عظمى متفردة انحصرت بالولايات المتحدة، وبقدر ما كانت ثنائية القوة لا تترك لأي منهما التحكم بأحد,, إلا بثمن اصبح -في وقت تفرد القوة العظمى- الرأي الأمريكي هو الراجح، سواء في الأمم المتحدة او في صنع القرارات الدولية المصيرية وحتى في طبع السلوك السياسي الدولي بالنهج والتوجه الامريكي,,!!
وإذا كانت أمريكا تسمح بمرونة في بعض القضايا إلا ان الفرض الأمريكي في قضايا معينة اصبح هو السائد، ومن هذه القضايا موضوع الكفاح المسلح,, وحركات التحرير وغيرها من اصطلاحات النضال الشعبي التي سادت في النصف الثاني من القرن العشرين، وأفلت مع أفوله, فأمريكا تعد الآن الكفاح المسلح إرهابا وعلى حركات التحرير -إن ارادت ان تحقق شيئا- فعليها قبل كل شيء أن تتخلى عن سلاحها، وأن تستبدل الشعوب بنضالها العسكري النضال السياسي، وتترك ميدان القتال الى طاولة المفاوضات.
النهج الامريكي هذا فرض وطبق على الجميع، وليس على العرب وحدهم حتى لا يقال ان أمريكا استهدفت العرب,, فمن بين من فرض عليهم ان يقسموا بالطلاق -وبالثلاثة- للكفاح المسلح المؤتمر الافريقي بجنوب افريقيا برئاسة نلسون مانديلا والحزب الجمهوري الايرلندي السري بزعامة جيري أدمز وجبهة تحرير مورو الإسلامية بجنوب الفلبين برئاسة نور ميسوري ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات والآن يطبق على جيش تحرير كوسوفو ما طبق على الآخرين والدور القادم على الأكراد.
من أراد الحصول على ما يطالب به من حقوق سياسية,, وما يندرج تحتها من اقامة دول,, وتحرير شعوب وأراض,, عليه ان يتخلى عن بندقيته ويحصر نضاله بطاولة المفاوضات,,!!
هكذا فهم مانديلا فحصل على حقوق شعبه,, وهكذا فعل جيري ادمز,, وياسر عرفات وقد يفلحان في تحقيق ما يريدان,, أو بعض ما يريدانه,, المهم أنهما فهما ما حصل للعالم من متغيرات,, سواء اتفق معهم الرومانسيون الثوريون او اختلفوا مع هذه الواقعية السياسية التي حققت شيئا ما لبعضهم,, وحققت كل شيء للبعض الآخر وهو ما لم يستوعبه وحتى لم يفهمه عبدالله أوجلان فقاده عدم الفهم الى المعتقل، في حين بدأ نايف حواتمة يعد العدة لركوب قطار واقعية عرفات السياسية,, اما الأكراد فبوادر إعداد قطارهم للواقعية السياسية قد بدأت لديهم من قبل اعتقال أوجلان حيث ركبه حتى الآن مسعود البرزاني وجلال الطالباني,.
وغداً نواصل,.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved