Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/11/2006G Issue 12463الرأيالأحد 21 شوال 1427 هـ  12 نوفمبر2006 م   العدد  12463
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

السعوديون والسعادة
د. عبدالملك بن عبدالله الخيال

سألني صديق ما السعادة؟ قلت السعادة كلمة ضد الشقاوة. ولتنال السعادة يجب عليك أن تشكر الله في السراء والضراء وعليك بذكر الله والدعاء باستمرار وتحل بالعزيمة والإصرار، واحرص على فعل الخير والقليل من يفعل ذلك ولذلك فالكثير غير سعداء. ويبحث الإنسان عن السعادة منذ القدم، وتختلف وسائل البحث من شخص لآخر حسب ظروفهم الخاصة والعامة.
والكثير منا لو تنساه السعادة لمدة معينة، لكننا لا ننساها أبداً. ومن أراد أن يكون سعيداً فليكن. ولذلك لا تتوقف أبداً لتفكر ان كنت سعيداً.. وأحسن طريقة لتسعد نفسك أن تحاول أن تسعد شخصاً آخر. وهل تعرف أنه لا يهم أحد إذا كنت تعيساً، لذلك ربما من المستحسن أن تكون سعيداً.
والأشخاص الذين يضحكون من دون سبب، إما أنهم وجدوا المعنى الحقيقي للسعادة أو أنهم مجانين. والإنسان بطبيعته معجب بتعداد مشاكله، لكنه لا يعدد سويعات أفراحه، لأنه لو عددها كما يجب منه، فإنه سوف يرى أن السعادة تأتي من تلك الأفراح.
وتذكروا أن الشخص الغبي يبحث دائماً عن السعادة البعيدة عن متناول يديه بينما الحكيم يجد السعادة تحت أقدامه. والسعادة يمكن أن تعبر خلال باب أنت لم تعرف أنك تركته مفتوحاً. وتأخذ الناس طرقاً مختلفة للبحث عن السعادة. ولا يعني ذلك أنهم إذا لم يأخذوا نفس طريقك أنهم قد ضاعوا. ومن الصعب معرفة ماذا يجلب السعادة، فكل من الفقير والغني فشلوا في جلبها. وعادة يحاول الناس أن يعيشوا حياتهم للوراء فيحاولون أن يكون لديهم أشياء أكثر، أو مال أكثر، حتى يقوموا بعمل ما يريدون حتى يكونوا سعداء. والحقيقة أن الطريقة المثلى هي العكس فيجب علينا أن نعرف حقيقة من نحن، ثم نعمل ما نريد أن نعمل، حتى يمكن أن نملك ما نريد.
وهناك شيئان نهدف لهما في الحياة، الأول أن نجد ما نريد وبعد ذلك نتمتع بما وجدنا وفقط العقلاء والحكماء من البشر يتمكنوا من فعل الأمر الثاني.
والسعادة نوعٌ من الشجاعة. كما نميل نحو نسيان أنها لا تأتي كنتيجة الحصول على شيءٍ لم نكن نملكه، لكن لأجل أن نعرف ونقدر ماذا نملك. والسعادة؟ شيء ليس أكثر من الصحة والذاكرة الضعيفة. وقيل لي إن الشخص السعيد حقاً هو من يستمتع بالطبيعة حتى لو كان يسير في تحويلة طريق.
وإذا أردت السعادة للآخرين فعاملهم بالحنان والرفق والرحمة، وإذا أردتها لنفسك، فكن رحيماً حنواً ويشبهونها لديك بالبذرة بينما يشبهون السعادة المشتركة مع الآخرين بزهرة يستمتع بها الجميع كما لا توجد أدوات للجمال مثل السعادة ويقال إنها الإحساس الذي تحس به عندما تريد الاحتفاظ بذلك الإحساس.
كما أنها عبارة عن محطة في الطريق بين القليل والكثير جداً. والسعيد من يملك كل الأيام وأولئك الذين يختارهم والتعيس يملك فقط الساعات وأولئك الذين يفقدهم. وأنت لا تقدر دائماً أن تمتلكها، لكن تقدر دائماً أن تمنحها لمن حولك. والسعادة عند أغلب الناس لا تفسدها الكوارث الكبرى أو الأخطاء القاتلة، لكن تدمر بواسطة تكرار الأشياء الصغيرة المدمرة. ويقال إن فرح وسعادة الواحد تبعثر مئات الأحزان.
والشقاء غالباً يأتي نتيجة كثرة التفكير وكن سعيداً لتكون حكيماً والسعادة العظمى التي يمكن أن تنالها تكون بمعرفة أنك ليس بالضرورة تحتاج إلى السعادة. وعادة الناس لا يلاحظون هل هو صيف أو شتاء عندما يكونون سعداء فإذا لم تكن سعيداً هنا والآن فسوف لا تكون سعيداً للأبد. وعندما سئلت ما الوقت الوحيد الذي كنت فيه سعيداً؟ قلت: عندما كنت طفلاً قبل أن أعرف معنى كلمة السعادة. ما كانت أو مالا تكون. وتبدو السعادة دائماً صغيرة عندما تكون بين أيدينا، لكن عندما نتركها تذهب، فإننا سوف نعلم في الحال كم أنها كبيرة وعظيمة وذات قيمة كبيرة.
وإذا سئلت هل يمكن أن نعيش من دون سعادة، فالجواب: نعم فهذا حال تسعة عشر من عشرين شخصاً من الجنس البشري.
وتوجد ثلاثة أشياء مهمة تجعلك سعيداً في هذه الحياة، عمل تقوم به، شيء ما تحبه، وشيء ما تأمل أن يتحقق. وتأكد أن السعادة لا توجد إذا كانت الأشياء التي نؤمن ونعتقد بها تختلف عن الأشياء التي نعملها. ويقال اعط الإنسان الصحة ومجال عمل يحبه، وسوف لا يتوقف أبداً ليقلق حول إذا ما كان سعيداً أم لا.
وتمتع بالأشياء الصغيرة، لاجل عندما تنظر للوراء في يوم ما ستدرك أنها كانت أشياء كبيرة. ولأجل أن تتمتع بسعادة كبيرة يجب أن تمر بآلام عظيمة وعدم سعادة وإلا كيف ستعرف متى تكون سعيداً. وعموماً يبدو أن أسعد الناس هم من ليس لديهم سبب معين ليكونوا سعداء ما عدا أنهم سعداء.
وإذا كنت تعيساً فليس من الضروري أنني أود أن أكون سعيداً، لكني أريد فقط أن أوقف إحساسي بأني تعيس. وتأتي السعادة حين تعرف ماذا تفكر فيه وماذا تقول، وماذا تعمل بانسجام وتوافق. وإذا أردت أن تعرف إذا انك سعيد حقيقة، فستغرد الطيور وتشرق الشمس حتى في أحلك ليالي الشتاء، وتتفتح الزهور في أرض قاحلة مثل الربع الخالي. وتذكر أن السعادة هي الفترة بين أوقات عدم السعادة.
ويُقال عندما يفقد الشخص سعادته إنه قد يصبح جثة تتنفس وهنالك أشياء كثيرة قد تجعلك تعيساً لأسابيع، والقليل يمكن أن يجلب إليك يوماً كاملاً من السعادة والسعادة الحقيقية رخيصة بما فيه الكفاية حتى اننا ندفع ثمناً غالياً من أجل سعادة زائفة والبعض منا يبحث عن السعادة بينما آخرون يخلقونها وإذا جمعت فتات السعادة فسوف تصنع رغيفاً من القناعة. والسعادة ما هي إلا انسجام وتوافق بسيط بين الإنسان والحياة التي يعيشها. وهي ليست ألماً في الجسم أو قلقاً في العقل ويتصرف أغلب الناس كما لو كانت الراحة والرفاهية هما الاحتياجات الأساسية للحياة بينما كل ما نحتاجه لجعلنا سعداء هو شيء نتحمس له، وأنت يا عزيزي القارئ في حاجة إلى أن تتعلم كيف تكون سعيداً بالفطرة، لأنه من النادر أن تأتيك الفرصة عن طريق ظرف ما لتصبح سعيداً.
والعلاقة بين العمل والسعادة وثيقة فلو تلاحظ رجلاً سعيداً جداً فسوف تجده إما أنه يبني قارباً، أو يكتب مقطوعة موسيقية أو قصيدة شعرية أو يدس ابنه أو يزرع الورود في حديقته أو يبحث عن بيض الديناصور في الصحراء، فهو لا يبحث عن السعادة مثل بحثه عن زر سقط من ثوبه تحت سيارة، ولكنه سوف لا يجاهد من أجلها كهدف بحد ذاته، فهو سيصبح مدركاً أنه سعيد في طريقة عيش حياته أربع وعشرين ساعة مزدحمة في اليوم.
وتذكر يا عزيزي القارئ أنك سوف لا تكون سعيداً أبداً لو أنك تستمر في البحث عما تتكون منه السعادة كما أنك سوف لا تعيش لو أنك تبحث عن معنى الحياة والكثير من الناس يضيعون نصيبهم من السعادة، ليس بسبب أنهم لم يجدوها ولكن بسبب أنهم لم يتوقفوا للتمتع بها. وتذكر أنه لكل دقيقة غضب تفقد ستين ثانية من السعادة. ولذلك، فالطريقة في اختيار السعادة أن تتبعوا ما هو مناسب لكم، وعيشوا أحلامكم وستعرفون معنى السعادة.
وأخيراً تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: المرأة السوء والجار السوء والمركب السوء والمسكن الضيق. وتلك من منغصات الحياة.
وليس من المستغرب أن نعرف أن دستور المملكة العربية السعودية يضمن للشعب السعودي الحق في البحث عن السعادة لكن على كل فرد من هذا الشعب أن يجد تلك السعادة بنفسه. الكثير منهم بحثوا عن السعادة في سوق المال وكانت النتيجة تعاسة للجميع.
ولذلك للأسف يوجد في المملكة العربية السعودية حالياً أكثر من عشرة ملايين تعيس ومكتئب بسبب فقدانهم لثرواتهم في الانهيارات المتتابعة لسوق المال. وبجانب مرض الاكتئاب الذي أصابهم سوف تصيبهم أمراض أخرى مختلفة بسبب طول فترة التداول التي فرضتها هيئة سوق المال.
تصوروا أكثر من عشرة ملايين مكتئب وتعيس وعبدالملك الخيال يتحدث عن كيفية أن نكون سعداء. عجبي!!!!!!! يا ترى من سيعيد الابتسامة لشفاههم ويجلب لهم السعادة. إن فرج الله قريب ودمتم.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved