Al Jazirah NewsPaper Monday  16/10/2006G Issue 12436محليــاتالأثنين 24 رمضان 1427 هـ  16 أكتوبر2006 م   العدد  12436
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نهـارات أخرى
الدِّين بوصفه علاجاً!
فاطمة العتيبي

لا خلاف في أن العالم يتجه نحو الروحانيات والأديان بعد اكتشافها كمعالج ودواء ناجع للخروج من المآزق النفسية والجسدية.. وفي هذه المرحلة الحالية تحديداً تظهر اتجاهات عالمية عديدة لإحياء فكرة الدين لتخليص البشر من موجات الاكتئاب والإحباط التي تنوء بها النفس البشرية في ظل هذا التسارع العظيم للتغيرات التقنية والزحام والضجيج الحضاري..!
** وبكرت فكرة الروحانيات بوصفها معالجاً للهزيمة النفسية في الظهور في العالم العربي خاصة بعد نكسة 67، حيث كان المأزق السياسي شديداً، وكان الاتجاه إلى الدين علاجاً نفسياً طبب كثيراً من الجروح!
** ولم يختلف الوضع العربي كل هذه السنوات عما كان عليه في (67) فالاحتلال تمدد والتهم العراق مع فلسطين.. ولبنان والجزائر والسودان وليبيا وسورية تعاني من قلاقل داخلية وخارجية والدول العربية المتبقية تناضل من أجل لحمة داخلية ومن أجل صمود في وجه رغبة مستشرية للتدخل الخارجي في شؤونها!
** ولا مناص من الدين كمعالج روحاني يعزز النفس المهزومة وينفث فيها روح الأمل..
وتبدو (العودة إلى الدين) أول نصيحة يقدمها أي معالج نفسي لأن إدراك القوى الماورائية التي ترمز إلى الله سبحانه وتعالى تساعد البشر على تفسير الواقع الذي يفاجئهم بتقلباته وتغيراته..!
** وتصب برامج عمرو خالد والشيخ حمزة وكذلك الشيخ سلمان العودة وطارق السويدان والعوضي وغيرهم كثير.. في هذا النهر.. نهر المعالجة النفسية بالروحانيات.
** وهي برامج تختلف عن برامج الإفتاء والأحكام والقول الفصل في الحلال والحرام التي لها اختصاصيوها ولا شك..
لكن تلك البرامج تمثل جرعات علاجية عالية المستوى؛ للشد من أزر الإنسان في تقبُّل وفهم التغيرات الكونية والأممية وكذلك تقبله لأبسط هزائمه النفسية في أحلامه التي تتساقط من حوله دون أن يتحقق منها شيء!
** وإذا كنا ندرك تماماً نجاح هذه التجارب في تعزيز الأمم والعمل الحثيث على تعديل سلوكيات أجيالها..
إلا أن المعالجة بالدين يُخشى من جرعاتها الزائدة.. إذا لم يقم بها ذو علم واختصاص،
ويخشى من قلة جرعاتها أيضاً لهذا السبب..
** فلا تغيب عن ذاكرتي مناظر زميلاتي الطالبات وهن يتساقطن ويتدافعن ويغيب بعضهن عن الوعي؛ نتيجة عرض تكفين الجنائز في إحدى كليات البنات قبل أكثر من عقد من السنين..
** تلك كانت ولا شك جرعة خاطئة أعطيت في العمر الخطأ وفي المكان الخطأ ومن المعالج غير المؤهل.
** لذلك الدين هو الراحة.. هو الهدأة.. هو اليقين الذي تخرج به في لياليك المباركة هذه.. وتأوي إلى فراشك لتجد في أحلامك الدنيا غارقة في البياض.. تتطاير فيها الحمائم حول أشجار الرمان..
** لكنه علاج بحاجة إلى اختصاصيين مهرة وقادرين على التحكم بجرعات الدواء حتى لا يترك مضاعفات جانبية أو يكون محرضاً لقتل النفس والآخرين..
** دمتم متعافين تنعمون بالروحانيات مثلما تنعمون بالمأكل والمشرب والملبس والمال والبنون والأمن ورغد العيش في ظل الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف!

fatmaotaibi@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved