Tuesday 22nd February,2000 G No.10008الطبعة الاولى الثلاثاء 16 ,ذو القعدة 1420 العدد 10008



البوارح
اليهود من المحرقة إلى الحرق (2-2)
د, دلال بنت مخلد الحربي

وديفيد ارفينغ هو مؤرخ بريطاني شهير كتب العديد من المؤلفات المعروفة التي تعتمد كمصادر منها كتاب Hittlar,s war وكتاب Churchill,s war وكتاب The Destuction of Dressdon وغيرها من الكتب التي بلغ عددها أكثر من ثلاثين كتابا نشرت في أشهر دور النشر البريطانية والأمريكية، إضافة إلى عدد من المقالات التي نشرها في الصحف والمجلات المعروفة.
وقد أقام ارفينغ دعواه ضد دبوراه لبشتات التي وجهت اتهامات مضادة له في كتابها Denying the Holocaust. The Growing Assault on Truth and Memory.
وخصصت المؤلفة صفحات عدة من كتابها عن أرفينغ قائلة عنه بأنه: مزور للتاريخ وكاذب عليه وأنه يستعمل الأدلة للحصول على النتائج التي يريدها إلا أنه يلويها حتى تتفق مع أيدلوجيته لأن هدفه من كتاباته سياسي، كما أنه بارع جداً في الحصول على المعلومات الأكيدة ثم وضعها بالطريقة التي تتفق مع ما يريد (1) .
وقد دافع ارفينغ عن نفسه بكل اقتدار ورفض كل اتهامات لبشتات ومن مجمل موقفه قوله: إنني لست من المنظرين للهولوكست وأرفض أن أوصف بذلك لأنني قدمت الكثير من الوثائق للعلماء والمؤرخين والقراء، وهي وثائق اكتشفتها بنفسي وترجمتها ثم نشرتها، وهي وثائق لم تكن معروفة للناس في السابق، كما أنني نبهت إلى جوانب عدة من الهولوكست، ولكنني أنظر إلى أن النازيين دمروا ملايين اليهود بالغاز وارى أن معسكر أوشفتز كان معسكرا لعمال السخرة كما أن غرف الغاز في هذا المعسكر لم تكن حقيقية، وإنما بناها البولنديون بعد انتهاء الحرب بثلاث سنين واعترفوا بذلك عام 1995م، وأنه ليس هناك أدلة أكيدة على استعمال غرف الغاز في معسكرات مثل سوبيدور وتربلنكا وبلتش، ولكن آلاف اليهود كانوا قد قتلوا في شاحنات غاز في سوبيبور (2) .
وأضاف ارفينغ: إنني مقتنع بأن المتهمة لم تقم بعملها هذا وحدها من أجل تدمير سمعتي والقضاء على شرعيتي كمؤرخ، بل هي جزء من حملة عالمية ضدي وسأطلع المحكمة على وثائق تثبت ذلك عندما يحين الوقت (3) .
إن اليهود في موقفهم الاستغلالي لقضية المحرقة يثبتون قدرة عجيبة في التأثير على الفكر الغربي خصوصاً، بل والمؤسف أيضا أن نجد من بين العرب من يكاد يصدقهم في مقولتهم هذه التي تثبت أفعالهم عكسها، فما فعلته إسرائيل في هجمات بربرية وحشية على مناطق عربية مثل جنوب لبنان تؤكد النزعة الدموية الخالية من التوجه الإنساني لديهم، ويكفي أن نتذكر هنا مجزرة قانا ومقولة ديفيد ليفي الأخيرة بأنه سيحرق لبنان، ثم أي عنصرية أبشع من تشريد شعب كامل، والتمتع بخيرات أرضه، وقتل أبنائه والتصدي للعالم كله من أجل الوصول إلى حل عادل يعطي أصحاب الأرض من الفلسطينيين بعض حقهم وليس كله.
إن المحرقة لا شك أنها وإن وقعت جزئيا غير مقبولة إنسانيا إلا أن الفعل الإسرائيلي لا يختلف بحال من الأحوال في بشاعته عن بشاعة المحرقة إن كانت حقيقة على الصورة التي يتناقلها اليهود.
1 الحياة، ع 13471 (22 شوال 1420ه/ 28 يناير 2000م) ص 14.
2 السابق.
3 السابق.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

ملحق تكنولوجيا المعلومات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved