بريشتينا - جمهورية الصرب - رويترز
كثف مبعوثون دوليون ضغوطهم على الصرب والبان كوسوفو من اجل الموافقة على خطة اقترحتها الدول الكبرى لاحلال السلام في كوسوفو في الوقت الذي اقترب فيه موعد انعقاد مؤتمر يمثل اخر فرصة للسلام.
ولكن لم تظهر اي علامة على تزحزح بلجراد عن موقفها الرافض لنشر قوة يقودها حلف شمال الاطلسي لحفظ السلام ويقول الغرب انها مهمة للخطة.
وفي كوسوفا نفسها احتدمت اعمال العنف الدائرة منذ عام وافادت انباء باصابة 11 شرطيا صربيا ومقاتلين البانيين في قتال وهجمات.
وفي واشنطن حذر الرئيس الامريكي بيل كلينتون من جديد اول امس الجمعة جمهورية الصرب من استعداد حلف شمال الاطلسي للتحرك اذا رفضت التوصل لاتفاقية سلام وهاجمت البان كوسوفو.
وقال كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ماسيمو داليما رئيس وزراء ايطاليا يجب على جمهورية الصرب قبول الاتفاقية وقوة يقودها حلف شمال الاطلسي في كوسوفو.
وحلف شمال الاطلسي مازال مستعدا للتحرك اذا واصلت جمهورية الصرب بدلا من ذلك القمع العنيف لشعب كوسوفو.
والتقى وولفجانج بتريتش مبعوث الاتحاد الاوروبي مع نيخولا سينفيتش نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي في بريشتينا عاصمة كوسوفا لمناقشة موقف جمهورية الصرب بشأن مسودة اتفاقية سياسية جرى التفاوض بشأنها الشهر الماضي في فرنسا.
وصرح بتريتش بانه ابلغ سينوفيتش بامكان تغيير بعض اجزاء المسودة والتي تصور منح كوسوفو حكما ذاتيا ولكن لن تقبل اي تعديلات رئيسية قبل المحادثات النهائية التي تبدأ في باريس في 15 مارس/اذار.
واعلن روبن كوك وزير الخارجية البريطاني امس الاول ان بريطانيا وفرنسا ستحثان بلجراد قريبا على ضمان ان يستعد الوفد الصربي في محادثات سلام كوسوفا المقبلة بشكل جدي للتفاوض من اجل ابرام اتفاق.
ونفى تقارير قالت انه سيتوجه الى بلجراد يوم غد الاثنين لاجراء محادثات مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بشأن الجولة الثانية من محادثات سلام كوسوفو بين الصرب والبان كوسوفو والتي من المقرر ان تبدأ في 15 مارس/اذار.
ويتقاسم كوك ونظيره الفرنسي اوبير فيدرين رئاسة المحادثات والتي انتهت جولتها الاولى دون التوصل الى نتيجة حاسمة الشهر الماضي.
في الوقت نفسه عقد بوب دول عضو مجلس الشيوخ الامريكي السابق اجتماعات في سكوبي عاصمة مقدونيا مع ممثلي البان كوسوفا في محادثات السلام في محاولة لاقناعهم بالتوقيع ان يوقع على التسوية المقترحة.
وقال دول بعد المحادثات ان من المتوقع ان يوقع الالبان على اتفاقية الحكم الذاتي في بداية هذا الاسبوع.
وطلب كلينتون ومادلين اولبرايت وزيرة الخارجية من دول القيام بهذه الزيارة في محاولة لكسب الالبان الذين يفوقون الصرب عددا في كوسوفو بواقع تسعة الى واحد.
وفي بروكسل قال الجنرال كلاوس نومان رئيس اللجنة العسكرية بحلف شمال الاطلسي انه يتعين على ميلوسيفيتش ادراك ان القتال سيستمر في كوسوفو اذا لم يوافق على قوة حفظ السلام واضاف انه بغير ذلك لن يكون جيش تحرير كوسوفو مستعدا لالقاء سلاحه.
ويهدد حلف الاطلسي منذ اسابيع بشن هجمات جوية على اهداف عسكرية صربية اذا اعاقت بلجراد التوصل الى اتفاق.
ولكن بلجراد لم تتأثر على ما يبدو وبرر مسؤولون اعلان الحكومة اليوغوسلافية الخميس الماضي تحصين اجزاء من حدود كوسوفا ضد عمليات التسلل بوصفه (رد فعل طبيعي).
واوضح مسؤول حكومي كبير ان هذا القرار استهدف منع اي دخول غير مرغوب فيه لقوات من حلف الاطلسي بالاضافة الى منع جيش تحرير كوسوفو من جلب اسلحة من الخارج.
واضاف حلف شمال الاطلسي قام بعملية نشر وقائية في مقدونيا وتحركنا رد فعل طبيعي لهذا .