Tuesday 22nd February,2000 G No.10008الطبعة الاولى الثلاثاء 16 ,ذو القعدة 1420 العدد 10008



شدو
العمل الدؤوب !
د, فارس الغزي

من المعلوم ان الولايات المتحدة دولة مؤسسات اعلامية واقتصادية وسياسية واجتماعية ظاهرها الديمقراطية وباطنها العكس, والسبب يكمن في ان تلك المؤسسات، الديمقراطية نظريا، يجبرها اعتمادها على الدعم المادي في ذلك المجتمع المادي على تبني مواقف تنضح بالدكتاتورية! بصيغة اخرى: إنها من خلال تمكين القادر ماديا على دعمها، تخلق الفرصة لاستغلالها وتوجيهها حسب ما تقتضيه مصلحة ذلك الفرد او تلك الجماعة، بغض النظر عن )ما يلاك( من مبادئ ديمقراطية كالموضوعية والمساواة والعدالة,, وخير دليل على ذلك هو نجاح مراكز القوى اليهودية )الظالمة!( في السيطرة على عقول الشعب الامريكي من خلال سيطرتهم على وسائل الاعلام وذلك، بالطبع نتيجة لسيطرتهم على وسائل الانتاج الاقتصادية هناك,
هنا اصل الى ما اريد قوله في تلك المقالة: ألا وهو عجز العرب اصحاب الحق والعدالة عن كسب الناخب الامريكي الى جانبهم او على الاقل تحييده وهو عجز لا يبرره الا التقاعس عن استغلال مثالب ديمقراطيتهم )وما أكثرها!( بالقدر الذي يحاكي نجاح الامريكيين الباهر في استغلال دكتاتورية بعض الانظمة العربية,, وما هذا إلا نتاج للفهم الخاطئ لآلية صنع القرار في امريكا والذي يحتم الضغط على صاحب القرار الرسمي بطرق غير رسمية وذلك عن طريق استغلال من اوصل هذا المسؤول الى كرسي السلطة من اجهزة إعلام ومنظمات لوبية، وبالتالي الوصول الى اللاعب الاساس )في اللعبة!( ألا وهو الناخب,
وعلى ضوء ذلك، لا أجد حرجا بالقول ان كل وسائل التأثير العربية على العقلية الامريكية قد اعتراها الفشل )وبالمناسبة، انا في غاية التفاؤل هنا، حيث ان مجرد استخدام كلمة )الفشل( قد يوحي بأن هناك جهودا تبذل او قد بذلت في سبيل هذا الامر!,, الأمر الذي تنفيه حقائق الوضع السائدة هناك(, ولذا فالامل الوحيد لحل تلك المشكلة هو الدعم والدعم والدعم للمنظمات العربية الامريكية هناك والتي، بالمناسبة، حققت في العقود الاخيرة من القرن المنصرم حضورا تؤكده بعض الانجازات التي تمت على إثر جهوها، والتي من ضمنها ايصال عدد من ذوي الاصول العربية الى مجلسي الكونجرس والشيوخ، وتأسيس قنوات اعلامية مستقلة من صحف وتلفزة، إضافة الى كسب بعض قضايا التمييز العنصري الموجهة الى العرب هناك,
ان كل من سنحت له فرصة الاحتكاك بالقائمين على تلك المنظمات سوف يعجب، ايما اعجاب، باصرارهم المتزايد على عمل المزيد من الخدمة لقضايانا العربية، وهو جهد لا يقف في سبيل تحقيقه إلا كما ذكرت آنفاً عامل الدعم المالي الذي يعتبر الركيزة الاساسية للنجاح في مجتمع رأسمالي،كالمجتمع الامريكي, فالقائمون على تلك المنظمات هم من صفوة احفاد الأجيال العربية التي هاجرت الى امريكا منذ اوائل القرن التاسع عشر الميلادي وممن ولد ونشأ ودرس هناك مما مكنهم من استيعاب الجوانب النفسية للثقافة الامريكية، وبالتالي استخدام نفس اسلحة التأثير التي كانت حكرا بيد الصهيونيين لفترة طويلة من الزمن,, بل ان هناك عاملا لا يقل اهمية عن العامل السابق يتمثل في كون تلك الاجيال المتطلعة الى جذورها، قد عاشت بمنأى عن )عقد( تاريخنا الحديث والمعاصر بل وبمعزل عن سلبيات الثقافة العربية المعروفة، مما امدها بفضيلة )الترفع!( عن الكثير من مهاترات ومثالب العمل الجماعي )مجازا(، والبعيد جدا عن روح الجماعة، السائدة في أروقة المنظمات العربية والاسلامية المقامة من قبل المهاجرين حديثا الى امريكا والذين وبسبب جهلهم المركب بطلاسم الثقافة الامريكية, إضافةالى عجزهم عن الفكاك من سلبيات العرب )العاربة والمستعربة بل والبائدة!( من حزبية واقليمية وطائفية قد وجدوا الانظار تركز عليهم إعلاميا، وبالتالي اضفاء المزيد من التشويه على قضايانا المشوهة اصلا!,, أتمنى المبادرة الى دعم هؤلاء الاخوة والاخوات أمثال جيمس زغبي، وجاك شاهين وهالة مقصود، وكاسي قاسم، ودانا شلالا، وغيرهم الكثير الكثير,

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

ملحق تكنولوجيا المعلومات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved