Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/10/2006G Issue 12445مقـالاتالاربعاء 03 شوال 1427 هـ  25 أكتوبر2006 م   العدد  12445
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

عبقرية نايف بن عبدالعزيز
ندى الفايز

يمر العالم الإسلامي والعربي بمرحلة تاريخية مفصلية غير مسبوقة بالتاريخ إثر موجات الإرهاب التي تجتاح العالم ومحاولة الغرب إلصاق أيديولوجية الفكر الإرهابي بشكل عام بالمسلمين وبالسعوديين على وجه الخصوص، وذلك من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، الأمر الذي تصدى له منذ البداية سمو وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز وخاض معارك ثقافية وفكرية وكسبها حتى قبل أن تخوض قوات وزارة الداخلية معارك عسكرية على الأرض مع الإرهابيين، موضحاً في أكثر من مناسبة أن المملكة تعاني من الأعمال الإرهابية أكثر من أي دولة أخرى فكيف تتهم بتصدير الإرهاب!!.
وبالوقت الذي يتابع العديد ما حققته قوات الطوارئ والقوات الخاصة من إنجازات على الصعيد الأمني للوطن والمواطن، هناك من يتابع كذلك باعتزاز ومفخرة تصريحات سمو وزير الداخلية التي تترجم فورياً في الإعلام الغربي بأنواعه المكتوب والمسموع والمرئي، وتعتبر مرجعية علمية للمفكرين والأدباء، إذ لا يكاد يخلو كتاب أو طرح علمي بالخارج إلا ويتصدره أقوال الأمير نايف التي تفند أيديولوجية الإرهاب، وتقرع كل المحاولات المغرضة في مهدها، ولا تسمح حتى بتمرير الأفكار التي تحاول إقناع العالم أن السعودية دولة حاضنة وداعمة لإرهاب، ولا بد من ضروب الإصلاح فيها أن تأخذ مجرها، كما أقامت عبقرية نايف الحجة منذ بداية تلك المحنة، حيث أوضح حفظه الله أن الإرهاب مشكلة عالمية تعاني منها السعودية كما تعاني منه بقية دول العالم، موضحاً في أكثر من مناسبة أن الإرهاب ظاهرة متعددة الجنسيات من حيث هوية أعضائها ونطاق عملياتها، وبالأساس تعد مشكلة عالمية بالدرجة الأولى، موضحاً سموه كذلك أن السعودية تعد دولة مصب (لا) دولة منبع أو حتى دولة مرور لإرهاب اتضح لاحقاً أن هناك من يحاول العمل على ربط أيديولوجية الفكر الإرهابي بالسعودية وتعاليم الإسلام الحنيف.
ولعل التاريخ العالمي قبل العربي سينصف في عهد رجل بقامة وثقافة الأمير نايف ويؤرخ لتلك المرحلة التي عاصرها سموه منذ البدايات في عهد الملك فهد رحمه الله وحتى انحصارها في عهد الملك عبدالله حفظه الله، ولا ريب أنه ومنذ بداية الأحداث تبصر الأمير نايف بعبقرية فذة أن هناك من يمهد إلى إلصاق تلك الأيديلوجية الإرهابية بالسعودية، وأن القضية تحمل خلفيات وتقاطعات أكبر مما يتصوره الآخرون، وبالرجوع إلى تاريخ تلك الفترة وأقوال سموه من الواضح أنه لم يكن لصناعة الخوف وعامل الصدمة التي مرت وتأثرت بها تلك الحقبة أي تأثير واضح أو حتى خفي على الخطاب السياسي والثقافي عند رجل بقامة وعبقرية الأمير نايف الذي يعد ملف الإرهاب كاملاً من صميم نطاق عمله باعتباره وزير داخلية الدولة التي أمسى العالم ليصبح بعدها موجهاً أصابع الاتهام لها كدولة منبع ومرور لإرهاب رغم أنها في حقيقة الأمر مثل غيرها من بقية الدول تعد دولة مصب للعمليات الإرهابية، كما لا يزال الرأي العام العالمي وكذا المثقفين الغربيين يستشهدون في أطروحتهم بأول تصريح جاء على لسان وزير الداخلية السعودي إثر اتهام السعودية بالإرهاب نتيجة الاعتقاد بتواطؤ السعوديين بتفجير الحادي عشر من سبتمبر، وقتها صرح سموه في أول تصريح لوفد أمريكي زائر جاء فيه: (إلى حد الآن لا يوجد أي دليل على وجود صلة بين المواطنين السعوديين المتهمين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي وهجوم 11 سبتمبر، لم نتوصل بشيء قاطع).
وتعاقبت تصريحات سموه التي تتسم بالحنكة وبعد فائق للنظر طيلة تلك السنوات حتى مع نجاح حملة القضاء على الإرهاب، حيث كان الأمير نايف يدلي بتصريح وكله ثقة: (نحن مصممون على مواجهة آفة الإرهاب واجتثاثه من مجتمعاتنا).. مشيراً بشكل صارم إلى العزم الصادق باجتثاث الإرهاب من جذوره حتى مع تفكيك غالبية الخلايا الإرهابية، وليس مبالغاً الحديث عن إصرار سموه على مكافحة الإرهاب وبالوقت نفسه حرص كل الحرص على ضمان سيادة الدولة السعودية دون أي تدخل خارجي أياً كان مصدره، أو السماح للمحققين أو المخبرين الأجانب للعمل على الأراضي السعودية، وفي ذلك السياق ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في 9 ديسمبر 2002 عبر تقرير سايمون هاندرسون ما ينص ترجمته بأن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز (كما ذكرت التقارير) يرفض طلبات أمريكية بتجميد حسابات مالية داخل السعودية من قبل أمريكا، ويرفض التعاون المباشر بين مؤسسة النقد الأمريكية والسعودية، ويمنع المحققين والمخبرين الأجانب بالتدخل في مجريات التحقيقات.
عبقرية نايف.. في محاربة جذور الإرهاب واجتثاثه تكمن حتى مع النجاحات الأمنية المتلاحقة التي لم يغب عنها الإصرار والتأكيد على سيادة الدولة السعودية بشكل كامل عبر اتخاذ القرارات والإجراءات باستقلالية دون الرضوخ إلى أي قوى خارجية، الأمر الذي سجل لسموه في مراكز الأبحاث والمعلومات الغربية، وحتى بعد أن قامت وزارة الداخلية السعودية بالتنسيق مع مؤسسة النقد السعودي داخلياً لمتابعة ومراقبة وتتبع أي عمليات مشبوه في البنوك المحلية والسوق المالي، تم ذلك بدون تنسيق خارجي أو الرضوخ في تلك الفترة التي تعد مفصلية وشديدة الحساسية، ولم يسمح فيها رجل الأمن الأول بتسجيل عمليات اختراق للنظام الأمني أو حتى تعاون مباشر بدون مظلة وزارة الداخلية السعودية التي حافظت على السيادة الوطنية والأمنية حتى في أصعب اللحظات، ويعد المثل الآنف ذكره من أبسط الأمثلة التي ذكرت على سبيل المثال لا الحصر الذي يصعب.. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة هنا إلى الأكاديمية الأمنية التي تحمل اسم الأمير نايف، وتعمل على دراسة عوامل نشوء الإرهاب، وسبل القضاء عليه، وتخريج كوادر علمية عالية المستوى في ذلك المجال، تضمن على مدى الأجيال وجود صرح تعليمي بهذه الحجم والإمكانيات يخدم القطاعات الأمنية، وتغني تماماً عن الاستعانة بالكوادر الأجنبية بالخارج في مجال التحقيق أو البحث والتحري.
واستناداً لما تقدم، يلاحظ أن التصريحات المتعاقبة الصادرة من قبل الأمير نايف لم تتأثر إطلاقاً بعامل الصدمة، وما يسمى بصناعة الخوف من جلل تلك الأحداث التي مر بها العالم خلال تلك المرحلة العصيبة وكشفت بعد النظر، خاصة الرفض القاطع للأفكار الأجنبية التي ترى أن منبع الإرهاب يعد سعودياً، ولقد ظهرت مؤخراً العديد من الدراسات الإستراتيجية الغربية التي ترفع من احتمالية على عكس ذلك، والاعتقاد أن العرب بشكل عام والسعوديين بشكل خاص مهيأون لهز الرؤوس بالموافقة وتنفيذ كل ما تقوله الإدارة السياسية الأمريكية دون تفحص أو اعتراض.
وفي ذات السياق، ظهرت أبحاث وأطروحات أخذت تسأل بعد زوال عنصر الصدمة والخوف ومرور كل تلك السنوات على المجتمع الأمريكي، كيف وضعت أسماء المتهمين السعوديين من ركاب الرحلة فور انتهاء عملية تفجير البرجين وضرب البنتاجون على قائمة الاتهام دون حتى وجود قرائن أو فك شفيرة الصندوق الأسود بالطائرات، وهل كانت القوائم جاهزة ومعدة قبل التحقيق عبر وضع صورة نموذجية لأعداء الغرب في المرحلة المقبلة وهم الإسلاميون العرب وتحديداً السعوديون في قضية جنائية بهذه الحجم وبتلك الأبعاد!
وما زال السؤال يطرح تلو السؤال في ذكرى الأحداث حتى بعد كل تلك السنوات، كيف تم تحديد أسماء وهوية المتهمين أو حتى المشتبه بهم من السعوديين فوراً بعد تحطم الطائرة ومن فيها بهذه السرعة، وإدخال الشعب الأمريكي في حروب خارجية تطرح بدورها العديد من الأسئلة: من المستفيد الحقيقي، ومن المتضرر، ولصالح من نتائج تلك العمليات والحروب بالمنطقة التي يتحمل دفع الضرائب الأمريكية تكاليفها عوضاً عن أن تصرف على القطاع التعليمي والصحي بالمجتمع الأمريكي، كما ارتفعت الأصوات بداخل الولايات المتحدة الأمريكية تسأل عن سبب انتشار ما يقارب 135 قاعدة أمريكية عسكرية حول العالم، وما يترتب على ذلك من ميزانية عسكرية أرهقت كاهل الشعب الأمريكي، ورفعت معدلات الخطر من العمليات الانتقامية (لا) الإرهابية، ولم تخفضها معدلات الخطر، بل رفعته حتى أصبح المواطن الأمريكي يتوقع كل صباح أن ينفجر في مترو الأنفاق عند ذهابه للعمل نتيجة عمل انتقامي أكثر منه إرهابي، وخاصة بعد أن ثبت عدم وجود أسلحة دمار شامل أو مفاعلات نووية بالعراق، أو حتى علاقة بين نظام الطاغية صدام حسين ومنظمة القاعدة التي تهدد الأمن القومي لأمريكا أو الأمن العالمي على زعم التقارير الأمريكية.
ويجدر الذكر بأهمية الرجوع إلى المقال الذي كتبه دوغلاس جيهل في صحيفة واشنطن بوست يوم سبتمبر 2001 تحت عنوان Saudi Minister Asserts That الذي يكشف عن انخفاض مصطنع في البورصة الأمريكية لسهمين شركة يونايتد إير لاينز المالكة للطائرتين اللتين اصطدمتا بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي وفي سهم شركة بتر سبورغ كذلك بنسبة 42%، وانخفض آخر بسهم شركة أمريكا إير لاينز المالكة للطائرة التي اصطدمت بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، بالوقت الذي بقي قطاع أسهم الطيران دون أن يسجل انخفاضاً في أسهم بقية الشركات، بالإضافة إلى أنه لوحظ ارتفاع يقدر بـ25 مرة بشكل مفاجئ في رسوم بيع سمسارة ميريل لانش بالبورصة الأمريكية التي يوجد مقرها بمبنى مجاور مهدد بالوقوع مع مبنى التجارة العالمي، أضف إلى ذلك ما حققته البورصة من مكاسب مالية من تقلبات أسهم شركات الطيران المذكورة قدرت بملايين الدولارات - انتهى مقال دوغلاس -.
مع العلم أنه لم يرد اسم منتفعين عرب أو مسلمين في تلك الصفقات التي أبرمت على خلفية العلم بالهجمات، وبالمقابل لم يكشف حتى النقاب حتى عن مستخدمين لتلك المعلومات في الصفقات (بيعاً أو شراء) أو حتى يقبل الرد على الحكومات والمنظمات العربية من قبيل التعاون المعلوماتي والأمني بين الدول في قضية طالت دول عربية وإسلامية وطالبتها بالتعاون في نطاق تدوير المعلومات الخاصة بتدفق الأموال والاستثمارات ورفضت بالوقت نفسه أن تقدم بالمقابل لها معلومات من نفس المستوى.
عبقرية الأمير نايف في إدارة مسرح الأحداث، والقضاء على الإرهاب، تتجاوز ما تم ذكره بمقال كاتبة هذه السطور، ويتوجب على الباحثين تدوين تلك المرحلة بما تحمله من فكر وفلسفة الأمير نايف في إدارة الأزمات المحلية تحت وطء ضغوط دولية شديدة وحالة طوارئ واستنفار عالمي لم تؤثر إطلاقاً على منهجية الاستقلالية السياسية أو السيادة الوطنية عند أداء سموه لمهامه كوزير للداخلية السعودية، وركن من أركان الدولة السعودية الثالثة، هاجسه قبل أن يكون واجبه أمن الوطن والمواطن، وفي سياق الحدث عن قضية مكافحة الإرهاب وسياسة الإدارة الأمريكية التي تنتهجها بمنطقة الشرق الأوسط من المفيد قراءة أحدث الدراسة الإستراتيجية التي صدرت من كلية جون كنيدي للعلوم السياسية بجامعة هارفرد الأمريكية بمدينة بوسطن التي تعد عاصمة الفكر والثقافة بالغرب وإثارة حفيظة اللوبي الإسرائيلي بواشنطن (إيباك)، ويتضح من خلال محاور الدراسة العلمية عمق وتفاصيل الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية الحالية بحق العرب على حساب إسرائيل، ولقد قامت العديد من المنظمات العربية بعمل ترجمة معتمدة للدراسة باللغة العربية ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني للاطلاع على الدراسة باللغة الإنجليزية:
عنوان الدراسة:
The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy
تألف مشترك بين:
1- ستيفن وولت: أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد
Stephen M. Walt: John F. Kennedy School of Government Harvard University
2- جون ميرشايمر: أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو
John J. Mearsheimer: Department of Political Science University of Chicago
المصدر:
1- John. F. Kennedy School of Government Faculty
للحصول على الدراسة كاملة بالإنجليزية
http://ksgnotes1.harvard.edu/Research/ wpaper.nsf/rwp
/RWP06-011/SFile/ rwp_06_011_walt.pdf
ويمكن قراءة الملخص بالإنجليزية:
http://www.lrb.oo.uk/v28/n06/ mear01.htm
***
وقطعاً لم يبق للتذكير سوى....
بكلمة سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي يعد من أبرز صقور السياسة السعودية كما يطلق عليه بالخارج، حيث ألقى كلمة أمام مجلس الأعمال السعودي الأمريكي واتحاد السياسة الخارجية الأمريكية بنيويورك أحرجت الرأي العام العالمي، عندما صرح سموه وقتها قائلاً: على الإنسان أن ينظر إلى ظاهرة (القاعدة) وزعيمها ابن لادن الذي مع كونه سعودياً بالمولد غير أنه كوّن أيديولوجيته ومنهجه في أفغانستان بتأثير من جماعة منشقة وخارجة عن حركة الإخوان المسلمين (وهي جماعة معروفة لدى الجميع على ما أعتقد) مما يؤكد براءة المملكة ومساجدها من تشكيل معتقدات المذكور.
مكملاً سموه القول بحجة بليغة وثقة بالنفس: وإذا كانت المملكة مخطئة فيما حدث، فيجب أن تتحمل الولايات المتحدة نصيبها من هذا الخطأ فكلانا دعم المجاهدين لتحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي وتركنا أشخاصاً مثل ابن لادن للمجهول، ولعلنا نتذكر جميعاً تلك الأيام التي كانت تصف فيها وسائل الإعلام كلمة المجاهدين كمثال للمقاتل الحقيقي من أجل الحرية وكان يجري تكريمهم واستقبالهم في البيت الأبيض بل وحتى أن الشخصية الأسطورية لرامبو حملت قضيتهم وقاتلت معهم جنباً إلى جنب.

nada@journalist.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved