Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/11/2006G Issue 12452عزيزتـي الجزيرةالاربعاء 10 شوال 1427 هـ  01 نوفمبر2006 م   العدد  12452
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

مزاين الإبل

دوليات

متابعة

منوعـات

ملحق نجران

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

تغطية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الرجل المزعج.. وأمريكا وخالد المالك

بعد مرور ما يزيد على سنة من إعصار (كاترينا) وجدت بين يدي ذات مساء مقالة أسئلة يثيرها الإعصار وأمريكا التي قد تعود وحوار قديم جديد مع بييرجوان فرانك.
هل هي مصادفة أن أقرأ ويقرأ معي آخرون واقعاً مريراً ومستقبلاً مجهولاً لما نعتقد أنها أقوى قوة على وجه الأرض أمريكا العظمى التي تدير العالم، وتعلن الحرب على مَن يخرج عن طاعتها، أو يحاول أن يختلف معها ولو في وجهات النظر.. أمريكا التي تحرك أساطيلها لتأديب مَن ترى أنه يشكل تهديداً لأمنها ويعرض السلم العالمي للخطر. ها هي اليوم تستغيث بالعالم لنجدتها يوم حلَّ بها إعصار (كاترينا).
خالد المالك كاتب مقالة (أسئلة يثيرها الإعصار) في مجلة الجزيرة الأسبوعية أثار بمقالته تلك تساؤلات كثيرة كانت تدور في أذهان البعض منا ومَن يجرؤ على طرحها تتلقفه ألسنة المؤمنين بهذه القوة التي تعلن الوصاية على العالم شرقه وغربه قويه وضعيفه صباحا ومساء!! ومع هذا ها هي اليوم تطلب المساعدة.. وها هي بالأمس تعلن العجز عن مواجهة هذه الفاجعة..!!
إذاً أين القوة الراسية في محيطات وبحار الأرض قريبة وبعيدة؟! هل هي قوة وهمية شكلية؟ يعود بنا الأستاذ خالد المالك إلى وضع الاتحاد السوفيتي يوم كان مجرد ذكر اسمه يثير الفزع..! وبعد أن صار ذكر اسمه يثير التساؤل والاستغراب وهل سنفاجأ يوما ما بشيء يشبه ما حل بالاتحاد السوفيتي؟
إن التساؤل الذي أرى أنه مرير لنا كأمة هو تساؤل انخداعنا بواقع الآخرين..!! الألم هنا ألم ضعفنا المركَّب.. ضعف الإمكانات وضعف التفكير..!! وأعتقد أن ضعف الإمكانات ربما لبعضنا عذر فيه، ولكن ضعف التفكير لا عذر لأحد، فالجميع متاح له ذلك ولكن الذي يجعلنا أمة لا تفكر هو أننا شغلنا بجوانب أخرى من الحياة نأخذ ولا نعطي فانصب جل - إن لم يكن كل - تفكيرنا في حضارة سرعان ما تتفتت وتتطاير كما تطاير الرماد.
وأعتقد أن كتاب (أمريكا التي قد تعود) لمؤلفه د. عبد الله الطاير يأتي في الوقت المناسب لمن يريد أن يقرأ عن هذا الكابوس الذي اسمه (أمريكا) له ولكثير من شباب هذا الوطن.. أمريكا التي كانت وأؤكد على (كانت) حلماً لمن أراد أن يختصر العالم في زيارة واحدة وصارت اليوم كابوسا لما تقترفه ضد الجنس البشري.
في كتاب (أمريكا التي قد تعود) بعض معاناة المؤلف مع (بعض) مدعي الوطنية يوم كان هناك، وقد عايشت أمله وألمه وهو هناك وأنا هنا، ويومها كتبت مقالة في هذه الجريدة عن أمل هذا المواطن المخلص وألمه وهو يعيش في بلاد كانت حلماً فأصبحت كابوساً كَتَبَ وحَاضَرَ وراسل وشارك في تأسيس مركز هناك من أجل هذا الوطن..!!
وأخيراً عاد.. وعادت معه حسرته التي ستجدونها في ثنايا هذا الكتاب (أمريكا التي قد تعود) لا أريد قراءته لأنني أعتقد أن اقتناءه وقراءته في هذه الأيام خاصة مهمة لمن يهتم بهذا الشأن.
وقُبيل أن أستسلم لسلطان النوم جُلْتُ مع بييرجون فرانك مؤلف كتاب (الكذبة السياسية) وهو مفكر سياسي فرنسي هولندي الأصل يطلق عليه لقب (الرجل المزعج) طبعاً للأمريكيين.
يقول: إننا وقعنا في فخ الدعاية الأمريكية التي استطاعت أن تجرنا جميعا إلى الفكر المناوئ للحقيقة!! ويقول: إننا اكتشفنا هذه الحقيقة في وقت ربما متأخر وإننا كنا لعبة بين أيدي خبراء جهنميين!!
وهو طبعاً كما هو معروف يعتقد أن أحداث سبتمبر 2001م ما هي إلا مسرحية صيغت بكل عناية، وقد كتب مقالة في جريدة النيويورك تايمز في حينه تحت عنوان (نريد الحقيقة) وهو من أوائل الذين شككوا في الرواية الأمريكية للحدث، بل يجزم بافتعال كل ذلك؟!
يؤكد بيير فرانك أن أمريكا لن تعيش سلاماً لأنها لا تريده، وإسرائيل لا تريد سلاماً لأنها لن تعيشه ويعتقد أن التجارة السياسية المربحة هي تجارة العنف وهو ما تقوم به أمريكا الآن، فأمريكا تريد أن تبيع السلاح والأفلام السينمائية الهوليودية والجنس والمخدرات وكل ما ينتمي إلى العفن!
فأي نظام لا تريده تسلك معه المسلك المناسب، فمن لا تستطيع إسقاطه بالقوة ستسقطه بأساليب كثيرة منها الحروب الأهلية والانقلابات السياسية كما يحدث في إفريقيا والدول الأمريكية.
ويؤكد أن الحروب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية الآن كانت بحاجة إلى ذريعة كبيرة ولم يكن في مقدور المحافظين الجدد فعل أكثر مما فعلوه بالطريقة التي فعلوها.. يعني أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ويقول بيير جوان فرانك: إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تدمر ضحاياها صدفة، بل تختارهم عن نقصٍ مسبق وبالتالي هي لا تبيد تلك الدول فقط بل وتبيد تاريخها وحضارتها كما جرى في أفغانستان والعراق ومستقبلا في سورية وإيران على التوالي.
يشير (الرجل المزعج) إلى أن واشنطن تسعى إلى تصفية الأمم المتحدة كيلا تكون عائقا لها في الحروب القادمة، ويؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية بأيديولوجيتها الجديدة لن تستطيع العيش من دون أن تصنع أعداءً.
والذي أريد (أنا) أن أخلص إليه من كل ما سبق أننا في حاجة ماسة جدا إلى أن نكون أمة تقرأ، تقرأ بكل تمعن لما يخطط ضدها وهذه القراءة لا أعني بها ماذا سيحدث اليوم أو غدا بل ماذا سيحدث بعد غد وما بعده؟، فمن الملاحظ أن ما يحدث اليوم كُتب عنه منذ ما يزيد على عقد من الزمن بأساليب مختلفة ومما يؤسف له أن البعض حتى الآن ما زال ينكر تخطيط ما يحدث من أحداث وأنها وليدة الصدفة!!
إننا أمة كان أول أمر أُمرت به القراءة ومع ذلك فركبُنا متخلف وسيرنا بطيء ومعرفتنا متهالكة وذلك بسبب عدم استجابتنا لما أمرنا به.
وخاتمة القول فإنني لست من المؤمنين بالمؤامرة ولكني بكل تأكيد من المؤمنين بأن لكل دولة وأمة الحق في أن تخطط وتفكر في مستقبلها ومستقبل أجيالها بالطريقة التي تراها وحسب أخلاقياتها.

إبراهيم بن سعد الماجد

almajd858@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved