Tuesday 22nd February,2000 G No.10008الطبعة الاولى الثلاثاء 16 ,ذو القعدة 1420 العدد 10008



بيننا كلمة
علاج عشوائي
د, ثريا العريّض

استعيد معكم الفحوى الهامة لمقال المهندس حمود المحمدي بجريدة المدينة بتاريخ 24/5/1420ه عن العطارة والتجاوزات الفردية التي استغلت حاجة الناس الى التطبيب فأدخلوا في هذه المهنة ما ليس فيها، مقترحاً ان تقوم وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باعداد لوائح تحكم وتنظم هذه المهنة فتسترشد بها اللجان المشكلة للرقابة على هذه المهنة.
رد الوزير الذي نشر بنفس الجريدة يوم الثلاثاء 15/8/1420ه كان شاملاً وموضحاً لما تقوم به الوزارة في هذا الشأن عرض فيه بعض ما تم في مجال الطب البديل من خطوات وتنظيم وما يعترض التطبيق الأمثل له والاستفادة القصوى منه، من عوائق لوجستية وانخفاض وعي مجتمعي ترسخ إساءة فهمه أو تتيح استغلال الآخرين عبر استغلال امكانياته العلاجية الواعدة, وأكد الوزير أن الوزارة مهتمة بمتعلقات هذا المجال والاستفادة المثلى منه، وقد أنشأت شعبة خاصة بالطب البديل يرأسها استشاري سعودي متخصص للعمل على تطوير اللوائح التي تحكم هذا النوع من التداوي ووضع الضوابط اللازمة لممارسة وايجاد الآلية المناسبة لإحكام الرقابة عليها متمشياً مع الأنظمة واللوائح العالمية, وأشار إلى الحاجة إلى المزيد من الوقت لاستكمال ذلك، والى ما تقوم به الجامعات السعودية في كليات الطب والصيدلة من أبحاث في مجال التداوي بالأعشاب.
ليس هناك شك ان التداوي بالأعشاب الطبية، أو غير ذلك من وسائل العلاج البديل كالعلاج الطبيعي والوخز بالإبر والتدليك، لا يضر في حالة أنه يطبق بالتزام بالحقائق العلمية التخصصية، ولا يأتي استغلالاً من مدعي العلم به لتحقيق فوائد مادية من معاناة الناس دون أن يمنحهم إلا علاجاً وهمياً، وهؤلاء المداوون والمعالجون المدعون موجودون حتى في مجال العلاج الحديث وفي كل بلاد الله,, فكم سمعنا عن أطباء مدعين للتخصص يقدمون للمحاكمة بتهمة الممارسة دون شهادة أو ترخيص رسمي، وكم لمثل هؤلاء من ضحايا قبل أن يكتشف غشهم.
ولذلك فإن العلاج بأي سبيل جاء، تقليدياً، حديثاً، أو موروثاً شعبياً ضروري أن يخضع للتدقيق في الإجراءات الرسمية التي ترخص باستخدامه بصورة معترف بها تتضمن الحصول على تصريح رسمي بتقديمه كخدمة للمرضى يمنع ان ينتهي وسيلة سهلة للاسترزاق.
المواد الطبيعية كثيرة، ومعروف أن لبعضها خصائص قد تفيد علاجياً,, ولكنها، حين نتعاطاها بناء على نصيحة عابرة، أو وصفة من معالج شعبي، أي بدون متابعة طبية، قد تأتي بنتائج جانبية ضارة حين تتداخل مع أوضاع أخرى خاصة بالمريض كمرض القلب أو السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
أنصح من يعاني جسدياً أو نفسياً بالالتجاء الى الجهات الطبية المختصة، وتجنب تطبيب النفس أو اتباع علاج غير مؤكد الفاعلية بنصح من جار أو صديق: والأسوأ من ذلك وهو الانزلاق في أفخاخ المشعوذين المستغلين لمعاناة الآخرين، وحماس الصحف التي تسوّق حليب التيس ومغلي أوراق السدرة العجيبة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

ملحق تكنولوجيا المعلومات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved