أمان الخائفين المسكونة د, هناء المطلق |
أنا امرأة لا تنام,, وتخاف الليل ولا تنام.
صرت اخاف الليل لأنني اخاف ألا أنام.
افكر في الموت دائما، وافزع من فراشي حين اتذكر النوم في القبر وحيدة واخاف اكثر ما اخاف عذاب الآخرة, وان سرقتني غفوة تشبه ظلال النوم لا ألبث حتى استفيق منها واعجز عن العودة اليها,كرهت غرفتي والمرآة وأغطيتي, وفي الليل - بسم الله الرحمن الرحيم - اخاف اغطية فراشي, فهي تتحول مرة الى واحد منهم - بسم الله الرحمن الرحيم - يلتف حول جسدي ويحاول ان يطير بي فأبقى مفتوحة العينين حتى الفجر حيث اقوم للصلاة.
حينها يبدأ العذاب الآخر مع جنّي الاغطية الذي يسبقني الى الحمام ويجعلني اعيد الوضوء وأعيده.
فقبل ان انهي الوضوء يتمثل إليّ ويأمرني ان أعيده لأنني لم أُجده, فلا املك الا ان أصدقه وأعيد الوضوء حتى يطلع عليّ النهار وتصعد الشمس على الجدران وانا لم اصلّ بعد فأخاف ان يعاقبني ربي على تأخري.
وليت الأمر يقف عند الوضوء، فلقد جعلني هذه الايام أعيد الركعات مسلوبة امامه مثل طفلة خائفة تكتب الحروف مقلوبة في حضور معلمة تكره الاطفال, والمعلمة تركب على كتفي مثل حية توسوس لي بأن أُصلي مرة اخرى لانني لم اتقن القراءة.
صرت اخاف على عقلي يا دكتورة اخاف, اخاف ان أجنَّ وانا وحدي فأنا وحيدة مع همومي.
ولا استطيع ان أُطلع أحداً على هاجسي حتى لا يقال عني: مجنونة, ولا ادري ماذا افعل؟
فكرت مرة ان اهرب من جنوني لأتوضأ في الحمام الآخر لعله يضلُّ الطريق إليَّ,, ولكني وجدته هناك ينتظرني ساخراً ليشاطرني هو والرعب وماء الوضوء.
وليت الامر مع هذا الساكن قد توقف هنا, فلقد صار يمتلك اعضائي عضواً عضواً بسم الله الرحمن الرحيم ويسخرها كما تريد له حماقاته, فيدي لم تعد يدي, بل صارت يده, وما عليَّ الا ان ابكي وانا أرقبها تحبسني داخل الحمام، تغسلني تغسلني حتى يفوتني وقت الصلاة.
فأستغفر ربي من اوجاع قلبي واحس انني تافهة وضعيفة ومجنونة، يجهدها التستر على سر الجنون.
|
|
|