Sunday 7th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 19 ذو القعدة


بدون ضجيج
كآبة وكوكا كولا!!
جار الله الحميد

اكتشف (الأمريكان) قبل سنوات قليلة ما أسموه (بعد ذلك) بالحبة السحرية وهي كبسولة انيقة اسمها Brozac تؤخد كمضاد ل(الكآبة)، وبما ان اكثر من ثلث سكان العالم (المسجلين في التعداد السكاني فقط) يعانون بشكل او بآخر من (لفحات) الكآبة التي تتراوح تمظهراتها بين ما نسميه محلياً (ضيقة الصدر) الى الإقدام على (الانتحار) فان مرضى الكآبة الذين في (الاطراف) اي: الذين لم يكتب لهم العيش في (ارض الاحلام المتحدة) جعلوا يئنون بصوت مسموع مطالبين وزارات الصحة في بلدانهم بسرعة (جلب) هذه الحبة السحرية آملين (كما يقرأون) ان يصبحوا مثل (المكتئبين) الأمريكان الذين صاروا يتعاطون ال)Brozac( مع اصناف (الكحول) في لياليهم ال (غير شكل) وهم على يقين من ان (دردبة) الكحول حتى الهزيع الاخير من الليل تجعلهم يفيقون كما في السابق وهم يتمزقون من الكآبة نتيجة هذه ال (دردبة) - وعلى فكرة فالدردبة تعبير حائلي عن الشرب بشراهة، وعلى المقيمين خارجها مراعاة الفارق! - قلنا ان المكتئبين جعلوا يئنون بصوت مرتفع, وحين رأفت بحالهم السلطات الصحية في بلدانهم استوردت الحبة السحرية التي ذكرناها فيما سلف من سطور عشرين مرة!! ولكن الأنين ازداد ارتفاعاً بعد ذلك! ففي السوق المحلية بلغ سعر علبة ال )Brozac( قرابة ال (250) ريالاً ولست في حاجة لأن أذكر القارىء بأن اسوأ دخل فردي مسجل باسم المرضى النفسيين الذين عادة لا يعملون! وان عملوا ففي وظائف صغيرة لا يمكنهم ان يتجاوزوها الى وظائف اعلى وبالتالي الحصول على دخل جيد لأنهم غير منتجين لانشغالهم ب(ضيقة صدورهم) او لأن رؤساءهم في العمل يعدونهم من جملة ال (عهدة) التي يتسلمونها ويسملونها كما هي! بدون زيادة ولا نقصان تطبيقاً لتعليمات السيد (روتين)! وهناك,, في (ارض الأحلام) اي (امريكا) شيء يقال له (هيئة الدواء والغذاء) او شيء من هذا القبيل لا بد من ان يمر أي مصنف دوائي من تحت ايديها! ليس فقط ذلك المصنوع في امريكا! بل حتى لو كان مصنوعاً في (جبال التبت)! ولا ادري - انا على الاقل - لماذا!! فأنتم من المؤكد تابعتم مسلسل (الفياجرا) والذي (وهذه جملة اعتراضية) اتوقع له (للفياجرا) ما حل بالبروزاك (لاحظ هذه المرة كتبتها بحروف عربية!) وما حل بالأخير هو انه (طلع) دواء منعشاً يفقد مفعوله بعد تعاطيه لزمن قصير, كما ان سعره نزل الى الثلثين (على فكرة هذه المعلومات لا تعني انني مشغول الى هذا الحد بأدوية الكآبة والعبارة السابقة لا تعني ايضا انني لا اشكو من الكآبة ولكنها قد تعني انني فقدت الأمل في علاج كأبتي!!).
هذه هي حكاية الحبة السحرية من (طق طق) ل(سلامو عليكو)!.
كل هذا الكلام عن الحبة السحرية الأنيقة (فهي كبسولة ذات لونين: اخضر ولون آخر اقرب ما يكون الى الأصفر الفاتح او الأبيض المصفر) لنصل الى ان هدير (الآلة) الاعلامية الأمريكية (والغربية عموماً) هدير يصم الآذان ويغشى العيون و(يزيف) ان لزم الأمر الواقع, مستبدلاً اياه بواقع شبيه بالاحلام, بل هو الحلم (بعينه وعلمه)! فأناقة علبة (الهمبورجر) لا تستطيع ان تخفي حقيقة انها اكلة سيئة وغير مفيدة بل وضارة حتى! مثل زجاجة (الكوكاكولا) التي صيغت اشبه بقوام (مارلين مونرو) ولا داعي للتذكير بالأضرار الجسيمة لأدمانها وانعدام اية قيمة صحية لها, ومع ذلك فصناعة ال(كوكا كولا) من الصناعات الثقيلة التي تعتمد عليها ارض الاحلام فهي شركة لا اظن ان شركة اخرى في العالم وعلى مدى التاريخ تربح مثلها او تسوق مثلها حتى انك تجد زجاجة (الكولا) ولو كنت في الأدغال!.
أظن انه يجب ان نفرق بين دواء الكآبة وجرعة الكولا! ألا تظنون ذلك؟!.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved