هكذا فهد العتيق أوراق,. |
* واقعية (أرنون) الدرس الكبير:
بعض الكتاب الواقعيين جدا، الذين مازالوا يؤمنون بضرورة السلام (المنفرد) مع اسرائيل، ومازالوا يرون انه لا وجود لمؤامرة - اي مؤامرة صغيرة او كبيرة - تحاك ضد العرب، لانهم لا يعترفون بمثل هذه الترهات، ويرون ايضا ان مقاومة العدو هي ارهاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لان هذه المقاومة كما يزعمون قد تؤدي بحياة ابرياء وهم - هؤلاء الكتّاب - يحملون من الانسانية الشيء الكثير، لهذا فانهم يرفضون رؤية انسان بريء ينسف بعبوة حارقة كانت تستهدف جنودا اسرائيليين - فاذا بها تأخذ معها عابر سبيل مدنيا في الوقت الذي تضرب فيه الطائرات الاسرائيلية القرى اللبنانية يوميا وهم صامتون، مثلما صمتوا وهم يرون الطائرات الامريكية والبريطانية وهي تدك البيوت العربية في الخرطوم وطرابلس وفي بغداد حتى الان!!؟
مثل هؤلاء الكتّاب الذين يؤمنون بالسلام المنفرد مع اسرائيل مهما كان ثمنه، ومهما كان شكله، حتى ولو كان على طريقة (اوسلو) التي قضمت حقوق الفلسطينيين سرا وعلانية، مثل هؤلاء الذين يكررون دائما ان اسرائيل اقوى من العرب، وبالتالي يُفترض ان نقبل بالسلام الجائر معها، هؤلاء الكتاب المميزون جدا بكوا، الاسبوع الماضي على قرية (ارنون) اللبنانية، حين ضمتها اسرائيل الى جنوب لبنان المحتل، واحاطتها بالاسلاك الشائكة وبعبارات عن الغام وهمية موجودة في المنطقة، وبعد ذلك بأيام هلل هؤلاء الكتاب - كما لم يهللوا من قبل - لان المواطنين اللبنانيين قهروا احتلال اسرائيل لهذه البلدة فقطعوا الاسلاك الشائكة ووحدوا بين الشعب اللبناني وسكان هذه البلدة من جديد ثم رفعوا العلم اللبناني ربما دون علم السلطات اللبنانية.
نقول كيف لمثل هؤلاء الكتّاب الذين تقطر حروفهم إنسانية، ان يبكوا على ارنون ثم بعد ذلك يضحكون ويدبجون المقالات بعد تحريرها، وهم يعرفون قبل غيرهم انهم انفسهم اول من جعل القارىء العربي يبتلع فكرة الاستسلام او السلام العربي الاسرائيلي بمقالاتهم الواقعية وافكارهم الاستسلامية كيف نقبل ذلك البكاء وهم اول من طالب برفع المقاطعة عن الشركات المتعاونة مع اسرائيل وهم من تفنن في اظهار حسنات السلام العربي الاسرائيلي الذي لم يظهر منه حتى الان سوى سلام منفرد في اوسلو مع الرئيس عرفات وآخر مع الملك حسين، وقد تجاهل الاتفاقان الحقوق العربية الاساسية في استرجاع الاراضي المحتلة عام 67م كاملة ومعها القدس الشريفة، وها هي اسرائيل تسعى الى سلام آخر منفرد تبتلع من خلاله الحقوق السورية او اللبنانية.
وها هي حرب السلام تتجه بكل معطياتها نحو المزيد من المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة والمزيد من القرى العربية المحتلة والمزيد من المياه العربية المسروقة بعد ان عجزت الولايات المتحدة الامريكية - كمااعترف بذلك الكثير من المتابعين والخبراء - عن عمل اي شيء ايجابي في منطقة الشرق الاوسط، يفرض على اسرائيل وقف الاستيطان مثلا او العودة بهذه الاسرائيل الى اتفاقيات مدريد التي سوف تعيد للعرب كامل الحقوق المشروعة التي نعرفها وتعرفها الامم المتحدة وتعرفها اسرائيل نفسها, ثم لو حصل هذا، هل في نية اسرائيل اخراج قرابة 000,400 مستوطن اسرائيلي مازالت تكمل بناء المستوطنات لهم على الارض العربية المحتلة التي تفرض شروط السلام الخروج منها، وهل في نية دولة مازالت تصرف حتى الان على مثل هذا المشروع شيئا شبيهاً بالسلام الذي ينتظره العرب؟! اسئلة لكل واقعية لا تعترف بنظرية التآمر او المؤامرة ولكل واقعية خائفة من مواجهة العدو؟! ولكل واقعية استغربت كيف لطلاب عُزل ان يحرروا (ارنون)؟!
* فاصلة من قاهرة العرب المشرقة
* كان لله اسبابه
عندما شاءني غامضاً كالندى
واليفا كدودة قزّ،
واهلا لكل ثنائية تتقابل أطرافها،
فأنا بلسم ودم،
وانا حجر وفراغ،
انا قمر وعجوز ضرير.
وليد منير
|
|
|