** امتداداً لحديثنا عن وزارة المعارف وما يجري فيها من تطوير وتحديث وتغيير,, وما تحفل به من مستشارين وخبراء وقدرات وكفاءات ساهمت في إحداث نقلات جيدة,, تذكرت قضية نقلها لي بعض القراء,, وربما شاهدت,, أو عايشت جزءاً منها منذ سنين,, ولا ادري,, هل مازالت موجودة,, وهي قضية تتعلق بالمدارس الثانوية.
** وتتلخص في أنه متى تأخر الطالب عن الحضور الصباحي لساعة تحددها هذه الثانويات,, فإن الباب يُغلق في وجهه ويُطرد من المدرسة ويُقال له,, ارجع من حيث أتيت,, ويُحرم من الدراسة,, هذا اليوم,, حيث يظن القائمون على المدرسة أو على التعليم,, ان الطالب سيرجع الى المنزل ويقول لوالديه,, لقد طردوني بسبب تأخري,, وهناك في المنزل,, يتم دراسة اسباب التأخر وكيفية التغلب على هذه المشكلة,, وكيف يمكن تفاديها مستقبلا.
** وهذا شيء طيب,, لو انه هو الذي يحدث بالفعل,, ولكن المتوقع أو خوفنا,, ان هذا الشاب المراهق لا يرجع للبيت,, بل يذهب يسرح ويمرح هنا وهناك,, فالقهاوي موجودة,, ووسائل الضياع متاحة,, والفاشلون في كل مكان,, حتى ولو ظن هذا الطالب أو ذاك,, أن المدرسة والقائمين عليها سيتصلون على البيت ويبلغون بأنه غاب أو تأخر,, فإنه لا يشكل له ذلك اي شيء لأعذار جاهزة,, وقد يجد لنفسه ألف عذر امام أهله,, هذا ,, اذا افترضنا ان المدرسة اتصلت بالفعل.
** ثم ان هناك نقطة مهمة,, وهي ان التأخر لأول مرة او للمرة الثانية,, قد يكون سببه الحركة المرورية,, او وجود حادث مروري,, أو أن الوالدين تأخرا في القيام صباحا,, أو أن هناك سبباً خارجاً عن ارادة المسكين,, ولاشك ان عقابه بالطرد فيه ظلم له أولا,, ثم انه قد ينقله من طالب مهذب مواظب ملتزم الى شيء آخر,, وقد ينقلونه من اجواء العقلانية والهدوء الى اجواء التمرد.
** في مدارس الرياض الاهلية,, هناك اجراء طيب,, وهو اجراء عقابي تربوي لمن يتأخر لمدة حددت هناك,, حيث يطلبون من مجموعة الطلاب المتأخرين اجراء تمارين رياضية شاقة لبعض الوقت,, ثم يمكنون الطالب المتأخر من الالتحاق بالفصل,, ولا يعيدونه أو يحرمونه من الدراسة.
** أما طرد الطالب,, فهو اسلوب عقيم جدا,, فإلى جانب حرمان الطالب من العلوم والدراسة والمعرفة وتفويته بعض الدروس,, فهو ايضا,, تسهيل لضياع الطالب وتقديمه لمجتمع آخر,, مجتمع الضائعين,, ثم انه يسهل عملية الانتقال من الاجواء المواظبة الملتزمة الى اجواء اخرى.
* اذا كانت هذه الاجراءات بالفعل موجودة حتى اليوم ,, فلماذا لا يُعاد النظر فيها,, وأين خبراء التربية الحديثة؟!! .
** أتمنى ,, ألا تكون موجودة بالفعل.