Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/10/2006G Issue 12441الرأيالسبت 29 رمضان 1427 هـ  21 أكتوبر2006 م   العدد  12441
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الأمير سلمان واليتامى.. النماء قبل العطاء!
ناهد بنت أنور التادفي

في كل أمة يتسابق الرجال إلى مقدمة الصفوف، همهم فتح الآفاق لمن وراءهم، وتسطير عطاءاتهم الخيرة بأحرف من نور لتكون قدوة لغيرهم، فيحتلون بذلك مناصب الرفعة، ويصبحون منارات خير شامخة يسير على هداها السالكون.
وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ينضح جبينه دوماً بنور الإيمان، وحب الخير.. كيف لا وقد حقق سموه معنى الأبوة بأبهى صورها، ولم تشغله المشاغل، ولم تصرفه المسؤوليات الجسام عن المتابعة الدائمة واللصيقة لتلبية حاجة كل محتاج، والسعي الحثيث للقضاء على مسكنة الحاجة ومتابعة أحوال اليتامى وظروف حياتهم، وقد تابعت مؤخراً ترؤس سموه لاجتماع مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، حيث جاء هذا الاجتماع يحمل في طياته حناناً وعطفاً وأبوة خالصة وينبوعاً متدفقاً من الدفء والرعاية ظهرت جلياً في تقاسيم وجه ولغة سمو أمير الرياض الذي عرفه الناس من خلال تجارب إنسانية فريدة امتدت بها يده الحانية ولا تزال للأيتام والأرامل والثكالى وفاقدي الأبوين والحرص المستمر على حماية هؤلاء المحرومين من الإهانة ومد أياديهم للناس أعطوهم أو منعوهم.
وكما تعودنا من الشمس إشراقها في كل صباح، تعودنا أيضاً من سموه عطاءات البر والخير، فهذا هو الأمير الإنسان سلمان ابن الرياض البار، لا تكاد تغيب شمس عطاءاته عن نهاراتنا، ويشرق حضوره دوماً بالنماء مع العطاء، وبالوفاء مع البر بالوعود، ضارباً المثل في فعل الخير بنفسه، ليحفز همم أصحاب الخير فيعينهم على أنفسهم ليضربوا في الخير بسهامهم الوافرة.
دخل الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز إن شاء الله في قائمة الذين مدحهم المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: (أنا وكافل اليتيم كهاتين) مشيراً بالسبابة والوسطى، وكان دخول سموه من بوابتين عريضتين، البوابة الأولى فعله الجميل حين افتتح سموه باب التبرعات لهذه الفئة، كالعهد به دائماً سباقاً في أعمال الخير ليكون تبرعه بمثابة رسالة سامية تنطوي على الخير كله، وتنطق بحب للأيتام يختلط بالدم والأنفاس وحنايا الضلوع، وكانت البوابة الثانية بوابة القدوة والاقتداء، حيث كان تبرع الأمير سلمان السخي تشجيعاً لغيره على الاقتداء به، حيث أعقبه تبرع أصحاب السمو والسعادة من أجل دعم الأيتام الذين يفوق عددهم بمدينة الرياض (11.783) يتيماً منضوين تحت لواء اسم جمعية (إنسان) بعد انضمام أيتام جمعية البر وفروعها بالرياض، ويأتي دعم المحسنين لجمعية (إنسان) لمساعدتها على تحقيق خططها وطموحاتها الطموحة كي تتمكن من تنفيذ البرامج والمشاريع النموذجية التي تخدم الأيتام بما يتوافق مع توجه حكومتنا الرشيدة التي أولت الأيتام رعاية خاصة، وأفردت لهم جزءاً كبيراً من همومها واهتماماتها مادياً وتربوياً، وسخرت في سبيل ذلك دور الرعاية الاجتماعية التي تقوم على نسق يتوافق وأحكام الشريعة الإسلامية السمحة التي بينت كيف يعامل اليتيم الذي حرم نعمة الأبوة وهو يافع لم ينبت له ريش، ولم يقو له جناح يطير به في معترك الحياة اللاهثة ويتجلى لنا أن قضية الأيتام في مفهوم الأمير الإنسان سلمان أكبر من حل آني لوضع معيشي لأسرة وإلقاء حبات الخبز في حلوق الجياع لكنها منهج ومدرسة الوفاء التي تكفل للجميع حياة كريمة متساوية تلقي حُب الراعي في قلوب رعاياه ثباتاً ويقينا يصعب معه التزحزح أو الترنح في المواقف.
إن عطاءات سلمان الخيرة لا تتوقف عند حد، ولا يقيدها حيز، ففي كل مجال من مجالات الخير نجده يضرب بسهم وافر من العطاء والبذل، لكن الذي يميزها ويعلي من شأنها ليس مجرد استمرارها فحسب ذلك أن عطاء الأمير سلمان يتميز بخصائص، فهو عطاء مستمر، ومن دون منة، ويجمع مع العطاء حرصه على النماء، عن طريق التخطيط المحكم والجاد لضمان استمرارية جريان نهر الخير في هذه البلاد الطاهرة، وليس الاستمرارية فحسب بل والتطور الذي يلبي حاجات ما يستجد من ضرورات يقتضيها ميدان العمل الخيري بفعل المتغيرات الحياتية وبسبب التطورات المتجددة.
ومن خصائص عطاء سلمان التنوع، وهذه خصيصة مهمة تواكب ما يشهده عصرنا الحاضر من مستجدات تقنية فرضت التشعب في النشاطات البشرية، وبالتالي تنوع المجالات التي يحتاج فيها الإنسان إلى عون أخيه الإنسان بحكم ما يترتب على هذه النشاطات من إخفاقات ومشكلات، فكان تفكير الأمير سلمان تفكيراً عميقاً حين حرص على تحقيق هذا التنوع للنجاة من المفاجآت غير المحسوبة، وليصبح الخير عاماً لكل فئة مهما كانت معاناتها مع الحاجة والعوز.
كما أنه في جانب آخر حريص على إشراك القطاع الخاص في هذا الميدان الحيوي في حثه على هذه المشاركة، بل وتهيئة السبل المتاحة أمامه وتذليل العقبات المتوقعة والقطاع الخاص له تأثير مهم في هذا المجال المهم، وليت نداءات الأمير سلمان لرجال المال والأعمال تجد آذاناً صاغية وتجاوباً للتجارة الرابحة التي حث عليها شرعنا الحكيم {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} حيث تبقى أمانة الصغار في أعناق الأحياء ذوي المروءة، الرجال الأوفياء الذين تفيض قلوبهم حناناً وتتدفق أياديهم البيضاء عطاء مدراراً في السر والعلن لا يرجون جزاءً ولا شكوراً إلا ابتغاء مرضاة رب العالمين، ومسح دموع الحزانى واستبدال أحزانهم بفرح مقيم.
بارك الله في جهود القائمين على الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام داعين الله أن يجزي الداعمين خير الجزاء وأن يبارك في سعيهم وصولاً إلى المقاصد السامية من وراء عملهم الخيري الجليل في كفكفة الدموع المنسابة على الخدود البريئة ومساواة المحرومين بالذين أعطاهم الله بسطة في العلم والجسم. هذا والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved