Sunday 7th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 19 ذو القعدة


قصة قصيرة
العيون

أغمد الطفل، واسع العينين، السوداوين، نصله في سحيق قلوبهم، قائلا:
- ولكن لماذا يفتح عينيه - يا أمي - إذا كان لا يرى؟!
فر السؤال من فمه، مثل طائر صغير أسود, هام مرفرفا في ارجاء الغرفة البيضاء، ثم توالدت منه طيور صغيرة سوداء، أخذت تدور فوق الرؤوس,, في هذه الاثناء، كان الرجل الطاعن، ساكنا، بجسمه الكبير، على سريره، وعيناه الواسعتان، البيضاوان، مفتوحتان.
في هذه الاثناء، والطفل يأخذ بدحرجة نفسه على البلاط اللامع، لاهيا، سقطت من عيون النسوة دمعة او دمعتان، قالت شيئا عن ماض ما، عن شيء سحيق دفنته الايام في ركام القلب,.
في هذه الاثناء، قال رجل شاب، هامسا، لزميله، ومجيبا على سؤال الطفل:
- ربما ينظر إلى حياته التي خلفها!
قال الآخر:
- قد يكون رافضا لها!
قال :
- ربما,, ينظر إلى حياته فينا!
قال ثالث:
- ربما يرى الاشياء التي نظرنا إليها طويلا، ولم نرها!
في هذه الاثناء، همهموا، محركين رؤوسهم بأسف، ومفرقعين اصابعهم بحيرة، وامرأة اخذت تجذب عباءتها مرتبكة، ورجل تنحنح مكورا يده، والرجل الطاعن في سكونه لا يريم، والغرفة تمتلئ بالطيور المتكاثرة، وتضيق,, والطيور تتقاطر على الرجل الطاعن، دائرة حوله في رقصة عجيبة، متمهلة، ثم تنهال عليه، تقبله بفرح، وتأخذ لونه، تاركة جسمه الكبير، لبياض الغرفة الواسع، الممتلئ بالعيون.
نشرت، مع نصوص اخرى، في مجلة النص الجديد العدد (3-4) مايو 1995م.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved