Tuesday 22nd February,2000 G No.10008الطبعة الاولى الثلاثاء 16 ,ذو القعدة 1420 العدد 10008



السهل الممتنع,, في معادلة التفوق الهلالي
عبد الله الضويحي

لو أن مباراة الهلال والأهلي على نهائي كأس المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ,, والذي تم تنظيمه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية على يد الراحل العظيم,, والتي اقيمت مساء الاربعاء الماضي وفاز بها الهلال بهدفين لهدف واحد,, وتم تتويجه بطلاً أوحد لبطولة فريدة,,, وخالدة,,.
,,, اقول,, لو ان تلك المباراة لم تكن في مناسبة كهذه,, ولحدث كهذا,, وأعني لو أنها كانت ضمن مباريات الدوري,, أو أية منافسة اخرى دورية,, لربما تغيرت النتيجة وكسبها الاهلي بناء على ظروف الفريقين قبل المباراة,, والوضع الفني العام لكل منهما,, ومسيرتهما في الدوري (المحك الحقيقي) والتي تؤكد تفوق الأهلي بمراحل وفقا للرصيد النقطي والنتائج الفنية,.
اذاً,, لماذا فاز الهلال؟!
هل كان للصدفة دور في ذلك,؟!
أبداً,, لم يكن,, فالأسلوب الذي لعب به الهلال,, وطريقة تعامله مع ظروف المباراة,, واحداثها,, طول فتراتها والمنافذ التي وصل من خلالها إلى مرمى شقيقه الأهلي,, والخطط التي بنى عليها ذلك,, كلها عوامل تؤكد انتفاء الصدفة عن ذلك,!
اذاً,, هل كان للحظ دور هو الآخر,؟!
ولا الحظ,, فالطريقة المرسومة بها الأهداف,, وعطاء الفريق طوال المباراة,, واجماع المراقبين على احقية الهلال بالفوز,, تنفي هذا الاحتمال.
إذاً,, هل هناك عوامل أخرى أدت إلى فوز الهلال,, طالما ان المؤشرات التي سبقت اللقاء لا توحي بذلك؟
حتى هذه العوامل لا وجود لها,, بل الحقيقة,, تشير إلى ان هذه العوامل لوانها انصفت الهلال,, وسارت بشكل طبيعي واعتيادي لربما ضاعف الهلال النتيجة واعاد الى الاذهان ذكرى افتتاح المسابقة.
اذاً,, لماذا فاز الهلال,؟!
عفوا,, بل لنقل:
كيف تفوق الهلال,, ففاز,؟!
هذا هو السؤال المطروح,, أو السؤال الذي يطرح نفسه,!
فالقضية,, شأن هلالي بحت!!
وليست عقدة اهلاوية مع النهائيات,.
ولا عقدة اهلاوية امام الهلال,, وإن كان التاريخ يؤكد تفوقا هلاليا على شقيقه الاهلي على وجه العموم,.
ذلك ان مثل هذين التبريرين سلب لحق الهلال في التفوق,, وجدارته بالفوز,, ومحاولة للنيل منه من خلال بحث عن مبررات تنفي عن الهلال تلك الميزة أو ذلك التفوق,.
اذاً,, وكما قلت,, فالتفوق ميزة هلالية,, والفوز جدارة هلالية,, والبطولة شأن هلالي بحت!
من هنا,, تسهل الاجابة على السؤال المطروح عن التفوق الهلالي في هذه المباراة,, في ظل الظروف الفنية,, التي سبقت يومها,, والترشيحات التي كانت تميل إلى الأهلي بنسبة كبيرة.
لقد تفوق الهلال,, لأنه تفوق على نفسه,.
وهذا هو الفرق بين الهلال وغيره
فالآخرون,, يفكرون أولاً في التفوق على الهلال قبل التفكير في التفوق على أنفسهم!
بينما الهلال,, يتفوق على نفسه اولاً,, فيتفوق على الآخرين.
وهذه هي معادلة التفوق الهلالي التي يصعب على الآخرين فك رموزها,, والتعامل معها.
قد يدركون مكوناتها,.
وقد يستطيعون معرفة تركيبتها,.
لكنهم لا يجيدون تنفيذها كما هو الهلال!
فمعرفة المكونات,, واستيعاب الطريقة,, لايكفيان وحدهما لاجادة التنفيذ,, ذلك ان هناك سرا خاصاً,, ونكهة مميزة يختص بها المنفذ,, وتنعكس على مايقوم بتنفيذه.
هي البصمة المميزة له,.
أو الروح كما هو متعارف عليه التي يضفيها على العمل,, فيتميز به,, وهي شيء غير محسوس لكنه ملموس,.
وللهلال بصمة يمتاز بها,.
لا يعرف سرها,, إلا هو,.
ولا يدرك كنهها إلا هو,.
ولا يسأل عن امرها,, إلا هو,,!
انها الروح الهلالية,, التي تظهر في الوقت المناسب,, وتنعكس على ادائه,, فتتسامى به الى عتبات التفوق لينثر العطاء ثمرات ناضجة.
هذه الروح,, هي التي تجلت في نهائي كأس المؤسس فتولد عنها ذلك العطاء,.
وهذا لايعني ان الاداء الفني الهلالي لم يكن على مستوى المناسبة,, ومتوازنا مع النتيجة,, بل ان تلك الروح المتميزة,, تفاعلت مع الامكانات الكامنة فتفجرت الطاقات الهلالية عطاءً مميزاً,, واداء راقياً,.
صنع ذلك التفوق,, وقاد إلى تلك النتيجة.
والهلال تفوق,, لأنه ادرك ان لابد من التفوق,.
والهلال اعطى,, لأنه شعر ان لابد من العطاء,.
فالمناسبة نادرة,, لاتتكرر لجيله الحالي,.
والبطولة غالية,, لاتقدر بثمن,, لكنها ليست ككل البطولات,.
فالزين غالي ,, لكنه (الأزين) في عُرف الهلاليين (اغلى).
فهي ليست بطولة دورية,, فاز بها كثر من مرة وخسرها أكثر من مرة,, كما هي سنة البطولة,, وسمة التنافس!
ولا مناسبة عادية تتكرر بين حين وآخر,, يتعامل معها باسلوب (الصح والخطأ),, أو (الاستبصار),, وما إلى ذلك من قواعد,, ونظريات علم النفس.
فهي المئوية ,.
مئوية التوحيد,, والبناء.
مئوية التأسيس,.
وهي كأس المؤسس العظيم,, لهذا الكيان العظيم,.
كأس المؤسس ,, ورجل القرن ,.
فلابد لهذه البطولة,, من ناد جدير,.
ولابد لهذه الكأس,, من بطل قدير,.
فجاء الهلال هكذا مجرداً من كل ألقاب ليخطف كأس رجل القرن ,, وليصبح نادي القرن ,.
وكأن كأس رجل القرن ,, لا تصلح إلا لهلال القرن ,!
فهي كأس التحدي,, والهلال يعشق التحدي,.
وهي موقف,, والهلاليون رجال مواقف,.
لهذا,, ادرك الهلاليون أهميتها منذ البداية,.
وآمن الهلاليون بمعناها منذ البداية,.
لذلك,, أعلن الهلال,, تحديه منذ البدية,.
ففاز في مباراة الافتتاح على شقيقه الاهلي ب5/2 في تلك الافتتاحية الشهيرة,, التي قال فيها الهلال مخاطباً هذه الكأس منذ البداية انا,, لها ,, ورافعاً راية التحدي,, ولم يدرك الآخرون جدية الهلال,.
إلا عندما,, رأوا الحقيقة ماثلة امامهم,, وكأنهم لايدركون من هو الهلال,؟!
وما معنى ان يتحدى الهلال,؟!
وكيف يكون الهلال عندما يتطلب الامر حضوره!!
والهلال,, اراد ان يحتفل بالمئوية على طريقته الخاصة,.
فالكل احتفل بالمئوية,.
والكل ابتهج بالمئوية,.
وكل الأندية ايضا,, احتفلت بهذه المئوية,.
وشاركت الاحتفاء بها,, لكن الهلال اراد ان يكون احتفاؤه مميزاً,.
وولاؤه لهذا الكيان مميزاً,.
وانتماؤه لهذا الكيان مميزاً,.
فكان لابد للهلال وكعادته ان يكون متميزاً في طريقته,, واحتفاليته,.
فجاء هذا الانتصار,, ليحفر الهلال (100 عام) على صدره بمداد من ذهب.
ويطبعها في أكثر صفحاته بياضا,, ونقاءً بحروف من ذهب.
وهكذا الهلال,, يكتب في كل مناسبة قصيدة جميلة,, احتفاء بها,.
ويعزف في كل حفلة,, لحنا مميزاً له,.
ويؤلف قطعة موسيقية خاصة به,.
لا يمر حدث,, الا ويساهم في صناعته,.
فهو ممن يصنعون الاحداث,, لا ممن تصنعهم الاحداث والظروف,.
وفي كل عرس له قرص,!
ولان (المئوية) مناسبة خاصة,, ومميزة في كل شيء,, فقد اراد الهلال ان يكون هو الآخر متميزاً فيها,.
فقد (أبى) الهلال ان تمر هذه الذكرى العزيزة دون أن يكون له فيها بصمة,.
وأبى الهلال,, إلا أن يكون الاكثر بين الاندية تفاعلاً معها,.
وابى الهلال,, إلا أن يكون الاكثر تخليداً لها,, وعلاقة معها,.
اراد الهلال,, ان يحتفل بالمئوية على طريقته الخاصة,.
وان يتوج هذا القرن,, قرن العطاء,, والتوحيد والتأسيس,, بلقب جديد,, (هلال القرن)!
وهكذا هو الهلال,.
هلال المجد,.
هلال البطولات,.
الزعيم,.
هلال القرن,.
تتغير الصفات,, وتتعدد الالقاب,, ويظل الهلال هو الهلال.
يحصد كل يوم بطولة,, ويتزين كل مرة بقلب,.
بل ان الالقاب,, اصبحت تتزين به.
والله من وراء القصد.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

نوافذ تسويقية

ملحق تكنولوجيا المعلومات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved