مسيرة فلسطينية صامتة اليوم في القدس لشجب سياسة هدم المنازل الكونجرس الأمريكي بصدد تحذير عرفات من إعلان الدولة الفلسطينية |
* واشنطن - غزة - القاهرة - الوكالات
توقعت مصادر في الكونجرس الامريكي ان تجرى الموافقة هذا الاسبوع على قرار يحذر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من اعلان دولة فلسطينية في شهر مايو المقبل بأغلبية كاسحة من اصوات اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.
وقالت مصادر الكونجرس ان بيانا يؤكد على معارضة الكونجرس لهذا الاعلان ويحذر من مغبته حصلت حتى الآن على موافقة 88 عضوا في مجلس الشيوخ من اجمالي مائة وحوالي 208 عضو في مجلس النواب او حوالي نصف الاعضاء في هذا المجلس.
ويتوقع ان يجرى التصويت هذا الاسبوع على البيان الذي يدعو الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى ان يؤكد للفلسطينيين على اهمية عدم اعلان الدولة دون موافقة اسرائيل.
وقالت مصادر دبلوماسية ان عرفات سيزور واشنطن في يوم 23 مارس ليلتقي بكلينتون حيث ستتركز المباحثات في الاغلب على احتمالات اعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من مايو القادم بعد ان ينقضي اثر اتفاقيات اوسلو التي تنظم المرحلة الانتقالية والعلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقالت مصادر الكونجرس ان هناك تهديدا غير مباشر من جانب الكونجرس بانه اذا اعلن الفلسطينيون الدولة فان المساعدات الامريكية قد تتوقف تماما,, ووعد الامريكيون العام الماضي بمنح السلطة الفلسطينية تسعمائة مليون دولار على مدى السنوات الخمس القادمة منها اربعمائة مليون دولار مرتبطة بتنفيذ اتفاق واي ريفر.
وفي نفس الوقت فان الادارة الامريكية تنظر في مكافأة السلطة الفلسطينية اذا تراجعت عن التهديد باعلان الدولة في الرابع من مايو عن طريق رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في واشنطن والذي ما زال يعد مكتبا لتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي فهو واقع دائما تحت شبح الاغلاق بسبب قانون مازال يعتبر المنظمة جماعة ارهابية ويقوم الرئيس كلينتون باستثناء المنظمة من هذا القانون كل ستة اشهر.
ويرغب الجانب الفلسطيني ايضا - وفقا لمصادر دبلوماسية - في ان يحصل على تعهدات من الولايات المتحدة واوروبا بانه سيتم الاعتراف بدولة فلسطينية في وقت معين في المستقبل اذا تراجع عرفات عن اعلانها في شهر مايو.
ومن ناحية اخرى يقوم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بزيارة للقاهرة غدا الاثنين يجري خلالها محادثات مع الرئيس حسني مبارك حول تطورات عملية السلام.
وصرح وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط في غزة بان الرئيسين عرفات ومبارك سيجريات خلال محادثاتهما تقييما للموقف ولنتائج اتصالاتهما الدولية منذ لقائهما في القاهرة يوم 20 فبراير الماضي.
وقال شعث ان البحث سيتناول نتائج زيارة الرئيس حسني مبارك لكل من ايطاليا والمانيا مؤخرا والتي تزامنت مع زيارة الرئيس عرفات لالمانيا ودول المغرب العربي بالنسبة لموضوعين رئيسيين هما العمل على دفع عملية السلام التي جمدتها الحكومة الاسرائيلية والتعامل مع استحقاق الرابع من مايو القادم باعتباره موعدا رسميا لانتهاء المرحلة الانتقالية يحق للشعب والقيادة الفلسطينية بعده اعلان قيام دولته الفلسطينية المستقلة.
اضاف شعث ان الرئيسين سيبحثان التحرك خلال الفترة المقبلة على المستويات الاقليمية والدولية لحشد التأييد الدولي لتنفيذ الاتفاقيات وضمان الحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في اطار التنسيق والتشاور المستمر بينهما والدور الرئيسي الذي يقوم به الرئيس مبارك ومصر في دعم القضية.
على صعيد آخر تنظم هيئات فلسطينية في مدينة القدس اليوم الاحد مسيرة صامتة داخل احياء القدس الشرقية في اطار حملة لمكافحة سياسة اسرائيل في هدم وتدمير المنازل في القدس العربية.
ويشارك في هذا النشاط عائلات واطفال من حي جبل المكير واحياء عربية في القدس الشرقية مهددة منازلها بالهدم من قبل السلطات الاسرائيلية.
وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد سلمت مؤخرا اكثر من مائتي عائلة فلسطينية في القدس الشرقية اخطارات بهدم منازلهم بحجة مخالفتها لقوانين البناء الاسرائيلية.
ويذكر ان السلطات الاسرائيلية قامت على مدار العام الماضي بهدم اكثر من 145 منزلا في القدس العربية بدعوى مخالفة هذه الابنية لقوانين البناء الاسرائيلية.
والمعروف ان السلطات الاسرائيلية تعمل على بناء المئات من المنازل في القدس بهدف توطين المزيد من اليهود في القدس لضمان زيادة نسبة اليهود فيها مقارنة مع اصحابها العرب.
وعلى صعيد آخر كشف تقرير رسمي ورد من مدينة القدس المحتلة ان السلطات الاسرائيلية بصدد تنفيذ مخطط يهدف الى تغيير معالم حائط البراق الذي يعتبر احد ابرز معالم المسجد الاقصى المبارك.
واوضح التقرير ان السلطات الاسرائيلية تعتزم مصادرة عدة عقارات عربية واسلامية بمحاذاة حائط البراق بهدف توسيع المكان المخصص لليهود والذي يسميه اليهود حائط المبكى ويقيمون فيه عدة طقوس يوم السبت من كل اسبوع.
ويتضمن المخطط الاسرائيلي طمس المعالم الاسلامية في المنطقة المذكورة واضفاء الطابع اليهودي عليها من خلال اقامة العديد من المنشآت والابنية على الطراز المعماري اليهودي وتخصيص اماكن لاقامة الشعائر الدينية اليهودية تتسع لنحو اربعين الف شخص.
وجاء في التقرير ان الحكومة الاسرائيلية رصدت مبلغ 80 مليون دولار لتنفيذ المخطط المذكور.
|
|
|