Thursday 3rd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 15 ذو القعدة


لدكتورة نورة السعد للجزيرة
دراستي عن حياة الملك عبدالعزيز الأسرية قدمتها لإشباع هذا الجانب الذي لم يوف حقه
قارنت بين عبدالعزيز الحاكم المثقل بهموم السياسة وعبدالعزيز الزوج العادل في المعاملة

*جدة-مريم شرف الدين
مشاركة المرأة السعودية في المؤتمر العالمي (المملكة العربية السعودية في مائة عام) جاءت كإضافة الى الرصيد الكبير في سجل عطاءاتها المختلفة وخصوصاً عندما تكون هذه المشاركة,, عن باني هذه الدولة والقائد المؤسس جلالة المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود,.
الدكتورة نورة بنت خالد السعد الكاتبة ورئيسة قسم الاجتماع بكلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة,, شاركت في هذا المؤتمر ببحث عن (سوسيولوجية) لعلاقة الاسرة للبيت السعودي,, وقد كان هذا البحث عبارة عن دراسة تحليلية للبناء الاسري لعائلة الملك عبدالعزيز يرحمه الله خاصة لما لهذه الاسرة من اهمية بصفتها النموذج الامثل لنا للنسق القرابى في المجتمع السعودي,, بالاضافة الى هذا الجانب الهام من حياة الملك عبدالعزيز بصفته مسؤولاً عن اسرة كبيرة العدد مكونة من الوالد والوالدة,, الزوجات والابناء وباعتبار أن هذا الجانب لم يحظ بدراسة (سوسيولوجية) لتوضيح نمط العلاقات الاجتماعية الاسرية السائدة داخل كيان هذه الاسرة,.
(الجزيرة) كان لها لقاء مع د/ نورة السعد بعد عودتها من المشاركة في هذا المؤتمر,, لالقاء المزيد من الضوء على هذا البحث.
لماذا هذا الجانب من حياة المؤسس؟
*د, نورة ,, لماذا فكرت في تقديم هذا الجانب من حياة الملك عبدالعزيز؟
-لقد فكرت في تقديم هذه الدراسة عن حياة الملك عبدالعزيز الاسرية لعدة اسباب يمكنني تلخيصها في النقاط التالية:
كتب عن الملك عبدالعزيز الكثير من المؤلفين والمؤرخين باللغتين العربية والانجليزية,, وبالطبع كانت معظمها عن سياسته وخطته في تأسيس هذا الكيان وتوحيده,, وما اعقب ذلك من وضع الخطوط العريضة للنمو في مختلف المجالات.
ولكن لم يكتب احد عن عبدالعزيز الابن,, والاب والزوج,, والاخ,, جاءت هذه الروايات عنه متناثرة في هذا المؤلف او ذاك او من روايات بعض ابنائه واحفاده,.
ولهذا حرصت على القاء الضوء بشكل منهجي على هذا الجانب من حياته ودراسة نسق العلاقات الاسرية التي كانت تربطه بافراد اسرته سواء اسرته الكبيرة (الرعية) ام اسرته الصغيرة.
وايضا اننا عندما نتحدث عن الحالة الاسرية للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه,, فإننا نتحدث عن ذخيرة تاريخية غنية بالمعاني,, والعواطف الانسانية ونجد فيها اكثر من ظاهرة تستحق الدراسة ، لما تضمنته من نوايا ومواقف ونماذج اسرية,, فقد كانت حياته الاسرية غاية في التميز، ودراسة خصائصها هي نوع من دراسة احوال المجتمع، والاتجاهات التي تسود والصلات والعلاقات التي تربط الفرد.
كذلك رغبتي في تقديم نموذج عائلي يتبلور من خلال شخصية عبدالعزيز الذي استطاع بما لديه من سمات وخصائص جسدية ونفسية واجتماعية ان يحقق التوازن في ادائه لعدد من الادوار الاجتماعية داخل نسقه العائلي,, مما يمكن ان يثري مجال (علم الاجتماع العائلي),.
أهم محاور البحث
*ما أهم محاور هذه الدراسة؟
- استطيع تلخيص هذه المحاور في الآتي:
أ- لمحة عن البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الملك عبدالعزيز وكيفية تفاعله مع مؤثرات هذه البيئة.
ب-السمات والخصائص التي تميز شخصية الملك عبدالعزيز.
ج-علاقة الملك عبدالعزيز بعدد من الدوائر حوله مثل:
1-الرعية: العلماء وطلاب العلم.
2-علاقته بأسرته الخاصة(والديه- نساء اسرته المميزات مثل الاميرة الجوهرة بنت الامام فيصل عمته والاميرة نورة بنت الامام عبدالرحمن أخته- وعلاقته باخوته وزوجاته وابنائه).
د-تحليل البيئة التي عاش فيها الملك عبدالعزيز (مسكنه - ملبسه - عاداته,,الخ).
ه- تحديد سمات النسق العائلي العربي ثم النسق العائلي في المجتمع السعودي.
و- تحليل شامل لمقومات وخصائص النسق العائلي الخاص باسرة الملك عبدالعزيز يرحمه الله.
*ما اهم النقاط التي اثارت الحوار حولها؟
-الحقيقة,, ان الوقت المتاح لم يكن بالقدر الكبير رغم منح استاذي الدكتور عبدالله الخريجي خمس دقائق من وقته,, الا انني حاولت التركيز على اهم النقاط التي تحقق الهدف من هذا البحث,.
ولهذا كانت هناك حوارات استفدت منها,, واعتقد انها سوف تثري البحث اذا ما رغبت في تطويره بعد ذلك.
1-المدلولات الاجتماعية التاريخية لعبارة الملك عبدالعزيز يرحمه الله (وانا اخو نورة).
2-علاقاته في بناء الرعية,, حيث كان التركيز على علاقاته في بناء اسرته الخاصة رغم حرصه مع افراد الرعية,, وقوله المتكرر انه فرد في اسرته الكبيرة والرعية.
3-البعد القياسي لظاهرة تعدد زوجاته- واضفت اليها انا بدراسة البعد الاجتماعي الذي اسهم في تحقيق المواءمة بين الطرفين:
عبدالعزيز الحاكم المثقل بهمومه السياسية واعبائه الادارية,, وعبدالعزيز الزوج العادل في المعاملة,, مما حقق امتصاص مظاهر الغيرة او التخفيف من وجودها,, ودعم جانب العطف والاحترام لكل زوجة حتى بعد طلاقها.
إغفال الأدوار الأخرى:
*ما الذي شدك اكثر وانت تعدين هذه الدراسة؟
-اولاً: شيء من الحسرة اننا اغفلنا دراسة هذا الجانب فترة من الزمن ولم نقترب من هذه الشخصية في ادوارها الاخرى الاسرية.
ثانياً: الكثير من الحب لشخصية الملك عبدالعزيز وقد اجتمع في ملامحه النقيضان الحزم والشدة- وايضاً العطف والحب,, فرغم مشاغله الجسيمة- خصوصا في مرحلة تأسيس دولة وتوحيد قبائل متناحرة,, ولكن وجد الوقت الذي يمنحه لاسرته ويعرف عنها ادق تفاصيل حياتها,, فيتابع تعليم ابنائه ويحرص على تنشئتهم تنشئة دينية.
ثالثاً: مكانة المرأة لدى الملك عبدالعزيز,, فكانت حوله والدته الاميرة سارة السديري ثم عمته الاميرة الجوهرة وشقيقته الاميرة نورة,, مسارات ضوء وتشجيع ودعم معنوي وعاطفي احتوته شخصية عبدالعزيز الانسان- وانعكس في شخصية عبدالعزيز الحاكم ثم الزوج والاب.
رابعاً: عباراته في موقف,, كانت تنم عن مخزون تربوي وميدان تاريخي لرجل علم نفسه وتعلم من غيره وكان يردد دائماً:
اذا كنا لانعرف,, لماذا لانسأل ونتعلم؟ ابجديات المشورة في حياته منحته هذا التدفق الانساني السياسي او الاسري.
رؤية الملك عبدالعزيز للمرأة:
*من واقع دراستك,, كيف تحقق لعبدالعزيز التفوق في اداء ادواره الاسرية المتعددة؟
-اذا انطلقنا من شخصية عبدالعزيز (ابو تركي) وهو احب الالقاب اليه,, الى عبدالعزيز (اخو نورة) وهي عبارة جدلية تؤكد الرؤية الخاصة للملك عبدالعزيز للمرأة ومكانتها في المجتمع,, فهي شقيقة الرجال,, والمستمدة من سيرة نساء ا لمؤمنين ومكانة المرأة في الاسلام,.
فإننا سنجد اننا امام انسان خصه الله تعالى بسمات القائد الذي تتوفر فيه القيادة الملهمة وهي الشخصية التي تملك الهيبة والحضور المعنوي وليس فقط الوجود السلطوي في موقع القيادة كما هي لدى الغير,
كما انه انسان مسلم ينطلق في علاقاته مع الآخرين مهما كان موقعهم الاجتماعي او الاسري,, مثل مبدأ الحقوق والواجبات التي توضح مسارات التوازن في حياة المسلم,.
ولهذا تحقق احداث التماثل لسلوكه مع توقعات والتزامات الادوار الاجتماعية التي قام بها بدوره بصفته (رب اسرة) او ادواره الرسمية المختلفة.
*رغم ان ورقتك اثارت اعجاب الحاضرين ولكن لم تكن هناك تغطية اعلامية عنها بالشكل المطلوب,, مارأيك في هذا؟
-الحقيقة,, لم اتابع التغطية الصحفية اثناء ايام المؤتمر,, ولكن كانت العديد من مندوبات الصحف اليومية هناك وحضرن بأنفسهن الندوة,, ولا اعرف لماذا لم ينشر شيء من مشاركتهن,.
وربما هي فرصة كي احيي الاذاعيات نوال بخش وفاطمة العنزي وصباح الدباغ.
وقفة تاريخية
*د,نورة ما مرئياتك حول هذا المؤتمر العالمي,, ومشاركة المرأة فيه؟
-لقد كتبت مرة وأجبت على معظم السائلات حول هذا الموضوع,, ان هذا المؤتمر وقفة تاريخية علمية للرجل والمرأة السعودية بشكل خاص,, فلأول مرة تشارك المرأة في مؤتمر عالمي وباوراق عمل ومن خلال التعليقات والمداخلات ويجيء ذكرها في التوصيات فكانت التوصية السادسة حول المرأة السعودية,.
انا اعتقد ان هذا تأكيد لدور المرأة السعودية,, وهي تقدم نموذجاً لايقل عن مستوى اخواتها العربيات اوحتى النساء اللاتي شارك البعض منهن في المؤتمر وهي تقدم هذا النموذج بهدوء وبدون ضجيج او بريق.
*هل من كلمة اخيرة؟
-بصفتي امرأة من هذا الوطن الغالي اوجه الشكر لله سبحانه وتعالى على نعمة الامن والاستقرار,, وأهنىء خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين على هذه المناسبة الغالية وتقديم اسمى آيات الشكر على كل ماقدموه من خدمات لابناء هذا الوطن.
كما اشكر صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز (مهندس نجاح المؤتمر) على حرصه ودعمه لفعاليات المؤتمر الذي كان ولله الحمد للمرأة دور فيه.
كما اشكر كافة اعضاء الامانة العامة للمؤتمر واللجان المنبثقة منها فقد كانوا فريقاً رائعاً يفتخر به,.
واحيي الاميرة حصة بنت سلمان ,, فرغم صغر سنها,, كانت ناضجة في تفكيرها مثيرة للتقدير بتواضعها وحرصها على احترام الجميع واحتوائها الهادىء لبعض الثغرات التي حدثت بسبب سوء تصرف بعضهن,, فلها التهنئة وللاخوات عضوات اللجنة النسائية.
واهنىء المرأة المواطنة في كل مكان فقد كانت هناك ممثلة في عطاء وتفاعل كل باحثة ومشاركة فرغم ان عددنا كمشاركات ثمانية فقط ، ومن الحاضرات اللاتي كان لهن حضور متميز من مختلف الجهات ومن الاميرات اللاتي حرصن على متابعةمعظم الندوات,, رغم هذا العدد ولكن كلا منا كانت تحمل حب الآلاف من نساء الوطن وتجسد رسالتهن في هذا المؤتمر.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved