Thursday 4th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 16 ذو القعدة


معالي أ , د / محمد أحمد الرشيد يوجه رسالة لمدرسي التربية الفنية
إنكم تتولون تربية جانب من أهم جوانب شخصية الإنسان المسلم

* كتب - المحرر التشكيلي
** قبل فترة ليست قصيرة أجرى لقاء صحفي في إحدى المجلات المحلية مع معالي وزير المعارف الاستاذ الدكتور/ محمد الرشيد,, وتحدث معاليه عن حياته الدراسية,, وكيف كانت, وكان الحديث أكثر من رائع,, نتيجة لبساطة الإجابات وصدقها وجاء ضمن الحوار سؤال حول,, المادة الدراسية التي كان معاليه لايحبها.
وألحق السؤال - بسؤال آخر عن المادة التي كان يتمنى ان تزال من الجدول الدراسي او من المناهج - فكانت الإجابة,, مادة الرسم - او ماتسمى حالياً - مادة التربية الفنية- وعند قراءتي لهذه الاجابة تمنيت ان أمتلك القدرة على شراء كل اعداد المجلة قبل خروجها من المطابع,, نتيجة لخوفي من عدم فهم الكثير لتلك الإجابة وتوقع اولئك الاكثرية أن هذه المادة لاتجد الاهتمام عند الدكتور ابو احمد لمعرفتي التامة بما يمتلكة من حسٍّ راق وعشق لكل ماهو جميل في الحياة عامة وفي ابداعات ابنائه الطلاب خاصة,
وتقديره الدائم ايضاً لدور مدرسي التربية الفنية المنتشرين بحجم الوطن - يقدمون خبراتهم العالية التأهيل لتربية الأجيال تربية جماليه تتوازى مع بقية المواد العلمية التي يتلقاها الطلاب وقد انقسم من تلقى ذلك اللقاء الى قسمين أحدهما احسَّ بالجرح والأخر تعامل مع الإجابة بروح رياضية,, وتلمسوا كل الاعذار وبين هؤلاء وهؤلا ممسكو العصا من وسطها, ومازجون هذا بذاك 0- ثم وضعنا كل ذلك في ملف الذكريات وليس والواقع,,.
ذلك الإحساس وما أحدثه من شكوك وجدنا له مايكشف حقيقة الاهتمام به وما كنا نجزم به ونؤكده.
عبر رسالة مملوءة بمعاني الجمال في كل سطر من سطورها أو معنى بين تلك السطور - أعادت الثقة لمن لديه شك,, وضا عفتها عند من لديهم المعرفة بحجم الاهتمام من معاليه.
هذه الرسالة,, تجمع في تنايا ها الشهادة والوسام لهذا الجانب التربوي ولمن يعمل به وتحمل التوجيه والمطالبه بالسمؤلية المناطه,,بالجميع لبناء شخصية الجيل الناشيء في مسيرة بناء الوطن الغالي.
ويسعدنا ان نقدم هذه الرسالة عبر هذه الصفحة اعتزازاً بما جاء فيها واعتزازاً بكل من يعمل في مجال الإبداع الفني التشكيلي المنطلق من هذه المادة التربية الفنية, التي صنعت المهندسين - والمبتكرين والفنانين التشكيليين.
يقول معالي الاستاذ الدكتور/ محمد احمد الرشيد في رسالته الى معلم التربية الفنية .
أخى وشريكي في بناء شخصية الناشئ المسلم ، وفي الظفر بثواب الله ورضوانه - إن شاء الله- .
احييك بتحية الإسلام، أنت وصحبك الناهضين بهذه المهمة العظمى.
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركات
إنك يا اخي العزيز تتولى تربية جانب من أهم جوانب شخصية الإنسان المسلم: الإنسان الذي يتذوق اثار صنع الله الذي أتقن كل شيء,، وبث في السماء والأرض، في الآفاق وفي الأنفس، آيات الإبداع والجمال الإلهي؛ الدالة على صفاته العليا وأسمائه الحسنى, بديع السماوات والأرض، الجميل الذي لا حد لجماله وكماله، الذي يحب الجمال ويود من عبده أن يحسن في كل عمل يصدر عنه، وأن يتقن مايتولاه.
أخي معلم التربية الجمالية.
أرجو أن تستشعر عظمة المهمة النبيلة الجميلة التي تقوم بها؛ فإنها تعمق الإيمان في كيان الفتى المسلم، وتغنيه بالعناصر الحية.
وأنا على مثل اليقين بأنك تعمل دائباً على إيقاظ حس تذوق الأشياء الجميلة في كون الله الفسيح ، وتعهد بذرة الإبداع أيضاً لدى تلميذك الذي أودع الله فيه وفي كل إنسان بما هو إنسان - القدرة الإبداعية.
وإني لاغبطك على أن التربية الفنية هي المجال التربوي الذي لم تغلق فيه نوافذ الإبداع وحفزٍ الناشئ على أن يصنع الشيء الجميل مبتكراً ومنشئاً.
هذا في الوقت الذي أغلقت فيه أو كادت تغلق - لأسباب شتى - نوافذ الإبداع وأبواب الإضافة والابتكار في المجالات التعليمية والتربوية الأخرى؛
وإن كنا لسنا مسلمين بصحة هذا الإغلاق ولامستسلمين بدورنا - نحن المربين - لهذاالواقع.
ولي كل الأمل أن تجد في روائع أسلافنا الفنانين المسلمين وفي تراثنا الفني الإسلامي -العريق والمتنوع والمتأدب بالشرع - حوافز لاستئناف السير في الفن الإسلامي وإحيائه بما يقتضيه عصرنا الذي نعيش فيه، بل بما يقتضيه الإسلام من أهله - في ميدان الفن والجمال - في عالمنا المعاصر.
اعرض - يا أخي العزيز - بين حين وآخر - لوحاتٍ اخاذة من روائع فننا الإسلامي ليستشعر الطلاب ان لهم في هذا الفن السماوي الطاهر آباءً وأجداداً شكلوا فأبدعوا أيما إبداع, ولاتزال آثارهم الخالدة في شتى بقاع العالم تستهوي العقول والقلوب.
وهي أيضاً تذكي الإيمان والطهر والعفاف معاً، خلافاً لما عرف الناس من ألوان انحراف الفن لدى غير المسلمين.
وأكبر ظني انك واجد أيضاً في (عالم الخط العربي) مجالاً واسعاً فسيحاً لتذوق الجمال الرائع والإبداع الشيء الجميل لدى طلابك.
وآخر ما أوصي به نفسي وأخي القائم بالتربية الفنية أن الحق والخير والجمال والعبودية الخالصة لله وحده، كلها مترابطة متأزرة متأخية لتحقق سعادة الإنسان في الحياة الدينا والحياة الآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved