Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/11/2006G Issue 12463منوعـاتالأحد 21 شوال 1427 هـ  12 نوفمبر2006 م   العدد  12463
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نوافذ
فعل الخلود
أميمة الخميس

تسترد مدينة الرياض وجهها من الأسمنت والشوارع المزدحمة والمباني المغلقة على الجمود اليومي والمعتاد، عندما تجعل من الفن أجنحة تحلق بها نحو أفقها الإنساني، فالفنون وحدها هي التي تواجه كل ما هو متوحش وبدائي ولا إنساني في المدينة، والفنون هي التي ترسخ الهوية الحضارية، وتجعلها مدينة تماشي العالم وتصبح جزءاً من المسيرة.
فما كادت الرياض تغلق بوابة الفرح الذي عم سماءها وميادينها أيام العيد حتى أشرعت عدد من الأنشطة والفعاليات، كان أبرزها مؤتمر الحرف اليدوية العالمية الذي يقام الآن في الرياض. والمؤتمر كبادرة وإطار رائع ورائد ومختلف، ولا سيما أن كمية الجمال والفنون فيه سواء على مستوى الحرفيين أو النشاط المنبري المرافق وافرة، أيضاً المؤتمر بالتأكيد يرسخ لدلالات كبيرة من أبرزها استنهاض الإحساس بالهوية المهددة بطوفان العولمة عبر بوابة الفن والأشغال الحرفية.
كنت طوال الوقت وأنا أتجول بين أروقة المعروضات والحرفيين والحرفيات، مأخوذة بكمية الفن والإبداع والدقة في الفن الإسلامي، سواء على مستوى الفكرة أو الحرفية المرتفعة، أو الخامات التي صيغت منها في مساحة شاسعة من العالم، فكانت هناك الأساور الخشبية المشغولة بالفضة من موريتانيا، وكانت هناك المنمنمات الفارسية، والخزفيات الفاخرة من المغرب، والمشغولات الصدفية والحريرية من تركيا، والحرير الصيني العريق الذي يبدو بعمر الأزل.
الثراء والعمق الفني السيطرة على الخامة ومزج الألوان، بالطبع هذا يحمل مؤشرات لحضارات عريقة وعميقة ومستقرة وقادرة على التأسيس لأعمال فنية بهذا البهاء والإتقان، فالفنون كما هو معروف لا تنطلق من هباء أو فراغ، بل هي تحتاج مسافات زمنية طويلة وتراكمات حضارية متوالية للوصول إلى هذه النتائج، فكل فعل فني هو ناتج فلسفات وتعقيد حضاري ودهور متوالية قادرة على أن تؤدي لدروب الفنون، فالروح الإسلامية التي نبضت في قلب تلك الحضارات أخرجت ذلك النتاج المذهل، وهو البصمة البشرية الأقوى ضد عوامل الفناء والموت وضد كل ما هو متوحش وبدائي.
وكانت هناك طوال الوقت غصات متتالية في صدري، حينما يتوارى ويحجب هذا الواقع الحضاري الإسلامي شديد الجمال والفتنة عن وجه العالم كمؤشر ودلالة للحضارة الإسلامية، ومن ثم تستبدل صورة (11 سبتمبر) به، ومعارك الحجاب في فرنسا والنقاب في بريطانيا ومفتي أستراليا الذي يشبه النساء بقطع اللحم المغوية.
إن كان عشاق نظرية المؤامرة يؤمنون بها، فإن المؤامرة الحقيقية هي اختلاس هذه الواجهة البهية للإسلام، واستبدال كل هذا الغوغاء اللفظي الذي يهيمن على الإعلام العالمي اليوم بها، وإلا هذا الرقي الحضاري الذي يحف الفنون الحرفية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، والزجاج المعشق بفتنة اللون، والفضة المعبأة بالزخارف ونفثات الأساطير، والحرف الذي يسبح الله في كل التواءاته وانثناءاته على اللوحة.. الفنون هي المؤشرات الحقيقية للأبعاد الحضارية للإنسان، وهي وحدها التي تنأى بها عن كل ما هو متوحش وبدائي ومتخلف. مؤتمر الحرف اليدوية مهرجان رائد وأخّاذ، يبقى هنا هو تأسيس وتكوين وعي داخلي ومحلي بالفنون وأهميتها والفلسفة التي تكمن وراءها، ليتم التفاعل معها بشكل إيجابي. فكم كنت أتمنى أن تنظم زيارات لطلاب وطالبات المدارس، لزيارة تلك الأجنحة كخطوة أولى لتأسيس ذائقة فنية قادرة على إنتاج الفعل الفني والتفاعل معه.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved