Thursday 4th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 16 ذو القعدة


معرض الفنان أحمد نوار بجدة يمتاز بالدقة والعناية بالتفاصيل
د/ عبدالحليم رضوي

يعتبر معرض الفنان احمد نوار حدثاً فنياً متطوراً وإضافة جديدة لإثارء الحركة الفنية التشكيلة بالمملكة العربية السعودية لأنه يعتبر من مشاهير فناني العرب وله نشاطه الفني المستمر والذي يزيد من شخصيته الفنية وقد حقق هذا المعرض اهدافه المرجوة حسب تصورات القائمين به ومن أهم أهدافه تعريف قيمة الفن واهدافه الإنسانية في حياتنا المعاصرة للمواهب الفنية الشابة وللكتاب الذين يكتبون في الصحف المحلية بمجال الفنون التشكيلية لإبراز الأحداث الفنية بين حين وآخر ولكن مثل هذه الكتابات لاتساعد غالباً في إبراز وازدهار الرؤية التشكيلية الفينة المعاصرة التي تحتضن بين الألوان والرموز والخطوط والأضواء المتشاكبة المتداخلة كثيراً من المعايير والرموز الإنسانية وذلك يرجع إلى:-
1- عدم وجود متاحف فنية محلية.
2- عدم وجود الكتب والمؤلفات في المكتبات او المدارس لفهم ماهو المقصود من هذه الفنون والتي تبقى لغزاً محيراً لدى الكثيرين وعدم وجود الناقد الفني,, إلخ.
ومن هذا المنطلق وجدت أنا والزملاء وحسب توجيهات القائمين على الفنون والثقافة في هذا البلد المعطاء وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد وسمو نائبه الأمير سلطان بن فهد بانه لابد من إقامة معارض فنية معاصرة لمشاهير الفنانين في العالم العربي الذين يتمتعون باسلوب وأداء فني متميز وذات اهداف إنسانية شاملة التي تثري الفكر والوجدان بنوع من المعرفة والتذوق والاستماع لهذه الأعمال المبدعة.
ونرجع ونقول ان اعمال الفنان احمد نوار تمتاز بكثير من الاهتمام بالتصميم مع تناول دراسات أكاديمية واعية مدروسة في تقسيم الخطوط والأبعاد والأضواء والمساحات في منتهي الدقة والعناية.
أيضاً من أهم رموزه الفنية النجمة الثمانية والأهرامات والمربعات والطيور وكثير من المعايير والدلالات العربية الموجودة في بلده، فلقد قدم الفنان احمد نوار في معرضه هذا أهم مراحل حياته منذ أن كان طالباً وحتى وقتنا الحاضر حيث ان اهم مايميزه وكما قلت سابقاً قوة ادائه الفني وإصراره بالتصميم واختيار مساحات مدروسة متداخلة تسجل لنا نسيجاً فنياً مدروساً مركزاً يرتكز فيه على فكره قبل عواطفه مع اختيار مضامين اجتماعية تراثية في أول الأمر ثم ولهذا يجب على الفنانين والمواهب الفنية المختلفة بهذا البلد المعطاء ان يعرفوا بأن العمل الفني لايأتي جزافاً ولا هو نوع من التعبير للهلوسة بقدر ماهو فكر ووجدان وخبرات وتجارب مذابة عبر هذه القنوان الفنية التي تصيب إهتمام المتذوقين وتقديرهم أثناء قراءة العمل الفني ومن هذا المنطلق على الذين يهتمون بكتابة الأحداث الفنية بالصحف وعبر القنوان الفنية المرئية والمسموعة ان يكون لديهم الخبرة والمتابعة مع رصيد من المعرفة لتحليل الأعمال الفينة الجيدة الممتازة المشحونة بشحنات الفنان الإنسانية والمناخ الذي استمد مادته الفنانون والمفكرون والذين يحاولون تطوير مظاهر الحياة وفتح نوافد جديدة مستنبطة من التراث ومن العادات والتقاليد وخاصة من الأفراح والأحزان والتطلعات لشعوبهم لأن الأمم العربية لايمكن فصلها عن الأمم العالمية مهما اختلفت الآراء والأفكار لأن المشاعر الإنسانية موحدة عند تعبيراتها سواء متفائلاً او متشائماً وتبقي الدلالات الموحدة لتلك المشاعر الفياضة والتي هي مابين الدموع والابتسامات أي انعكاس للأفراح والأحزان وغير ذلك.
وللفنان الحق في ان يجتهد ويعبر عما يراه مناسباً اثناء عمله مع اختيار معايير ورموز لتجديد وابتكار آداء فني معين لاستخدام الخامات والمواد المبتكرة المتجددة ليصل الى هدفه المنشود على ان يكون صادقاً ومعبراً ومتفاعلاً بالمناخ الذي وجد فيه حتى يكون لاعماله تميزاً لذاته امام الاخرين مع طرح قضايا وأفكار بإسلوب عالمي متطور كمساهم في بناء حضارة الإنسان ويواكب في نفس الوقت مسيرته مع الركب العالمي المعروف فالفنان الواعي المتدرب يعي كيف يختار للفنون التشكيلية لغة عالمة يتفاعل مع الآخرين ويكسب إعجابهم وتقديرهم في نفس الوقت وهذا الذي أنتظره كفنان عربي لهذا البلد المعطاء وغيري من الفنانين من العالمين العربي والإسلامي ان لايضيعوا في زحمة التقيد والتقليد بدون مبرر أمام تطور مظاهر الحياة في كل مكان.
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved