Al Jazirah NewsPaper Monday  16/10/2006G Issue 12436عزيزتـي الجزيرةالأثنين 24 رمضان 1427 هـ  16 أكتوبر2006 م   العدد  12436
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الصدقة بين الإعلان والإسرار

رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في شهر رمضان المبارك، ونحن نعيش أيامه أقرأ في الجزيرة عن جهود الجميعات الخيرية في الصدقات.. وتعقيبا على ذلك أقول: يقع اللبس عند كثير من المنفقين والمتبرعين وهم كثر بحمد الله في بلادنا، فما أن ينادي المنادي لمشروع خيري حتى تنهال التبرعات، والأعطيات وهذا مؤشر لروح البذل الفياضة اللتي تتقاطر جوداً وكرماً، والروح الدينية التي تجود بالمال الذي يحبه الناس حباً جماً.
وأثنى الباري سبحانه على الباذلين المتصدقين في حال كونهم في غمرة الحب والشفقة على المال فقال: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}(8) سورة الإنسان. وقال أيضاً: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} (177)سورة البقرة.
كما أثنى الحق تبارك وتعالى على الذين يظهرون تبرعاتهم ونفقاتهم في المشروعات الخيرية العامة ومصالح المسلمين كبناء الطرقات، وتشييد المساجد، وغير ذلك فقال تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} (271)سورة البقرة. وقال: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً} (274) سورة البقرة.
وفي الحديث أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى ذات مرة بالصدقة فقال: (تصدق رجل بديناره، بدرهمه، بصاع بره.. إلخ حتى اجتمع مال كثير.
الشاهد أن العلماء يقولون: إن التبرعات العامة للمشروعات الخيرية والصدقات العامة الأولى فيها هو الإعلان لقصد التنافس والاقتداء، لا للسمعة والرياء!
فالناس بحمد الله لديهم تنافس شريف لفعل الخيرات.
فهذا مجال حيوي للمنافسة الأخروية قال تعالى: {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (61) سورة المؤمنون. وقال أيضاً: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}(26)سورة المطففين، فأنت مثلاً تجد في نفسك غبطة على أخيك المسلم إذا سمعت أنه عمل عملاً خيرياً، أو أسهم في مشروع أو أتى قربة معينة. فتبدأ تراجع تقصيرك، وهذه غبطة محمودة شرعاً - إن شاء الله - كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه منه) فأكثر الناس بحسن نية يقع اللبس عندهم في موضوع إخفاء الصدقات والأعطيات. والتحقيق في ذلك كما أشرنا آنفاً ان الإخفاء يكون في صدقة الفقير خاصة وكذلك الفقير المعيّن، وذلك خشية أن تتكسر نفسه ويجد الضيق والحرج والذلة والمسكنة. وكذلك المتصدق حتى لا يدخله الزهو والعجب والتكبر.. فلذلك قال تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}ثم خص الإخفاء بما يعطي الفقراء فقال: {وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} (271)سورة البقرة. خشية المحاذير السابقة.
وفي الحديث: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).
وكلنا يعلم كيف كان السباق بين الصحابة مثل أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - في الصدقات.
أما من كان دافعه للتبرع هو الرياء والسمعة والعياذ بالله - جنَّب الله المسلمين ذلك - فهذا يقول العلماء إن كانت نيته خالصة لوجه الرياء فعلى الأولى الإسرار، علماً أن المسلم عليه أن يثق بنفسه وبربه ويصلح نيته لقصد حث الناس على التبرعات والمسابقة في الخيرات. ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان. ثم إن نفع الإعلان يعم المسلمين عامة، والضرر إن قدر حصوله فعلى الرجل نفسه. ولا بأس بثناء الناس عليه إن لم يكن أنفق لقصد الثناء، فقد جاء في الصحيح أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنني أعمل أعمالاً فأجد ثناء الناس علي.. فقال - صلى الله عليه وسلم -: (تلك عاجل بشرى المؤمن..) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
كما أن العلماء يقولون: ينبغي على المتصدق ألا يري لنفسه الفضل على الفقير والمسكين ولا يستشعر العجب والكبر والمخيلة، بل عليه أن يستشعر أن الفضل للفقير نفسه إذ منحه فرصة التقرب إلى الله.
ثم لنعلم جميعاً أن التبرع أياً كان قدره فالأجر فيه على قدر نية صاحبه لا على حجمه وعظمته، فكل إنسان بحسب حاله كما قال تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (سبق درهم مائة ألف درهم).
فلا يحتقرن امرؤ نفسه، فالقليل خير ألف مرة من العدم!!
اللهم قنا شح أنفسنا، {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(9)سورة الحشر.

د. علي بن محمد الحماد -الموجه الشرعي في القوات المسلحة
محافظة رياض الخبراء ص. ب 9



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved