Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/10/2006G Issue 12427منوعـاتالسبت 15 رمضان 1427 هـ  07 أكتوبر2006 م   العدد  12427
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

وعلامات
الملك عبدالعزيز في مصر! 3-4
عبدالفتاح أبو مدين

-يقول الملاح التائه، الشاعر الكبير علي محمود طه:

سلاماً (طويل العمر) مصر تبثه
بأعذب ما رفّت به شفتان
وللنيل أمواج يثبن صبابة
بأفراح در فوقه ومغاني
تجلى طرازاً في لقائك مفرداً
رفارف خضراً في ظلال جنان
يحيى بك الشعب الحجازي شعبه
وفيه يحيى (القبلة) الهرمان
تساءل فيها الصاحبان وقد بدت
مخاضرها من لؤلؤ وجمان
وآفاقها (مكية) النور والشذى
يضئن بأقمار بهن حسان
أفي مصر؟ أم بطحاء مكة يومنا؟
هنا وطن أم ها هنا وطنان
وتلك قطوف النيل دانية الجنى
أم أن قطوفاً (للرياض) دواني
هوى لك يا عبدالعزيز أصارها
وما اختلفت في صورة ومكان
وأنت أخو الفاروق دارك داره
على الرحب، والداران تلتقيان
وما هي إلا أمة عربية
موحدة في فكرة ولسان

- وكان جميلاً من الشاعر أن يمثل المستشار المراقب للأحداث، فيتحدث عن الحرب العالمية الثانية وما انتهت إليه من خراب وتدمير، ثم ما بدت نيات الظافرين تتجه بسوء إلى دول العالم الإسلامي، تمنعه حقه في الاستقلال، وتغدر بما قطعته من مواثيق تبخرت كالسراب، وقد جعلت مجلس الأمن سياجاً يحمي أطماعها ويحل ما حرم الله من الغبن والاستعباد.. كل هذا قد ظهر في قول الشاعر الكبير، متحدثاً عن الشرق:

أناشدكم والشرق بين مطامع
تهدده في حوزة وكيان
فهلا جمعتم أمره واستعنتموا
بكل فتى بالطيبات معان
أرى حلفاء الأمس لم يحفلوا به
وما زال من خلف الوعود يعاني
وما قرّ في ظل السلام بحقه
ولا فاز من حرية بضمان
أنقنع من حق و(جامعة) له
بجمع يدير الرأي حول خوان؟
وليس لها من قوة غير ألسنٍ
وأقلام كتّابٍ وسحر بيان
وماذا يفيد الرأي لا سيف عنده
وماذا يصيب القول يوم طعان؟
على البأس فأبنوا ركنها وتأهبوا
لمستقبل من حولها متفاني
تلاقى به رايات كل شعوبه
وأسيافهم من صلبة ولدان
كأمواج بحر زاخر متلاطم
ينابيعه شتى ذُرى ورعان
ضمنت بكم مجد العروبة خالداً
على كر دهر واختلاف زمان

- والحق أن الشاعر تحدث بلسان الوطني المقهور من دسائس الغرب وكيده، ولو عاش إلى اليوم لرأى أن هذه الدسائس قد أصبحت زلزالاً يكتسح الشرق المسكين..

- أما الشاعر محمود حسن إسماعيل، فله طريقته الخاصة في تصوير الآمال المكظومة واللوعات المكتومة.. وقد أنشأ في استقبال جلالة الملك عبدالعزيز قصيدة من عيون الشعر وعلى غير عادته، كان متفائلاً بمستقبل الشرق، وقد امتدت آماله الواسعة حين شاهد موكب الملك عبدالعزيز وما أحاطه من حب فياض من الشعب المصري، وهو يعلم ما يكنه هذا الشعب لجلالة الملك من حب ووفاء، إذ هو عاهل المملكة العربية السعودية، وفي وطنه الحرمان الشريفان، وموطد الأمن في ربوع الجزيرة، بعد أن عصفت بها زلازل قطاع الطرق من الذؤبان الذين لا يخافون يوماً تشخص فيه الأبصار.. ابتدأ الشاعر قصيدته مستمعاً إلى حادٍ من البيداء يغني على شاطئي النيل، فأصغى إليه السامعون في شوق حين ردد النشيد مجازياً، وقد أصغت إليه مصر، فاهتاجت خواطر لها؛ لأن الدار ذات هوى كهوى سكانها.. وامتد به الخيال في هذه المعاني الطريفة، وقد بدأ قصيدته بقوله:

حادٍ من البيد هزتني قوافله
والنيل يصغى إليه أو يساجله
يلقي النشيد حجازياً فتحتسبه
تهجد الفجر أوّاب يواصله
أصغت له مصر فاهتاجت سرائرها
وللديار هوىً تهفو شواغله
نادت لموكبه الوديان شامخة
إن الصحاري آذان وهو فائله
وللجزيرة وحي في قياثره
كادت تضيء به الدنيا أنامله
مهد النوبوات أرض النور موطنه
وفي ربوع الهدى قامت منازله

- ومضى الشاعر على هذا النمط يردد نشيده حتى قال:

سألته لمن الركبان سائرة
وللكريم اهتزاز إذ تسائله
فقال إني من الشرق الذي سطعت
ونورت منه للدنيا رسائله
من بقعة عمد الإسلام في يدها
سواعد الدهر يُعييها تطاوله
مشى الرسول عليها فاغتدت حرما
يجرّد النفس للتسبيح داخله
وشعّ منها كتاب الله فهي حمىً
لا بد يسجد قبل الخطو نائله

- ثم اتجه إلى الحديث عن جلالة الملك عبدالعزيز، فقال إنه بنى ملكاً منيعاً في هذه الأماكن الطاهرة، ثم جاء إلى مصر، ونور الشهادة تبديه أسرته، وهالة المجد ترتسم في حمائله، وعطر النبوات يفوح من أردائه، وضياء التوحيد يفيض من جبينه، والجموع تهتف باسمه:

الله أكبر في الشطين هاتفة
كطير مكة إذ هاجت زواجله
رأيته وضفاف النيل تحمله
والنيل يهتز للأبطال ساحله
في موكب يُفرح الإسلام عزته
وتلفت الشرق للماضي مخايله

-ووصفُ الموكب الملكي، كان موضع التفات الشاعر، فتحدث عنه حديث المؤمن بعزة الإسلام ومجد الشرق.. والحق أن الشاعر قد أبدع في التصوير إبداعاً لم يشغله عن رسم الصورة الحية للبطل المغوار، فهو ليث البوادي وحاميها وسيدها، كان الغيب لها في جدب الأيام، وقد جاء إلى مصر يحمله البحر، فصار موجه بساطاً هادئاً وادعاً، كأنه واحة في الفلاة، وقد وقف المصريون على الشاطئ يرتقبون طلعة العاهل المفدى بفرح غامر، يتأملون الدّراعة التي حملت صقر الجزيرة إلى أرضهم..




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved