Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/10/2006G Issue 12428محليــاتالأحد 16 رمضان 1427 هـ  08 أكتوبر2006 م   العدد  12428
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

الأخيــرة

هذرلوجيا
فقير درجة ماذا؟!
سليمان الفليح

ليس هنالك بلد في العالم (يتكرش) فيه العامل الآسيوي حتى (يغدو بلا رقبة) إلا في المملكة. وهذه - لا حسد - نعمة يحسدنا عليها جميع سكان الأرض، بل إننا نتمنى أن يعم خير مملكتنا العزيزة كل مواطني الكرة الأرضية كما أنها - أي هذه الظاهرة - تشي عن طيبة وكرم يختص بهما المواطن السعودي دون سواه، إذ يعامل عادةً (صبيّه) أو عامله أو مكفوله معاملة أولاده في تقديم الوجبة التي عادةً ما تكون دسمة. وكذلك (تقليطه) مع معازيمه في الولائم كأي رجل آخر وبلا تمييز، وهذه عادة حميدة ورثها المواطن السعودي عن آبائه وأجداده الكرام وأصبحت من صلب تقاليده الأصيلة. كذلك يلحظ المرء في المملكة انتشار خيام الإفطار التي تبرز بشكل ظاهر في أيام رمضان المبارك وفي كافة أنحاء المملكة دون استثناء، إذ يتحلَّق جميع المسلمين وسواهم من العمالة الوافدة حول سفرة واحدة هدفها الأجر والثواب وتكريس الكرم العربي الأصيل والأخلاق الحميدة في الإسلام. أقول رغم شمولية هذه العادة التي يستفيد منها القاصي والداني إلا أنني فوجئت كما فوجئ غيري بخبر نشرته صحيفة الرياض في الرابع من الشهر الكريم والذي علَّق عليه زميلنا الساخر المبدع عبد العزيز السويد في جريدة الحياة والذي يقول إن ثمة (مواطنين في مراكز محافظة الليث (يستجدون) الجمعيات الخيرية لقمة إفطار رمضان!).
وقد ذكر السويد أنه في ثنايا الخبر يوضح رئيس مركز (جدم) في محافظة الليث الأستاذ مستور العيافي أنه لا يوجد مستودع خيري في المحافظة ليساعد الفقراء والمساكين. ويقدِّر عدد الفقراء في المحافظة بعشرة آلاف أسرة!!
وبالطبع هذا التوضيح المحزن والذي يقطِّع نياط القلب يذكّرنا بالجولة التاريخية الأبوية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى - =حفظه الله - والتي زار فيها بيوت الفقراء في مدينة الرياض والتي وجه على أثرها بإنشاء صندوق لمعالجة الفقر. وقد كلّف - حفظه الله - لجنة لدراسة هذا المشروع وسرعة البت فيه، والآن وبعد ذلك التوجيه النبيل وتأسيس ذلك الصندوق منذ شهر ديسمبر (2002) ألا يحق لنا التساؤل، بل حتى التذكير بما فعلته (الأمانة العامة) التي شُكِّلت لذلك الغرض الإنساني النبيل والتي كما علمنا أنها لم تقدِّم حتى الآن لأولئك الفقراء سوى الإحصائيات والدراسات واللجان واللجان المنبثقة عن اللجان واللجان الفرعية للجان لاعتماد ميزانية ل(خطة العمل الإستراتيجية - الوطنية - لمعالجة الفقر) والتي توصلت إلى أن (مشكلة الفقر هي مشكلة معقدة) ونحتاج لإشراك العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية بها ووضع الخطط والبرامج التي تساعد في (الحد من الوقوع في الفقر!!) - أي أن عملها يخطّط لتلافي الوقوع في الفقر لا معالجته!! كما أن هذه اللجان لم تزل تقدِّم أكداساً من ورق الدراسات والتي توصّلت بمقتضاها وبمعجزة كبرى إلى أن الفقر ينقسم إلى ثلاثة أنواع (...) هي: الفقر المدقع والفقر المطلق والفقر النسبي (يا سلام)، فبربكم كيف يُصنّف الفقير نفسه لتلك اللجان؟ فهل سيقول لها مثلاً أنا فقير مدقع أم فقير مطلق أم فقير نسبي؟
كما أن تلك اللجان توصّلت إلى وضع (قاعدة معلومات) يتم من خلالها إعداد البيانات التي تساعد على رصد ظاهرة الفقر وعلاجها وتحديد أسباب الفقر وتحديد (خصائص الفقراء) - و(سماتهم!!) مع دراسة بعض التجارب العالمية والاستفادة منها بما يتناسب مع (خصوصية) الشعب السعودي (!)، ولعلّه من المضحك حقاً أن تحصر اللجان إياها أسباب الفقر ب(انخفاض الدخل!!) و(تدني سن التقاعد للعسكريين ذوي الرتب المنخفضة) وارتفاع أفراد العائلة مقارنة بالدخل.
* * *
بقي أن نعرض عليكم هذه النظرية الاقتصادية (العظيمة) التي توصّلت لها تلك اللجان فيما يخص الفقر والتي تقول (لا فض فوها): (إن غالبية أصحاب الدخل المنخفض تدخل في دائرة الاستهلاك أكثر منها في الإنتاج مما يحوّل صغار المنتجين في القطاع الزراعي والرعوي إلى مستهلكين يبحثون عن الإغاثة).
* * *
ويبقى القول أخيراً ومن خلال كل ما أسلفت: أن الوضع مع هذه اللجان التي تتكدّس أوراق دراساتها (العتيدة) حتى تصل السقف تشبه تماماً المثل الشعبي العتيد أيضاً الذي يقول: (انطر يا بعير حتى يجيء الربيع)، إلا إذا كانت تلك اللجان تعتقد أن الفقراء يأكلون الورق ونعني بذلك (ورق دراساتها) شريطة أن يحدد الفقير - قبل الأكل - من أي نوع هو من الفقراء فهل هو (مدقع أو نسبي أو مطلق). وهذه وحدها تريد دراسة تصنيفية خاصة تقوم بها اللجان إياها ل(تثقيف) الفقير بصفته الفقرية. هذا إذا ما قامت الأمانة إياها بالعمل الجدي لإزالة الفقر.. ولكن السؤال المهم هو: متى يحدث هذا؟! أعتقد أن الأمر يحتاج إلى سنوات أخرى. و(انطر) يا فقير!! والرزق على الله.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved