102 جندي أمريكي قتلوا خلال أكتوبر أكثر الأشهر دموية على الأمريكان في العراق
موجة من العنف المفخخ تحصد 39 عراقياً.. والإفراج عن 160 معتقلاً

* بغداد - الوكالات:
عصفت موجة من العنف اجتاحت الأراضي العراقية أمس بأكثر من 39 قتيلا وأصابت نحو تسعين آخرين في سلسلة من التفجيرات في بغداد وكركوك أخطرها تفجير عبوة ناسفة استهدفت عمال البناء صباح أمس الاثنين في حي مدينة الصدر الشيعي في بغداد وأسفرت عن مقتل 29 منهم.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد عبدالكريم خلف: إن الانفجار وقع عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (05.00 تغ) في ساحة الـ55 وسط المدينة، وسط تجمع للعمال في الحي الواقع شرق بغداد. وذكر شهود عيان أن سيارات إسعاف وآليات مدنية قامت بنقل الجرحى إلى ثلاثة مستشفيات اثنان منهما داخل المدينة وآخر خارجها.
وتفرض القوات الأمريكية حصارا أمنيا على مدينة الصدر معقل ميليشا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، منذ ستة أيام بعد خطف أحد الجنود الأمريكيين من أصل عراقي من قبل مسلحين مجهولين مساء الاثنين الماضي.
ويخضع كل الداخلين إلى المدينة والخارجين منها لتفتيش دقيق من قبل الجنود الأمريكيين.
وشهدت هذه المدينة عمليات تفجير كبيرة كان آخرها في 23 أيلول سبتمبر الماضي حيث قتل 31 شخصا على الأقل وجرح 34 آخرون في انفجار عبوات ناسفة قرب صهريج للمحروقات كان يفرغ شحنته في المدينة. وقال أبو زينب أحد شهود العيان في مكان الحادث: إن (عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل كيس ترك وسط تجمع العمال انفجرت).
وأضاف أبو زينب الذي يملك محلا تجاريا قريبا من مكان الانفجار: (هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهدف هذه المكان بل الثالثة خلال العام) الجاري.
وذكر مراسل فرانس برس في المكان أن معظم الجرحى نقلوا بسيارات مدنية لتأخر وصول سيارات الإسعاف. وقد تحدث عن ملابس وادوات العمال التي تناثرت في الساحة ودماء غطت مكان الانفجار الذي دمر عربات باعة متجولين يبيعون وجبات الإفطار الفقيرة.
من جهته، وجه ضياء كاظم (26 عاما) احد العمال الجرحى في مستشفى الإمام علي في مدينة الصدر، اللوم الى القوات الأمريكية والحكومة العراقية.
وقال: (إن سبب التجمع الكبير للعمال في هذا المكان اليوم هو محاصرة المدينة. لم نستطع الخروج للعمل في مناطق أخرى والعمل غير متوفر هنا).
كما حمل كاظم الحكومة العراقية المسؤولية (بسبب صمتها على هذه الحصار).في غضون ذلك انفجرت ثلاث سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو عشرين آخرين بحسب مصادر في وزارة الداخلية. وقال المصدر: (إن سيارة مفخخة انفجرت في حي الحارثية الراقي غرب بغداد بينما كانت متوقفة امام محلات لصرف العملات الأجنبية (الصرافة) مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة خمسة آخرين بحروح وأضرار بالمحال).
وأضاف المصدر أن (سيارة اخرى انفجرت بعد مرور ساعة تقريبا من الانفجار الأول في شارع عشرين في منطقة البياع جنوب بغداد ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 15 آخرين). وتابع المصدر ذاته أن (سيارة مفخخة كانت متوقفة أمام بناية مستشفى اليرموك غرب بغداد ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين). وفي كركوك أعلن العميد تورهان يوسف مدير شرطة بلدة كركوك امس الاثنين ان اثنين من عناصر الشرطة وطفلا قتلوا في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف قيادة شرطة كركوك.
وقال يوسف: (إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه أمام مدخل قيادة شرطة كركوك ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وطفل آخر كان قريبا على الانفجار بالاضافة الى إصابة أحد عشر اخرين بينهم خمسة عناصر الشرطة).
وفي الإطار ذاته أطلقت القوات الأمريكية امس الاثنين سراح 160 معتقلا من السجون التي تشرف عليها في العراق.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية: إن قوة أمريكية عراقية نقلت المعتقلين إلى موقف للحافلات وسط العاصمة بغداد بعد ظهر اليوم. وأكد المصدر أن جميع المعتقلين عراقيون وأنهم من الشباب والرجال وأن إطلاق سراحهم جاء بعد عدم ثبوت شيء يدينهم.
وأوضح المصدر أن إلقاء القبض على المفرج عنهم تم خلال حملات مداهمة وتفتيش واعتقالات عشوائية تقوم بها القوات الأمريكية.
وفي إحصائية جديدة والتي جاءت بمثابة الضربة القوية للقوات الأمريكية في عدد قتلها في العراق خلال شهر والذي بلغ خلال شهر أكتوبر تشرين الأول الجاري 102 فرد بعد إعلان أمس مقتل جنديين وأحد أفراد مشاة البحرية الأمريكية وقبل أسبوع من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي والتي ربما يفقد فيها الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس جورج بوش السيطرة على الكونجرس بسبب الحرب. ويرجع القادة العسكريون الأمريكيون ارتفاع عدد القتلى في أكتوبر تشرين الأول إلى تزايد الهجمات خلال شهر رمضان. وقتل 71 جنديا أمريكيا في سبتمبر ايلول.