Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/10/2006G Issue 12435مدارات شعبيةالأحد 23 رمضان 1427 هـ  15 أكتوبر2006 م   العدد  12435
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

عفوا أيها الشعراء..
برغم وفائكم أنتم مقصرون..مقصرون

* كتب - علي المفضي:

لو أمكننا تتبع مسيرة أي شاعر على مرّ التاريخ فلن نجد في قصائده إلا ما ندر ما يُوحي أنه ردّ بقدر ما أخذ، فالعطاء الذي تمتع به كان ثراً وصادقاً ومنزهاً، كان بلا منة وبلا حساب ودون شروط وبدون طلب، كان غيثاً في موسمه دافقاً عذباً رقراقاً غنياً، تجدب الأرض وتستعصي (فياضه) على العطش.

قطرة منه تنبت وتغذي وتندي الروح، نقي لم تمسه يد التقنية، دائم الهطول، غني المكونات، طبيعي التكوين، نادر النوع واللون والشكل والرائحة، إنه عطاء الفطرة الذي لا يحده حدّ فمن لنا بمانح نادر المنح يتهلل بشراً كلما أحس أننا أخذنا منه أكثر فأكثر بل كلما منح أحس أنه لم يكن عطاؤه كما كان يتمنى..

إنه العطاء الذي يدفعه الحب ويلفه الحنان وتتخلله الشفقة ويسيّره العطف.. إنه عطاء الكبار خلقاً ومنحاً وبذلاً.. إنه عطاء الأمهات الصابرات الراعيات نبات الأبناء لحظة بلحظة، الساهرات لتهنأ الشقيات، لتسعد المحرومات، لتشبع الجائعات، لترتوي الظامئات.

يقول الإمام الشافعي:

أطع الإله كما أمر
واملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنه
ربّاك في عهد الصغر
واخضع لأمك وأرضها
فعقوقها إحدى الكبر

وليس أجمل خلقاً من مانح بلا حد ولا هدف إلا الحب المجرد النقي:

أجمل عطا من صاحبه
يعطي ولا يرجي بديل
ومن يحتري رد العطا
ما كنّ سوى له جميل
وأجمل شعور انك تحسّ
انك بتقصيرك بخيل

عفواً أيها الشعر فأهلك لم يصلوا بعد إلى الطريقة المثلى لكتابة القصيدة (الوفاء) أو القصيدة النموذج التي تعطي انطباعاً حقيقياً عن وفاء الشاعر لأمه.. يقول حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق

ويقول أبو العلاء المعري:

والأم أولى بإكرام وإحسان
وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه
أمران بالفضل نالا كل إنسان
ويقول شاعر آخر:
لأمك حق لو علمت كبير
كثيرك يا هذا لديه يسير

ولكن ماذا عن الأم التي ترى البر والنفع بمنظار هو الأكثر صفاء وهذه إحداهن:

يالله لا تقطع مرادي وشفي
اصخر جنيني بالهدى والمطاعة
حملت كره وناظري ما يغفي
أسهر إلى شفته تذارف دماعه
شلته على متني ونومه بصفي
وغذاه من مشة ضميري رضاعة
أحط هدمي بالشتا له مدفي
وارجيه رجوى من بذر له زراعة

ومهما كتب الشعراء وأبدعوا فلن يصلوا إلى القصيدة النموذج التي تسجل في خانة عطاء الشاعر.. وهنا نموذج من النماذج الطيبة لسعود بن بندر - رحمه الله - تجاه والدته:

لا كنت أنا لا كان يوم زعلتيه
وشلون أبرضي خالقي لا زعلتي
كلش ولا تكدير خاطرك ما أبيه
كل يهون ارضاه عندي سوى انتي
ياللي وجودك فارغ العمر ما ليه
لا تهت في ليل الأحاسيس بنتي

ولا يفوتني أن أعرج على بيت مشهور لسعود بن بندر أيضاً حيث يخاطب والدته قائلاً:

يا ليتني بينك وبين المضرة
من غزة الشوكة إلى صرخة الموت


Ali666m@hotmail.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved