Thursday 4th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 16 ذو القعدة


أما بعد
أنا مفطوم فأين سيّارتي؟!

* ما هو السر في الانتشار المرعب للشباب ممن هم في سن المراهقة؟! لقد ظهروا باعداد كبيرة جدا في الشوارع والاسواق وذلك في العامين الماضيين مقارنة بالاعداد المألوفة في الاعوام الماضية حسب احصائية راعي البوفيه الموجود في الطرف الأبعد من حارتنا,!!
فبمجرد ان يقف احدنا عند اشارة المرور,,, يفاجأ بأنه محاصر من اليمين واليسار بقبعات كرة المضرب الامريكية دون ان يميز الرؤوس التي تحملها اجسادهم الغضة القصيرة,!! وفي النهاية,, تتكدس السيارات حول الاشارة ليكون مجمل الوقوف من المراهقين ما نسبته 80% من العدد الاجمالي لسائقي السيارات,, وها هو الضوء الاخضر يعلن عن بداية السباق لتكون في النهاية ضحية لا تجرؤ على الحراك بسبب هدير محركاتهم الصاخبة والتي يطوعونها لكي يسقط الصالون الاحمر على الاخضر دون ادنى اكتراث لأولويتك في السير,!!
لكل بلد في العالم معاناة مع اصحاب هذا العمر,, ولكنها في الدول الاخرى تأخذ اشكالا متفرقة,, اما نحن في العالم العربي (وفي دول الخليج بالذات) فتكمن ذروة المعاناة من هذه الفئة في الشوارع والاسواق التي نرتادها أنا وانت وهذا وذاك مع عوائلنا واطفالنا الذين تسرقهم الدهشة الممزوجة بالرعب من حماقة بعضهم, !! وما اكثر تبادل الشتم والسباب والتلويح بالايادي والارجل لاظهار الاعتراض على اطلاق البوري ,, لا لشيء سوى لأنك تطالب ببعض حقوقك التي يكفلها لك قانون المرور,!!
المشكلة انه بمجرد ان يخرج الطفل عن طور الفطام لدينا,, يبدأ مباشرة في اختيار سيارة المستقبل,, وما ان يصل الى المرحلة المتوسطة او الثانوية,, الا وتكون الوالدة حفظها الله قد استغلت كل سلطاتها لجعل الاب المسكين يشتري السيارة بالتنطيط والتقسيط لحبيب القلب رامي !! متناسين في كل ذلك بأن السيارة اداة لمن يحتاجها وليست لمن يريدها فقط!! لو كان هناك احصاء لمحتاجي السيارة الحقيقيين لأعلنت الصناعية افلاسها,, ولصُلنا وجلنا انا واولادي بسيارتنا البكس من شمال الرياض الى جنوبها في (10) دقائق فقط,,!!
عذرا للإطالة,, ولكن اناشد صغار الشباب ومعي جارنا أبوعلي مزمجرا: كفوا عن اللهو بالسيارات,,!! لأن الاطفال الذين يستقلون سيارات مجاورة مع ذويهم لا ذنب لهم في كل ما يحدث,,, فإن كانت زوجة سائق السيارة البيضاء قد دفعته رغم انفه للاتجاه للسوق فليتحمل نتيجة طواعيته,,, اما الاطفال في المقعد الخلفي فهم مرافقون ليس الا ,, هل يروق لكم هذا المنطق ان كنتم حقا ترون الطريق ملكا لكم دون غيركم,؟!,, نأمل جدياً بأن نصل لمصالحة بعد ان تركنا لكم البر والبحر ولم نجد بدا من استخدام الطرق المعبدة,,!! هذا,, ودمتم بخير,.
عبدالله صايل
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved