Al Jazirah NewsPaper Tuesday  28/11/2006G Issue 12479دولياتالثلاثاء 07 ذو القعدة 1427 هـ  28 نوفمبر2006 م   العدد  12479
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

لبنان ما بين التمديد والتصعيد والوعد والوعيد
د. وحيد بن حمزة عبدالله هاشم

الجميع يدرك في العالم العربي ولبنان خاصة أنّ لبنان يمر منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في منحنى سياسي خطير يؤدي لا محالة إلى انزلاق أمني وعسكري أخطر إن استمر الحال السياسي والعقدي في التدهور، وفيما لو تواصل الوضع الطائفي والمذهبي في الاحتقان، وأيضا فيما لو تواصلت الضغوط والتدخلات الخارجية لتنهمر على لبنان بما تحتويه من مؤامرات ومخططات جهنمية، يستحيل أن تخدم مصالح لبنان ولا شعبه بأي حال من الأحوال، بل ستفضي إلى تدهور أعظم وأعمق في جميع أحواله وشؤونه الداخلية.
الجميع يدركون هذه الحقائق ولا يدركونها في ذات الوقت، فالغضب والحقد والضغيفنة قد أعمت العيون وأوغرت الصدور بعد أن وصل الاحتقان السياسي أشده، وبعد أن بلغت الروح الحلقوم، بل وبعد أن بلغ السيل الذبى. الجميع يعون مخاطر التمزق والتشرذم والخلاف اللبناني اللبناني الداخلي ولكنهم يصمّون آذانهم ويغلقون منافذ وعيهم بعد أن نفخت شياطين الإنس في أوداجهم فانتفخت وتجهمت.
مشكلة التمديد لفترة رئاسة الرئيس أميل لحود لم تكن بالقشة التي قصمت ظهر البعير بقدر ما كانت عملية اغتيال الرئيس الحريري .. فهي بالفعل القشة التي قصمت ظهر لبنان بعد أن يئس من يئس من خصومه من ابتعاده عن الساحة السياسية، كيف لا يغضب خصوم الحريري ويحقدون عليه وهو لاعب سياسي جديد على اللعبة السياسية اللبنانية التقليدية دخلها بقوة المال ومؤاثرته واقتحهما في عقر دارها واخترقها على من فيها من لاعبين تقليديين وشرعيين لم يكن ليتوقعوا دخوله وصعود نجمه السياسي بهذه السرعة العجيبة.
اللاعبون اللبنانيون السياسيون القدماء ومن تحالف أو يتحالف معهم من قوى الخارج السياسية لهم مكانتهم من حيث مقومات التاريخ ومكونات القوة الاجتماعية والسياسية اللبنانية المعروفة والمتعارف عليها على مدى التاريخ. ومن الصعوبة بمكان ان يسحب البساط من تحت أرجل أولئك اللاعبين التقليديين لاعب اقتصادي جديد تمكن بقوة المال والأعمال من لبس أجمل وأفضل جلابيب السياسة ويتقن حركتها بكل مهارة بعد أن دخلوا في عرين الأسد وتحدوه في عقر داره.
التمديد إذا ساهم نوعاً ما في اندلاع الأزمة اللبنانية الداخلية، ومن ثم في اغتيال الحريري، الذي بدوره أدى إلى التصعيد الكبير في جميع جوانب ومقومات الأزمة اللبنانية الذاتية التي يطيب لبعض من الدول المجاورة للبنان وخصوصاً إسرائيل أن تصطاد في مياه لبنان السياسية الضحلة خصوصاً عندما تتعكر ولا يروق مزاجها. وفسيفساء لبنان الاجتماعية والعقدية، المذهبية والطائفية لا تقل خطورة ولا احتقانا عن الفسيفساء العراقية، فكلاهما في الهواء سواء كما يقول المثل خصوصاً إذا ما وقعت الواقعة وثار نقع سوء الفهم وارتفعت نبرات الخلافات ودوت أصوات الصراع.
التصعيد السياسي في لبنان إذن لم يكن فقط نتاج طبيعي لحركة السياسة اللبنانية الداخلية بقدر ما كان نتاجاً مباشراً لحركة السياسة الخارجية للمحيط الخارجي الدائر والمشحون حول لبنان ... نعم نعم يجب ألا نغفل العامل اللبناني الداخلي ومساهمته في ذلك التصعيد لكون الأطراف العاملة فيه والمحركة له حتماً من أبناء الداخل اللبناني فهم أولاً وقبل كل شيء أتباع وعملاء لقوى الخارج.
هؤلاء لعبوا دورهم في إيقاع الفتنة اللبنانية ومن ثم تصعيدها إلى حافة الهاوية من خلال تفعيل ومن ثم نشر لغة التهديد والوعيد التي تقود حتماً إلى لغة القتل والاغتيال والدمار. هؤلاء نصبوا الكمائن السياسية والأمنية لحزب الله ولكلِّ من يسهل قيادته وزجه في أتون حلبة الصراع والمقارعة، هؤلاء اغتالوا وقتلوا من قتلوا من أبناء جلدتهم للإيقاع فيما بينهم في وقت لا يمكن إلاّ وأن توجّه أصابع الاتهام إلى أي طرف آخر من أولئك وقطعاً يصعب إن لم يكن يستحيل أن توجه إليهم ... نعم أصابع الاتهام توجه إلى غيرهم ممن تحوم حولهم الشبهات وتعتمل في قلوبهم ونفوسهم الحقد والغضب والضغينة.
هذا حال من يعتقد بأنّهم العقلاء من أهل السياسة والكياسة بعد أن خلعوا جلابيبها وارتدوا جلابيب الصراع والضراب والاقتتال، فأهل السياسة كما هو معروف هم أهل حكمة ولين، أهل طول بال وباع، أهل دهاء ومكر يصعب أن يوقع فيهم دعك من أن يوقع بهم أي واقع. ومع هذا باتت السياسة كمن يدعون القدرة على تحليلها معرّضة لأن يعتلي صهوتها كلُّ من هب ودب. هذا هو حال من لا حال له، بل وواقع من لا واقع له في قرن جديد يستحيل تسميته غير قرن الفتنة العالمية الكبرى.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved