نوافذ الكلام الكثير الذي لا يقول شيئاً! |
من يستطيع ان يفلت من سطوة ووقار المشهد؟؟ وهو يرى رئيس اقوى دولة في العالم يخضع للاستجواب والسؤال من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي.
ومن يستطيع ان يتحرر من كومة اعجاب دفين بهذا الدستور القوي الذي يهيمن فوق جميع الرؤوس في الولايات المتحدة؟.
لا بد ان هذه المشاعر قد ساورت الكثير من متابعي محاكمة الرئيس الامريكي حول العالم، تلك المحاكمة التي كانت تمتطي صهوة اجهزة اعلامية قوية ومنتشرة ومهيمنة على الخطاب الاعلامي العالمي.
ولكن ايضا كثيراً ما نشتبه (بسيناريو) هوليودي يتحرك خلف الكواليس، ذلك السيناريو الذي اعطي الى العدالة الامريكية معصبة العينين ليستوي ميزانها ويثبت.
فمسلسل محاكمة (اوجي سيمبسون) الرياضي الأسود المتهم بقتل زوجته الشقراء، كان قد استمر شهوراً طويلة وكان يعرف الجميع فيها ان سيمبسون هو القاتل، لكن في النهاية المحاكمة وهيئة المحلفين برأته، بعد سلسلة طويلة من المرافعات البهلوانية والتي لجأ فيها الدفاع الى جميع الوسائل التي تخطر على الأدمغة ليبرىء ساحة هذا الرجل!!.
(وأوجي سيمبسون) كان يجب ان تنتهي محاكمته بنفي التهمة عنه، هذا لأن شوارع (لوس انجلوس) لم تعد تحتمل ثورة سوداء جديدة ولا سيما وان تلك المحاكمة اتخذت ابعاداً عنصرية تبرز صراع السود والبيض في امريكا بشتى أبعادها.
هوليود وصناعة السينما هي اقوى صوت امريكي، وهو الذي يبث للعالم ملامحه وتوجهاته واحلامه وطموحاته.
وهوليود كانت هناك,, في محاكمة الرئيس بشكل او بآخر سواء عن طريق الأبهار للعالم الخارجي او الواجهات الناصعة التي تخبىء كواليس غامضة ومبهمة او عن طريق الكلام الكثير الذي لا يقول شيئاً.
وفي كل مرة انتهي فيها من مشاهدة فيلم هوليودي، لا بد ان ابقى صامتة لفترة استوعب فيها كمية الابهار التي دلقتها تلك المدينة في دماغي وتلك الصناعة التي اصبحت تتحدى نفسها وتتحدى الخيال.
لم استطع ان امنع نفسي من ان اقف احتراماً لدستور يحاكم ممثل اكبر سلطة فيها، ولكنني ايضاً لم استطع ان امنع نفسي عن التنقيب عن اصابع هوليود في الزوايا المعتمة،
أميمة الخميس
|
|
|